هند جودر
أصدقائي كثر
أغلبهم دراويش
وأطفال يتقنون اللعب
مشاكلي ضحلة
أشيائي متمرّدة
لي سماء وشمس تضيء خدّي الأيسر
لي قلب يعشق بمرارة...
أشعل النار وأطوف بالماء
ألهبُ عاطفتي ببكاء خرافي
أنتحر تحت وسادتي كلّ لحظة
أكسر الزجاج وأحتفل
أحطّم مرآتي وأكتشف الصورة
لا علاقة لي بالأوراق
أنا أعرف الشجرة
أتقن الثرثرة
وأختفي في الصمت
أغيب طويلا وأفاجئ الطحالب...
يغمرني دفء غريب.
كلّما قبضت على المعاني
وشحنت النص الغامض بروحي الكئيبة...
تفتنني اللغة.
البحار مفتوحة
السفر مغلق
الجهات بلا عناوين
أزحف نحوي فأضيع
تلك متاهتي الأبديّة...
رأسي تنخره الأمراض.
كتفي مائل وهزيل
أرمي بالسهم فلا أصيب
أعتزل العشب وأقفز على الحبال
أنتظر موتي وأضحك
أفتعل ابتسامة وأحيّي مسافرين يمرّون ببابي...
أصافح المزيّفين.
فأخجل من يدي...
أنا الكسل المقدّس لذاكرة الخزف.
أتذكّر فأنسى
تذكرني الصفصافة وينساني القرميد...
رحل الأوّلون... لِم أنا هنا؟
كيف كيف؟
لا تسألني عن هويّتي أيّها النّمل
ولا عن انتماءاتي السياسية
لاعن التاريخ ولا الجغرافيا
طريقتي في الرقص قديمة...
اسمعيني،، اسمعيني.
يا صديقتي الطريق
أضيع، وأعشقك لا أدري كيف؟
أمسك بفمي أحذيتي
جيوبي مثقوبة
رصيدي الأنثوي قليل
مواهبي الرياضية صفر
أسابق الرّيح وأتقن الخسارة...
أشتكي من الفرح المفاجئ.
الأبواب، المزاليج
النوافذ... النوافذ
القضبان...
يا صديقتي الشجرة.
يا رهاني الأوّل
أريد البذرة
وأعدك بالظل
يا حبيبتي،
مذ كان الوجع طفلا
والأرجوحة وطن
أحتسي الآن وقتي
وأجرّب الخراب
أحاول النسيان... فأتذكّر.