يسير الشاب بدر الدين بازين، بخطى ثابتة نحو تحقيق حلمه في إنشاء مؤسسة ناشئة لتطبيق مشروعه الرقمي في أرض الواقع، فقد فتحت أمامه التوجهات السياسية للدولة الجزائرية الجديدة آفاقا واسعة لتجسيد فكرته الابتكارية داخل وطنه دون التفكير في الهجرة نحو دول الشمال، حيث وجد خريج جامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة، نفسه بعد شهر من عرض مشروعه أمام الوزير المنتدب المكلف بالمؤسسات الناشئة واقفا أمام رئيس الجمهورية بقصر المؤتمرات يقدم شروحات وتفاصيل عن برامجه الإلكترونية التي تسمح بإنشاء أقسام ذكية ولأول مرة في الجزائر، في مختلف الأطوار والتخصصات التعليمية. وتمكن بدر الدين، الذي تسلح بعزيمة ورغبة فولاذية، من إنشاء نموذج رقمي لإنشاء قسم ذكي بإمكانيات ذاتية بسيطة من خلال ابتكار نموذج تتفاعل فيه ثلاثة برامج رقمية ويتعلق الأمر ببرنامج السبورة الذكية وآخر لنظام مراقبة الحضور، فضلا عن برنامج للتحكم في مختلف التجهيزات الكهربائية الموجودة بالقسم، حيث يمكن التحكم في هذه البرامج الثلاثة بواسطة قلم ذكي يعمل بسلاسة على السبورة الذكية.
* روبورتاج: لقمان قوادري
ويؤكد المتخرج من كلية الإعلام الآلي بشهادة ماستر 2، أن من بين أهم مميزات هذا البرنامج ، هو قدرته على تخفيض التكاليف المالية، بنسبة تصل إلى 95 بالمئة مما هو متداول من الأسعار بدول العالم، كما أن البرنامج من شأنه أن يفتح آفاقا رقمية، إذ أنه وفي حال إنشاء مؤسسة ناشئة، فإن المشروع قابل للتطور ويمكن أن تتحول إلى مؤسسة دولية متعددة الجنسيات، لاسيما و"أن نسبة نجاحه مضمونة مئة بالمئة".
والتقت النصر، بالشاب بدر الدين، بجامعة عبد الحميد مهري بمكتب نائب مديرة الجامعة المكلفة بالعلاقات الخارجية ، حيث قال إنه بدأ يفكر في المشروع بناء على تجربته الدراسية بمختلف الأطوار التعليمية فضلا عن خبرته البسيطة في التدريس، حيث لاحظ أن طريقة التعليم الحالية سواء عبر المؤسسات التربوية أو الجامعية وحتى مراكز التكوين المهني، تتعب الأستاذ ولا تساعده على تقديم وإبراز كل إمكاناته، في حين أن التلميذ يفقد تركيزه بسرعة نظرا لانعدام التفاعل بينه وبين مدرسه وبالتالي فإن النتيجة ستكون، كما أوضح، تراجعا في التحصيل والنتائج العلمية، مبرزا أنه من هذا المنطلق فكر بابتكار طريقة جديدة تساعد على تطوير النموذج التفاعلي وتحسين الأداء البيداغوجي للملقي والمتلقي.
سبورة عادية تتحول إلى شاشة ذكية بإمكانيات بسيطة
ويتكون البرنامج من ثلاثة برامج وتطبيقات أساسية، ويتعلق الأمر ببرنامج السبورة التفاعلية ونظام لمراقبة وتسيير الحضور عن طريق البصمة، و آخر للتحكم في كل الوسائل والآلات التي تشتغل بالكهرباء بالقسم وذلك من خلال استخدام الموجات اللاسلكية الموجودة في أي مكان، حيث يبرز صاحب الابتكار، أن برنامجه لا يتطلب منشآت أو بنى تحتية جديدة وإنما يمكن استغلاله وتطبيقه في أي مكان أو قسم في أي مدينة أو منطقة نائية بالجزائر، إذ لا يتطلب الأمر سوى توفير بعض التجهيزات البسيطة، المتوفرة في كل مكان، دون إضفاء أي تغييرات أو إضافة أي شيء أو اقتناء ألواح أو شاشات ذكية كبرى، التي لا يقل سعر أقل علامة متداولة في السوق، عن سقف 3 آلاف دولار.
ويبرز بدر الدين، أنه تم الشروع في تطوير النظام التفاعلي للسبورة التفاعلية والآن يتم العمل على تطوير مكونات النظام التفاعلي، إذ لا يحتاج القسم سوى توفير جهاز عرض بيانات « داتا شو» وسبورة عادية، فضلا عن حاسوب أو هاتف ذكي، وهي تجهيزات مثلما أبرز يمكن توفيرها وتوجد في أي مؤسسة تربوية أو تعليمية عبر جل التراب الوطني.
ووفق ما وقفنا عليه، عند عرض المشروع أمامنا بمقر جامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 2 ، فإنه يتم إرسال صور من جهاز عرض البيانات نحو السبورة العادية، حيث تنعكس الصورة المرسلة في السبورة، ثم لاحظنا أنه ومن خلالها يتم التحكم في كل مكونات الحاسوب في تلك السبورة العادية، وكأننا أمام شاشة ذكية تحتوي على كل مكونات الحاسوب دون استثناء، كما يُمكّن البرنامج من فتح أي بوابة أو تطبيق أو نافذة، مدرجة بداخل الحاسوب، بمعنى أدق، «فإن كل مكونات الحاسوب أصبحت موجودة في السبورة التفاعلية».
ويقدم هذا التطبيق تسهيلات في استخدامه في كل مكان، حيث يمكن استخدام أي فضاء أو سبورة أو جدار في عرض البيانات، فقد اخترع بدر الدين قلمين ذكيين باستخدام وسائل إلكترونية بسيطة تتوفر عليها السوق المحلية بأثمان زهيدة، إذ أن القلم الأول يعمل على التحكم في مكونات الحاسوب أو الهاتف الذكي في السبورة، في حين تم تطوير قلم ثاني يمكن استخدامه فوق أي مكان سواء على الجدران أو الزجاج أو شاشة التلفاز و حتى جسم الإنسان وفي أي مكان وتحت أي ظرف، بمعنى أنه من الممكن أن يستخدم هذا النظام في جميع الأطوار التربوية، فضلا عن أي مؤسسة مهما كان نوعها.
ويبرز المتحدث، أن الأستاذ الآن، تجده جالسا في مكتبه منشغلا بالحاسوب أو الجهاز الموصول بجهاز عرض البيانات، في حين أن التلميذ يكون في تلك الحالة غير منتبه لما يقوم به الأستاذ الذي يجلس تارة ويقف تارة أخرى، لكن هذا البرنامج الذكي الذي يجمع بين القلم وجهاز الحاسوب على السبورة الواحدة، يسمح له باقتصاد الوقت والجهد والتكاليف، كما يمكن لهذا التطبيق أن يستخدم أو يشتغل بالكاميرات و مختلف تطبيقاتها.
ويتيح هذا البرنامج وفق ما وقفنا عليه وأبرزه المبتكر الشاب، التحكم بتقنية الفيديو من خلال الكتابة مباشرة فوق الصورة، حيث أنه وعلى سبيل المثال في حال عرض فيديو لمكونات محرك مركبة أو جهاز، فإن مستعمل هذا البرنامج يمكنه التحكم بالفيديو والكتابة فوق أي مكون وتقديم شروحات مفصلة عن كيفية عمله باستخدام القلم الذكي، كما يمكن أيضا تشريح جسم إنسان وفصل كل عضو من أعضاء الجسم مع إتاحة استخدام خاصية التكبير والتوضيح « زووم» مع تقديم شروحات مفصلة حوله باستعمال القلم الذكي في مختلف الفضاءات، كما يتميز بخاصية استعمال أي حجم أو مساحة، خلافا للشاشات الذكية المنجزة وفقا لمساحة محددة.
جهاز ذكي بمكونات بسيطة يعمل على تسيير النظام الحضور يباستعمال البصمة
ويهدف هذا البرنامج الثاني، المكمل للسبورة التفاعلية، بحسب المتحدث، إلى مساعدة الأستاذ عند دخوله إلى القسم على التثبت الحضور سواء في الدروس التطبيقية أو النظرية وحتى الامتحانات، حيث أن هذا الإجراء في الحالة العادية يستغرق وقتا معتبرا يؤثر على السير الحسن للدروس، في حين أنه دائما ما يسجل تمديد في أوقات الامتحانات والمسابقات بسبب هذا الإجراء الطويل، فيما يتيح هذا النظام المبتكر التعرف على كل شخص وهويته ومعرفة ما إذا كان له علاقة بذلك المكان من عدمه، فعلى سبيل المثال فهو يُمكّن مستعمله من الكشف عن هوية أي شخص قبل الدخول إلى الجامعة أو إلى الفصل أو الإدارة.
ويسمح هذا النظام بالإلغاء النهائي للوقت الذي يستغرقه الأستاذ في تسجيل الحاضرين والغائبين وكتابة أسمائهم في كل مرة، كما يغنيه عن عناء التنقل إلى الإدارة لتقديم قوائم الحضور، في حين أن هذا التطبيق يفتح المجال أمام الإدارة والمسؤولين لإعداد إحصائيات وقوائم دقيقة بالحضور ووضعها في الأرضية الرقمية مباشرة بدل استعمال الأوراق وتعليقها في مختلف الأماكن.
ويبدأ استخدام هذا البرنامج، عند تسجيل التلاميذ أو الطلبة أو المتربصين المهنيين، حيث يتم إنشاء أرضية رقمية يتم فيها وضع كل المعلومات المتعلقة بكل الأشخاص، في حين يتم أخذ وتسجيل بصمة لكل واحد عن طريق الجهاز الذي تم إنجازه ثم إدماجها ضمن قاعدة البيانات، أما المراقبة، فتتم عن طريق تطبيقات تمكن كل المسؤولين في السلم الإداري من مراقبة الحضور، فضلا عن تحديد الغيابات المبررة وغير المبررة وكذا المقاييس والمواد التي يتغيب عنها كل تلميذ أو طالب أو متربص.
فعلى سبيل المثال، يبرز صاحب المشروع، أن أستاذا يشرف على تدريس طلبة الإعلام الآلي يستطيع الاطلاع على قائمة الطلبة ومعرفة وضعية كل طالب لدى الإدارة دون التنقل إلى أي مكان أو مكتب، في حين يمكن لرئيس الكلية أو الجامعة الاطلاع على وضعية الكليات والأقسام من مكتبه، عبر منحنيات وأعمدة بيانية والتعرف على المقاييس أو التخصصات العلمية التي تسجل فيها غيابات كثيرة مقارنة بالأخرى ومن ثم اتخاذ القرار المناسب.
وتم وضع نظام حماية خاص بالنظام، حيث أن الجهاز لا يمكن أن يشتغل إلا بعد أن يتم فتحه إلكترونيا من طرف الأستاذ كما يتميز الجهاز بالمرونة والقابلية للاستخدام في أي مكان وفضاء، كما أن مستخدمه، يستطيع التحكم في تحديد الوقت وبإمكانه أن يمدد في آجال التسجيل قبل تحويل البيانات إلى الأرضية رقميا ويطلع عليها كل المشتركين في الخدمة، علما أن الجهاز المبتكر قد أنجز بإمكانيات بسيطة، ويستخدم مستقلا عن أي جهاز ولا يتطلب سوى توفر شبكة داخلية سواء أنترنيت أو شبكة داخلية خاصة بأي مؤسسة.
برنامج للتحكم في كل التجهيزات الكهربائية داخل القسم الذكي
وارتأى بدر الدين إنجاز نظام ذكي ثالث، للتحكم في كل التجهيزات الكهربائية داخل القسم، حيث ذكر أنه يُمكّن مستخدمه من التحكم في الإنارة والتكييف، فضلا عن التحكم في جهاز عرض البيانات أو الأبواب والنوافذ، التي تشتغل بالكهرباء بواسطة الحاسوب أو الهاتف الذكي، إذ أن الهدف من هذا البرنامج المكمل لسابقيه أن يجعل الأستاذ أو المعلم متحكما في المدرج أو القسم وفقا لمتطلبات السير الحسن للدرس فتارة يطفئ الأضواء بدلا من التنقل إلى أعلى المدرج أو يشغل جهاز عرض البيانات أو يوقفه حسب مقتضيات سير الحصة التعليمية.
وأبرز المتحدث، أن هذه الخدمة متوفرة من قبل، لكن العلامة الفارقة عن غيرها في هذا البرنامج هو الانخفاض الكبير في تكاليف الانتاج، فقد عمل صاحب المشروع، على تطوير برنامج من الناحية البرمجية كما استخدم تكنولوجيات وعمل على تطويرها وتحسينها ذاتيا، مشيرا إلى أن الأسعار المتداولة في هذا الشأن مرتفعة جدا، في حين أن هذا البرنامج منخفض التكاليف.
البرنامج قابل للتطبيق حاليا دون أي تكاليف أو تغييرات
ويبرز صاحب المشروع، أن هذه البرامج الثلاثة يمكن تطبيقها في أرض الواقع دون تكاليف وحتى دون أنترنيت أو إجراء أي تعديلات في أي مؤسسة أو قسم أو مكان، فنحن، مثلما قال، أمام برنامج ذكي قادر على تطبيقه وفقا للإمكانيات المتاحة إذ أن الأنترنيت يتم استخدامها فقط في حال المراقبة عن بعد خارج المؤسسة، كما لفت إلى أن أي مؤسسة يمكنها أن تنشئ شبكة داخلية خاصة بواسطة جهاز حاسوب.
وأكد المتحدث، أنه لا توجد في الجزائر أو الدول المجاورة أي تجربة مشابهة لهذا الأمر من قبل، إذ تعد التجربة الوحيدة المتكاملة التي تجمع بين السبورة العادية الذكية و مراقبة الحضور الإلكتروني فضلا عن التحكم في التجهيزات الكهربائية، مشيرا إلى أن دولا مجاورة لجأت إلى الشاشات الذكية بتكلفة باهظة ناهيك عن تكاليف الصيانة الباهظة، مؤكدا أنه وبعد إنجاز دراسة للسوق والتكاليف تبين أن السبورة التفاعلية، توفر ما يقارب 95 بالمئة من نسبة التكاليف مقارنة بالاستيراد ناهيك عن خاصيتي التفاعلية والقابلية للتطبيق في أي مكان.
وتابع، أن تكلفة التجهيزات الخاصة بالسبورة التفاعلية في كل قسم تمثل نسبة 5 بالمئة فقط من إجمالي التكاليف المالية المعمول بها عالميا، أما البرنامج بمكوناته الثلاثة، فإن سعر اشتراكه الشهري سيكون منخفضا، في حين أن دراسة أسعار تطبيق برنامج مراقبة الحضور، سيوفر ما يزيد عن 95 بالمئة من التكاليف كما أن التحكم في التجهيزات الكهربائية، وفقا لبرنامجه المبتكر يوفر 50 بالمئة من التكاليف أيضا.
لقاء رئيس الجمهورية
بعد شهر من عرضه للمشروع يدل على رغبة سياسية قوية في التغيير
ويبرز المتحدث بنبرة تفاؤلية، أن بداية عرضه للمشروع، كانت في معرض بجامعة قسنطينة 3 شهر أوت المنصرم، حضره الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف باقتصاد المعرفة والشركات الناجحة وليد ياسين، أين اطلع على مشروعه ثم تمت دعوته شفهيا إلى الحضور إلى العاصمة، حيث ظن في البداية أنه مجرد كلام للتداول الإعلامي وفقط، لكنه تفاجأ بتوجيه دعوة رسمية له بعد أسبوع.
وبعد أن تنقل إلى العاصمة، قال صاحب المشروع، إنه وجد الوزير مطلعا على مشروعه بشكل دقيق ثم طلب منه تقديم مطالبه بشكل دقيق، حتى تتمكن الدولة من تقديم المساعدة له، مشيرا إلى أنه ما يزال على اتصال بالوزارة، كما أن الوزير ومختلف المسؤولين يتواصلون معه دوريا وأحيانا يتصل بهم في ساعة متأخرة من اليوم ويجد تجاوبا، مضيفا أن الوزير المكلف بالمؤسسات الناشئة حدد له موعدا مع الأمين العام لوزارة التربية، حيث التقى بهذا الأخير ثم حدد له موعدا آخر لعرض المشروع بطريقة مفصلة، كما أكد المتحدث، أن الرجل الثاني في وزارة التربية تقبل الفكرة وأكد له أن الوزارة تعمل على رقمنة المؤسسات التربوية وتفكر في هذا الأمر بالذات في إطار تطبيق السياسة الجديدة للدولة الجزائرية.
وأكد المتحدث، وجود رغبة سياسية قوية في مساعدة الشباب المبتكر، حيث أنه لم يكن يتوقع على الإطلاق أن يجد نفسه بعد شهر من عرضه للمشروع على الوزارة، في معرض المؤسسات الناشئة بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، واقفا أمام رئيس الجمهورية يقدم شروحات حول مشروعه، إذ أكد أن الرئيس عبد المجيد تبون، أبدى إعجابه و استمع باهتمام وشغف للشروحات المقدمة من طرفه، كما قال له الرئيس إن الجزائر تتوجه إلى تعميم الرقمنة وجدد تأكيده على استعداد الدولة لتقديم المساعدة اللازمة لإنجاح مشروعه في أرض الواقع، مشيرا إلى أن مشروعه اختير ضمن 20 مشروعا مميزا من أصل 300 مشروع لإنشاء مؤسسات ناشئة بالجزائر، وهو ما يعكس فتح المجال أمام الكفاءات بعيدا عن المحسوبية والعراقيل البيروقراطية، كما نوه المتحدث، بالمرافقة التقنية والمادية المستمرة لإدارة الجامعة، حتى بعد تخرجه منها منذ أزيد من عام.
* رئيس جامعة عبد الحميد مهري البروفيسور عبد الوهاب شمام
سنعمل على تطبيق هذا البرنامج الرقمي كتجربة أولية بإحدى الكليات
قال رئيس جامعة عبد الحميد مهري « قسنطينة 2»، إن هذا المشروع المنجز من قبل الشاب المتخرج من كلية الإعلام الآلي التابعة للجامعة، يعد نموذجا ناجحا يواكب التطورات الرقمية، التى تسعى الدولة إلى تعميمها عبر مختلف مؤسساتها، مشيرا إلى أن الجزائر تتوفر على خزان هائل من الكفاءات، كما ذكر أنه سيعمل على تطبيق هذا البرنامج كتجربة نموذجية بإحدى الكليات.
وأبرز المتحدث، أن الشباب في الجزائر، يتوفرون على قدرات وأفكار لكنهم لم يجدوا من قبل الحاضنات التي تحتضن أفكارهم، مشيرا إلى أن الوزارة المنتدبة المكلفة بالمؤسسات الناشئة، تعتبر فكرة متطورة لاحتضان مشاريع الشباب وتطبيقها في أرض الواقع، مبرزا أن الدولة قدمت خدمة رائعة تتمثل في إنجاز صندوق يتولى دعم المؤسسات الناشئة وهو ما لم يحدث في أي دولة في العالم.
ولفت رئيس الجامعة، أن موضوع القسم الذكي هو موضوع الساعة، إذ يعد نقلة تكنولوجية نوعية، حيث أنه يمكن مختلف المؤسسات التعليمية من جامعات ومراكز تكوين عالي ومدارس وثانويات، من ربح الوقت وتسهيل عمل الأستاذ، كما أنه يساهم في نقل وتعميم ثقافة استعمال التكنولوجيا في شتى المجالات، «وبالتالي فإننا أمام مشروع ذي بعد تربوي بيداغوجي وكذا اقتصادي».
وأكد المتحدث، أن الجامعة ترافق منذ أزيد من عام أصحاب المشاريع حتى بعد تخرجهم من الجامعة، إذ تبقى على اتصال دائم بهم كما أن صاحب هذا المشروع ظل وفيا للجامعة والكلية التي درس بها، مؤكدا أنه سيعمل على إبراز هذا النموذج الناجح والقضاء على النظرة التشاؤمية الراسخة في أذهان الطلبة.
وذكر، البروفيسور، أن هذا النموذج الرقمي يمكن أن يتحول إلى برنامج دولي ناجح متعدد الجنسيات، كما أكد أن إدارة الجامعة مستعدة لتبني المشروع وتطبيقه كمرحلة أولية على كلية من الكليات ثم تعميمه على جميع التخصصات المتوفرة.
* رئيس دار المقاولتية بالجامعة الدكتور عزيزي نذير
القسم الذكي سابقة في الجزائر وسيُساعد على تحصيل المعرفة
أكد، رئيس دار المقاولتية الدكتور عزيزي نذير، أن هذا المشروع يكتسي طابعا اقتصاديا وعلميا مهما، حيث أن الاعتماد على القسم الذكي، سيساهم في تطوير التحصيل العلمي وتحسين أداء الأستاذ والتلميذ.
وذكر الدكتور في الاقتصاد عزيزي نذير، الذي يعد من أبرز المرافقين لصاحب المشروع أن تجسيد هذه الفكرة الابتكارية على أرض الواقع، سيساهم في تحسين التلقين العلمي فضلا عن مساعدة الأساتذة في تقديم كل ما يملكونه من معلومات سواء كانت نظرية أو تطبيقية.
وتابع المتحدث، أن المشروع يعد سابقة في الجزائر، كما أنه يتميز بخاصية التطبيق الفعال في أي مكان ودون اقتناء أي تجهيزات أخرى، كما أشار إلى قدرة هذا البرنامج على التأقلم مع أي مجال، فعلى سبيل المثال، يبرز المتحدث أن برنامج المراقبة الحضورية باستعمال تقنية البصمة يمكن تعميمه على قطاع الجماعات المحلية أو في أي مجال آخر، وهو نفس الأمر بالنسبة لنظام التحكم في التجهيزات الكهربائية عن بعد، مضيفا أن رقمنة التعليم، ستساهم في إنشاء طبقة مثقفة تساهم في ترقية أداء المجتمع.