قصابات تسابق الزمن لتوفير طلبيات عيد الأضحى
يقصد مواطنون محلات القصابة قبيل حلول عيد الأضحى المبارك، لطلب خرفان جاهزة و بعض من أحشائها، أو قطع من لحم الفخذ و الأضلاع و الكبد لأجل العيد، كل حسب قدرته الشرائية وهم في الغالب مواطنون يعجزون عن شراء الأضاحي أو لا يمكنهم التعامل مع الكبش لظروف معينه، وبينهم من يحضرون لإكرام العرائس أيضا، وذلك بمقتضى ما تمليه التقاليد و العادات، فيختارون شراء خرفان جاهزة أو أجزاء منها و تتراوح الأسعارها عموما حسب جزارين بين 30 ألف و 70 ألف دج.
روبورتاج / أسماء بوقرن
قصدنا محلات الجزارة على مستوى المركز التجاري رتاج مول بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، ودخلنا عددا منها للوقوف على حجم الطلب على اللحوم و الأحشاء التي تعد بديلا لعائلات عن الأضحية، فوجدنا التحضيرات مكثفة و العمل جار على تجهيز طلبيات زبائن من مختلف المستويات الاجتماعية كما أوضحه جزارون، وكان صاحب قصابة يُعلق نحو ستة خرفان قال، بأنها ذبحت منذ وقت قريب، و أنه أحضرها للتو من المذبح، لذلك يعلقها لتجف قبل أن يضعها في الثلاجة، على أن تسلم في صباح أو مساء اليوم الموالي لأصحابها، حسب المواعيد المسجلة في السجل و المذكورة على وصولات الدفع، فيما يقوم بتقطع باقي الخرفان إلى أجزاء محددة تشكل أيضا مطلبا لزبائن آخرين، خصوصا « الكتف و الفخذ و الأضلاع» و غيرها.
و اعتمدت القصابات ديكورات تخص العيد على واجهاتها الزجاجية، أين تصف خرفانا جاهزة بمحاذاة بعضها كطريقة ترويجية للتأكيد على أن السلعة المعروضة جديدة، كما تعرض داخل الثلاجات تشكيلات محضرة مسبقا من أحشاء الخروف منها ما هو موجه للبيع، و منها ما هو محجوز لزبائن حسب الجزار، الذي أخبرنا بأن طلبيات العيد تتحدد قبل أسبوع تقريبا، و تشمل هياكل كاملة أو أجزاء فقط أهمها الكتف.
و أوضح، بأن مواعيد تسليمها محددة مسبقا، و منظمة بطريقة تسمح بسير العملية بشكل جيد، تجنبا للفوضى أو أي خطأ قد يؤدي للخلط بين ما طلبه الزبائن كما حدث في سنوات مضت وسبب الكثير من الإحراج.
30 ألف دج أقل تكلفة
حسب سمير، صاحب قصابة ، فإن الطلب كبير على لحم الخروف، حيث يكلف أقل خروف 50 ألف دج دون أحشاء و ترتفع التكلفة إلى 70 ألفا مع احتساب الأحشاء والكبد، مشيرا إلى أن هناك نسبة كبيرة من الزبائن الميسورين، يفضلون شراء الهيكل و الأحشاء دون الاكتراث للسعر، أو شراء قطع من لحم كتف الخروف و الفخذ و لحم «الفيلي» بسعر 3300 دج الكيلوغرام أو «فوفيلي» مقابل 2600 دج لأجل الشواء، لأنهم لا يتعاملون مع الأضحية بشكل مباشر لأسباب مختلفة، كما قال، إن الطلب يزيد في هذه الفترة على الكبد و الرئة رغم أن تكلفتها لا تقل عن 30 ألف إلى 40 ألف دج، و يجدون في شرائها جاهزة ما يجنبهم عناء النحر و التنظيف، خاصة العائلات التي تعاني سيداتها من المرض، كما أن بينهم من يخافون من تعفن الأضحية، لذا يفضلون شراءها جاهزة من القصابة، ليقينهم بأن الخروف مر على رقابة البيطري.
أما بعض العائلات، فتكتفي بشراء كميات قليلة من لحم الخروف، و ذلك بنحو اثنان كيلو من لحم الخروف، و ثلاثة كيلوغرام أضلاع، بسعر 2500 دينار للكيلوغرام الواحد، فيما هناك تسجيل تراجع الطلب، من قبل هذه الفئة، على الكبد و الأجزاء المتصلة به و هي القلب و الرئة و الطيحال، لارتفاع السعر الذي يتراوح بين 4 و 7 آلاف دينار للحجم الصغير، و ما بين و يتراوح بين 8 آلاف و 12 ألف دينار، مشيرا إلى أن يفضل بيع الأجزاء الصغيرة ليلبي طلب زبائنه،
و أشار، إلى أن الطلب على رأس الخروف يكون أقل، و سعر هذا الجزء يعادل بالعموم 1500 دج، أما الأحشاء أو «العصبانة» فتكلف 1300 دج، وهو سعر يختلف من قصابة إلى أخرى، و بخصوص عملية التقطيع قال التاجر سمير، إنها تتم بعد مرور نحو 24 ساعة على عملية الذبح.
لحم العجل صحي و أقل تكلفة
في حديثنا إلى أصحاب قصابات أخرى، قالوا إن هناك زبائن فضلوا لحم العجل، لكنهم نسبة قليلة تعتبره أفضل من حيث السعر، لأن الكليوغرام منه يعادل 1600 دج، و يصل إلى 2200 دج لشرائح «البيفتاك»، مقابل 2400 دج للفوفيلي و 3200 دج للفيلي، فيما يراوح سعر كيلوغرام لحم الخروف عتبة 2600 دج، وأضاف صاحب محل جزارة، بأن نسبة كبيرة من الطلبيات المودعة على مستوى قصابته تتعلق بلحم العجل، الذي يختاره زبائنه لأنه مناسب للشواء، مشيرا إلى أن مبيعات لحم الخروف تراجعت مقارنة بالسنة الماضية حيث باع وقتها 50 خروفا، أما هذا الموسم فلم يتعد الطلب 20 خروفا مقابل ارتفاع مبيعات لحم العجل مؤكدا، بأن هناك زبائن يفضلونه لأنه صحي أكثر ويحتوي على نسبة أقل من الدهون. لاحظنا أيضا، بأن هناك طلبيات كثيرة بكافة القصابات التي زرناها على فخذ الخروف و السبب هو أن هذا الجزء يقدم كهدية لتكريم العرائس بحسب العادات، ولذلك فإنه يجهز بديكور جميل يتماشى مع طبيعة المناسبة، فيزين بالأعشاب العطرية و شرائح الليمون وغيرها و يغطى بورق غذائي حافظ، يختلف سعره إذا كان موصولا بالصلب فيكون أغلى و يباع مقابل 10 آلاف إلى 17 ألف دج، و هناك قصابات تعرضه بسعر أقل. لفت انتباهنا خلال زيارتنا للقصابات، تعامل بعض الجزارين مع سيدات بطريقة مهنية تبين بوضوح بأنهن لسن زبونات، وحين سؤالنا عن الموضوع، قيل لنا بأن هناك نساء يتفقن مع أصحاب محلات الجزارة على العمل أيام العيد وقبله، حيث يتكفلن بتنظيف أحشاء الخرفان و تجهيز ما يطلبه الزبائن منها، وقال جزارون، بأنه نشاط رائج جدا في هذه الفترة و يعرف عدد النساء المهتمات به تزايدا كل سنة، كما أنه نشاط يعود على من يقوم به بدخل مقبول حيث يتحدد سعر الخدمة بحسب حجم الأحشاء أو الكمية وينطلق من 1500 دينار.
أ ب