مسبح سيدي مسيد و حديقة - أميـرة لاند - ينعشان صيـف قسنطينة
أنعش مسبح سيدي مسيد بقسنطينة، إلى جانب الحديقة المائية أميرة لاند، أيام الصيف بقسنطينة، إذ يعد المرفقان قبلة للعائلات والشباب، و وجهة مفضلة لاحتضان نشاطات بعض النوادي والجمعيات ذات الطابع السياحي، فالمسبح الذي أغلق لسنوات وفتح أبوابه مجددا للموسم الثاني على التوالي في إطار المخطط الأزرق، يعتبر متنفسا لكثير من شباب المدينة وبالأخص قاطني البلديات الشمالية للولاية، في المقابل تستقطب الحديقة المائية بعلي منجلي، الأسر بشكل كبير، وهو ما يعكسه التوافد عليها من داخل و خارج إقليم الولاية، حيث يرى مواطنون بأن الاستقطاب يفرض ضرورة توسيع حجم الاستثمارات من هذا النوع بقسنطينة، وذلك لضمان تحسين جودة الخدمات والتحكم في الأسعار.
روبورتاج / أسماء بوقرن
400 زائر خلال سويعات
وجد قسنطينيون و وافدون من مدن قريبة في المنتزهات المائية القليلة الموجودة بالولاية، ملاذا للهروب من الحر بعد أن شحت المرافق طوال عقود، قبل أن يتنفسوا الصعداء مع نهاية العام الماضي وبشكل أفضل هذه السنة، عقب استمرار نشاط المسبح والحديقة المائية الواقعة بالتوسعة الغربية بالمدينة الجديدة، والتي وضعت كل مرافقها حيز الخدمة هذا الموسم، بعدما كانت قد انطلقت في العمل جزئيا قبل سنة.
زرنا الحديقة المائية «أميرة لاند» المتربعة على مساحة 5 هكتارات و بطاقة استيعاب قدرها 5 آلاف شخص، و وقفنا بمجرد وصولنا على حجم الإقبال، الذي لم ينحصر على سكان قسنطينة و إنما شمل ولايات عدة منها العاصمة و أم البواقي و باتنة و وادي سوف و البليدة وهو ما عكسه ترقيم السيارات في الحظيرة لاحظنا عند دخولنا، بأن الحديقة وجهة لمنظمي الرحلات السياحية للأطفال.
كان الطابور طويلا أمام كشك التذاكر و عدد الأطفال ملحوظا أما العدد الإجمالي للوافدين في ذات الصبيحة فقد وصل حسب مسؤولي الحديقة إلى 400 شخص، علما أنه رقم مرشح للارتفاع كل ساعتين.
التقينا قبالة الشاطئ الاصطناعي، بعائلات من مدن مختلفة على غرار العاصمة، أوضح البعض بأنهم قطعوا مسافة 300 كلم لاكتشاف الفضاء و قضاء وقت مع الأطفال و الاستمتاع باللعب والسباحة، استنتجنا من خلال استطلاعنا بأن الشاطئ هو أكثر مرفق في الحديقة يفضله الزوار، و قالت أم بأنها أول زيارة لها للحديقة، بعد أن أعجبت بالفيديوهات المتداولة عنها عبر الفضاء الأزرق، وقد أحبت المكان و عبرت عن فرحها بتوفر مرفق مماثل في مدينة قسنطينة التي حرمت من هكذا استثمارات لسنوات أما أكثر ما أراحها فهو كون الحديقة عائلية و مناسبة للأطفال الصغار.وأضافت سيدة أخرى كانت رفقة بناتها، بأنها سبق و أن زارت الحديقة السنة الماضية، وكانت افتتحت حينها جزئيا، لكن الظروف أحسن هذه السنة. من جانبه، أكد مسؤول و مالك الحديقة المائية، عومار مرداسي للنصر، بأن الفضاء يغطي 11 ولاية من الشرق الجزائري و يضم 13 مسبحا لكل الفئات العمرية بما في ذلك كبار السن، مشيرا إلى أن المرفق لم يبلغ بعد طاقة استيعابه الكلية منذ أعيد افتتاحه بعد عيد الأضحى، و يستقبل حاليا ألفي شخص كحد أقصى، موضحا بأن الأمن و توفر حظيرة كبيرة للسيارات مع خدمات الإطعام و فريق متابعة و عدم تقييد الزيارات ببرنامج ساعي محدد، هو ما مكن من مضاعفة الاستقطاب في وقت وجيز و استهداف فئة العائلات بشكل كبير، حيث يسجل دخول 400 شخص للحديقة كل ساعتين تقريبا.
عائلات من الوادي و العاصمة
و أشار المتحدث، إلى أن نظام الأمن و الحماية في الحديقة صارم جدا، حيث يتم التأكد من المعلومات الشخصية لكل وافد، مع مراقبة الحديقة كاملة عبر كاميرات المراقبة، حيث يمنع الدخول الفردي أو الجماعي للشباب أما بخصوص الأسعار فأوضح، بأن الإدارة تقر تخفيضات استثنائية للجمعيات و الوكالات، كما أن الدخول مجاني للنساء الحوامل و الأشخاص المسنين الذين يفوق سنهم 70 سنة.
وأضافت مسؤولة الموارد البشرية شافية بوصوف، بأن التسعيرة محددة بـ 2000دج للكبار و 1200 دينار لأقل من 14 سنة، وهو سعر مناسب خاصة وأن الزائر يستفيد من كل الألعاب المائية الموجودة و عددها 12 منها « لاكوالوا» و «طوبوجون» و «طورنادو» و «لا ريفيار» و مسابح للكبار و الصغار و فضاء مائيا للصغار و مسبح بأمواج اصطناعية و سيارتين للتنقل داخل الحديقة مؤكدة، بأن الزوار يدفعون ثمن ما يطلبونه من أكل فقط ويسمح لهم بقضاء اليوم كاملا بالحديقة، ولذلك تستقبل الحديقة زوارا من ولايات عنابة و البليدة و واد سوف، موضحة بأن الفضاء مفتوح طيلة الأسبوع من الساعة العاشرة إلى غاية السابعة مساء.
حفـرة صنهـاجة تمتع أطفال المناطق المعزولة
من جانب آخر، وفر مسبح سيدي مسيد، الذي فتح مجددا العام الماضي بعد غلقه لثلاث سنوات، بديلا مناسبا جدا لأطفال الأحياء القريبة، و هو ما وقفنا عليه خلال زيارتنا، أين وجدنا أطفالا يستمتعون بالسباحة في المسبح الصغير»الزلايقية»، بينما كان العمال يقومون بتنظيف و ملء المسبح الكبير. قال من تحدثنا إليهم بأن المسبح قدم إضافة كبيرة، و فتحه مجددا هذه السنة ساعد على توفير ملجأ من حر الصيف، خاصة و أن الاستفادة من خدماته رمزية و لا تكلف الأولياء كثيرا، على خلاف مسابح الفنادق و الاستثمارات الخاصة، وعلق رجل كان رفقة ابنه، بأن المرفق موجه للمواطن البسيط و لذلك يتردد عليه قادما من بلدية ديدوش مراد، وأخبرنا رجل آخر، بأنه جاء مع أولاده الثلاثة من بني حميدان، لأجل الاستمتاع بالسباحة في سيدي مسيد نظرا لملاءمة التكلفة، لأن إمكاناته لا تسمح له باصطحابهم إلى البحر.
و لاحظنا خلال زيارتنا للمسبح، توافد عدد معتبر من الأطفال القاطنين بوسط المدينة و بالحي ذاته، فضلا عن أطفال من البلديات المجاورة و المناطق النائية، بينهم من استفادوا من رحلات ففي إطار المخطط الأزرق، سطرتها مديرية الشباب لفائدة سكان مناطق الظل، حيث تزامنت زيارتنا للمسبح و قدوم أطفال جمعية شبانية، صنع منخرطوها أجواء استثنائية في المسبح، حيث أعرب طفلان تحدثنا إليهما عن سعادتهما الغامرة بزيارة المسبح لأول مرة، و قال آخرون أن منهم من لم تسمح لهم الظروف بالذهاب إلى البحر. أما بخصوص التوقيت الأسبوعي و تقسيم ساعات السباحة، فقد أوضح مراد روابح مسؤول المسبح، بأن الحصة الأولى من التاسعة صباحا لمنتصف اليوم، مخصصة للمنخرطين في مراكز الشباب و الجمعيات و أفواج الكشافة الإسلامية و الأكاديميات الرياضية تنفيذا لبرنامج المخطط الأزرق، أما الفترة المسائية فللمراهقين، ليخصص الفضاء بداية من الساعة الخامسة للعائلات التي تظل إلى غاية الحادية عشرة ليلا، موضحا بأن الأسعار تختلف باختلاف الفئة، حيث يقدر سعر التذكرة للأطفال أقل من 12 سنة بـ 100 دينار، و 200 دينار لتذكرة الفئة العمرية الأكبر أما مدة السباحة فساعة و نصف.
تحاليل دورية للمياه و تصفيته على مدار 24 ساعة
تضمن إدارة المسبح حسب مسيره، السلامة الصحية من خلال تصفية المياه يوميا، و هو ما وقفنا عليه خلال زيارتنا للغرفة المخصصة للتصفية، أين يتم إخضاع عينات من المياه لاختبار الكلور بشكل مستمر، كما تخضع عينات من الماء للتحاليل المخبرية بمعدل مرتين في الأسبوع، وذلك للتأكد من أن المسبح معقم جيدا تفاديا لأية مشاكل قد تهدد السلامة.
ويتمتع مسبح سيدي مسيد، بموقع جميل مجاور للصخر العتيق يتيح لزواره الاستمتاع بمنظر بانورامي فريد، يبرز الطبيعة الجغرافية و مناظر غاية في الروعة، خاصة عند زاوية المسبح المخصص للصغار، و الذي يخترق صخر سيرتا العتيق ليزاوج بين الطبيعة العذراء و هندسة الإنسان، حيث يستغل الأطفال جزءا من الصخر الممتد على طول المسبح الصغير، للقفز و الجلوس.عرف المسبح قديما، بتسمية حفرة صنهاجة، حيث كان موقعه منبعا للمياه تقصده قوافل عدة، حسب مسؤوله مراد روابح، و إبان فترة الاستعمار تم إنجاز أحواض مائية افتتحت في الفاتح جوان 1872. وفيما يتعلق بمشاكل الغلق، أوضح بأنه أغلق أول مرة سنة 1987 بسبب تأثير أشغال السكة الحديدية على المسبح، ثم فتح مجددا من قبل البلدية سنة 2003، وأغلق بعدها سنة 2011 لأجل أشغال ترميم و تهيئة، قبل أن يعود للنشاط سنة 2013، إلى أن أغلق في الجائحة، و فتح في جوان 2022.
أ ب