يستهين الكثير من المسلمين بحرمة النفس البشرية فيقدمون على سفك الدماء لأتفه الأسباب وأدنى الخلافات، فنشأت بذلك الحروب والنزاعات والفتن والمناوشات بين الأفراد والجماعات، ولئن اعترى الندم بعض من أقدم على هكذا فعل فإن ذاك الندم لا يجدي نفعا لأن النفس التي أزهقت لن تعود لصاحبها لأن الأمر ليس مجرد جرح زائل أو الم مؤقت؛ وله آثار على الأسر والمجتمعات والدول لما يتركه من يتامى ومحتاجين ويتسبّب به من عداوة مستديمة؛ لذلك حرصت الشرائع السماوية والوضعية على تكريس حرمة النفس البشرية وتوعد منتهكها بأشد العقوبات؛ لاسيما شيعة الإسلام التي ارتقت بالنفس البشرية إلى مستوى من الحرمة لم ينلها في أي شريعة أخرى فقال الله تعالى: ((وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)))،
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
وهذه إحدى الوصايا العشر التي ترددت في كتب الأولين ثم استدعاها القرآن الكريم لما نزل، وأكده الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع حين قال:’ إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْت’ متفقٌ عَلَيهِ..
وقد قرر القرآن الكريم أن المؤمن لا يقتل أخاه المؤمن فقال الله تعالى: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ))، فحالة الخطأ هذه واردة في كل مكان و زمان لذلك رتب عليها القرآن الكريم بعض الأحكام فقال الله تعالى: ((وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) ))، لأن المؤمن عند الله له حرمة عظيمة، وقد روي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالََأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا)، فلا يجتمع في قلب رجل إيمان بالله واستباحة دم امرئ مؤمن؛ لذلك
لذلك كان وعيد الله تعالى لقاتل المؤمن وعيدا شديدا حيث ألحق القتل بالكفر في شدة العقوبة؛ فقال الله تعالى: ((وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)))، وهذا الوعيد من اشد ما ورد من وعيد في كتاب الله تعالى؛ حيث رتب على القاتل أربع عقوبات لا تنسب عادة إلا لكافر أو مشرك؛ وهي الخلود في جهنم، وغضب الله، ولعنته، والعذاب العظيم في الآخرة، ونظرا لشدة الوعيد وتأخر نزول هذه الآية فقد رأى بعض العلماء أن لا توبة للقاتل مهما تاب، لأنه لا يوجد استثناء في هذه العقوبة لمن تاب من فعلته؛ على خلاف من تاب من جرائم ومعاص أخرى على غرار الزنا والسرقة والحرابة والبغي والربا، وهذا الوعيد الشديد كثيرا ما يغفل عنه المسلمون بل يغفل عنه بعض النخب والوعاظ الذين يدعون للصلح والعفو في القتل العمد، والقرآن لم يقل بذلك، فشأن القتل العمد عند الله تعالى شديد، وكل غفلة عن منهج القرآن سيجعل النفس المؤمنة هينة في نظر الكثيرين فلا يتورعون في إزهاقها لأدنى سبب، والأصل هو التحذير بهذا ومن هذا الوعيد الذي ينتظر القتلة في الآخرة، فلو ترسخ في أذهانهم لعزف الناس عن القتل كما عزفوا عن الشرك بالله تعالى لأنه مخلد لهم في النار
إن من أسباب وعوامل استشراء القتل في المجتمع المعاصر بسبب النزاعات، أو لمجرد الشجار أو الغصب أو الخلاف الاجتماعي آو الأسري، أو بسبب الاستهانة بحرمة النفس المؤمنة وعظم منزلتها عند الله غفلة الناس عن هذه المعاني والآثار المترتبة على هكذا جريمة واعتيادهم على سماع أخبارهم مخالطتهم للقتلة الذين يجدون في المجتمع كامل الأبواب للاندماج دون تأنيب ضمير أو زجر، بل قد يصبح بعض القتلة في المجتمع ذوي وجاهة يمرح الناس معهم ويخالطونهم نسبا وصهرا وكأنهم أهل الإيمان.
ع/خ
افرحوا باعتدال !
يعتقد البعض أن الفرح ليس مشروعا في حق المسلم وكأن حياته كلها غم وحزن ويسوقون لتكريس ذلك آثار ضعيفة وأقوالا لتجارب شخصية يحاولن أن يلزموا المسلمين بها، فيعطوا نظرة خاطئة عن الإسلام والمسلمين فالفرح طبيعية إنسانية وعادة اجتماعية لا يحظرها الدين فالإسلام يبيح لأهله الفرح باعتدال قال الله تعالى: (( (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ {58}) (يونس)))، فهي من الطيبات التي يستمتع بها المسلم في حياته ويشاركه فيها غيره بخلاف يوم القيامة حين يكون الفرح خالصا له من دون الناس؛ قال الله تعالى: ((قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {32}) (الأعراف، ))، وهو دليل سعادة ودليل شكر لله تعالى على نعمه على الانسان سواء نجح في امتحان أو فاز بجائزة أو التقى بقريب أو صديق أو انتصر في معركة أو أدى فريضة أو وجد وظيفة أو تزوج أو أقام أي مناسبة من المناسبات في حياته، فكلها عوامل تبيح له الفرح، وقد أورد القرآن الكريم والسنة النبوية مواقف يفرح فيها المؤمن في الدنيا؛ منها: قوله تعالى: ((وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)))، وقوله صلى الله عليه وسلم: «للصائم فرحتان: فرحه حين يفطر، و فرحة حين يلقى ربه».، كما شرعت الأعياد في الإسلام وأبيح فيها الفرح،
لكن ينبغي أن يكون فرح المؤمن معتدلا لا إفراط فيه ولا تفريط وأن يحافظ على المروءة والكرامة والسمعة فلا يستهتر أو ينذل، كما ينبغي أن لا يكون فرحا بالحرام كشرب المحرمات والوقوع في الفواحش، أو يضيع بسببه الفرائض والواجبات، وأن لا يكون فرحه سببا في إلحاق الأذى بالآخرين سواء أكان أذى حسيا أم معنويا فإن فعل ذلك حظر الفرح وتحول إلى إثم وفيما عداه جاز له الفرح.
ع/خ
انطلاق أول أفواج الحجيج الجزائريين ووصول أولى رحلات القادمين بحرا لجدة
ًبدأت أولى أفواج الحجيج الجزائريين تتوافد على مكة والمدينة، حيث انطلق من مختلف مطارات الجزائر بالشمال والجنوب تحسبا لأداء فريضة الحج قريبا، كما وصلت وصلت إلى ميناء جدة الإسلامي أولى رحلات حجاج بيت الله الحرام القادمين بحراً من ميناء سواكن السوداني وعلى متنها 1633 حاجاً، وذلك خلال موسم حج هذا العام 1440هـ. ورحب الجميع بوصول الفوج الأول من حجاج بيت الله الحرام وتقديم الهدايا التذكارية لهم، متمنين لهم حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً.
العثور على بقايا أحد أقدم مساجد العالم في صحراء النقب!
قال علماء الآثار في الكيان الاسرائيلي إنهم اكتشفوا بقايا أحد أقدم المساجد في العالم، الذي بُني في فترة وصول الإسلام إلى منطقة صحراء النقب. وحسب وكالات أنباء ووسائل إعلام فإن هيئة الآثار الإسرائيلية تقول أن تاريخ المسجد، الذي اكتُشف قبيل البدء في أعمال بناء مستوطنة جديدة في بلدة رهط البدوية بصحراء النقب، يعود إلى القرنين السابع أو الثامن ميلادي.وقالت هيئة الآثار إن هناك مساجد كبيرة تعود إلى تلك الفترة في القدس ومكة المكرمة، ولكن من النادر العثور على مسجد أو مكان للعبادة بهذا القدم، ومن المرجح أن يكون المصلون فيه من المزارعين المحليين.وجرت عمليات التنقيب في الموقع عن بقايا مسجد مفتوح، على شكل مستطيل وفيه محراب باتجاه القبلة في مكة وقال جدعون آفني، من هيئة الآثار: «هذا واحد من أقدم المساجد التي يُعرف بأنها تعود لبداية وصول الإسلام إلى هذه البقعة عام 636. كما أن اكتشاف القرية والمسجد بجوارها يمثلان إسهاما كبيرا في دراسة تاريخ المنطقة».
فتاوى
هل يجوز القيام بفريضة الحج مع العلم أن لدي قرض في بنك بفائدة لدى شرائي سيارة سياحية لم يتم تسديده بعد؟.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ الحج ركن الإسلام الخامس ، وفرض من الفرائض التي علمت من الدين بالضرورة، يجب على المسلم البالغ، العاقل، الحر، المستطيع فمن لم تتحقق فيه هذه الشروط فقد سقط عنه، والاستطاعة تتحقق في صحة البدن وأمن الطريق وملك الزاد والراحلة، فإن وجد مالا يكفي للزاد والراحلة وهو محتاج إليه لدين عليه، لم يلزمه، وفيما يخصك أيها الأخ الكريم فإن كنت ملتزما بدفع القرض حسب الاتفاقية المبرمة ولم تتماطل جاز لك الإقدام على أداء فريضة الحـج ما لم يكن ذلـك على حسـاب القرض الذي في ذمتك ولم تعترض عليه الجهة القارضة. والله أعلم وأحكم
ارتكبت خطأين أثناء الإحرام للحج مما استوجب عليّ فديتين، فهل يجوز أن أدفع قيمتهما نقدا لأخي المقيم بالعراق لاحتياجه؟
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ حظر الشارع الحكيم على المحرم بالعمرة أو الحج أمورًا، وأوجب على من ارتكب محظورًا من محظورات الإحرام غير الوطء لسهو أو لضرورة أوجبت ذلك، ذبح شاة أو إطعام ستة مساكين أو صيام ثلاثة أيام على الخيار، لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مـرّ بكعب بن عجرة زمن الحديبية فقال: «قد آذاك هوام رأسك» قال: نعم، فقال النبي عليه الصلاة والسلام :» احلق ثم اذبح شاة نسكا، أو صم ثلاثة أيام أو أطعم ثلاثة آصع من تمر على ستة مساكين». وقد أفتى العلماء المعاصرون بجواز إخراج قيمة الشاة أو الإطعام نقدًا لعموم المنفعة، على أن تذبح الشاة بمكة المكرمة، وتدفع قيمة الفدية حيث شاء الحاج بشرط أن تكون لمستحقيها، فإن كان أخوك فقيرا جاز دفع الفدية له و إن كان بغير أرض الحرم، و إلا فلا.
موقع وزارة الشؤون الدينية
اقتحامات استفزازية وصلوات تلمودية في المسجد الأقصى
يشهد المسجد الأقصى المبارك منذ ساعات صباح يوم الخميس اقتحامات استفزازية لعصابات المستوطنين بحراسة مشددة من قوات الاحتلال. و نقلت وكالات أنباء عن مصدر في الأوقاف الإسلامية، أن عددا من المستوطنين أدوا صلوات وشعائر تلمودية في منطقة باب الرحمة في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى. وحسب ذات المصدر فإن عناصر من الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال قامت بحراسة وحماية المستوطنين من لحظة اقتحام المسجد من جهة باب المغاربة وتجوالهم في المسجد، وحتى الخروج منه من جهة باب السلسلة.