على الرغم من أن الجزائريين اعتادوا على إقامة صلاة الغائب في مساجدهم ؛ حيث سبق لهم أن صلوها مرارا على غرار ما فعلوا مع أطفال وضحايا الفلوجة وصلاتهم على ملك السعودية عبد الله وعلى ضحايا الطائرة العسكرية ببوفاريك ثم صلاتهم الأربعاء الماضي على فقيد الجزائر الفريق أحمد قايد صالح إلا أن البعض ما انفك يتساءل عن دليل مشروعية هذه الصلاة في الشريعة الإسلامية، والتساؤل حق مشروع لكل مسلم حريص على معرفة أحكام دينه لاسيما ما تعلق منها بجانب العبادات؛ إذا لم يكن غرض التساؤل التشكيك في المشروعية وإثارة البلبلة في صفوف المجتمع.
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
إن صلاة الجنازة على الغائب وهو الذي يتوفى ببلد بعيد وقع فعلا من قبل الرسول (ص) فقد روي (أن رسولَ اللهِ (ص) نَعَى النَّجَاشِيَّ في اليومِ الذي ماتَ فيهِ، وخرج بهم إلى المُصَلَّى، فصفَّ بهم وكبَّرَ عليهِ أربعَ تكبيراتٍ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وبناء على هذا الحديث المتفق على صحته اتفق الفقهاء المسلمون وقوع صلاة الغائب فعلا لكنهم اختلفوا في مدى كون ذلك خاصا بالرسول (ص) والنجاشي أم عام لجميع أولياء المسلمين في كل عصر، فليس بينهم خلاف اذن في وقع صلاة الغائب ولكن خلافهم في محملها بين العموم والخصوص، ولأن الأصل فيما صدر عن الرسول (ص) في مجال العبادات التعبد به ما لم يدل دليل على عكس ذلك؛ ولأن ولي الأمر يحسم الخلاف ويرجح ما يره من الآراء والأقوال المختلف فيها فإن الفقهاء المعاصرين ومنهم ابن باز يقولون إن صلاة الجنازة على الغائب تقع مشروعة إذا دعا إليها ولي الأمر بغض النظر عن الخلاف الحاصل فيها. ومعلوم أن أولياء الأمور في العالم الإسلامي اليوم يحسمون الخلاف في مسائل كثيرة ثم تلزم الأمة بها على غرار إخراج القيمة في زكاة الفطر وتحديد مواعيد الصيام والإفطار، وغير ذلك من المسائل فتكون الصلاة مشروعة ولا يجوز لمن اقتنع برأي فقهي آخر أن ينكر على مخالفيه أو يشيع الفتنة بينهم مادام ولي الأمر قد قرر ترجيح أحد الرأيين لما رأى فيه من مصلحة حقيقية للمسلمين.
وقالت دار الإفتاء المصرية إن صلاة الغائب تجوز في أي وقتٍ جماعةً وفُرَادَى؛ سواء كانت صلاتها عقب صلاة الجمعة أو غيرها، دائمةً كانت أم غير دائمة. وقد صلى المسلمون في مكة على ضياء الحق، رئيس جمهورية باكستان رحمه الله، لما كانت له مواقف طيبة إسلامية، بأمر الملك السعودي بأن يصلى عليه في الحرمين فصلي عليه؛ لأنه أهل لذلك لمواقفه الكريمة، وعنايته بتحكيم الشريعة، وأمره بها وحرصه على ذلك، نسأل الله لنا وله العفو والمغفرة.وقال ابن باز معلقا على هذه الصلاة: (والمقصود أن من كان بهذه المثابة من حكام المسلمين وعلماء المسلمين إذا مات في بلاد الغربة أو في بلاده أيضًا جاز أن يصلي عليه من يصلي عليه من المسلمين في البلاد الأخرى).
ع/خ
لماذا يسمي الجزائريون شَجَرَة اليَقْطِينِ كابويا !؟
بعد الانتهاء من قصةِ شجرة اليقطين بجامعة الأمير في نهاية الثمانينيات؛ توجهتُ إلى طالباتي، فسألتهنَّ: هل تعرفنَ شجرة اليقطين، أو ثمرتها؟! فسكتَ الجميع، ولم تُجب أيّةُ واحدةٍ منهن. وسادَ هدوء، وسكون قاتليْن، وعلت على وجوه الحاضرات شواهد الاستغراب، ومؤشرات التعجب. وشَهَدنَّ مؤشرات الدهشةِ على وجهي. فقالت إحداهنَّ: يا أستاذ، ما وجه الغرابةِ إنْ كُنّا لا نعرف شجرةَ اليقطين، ولم نشاهدْها، ولم نرها؟!! وها نحن آمنّا بصاحبها «يونس» -عليه السلام-، وجميع الأنبياءِ، والرسل، ولم نرهم!! فأين المشكلةُ إذن؟! فقلتُ: المشكلةُ أنَّ الجزائرَ من أشهر البلاد العربية في زراعتها. فحصلَ الهمسُ في القولِ، والدردشةِ، والتساؤل، والوشوشةُ، والبلبلةٌ، وظهر التعجبُّ، والاندهاشُ على وجوههن. وقامت طالبةٌ أخرى، وقالت على استحياء: يا أستاذ، فليتسع صدرك لما سأقول: إن شجرة اليقطين نسمع بها، ونتلوها، ونتعبد بتلاوتها، وهي جزءٌ من آيةٍ قرآنيةٍ في سورة الصافات، ولم نشاهدها ولو كانت تنبت عندنا، لعرفناها! فهل يُعقلُ أن لا نعرف مزروعاتنا، وأشجارنا، وثمارها؟! وتحفيزاً لطالباتي بالتفكير وبشيءٍ من الاستفزاز قلت: أكاد أجزم أنَّ ثمرة اليقطين دخلت كل بيت بالجزائر، والآن موسمها. فاستشاطت إحدى الطالبات غضباً وكانت معروفةً لديَّ تحاورني في علاقة الإنس بالجن تكراراً، فقالت: أيها الأستاذ: ألا يكفي أنك تنكر زواج الإنس من الجن، وبالعكس، والآن أدخلتَ ثمار اليقطين إلى منازلنا، وكأننا لا نعلم ما ندَّخر في بيوتنا من ثمار، وحبوب، وأقوات!! إن هذا لشيءٍ عُجاب!! وقطعًا للانفعالات، والبلبلةِ، والاستفسارات، والاندهاش قلتُ: إنَّ الجزائريين يُسموّنَ شجرة اليقطين بِشجرة «الكابويا». فصاحَ الجميع، وعَلَت أصواتهنَ، وارتفع صراخهنَّ بين مندهشةٍ، ومستغربةٍ، ومتعجبةٍ. ولم أكن أتوقع أن تُحدث محاضرتي عن شجرة اليقطين بلبلةً في إحدى محاضراتي في قاعة «مالك بن نبي». فقامت إحداهنَّ، وقالت: يا أستاذ، إن كنتَ تقصد باليقطين كلمة «الكابويا» فكلنا نعرفها، ولكنك لم تنطق بكلمة «الكابويا» ولو لمرةٍ واحدة!! فقلت: سبحان الله: أنا أفسرُ آيةً قرآنيةً عربيةً فهل تريدون مني أن أشرحها بغير لغتها؟!!. وقد شرفنا الله بعروبية لغتنا؟! ولا يوجد في القرآن آية تقول: «وأنبتنا عليه شجرةً من كابويا» وتابعتُ قولي: إن كلمة «الكابويا» سحرت أعينكم ككلمة فرنسيةٍ استبدلتموها بكلمة اليقطين القرآنية العربية؛ فَأنْسَتْكُم مفردات لغتكم، وكلمات قرآنكم!! فقالت بعضهنَّ: نعم يا أستاذ، تالله لقد آثر، وفضل ربنا لغتنا العربية الجميلة على جميع لغات العالم منذ آدم إلى قيام الساعة؛ وبلفظنا لكلمة «كابويا» بدلاً من كلمة «اليقطين» فقد كنا خاطئين. وأقول مُعَلِقًا: إن كانت اللغة الأجنبية لغة علم، فإني أُعلِّمها طيلة المراحل الدراسية من الحضانة حتى الجامعة. أما إنْ كانت لغة تخاطب، أو لغة استبدال كاستبدال كلمة «كابويا» بكلمة «اليقطين» فهذا غير مقبول نهائيًا فلا يجوز نهائيًا أن تُستبدل مفردات اللغات الأجنبية محل مفردات اللغة العربية لغة القرآن وكلمة اليقطين من لغة القرآن. ولليقطين أسماءٌ متعددة: «كالقرع»، وهي المقصودة في الآية والله أعلم. فكلمة اليقطين أي «القرع» قرآنية عربيةٌ بلاغيةٌ نحويةٌ تربويةٌ غذائيةٌ طبيةٌ، فهل من المقبول، والإنصاف أن نستبدلها بكلمة «كابويا». وكل المصاحف المترجمة حرفياً عن القرآن ليست قرآناً، وإنما تفاسير، ومعاني فلا تُجزىءُ في الصلاةِ، ولا يُتَعَبَّدُ بتلاوتها. ولو سُئِلتْ شجرة اليقطينِ: بأي ذنبٍ استبدلت؟!! لأجابت: إنه حب الإتباع، والتقليد الأعمى لأمم لم تزدها عقائدها، وثقافتها، وعاداتها، وتقاليدها، وأموالها، وأولادها إلا خساراً. ألا بُعدًا لكلمة «كابويا» كما بَعُدتْ كلمة «كِسْكِسْباس»
قيمة الرجل بعمله
لما رأيت الجنازة المهيبة للمجاهد أحمد قايد صالح رحمه الله تعالى وجماهير الشعب الجزائري التي اتبعت جنازته تذكرت حديثا للرسول (ص) فعن أَنسٍ رضي الله عنه قَالَ: مرُّوا بجنَازَةٍ فَأَثْنَوا عَلَيْهَا خَيرًا، فَقَالَ النبيُّ (ص): وَجَبَتْ، ثُمَّ مرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَال النَّبيُّ (ص): وَجبَتْ، فَقَال عُمرُ بنُ الخَطَّاب رضي الله عنه ما وَجَبَتْ؟ قَالَ: هَذَا أَثْنَيتُمْ علَيْهِ خَيرًا فَوَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ، وهَذَا أَثْنَيتُم عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أنتُم شُهَدَاءُ اللَّهِ في الأرضِ) رواه البخاري ومسلم، وفي رواية قَالَ النَّبيُّ (ص): (أَيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لهُ أَربعةٌ بِخَيرٍ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجنَّةَ، فَقُلنَا: وثَلاثَةٌ؟ قَالَ: وثَلاثَةٌ، فقلنا: واثنانِ؟ قال: واثنانِ، ثُمَّ لم نَسْأَلْهُ عَن الواحِدِ). عسى أن تكون إن شاء الله شهادة خير لفقيد الجزائر ينال بها رحمة الله ومغفرته ورضوانه.
فقيمة الرجل بعمله؛ قال النبي (ص) : (من جَهَّزَ جيشَ العسْرَة فَلَهُ الجنَّة) رواه البخاري، فجهَّزه عثمان رضي اللَّه عنه، فأنفق فيه نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها، فقال النبي (ص) حينها: (ما ضَرَّ عُثْمَان مَا عَمِل بَعْد اليوم) مرتين. ذلك أن هذا العمل الخيري الذي قام به عثمان رضي الله عنه ونال به الفضل العظيم، تعلق بمصلحة عامة للمسلمين. فالأعمال تعظم بحسب أثرها الاجتماعي وعموم نفعها، فمن قدم عملا خدم به وطنه ونفع به أمّته استحق التقدير والاحترام في الدنيا، والفضل العظيم عند الله تعالى يوم القيامة.
فتاوى
ما هو الحكم الشرعي في امرأة لا تطيع زوجها ولا تحترمه وتُحمّله فوق طاقته؟
لكي تستقر هذه العلاقة الزوجية التي شبهها الله تعالى باللباس الذي من شأنه أن يستر لابسه ويلائمه، قال تعالى:» هن لباس لكم وأنتم لباس لهن» ولكي تتحقق معانيها السامية فرض الإسلام على كل من الزوجين واجبات تضمن حقوق الآخر، فأوجب على الرجل معاشرة زوجته بالمعروف، قال تعالى:» وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا» وقال النبي (ص): «واستوصوا بالنساء خيرا» أخرجه البخاري ومسلم.
وأوجب على الزوجة طاعة زوجها قال تعالى:» فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله « والقنوت هنا هو دوام الطاعة للزوج.وقال النبي (ص):» وأيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة» فعلى الزوجة أن تجتهد في طاعة زوجها وإرضائه حتى تكون الزوجة الصالحة التي قال عنها النبي (ص): خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره» كما لا ينبغي أن تُحمّله ما لا يطيق، إذ قال الله عزّوجل:» لينفق ذو سعة من سعته» وقال:»لا يكلف الله نفسا إلا وسعها»؛ فإن أصرّت هذه الزوجة على عدم الطاعة فهي في حكم شرعنا الحنيف ناشز، وقد خص الله تعالى النشوز بالذكر فقال تعالى:» واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا». لكن ما ينبغي الإشارة إليه هو ضرورة التسامح والمودة والتآلف بين الزوجين حتى تصلح الأسرة ويصلح بصلاحها المجتمع، فكل طرف مكمل للآخر يجبر نقصه ويستر عيوبه ويُصوّب خطأه. موقع وزارة الشؤون الدينية.
مدرسة سويدية تثير الجدل بتعليم تلاميذها الصلاة في حصة المسرح
قررت مدرسة سويدية تعريف طلاب الصف الخامس بأصول العبادة الإسلامية من خلال قراءة الأستاذ لآية قرآنية وجعل الطلاب يقيمون الصلاة على سجادة في إعداد غريب أُطلق عليه «لعب الأدوار».وحسب وكالات انباء فقد أُقيم «درس ديني» في مدرسة Bjurbäck الواقعة جنوب السويد. وقال أحد أولياء الأمور الغاضبين من الإجراء المدرسي، إنه طُلب من التلاميذ الركوع باتجاه الكعبة على سجادة الصلاة، في حين قُسّم الفصل بأكمله حسب الجنس، مع إجبار الفتيات على الرجوع إلى آخر غرفة الصف. وبعد «الصلاة»، «رقص التلاميذ على أنغام الموسيقى العربية، وتناولوا حلوى عربية أيضا»، في حدث يمثّل تكرار عيد الفطر الإسلامي وأثارت القصة هذه ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومع ذلك، حاولت بلدية إيمابودا تهدئة الغضب، قائلة إنه بينما «كان هناك درس عن الإسلام والطقوس والتقاليد الإسلامية»، هناك فصول أخرى تدرّس الديانات العالمية الأخرى وأوضحت أن الفصل المعني يتضمن «علم أصول التدريس المسرحي، حيث تكون للطلاب أدوار مختلفة من أجل الحصول على فهم أفضل» للموضوع.
الفلسطينيون يقيمون مجلس عزاء على روح الفقيد أحمد قايد صالح
لم يتأخر الغزاويون كعادتهم عن أتراح وأفراح الجزائر؛ فقد بادروا إلى إقامة خيمة عزاء لتلقي تعازي وفاة الفريق أحمد قائد صالح؛ حضرتها كل الفصائل الفسلطينية؛ مستحضرين من خلالها تاريخ هذا الرجل الحافل بالبطولات لاسيما وأنه قاتل إسرائيل على جبهات سيناء؛ كما حمى شعبه وحقن دمه في وقت وجهت بعض الجيوش سلاحها لصدر أبناء الوطن الواحد.