يشكل تعاقب الأعوام والأيام في حياة المسلم محطة للمراجعة و التجديد؛ و ليست مجرد أفراح يختم بها عاما ليستقبل عاما جديدا؛ مراجعة ما عمله فيما انقضى من عمره و تجديد حياته في قادم أيامه؛ فالمراجعة ضرب من المحاسبة الذاتية عن علاقة الإنسان بخالقه عبادة و معاملة؛ و علاقته مع أخيه الإنسان؛ أخا أو صديقا، أبا أو ابنا، زوجا أو زوجة، جارا قريبا أو بعيدا؛ عاملا أو أجيرا، حاكما أو محكوما؛ حقوقا و واجبات؛ هل هي سائرة في ضوء ما رسمه القرآن لها التزاما وتمثلا أخلاقيا، أم منحرفة عن هذا الصراط المستقيم، فإن وجدها كما أرادها له الله تعالى واظب عليها وعززها بالإخلاص و الصدق و الإتقان و العدل و الإحسان، و إن كانت غير ذلك بادر الى تصحيح مسارها و تقويم انحرافها قبل فوات الأوان.
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
و قد حثت على هذه المراجعة نصوص كثيرة من القرآن و السنة و الآثار؛ بل إن القرآن الكريم حذر من الغفلة عن هذه المراجعة فقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) و توعد من التقصير في إحصاء العمل الذي قدمه الإنسان في حياته ليلقى به ربه؛ فأخبر تعالى أن الناس في علاقتهم بالمراجعة يوم القيامة صنفان صنف حرص على تدقيق ومراقبة عمله في الدنيا فكان موقفه كما ورد في قوله تعالى: ((فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ))، وصنف مقصر صدق فيه قوله تعالى: ((وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتْ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوه * ))
فتجاهل الإنسان لمحاسبة نفسه و مراجعة عمله للتوبة و الإنابة و العودة إلى الله لا يغنيه و لا يصرف عنه تبعات عمله ومسؤولية أفعاله يوم القيامة لأن الله تعالى سيحصي العمل و إن نسيه صاحبه قال الله تعالى: ((يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ))؛ لذلك جاء في الأثر عن عمر: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم.
فحري بالمسلم أن يجعل من المواسم و الأعياد و المناسبات محطة للمراجعة الذاتية و ليست مجرد أفراح تنسيه ما ينتظره يوم القيامة فلم يخلق في الدنيا عبثا. ع/خ
مقاربة بين ملِكَتيْن
ويكأنّه من عجائب مفارقات الإعجاز القرآني سواءً كان: عقدياً بيانياً خَلْقياً علمياً تشريعياً قصصياً، ويكأنّه يستشهدُ القرآن في كثيرٍ من الحالاتِ، والآيات بأسماء أنثوية لا يعلم الحكمة من ورودها إلا الله.
وبالمقاربة بين اثنتينْ من الإناث إحداهما من البشر، وهي بلقيس. والأخرى من الشجر، وهي شجرة اليقطين. وهذا هو موضوعنا الذي يهمنا. فإن كلّاً منهما يتحلى بصفةِ جنس أنثوية ملكية. لهما سيقان. مسلمتان، موحدتان، لهما هدفٌ واحد من خلقهما، ولكلٍّ دورٌ تلعبهُ في حياتها؛ وكل أولئك ورد في قصصٍ نصت عليها آيات قرآنية.
وبالنسبة للأنوثةِ: تتناكحان، وتتناسلان بخلايا ذكوريةٍ كلٌّ يتناسب مع فسيولوجية خَلْقهِ. و بالنسبة للملوكيةِ: فهما ملكتان كلٌّ منها ملكٌ على أفراد جنسهِ. يطيعون، ويأتمرون بالأوامر الملكية دون تخلف أو تقصير، ودون شطط أو إسراف. و بالنسبة للهدف: فهو واحدٌ لا ثاني له عرفتاهُ إما بالفطرةِ، أو الغريزةِ، أو النص بالأمرِ أو النهي، وبالتنفيذ، أو الامتناع. وهو عبادة الله خالقهما، والتسبيح له.
قال تعالى:(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)سورة الإسراء(44) .وقال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) سورة الذاريات(56). وقال تعالى: (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَان) سورة الرحمن (6)، النجم هو العشب، والكلأ.
و بالنسبة للعقيدةِ: فهما مسلمتان مؤمنتان ولكن مع الفارق بالنسبة للتسيير أي الإجبار، أو التخيير. فالملكةُ «بلقيس» خُلقتْ مخيّرةً غير مسيّرةٍ. غير معصومةٍ من الأخطاء، وتحاسب عليها. و قد عبدت الشمس من دون الله قبل أن تسلم. فقد كانت وثنيةً ابتداءً، ولكنها أسلمتْ انتهاءً. وبناءً على نجاحها في اختبارات النبي سليمان كشفت عن ساقيْها برفع ثوبها فوق قدميْها حتى لا تبتل بالماءِ عندما دخلت قصر سليمان، و حتى لا تُتهّم بالغباء. و هذا مؤشر ذكاء بدر منها، فزادت التوقعات بأن تعلن إسلامها بعد أن ظلمت نفسها بشركها؛ فَظُلمها كان عقدياً مبدئياً دينياً، وفعلاً فالإسلام ذكاءٌ، و الكفر غباء. فاعترفت بظلمها الوثني الشركي، و أعلنت إسلامها، والإسلام يجُبُّ ما قبله. فقال تعالى على لسانها: (قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) وأما بالنسبة لشجرة اليقطين: فقد خُلقتْ مسيرةً غير مخيرةٍ. معصومةٍ من الأخطاء. ونسبة الخطأ عندها صفر. وقد خُلقتْ مسلمةً مؤمنةً مسبحةً ابتداءً، وانتهاءً. وبالتالي فلا داعيَ، ولا ضرورة لتكشف عن سيقانها.فقد علمت أنها مسيرةً لتحقيق الهدف الذي سيّرت له، أو خُلقتْ من أجله، فأصابت مرماها التوحيدي بهدف سجلته بركلةٍ جزائيةٍ إيمانيةٍ فتفوقت على بلقيسَ درجة. فلم تكن ظالمةً في لحظةٍ من لحظات حياتها؛ ولذلك لا داعي لأن تتبرأ من ظلمٍ لم ترتكبه أصلاً. وإنما كان الظلم من صاحبها «يونس» -عليه السلام-. ولكن كان ظلم عصيانِ، وعدم طاعة، وتقصير، وتخلي عن الدعوة؛ فاعترف بظلمه فناجى ربه، ولكن أسبقه بكلمة التوحيد فقال تعالى على لسانه: (( فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)).
بعدما أجبرتها الشرطة على خلع الحجاب
مسلمة بأمريكا تحصل على 120 ألف دولار في تسوية قضائية
حصلت عايدة شيف القاضي، وهي سيدة مسلمة تقيم في مينيسوتا على تعويض بقيمة 120 ألف دولار، وذلك في إطار تسوية لدعوى قضائية اتهمت فيها الشرطة بتجريدها من الحجاب الذي كانت ترتديه خلال التقاط صور لها على إثر اعتقالها بسبب مخالفة مرورية، ومثلت عايدة شيف القاضي مع محاميها حسب وكالات أنباء في مقر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في مينيابوليس لإعلان التسوية التي تمت الموافقة عليها الشهر الماضي. وأكدت السيدة التي تبلغ من العمر 57 عاما أن الطريقة التي عوملت بها في سجن مقاطعة «رامزي» في أغسطس-آب للعام 2013 كانت «واحدة من أكثر التجارب مذلة وضررا» في حياتها، مضيفة: «لا أرغب أن تتعرض أي امرأة مسلمة أخرى لما تعرضت له أنا».
عودة الجدل الفقهي حول اتفاقية سيداو
عاد الجدل مجددا حول اتفاقية «سيداو» المتعلقة بحقوق المرأة، حيث هاجمها خطيب المسجد الأقصى وحرم التعامل والموافقة على القوانين المترتبة عليها لأنها «تنافي الشريعة الإسلامية». وقال يوسف أبو سنينة خلال خطبة الجمعة: «فيما يتعلق بقانون سيداو، نقولها واضحة، نحن المسلمون لسنا بحاجة لمن يعلمنا أمور ديننا، قرآننا وسنة نبينا لم يتركا شيئا إلا وبيناه لنا».وأكد في خطبته أنه يرفض رفضا تاما وثيقة «سيداو» وما جاء فيها.كما دعا العلماء والحكام المسلمين إلى رفض الوثيقة التي تخالف أمور الدين ، حسب وكالات أنباء، معلوم أن هذه الاتفاقية صدقت عليها جل الدول المسلمة لكن مع تسجيل تحفظاتها على كل ما يخالف أحكام الشريعة الإسلامية.
مصداقيـــة القــدوة في حيــاة الرســول
إن المتتبع لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ينبهر بشخصه لما حققه من تميز على جميع الأصعدة والمستويات ،ففيه نموذج الزوج والقائد العسكري ورئيس الدولة والقاضي وغيرها ،هذا النموذج لم يكن وليد الصدفة وإنما لعظم الأمانة التي حملها، وكذلك وصفه بالنبوة صفة لها مقتضياتها وشروطها ، أهمها الاتصاف بالصدق أن يصدق قوله عمله، وأن لا ينظر إلى ما في أيدي الناس، وأن يتحمل تكليفا زائدا عمّا حمل , إنها المصداقية ، فقد امتثل النبي صلى الله عليه وسلم قول سيدنا شعيب لا أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عليه ، لم يدع رسول الله إلى شيء ولم يفعله ولم ينه عن شيء وأتاه ،ما أمر الناس بشيء إلا أتى بأضعافه، حيث إن ما اختص به النبي ليس امتيازات و إنما هو مزيد من التكاليف، فلا يأمر الناس بالجماعة حتى يقوم هو الليل، و لا يأمر بالفرض حتى يؤدي السنة ،فما كان في حق أمته سنة،فهو في حقه فرض و واجب وقد منع صوم الوصال ، فصامه صلى الله عليه وسلم وتعدده بالتسع ليس امتيازا لأن تسييرهن أمر فيه مشقة ، فكلهن كن متزوجات من قبل ولهن الولد إلا عائشة رضي الله عنها ،ولهن عادات فهو سيّر عالما متناقضا متمثلا فيهن ،حتى عند موته عانى من الألم أضعاف ما عانى الناس صلى الله عليه وسلم قال ‹›إن للموت لسكرات وقال إني لأنزع مثلما ينزع الرجلان ، نام على الحصير وأثر فيه صلى الله عليه وسلم حتى أبكى عمر فأجابه إنها النبوة أتريدها كسروية، فقد ضيق عن نفسه ليكون لنا هو القدوة ليكون قدوة للحكام ،كان تاجرا تزوجته خديجة لبراعته التجارية لكنه لم يطورها, المصداقية مقتل الزعماء والداعية لو يبسط رجله على قدر لسانه لكان أقرب لرسول الله.
فتاوى
علمت من مصادر مختلفة بوجوب الزكاة في الزيتون زيتا بعد عصره وبلوغه النصاب ... لكن في منطقتنا هناك من يملك أشجار الزيتون و لا يقوم هو بجمع المحصول، بل يكلف عاملا يقوم له بذلك مقابل جزء من المحصول، كأن يأخذ هذا العامل نصف المحصول أو ثلثه... والسؤال: هل يخرج هذا العامل الزكاة من نصيبه ؟؛ إذا كانت الإجابة نفيا؛ هل يخرج صاحب الأشجار الزكاة على ما أخذه و على ما أخذه العامل – حتى لا يهضم حق الفقير؟
الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمس، وفرض عين على كل من توفرت فيه شروطها، وثبتت فرضية زكاة الثمار بقول الله عز وجل :» وآتوا حقه يوم حصاده» وقول النبي – صلى الله عليه وسلم - :» ما سقت السماء ففيه العشر وما سقى غرب أو دالية ففيه نصف العشر» و على ضوء هذا الدليل يتبين مقدار زكاة الزيتون إذ يتراوح بين العشر و نصف العشر تبعا لطريقة السقي، وعلى صاحب الأشجار أن يخرج الزكاة على كل المحصول إذا بلغ خمسة أوسق وهو ما يعادل 53، 6 قنطارا لتوفر شرط الزكاة وهو الملكية أما ما يأخذه العامل فهو عبارة عن أجر مقابل ما قام به من العمل.
معتاد عند بعض المناطق أن أجرة عصر الزيتون تدفع من المحصول ذاته (كل 10 أكياس من الزيتون يؤخذ منها 01 كيس واحد لصاحب المعصرة) فهل هذه الأجرة تدخل في حساب النصاب المطلوب لإخراج الزكاة، أم تطرح من الجموع الكلي؟
إن نصاب المحاصيل الزراعية المزكاة يكون من كل محصول قبل دفع الأجرة و قبل تسديد أي تكاليف، لأن الله تعالى يقول (وأتوا حقه يوم حصاده) وعليه فمن كان منتوجه من الزيت 1000 لتر مثلا ثم دفع أجرة العصر 100 لتر ،فإنه لا يزكي عن 900 لتر، بل يجب عليه أن يزكي عن 1000 لتر.
موقع وزارة الشؤون الدينية.