يدخل عموم الناس في امتحانات مختلفة في هذه الحياة الدنيا؛ سواء أكانت امتحانات علمية أو مهنية، أو امتحانات من قبيل الابتلاءات؛ حيث يختبر فيها الممتحن قدراته الذاتية و مدى تحضيره الجيد و استعداده و مدى كفاية الزاد الذي معه لتخطي عتبة الامتحان الذي يمحص فيه الممتحنون فيظهر الناجح من الراسب والثابت من المتساقط، بيد أن ما يغفل عنه البعض أن امتحان الدنيا محض امتحان مصغر و أنموذج للامتحان الأكبر يوم العرض؛ حيث توزع أعمال العباد و ما قدموه في الدنيا في ميزان الله، و في ضوء ذلك يظهر الفائزون حقا من الراسبين؛ حيث الثواب العظيم أو العذاب الأليم.
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
وقد جاء ذكر امتحان الآخرة وخطورة نتائجه في آيات كثيرة من القرآن الكريم منها قوله تعالى: ((وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)))، وقال تعالى: وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ [الأعراف: 8، 9].، وقال أيضا: فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ [المؤمنون: 101 – 103].
وقد عرض القرآن الكريم مشهدا للفرح الأعظم الذي ينتاب الفائز في الآخرة حين يدفعه فرحه لينادي في الملأ فقال تعالى: ((فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27)))
ولذلك جاء الأمر القرآني للمؤمن بالصبر وبأن يحضر نفسه لهذا اليوم فقال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)).
فحري بالمسلم أن يجعل من امتحان الدنيا عبرة وعظة واستعدادا لامتحان الآخرة لأن الفائز الحق ليس من نجح في الدنيا ونال أعلى الشهادات والمناصب [وإن كان هذا مطلوبا من المسلم] ولكن الفائز الحق من جاء ذكره في قوله تعالى: ((ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ))، ((ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ))
ع/خ
قصة بنت شعيب مع موسى أنموذج مضيء لامرأة عاملة نشيطة مبادرة
ربما من أكثر قصص القرآن التي يساء فهم مقاصدها هي قصة بنت سيدنا شعيب مع نبي الله موسى. ففي الوقت الذي يتم الاحتجاج بالقصة على منع الاختلاط وأن المرأة مكانها البيت وليس مزاحمة الرجال، وإلخ من المفاهيم التي تخنق المرأة بداعي الحفاظ على الشرف.. نجد في القصة نموذجا مضيئا لامرأة عاملة نشيطة مبادرة، تمكنت بذكائها الشديد من تزويج نفسها بنفسها.. لنتابع سياق الآيات للتوضيح..
بداية، هي بنت فقيرة لأب عجوز.. ومع ذلك لم تقعدها ظروفها عن السعي والعمل.. أخذت مع أختها غنم أبيها و خرجت لسقاية الغنم.. لما لاحظ موسى عليه السلام أنها لا تزاحم الرجال و تنتظر فراغ البئر، خاطبها.. فلم ترتبك.. ولم توبخه.. ولم تعتبر الحديث مع رجل غريب في مكان عام شيئا معيبا.. بكل ثقة وأدب قالت.. «لا نسقي حتى يصدر الرعاء.. وأبونا شيخ كبير».. تفاعل اجتماعي محمود وحتمي.. لا يعيب ولا ينقص من قيمة الإنسان و لا أخلاقه.. سقى لهما موسى و تولى إلى الظل.. وعادت هي لبيتها.. طبعا الأب لا يعلم ماذا حدث.. لكن بذكاء الأنثى التي أعجبت بقوة و أمانة الرجل، أرادت لأبيها أن يراه.. فأخبرته عنه، و ربما اقترحت أن يكافئه.. وذهبت بنفسها لتدعوه في استغلال جميل وسريع للفرص و الظروف..
« جاءته إحداهما تمشي على استحياء.. إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا».. و هو تصرف طبيعي لا يعيب أيضا.. ذهب موسى للرجل و قص عليه القصص.. و قبل أن يغادر موسى البيت.. و بعد أن رآه والدها.. ألمحت لأبيها بمنتهى الذكاء أن الرجل يعجبها.. «قالت يا أبت استأجره».. بذكاء مماثل لذكائها فهم النبي شعيب، و قال « إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين».. و بإمكانك تخمين أيهما اختار موسى نبي الله.
نظرية الأصفار الثلاثة لتحقيق التنمية
يعد الباحث عالم الاقتصاد البنغلاديشي محمد يونس الحاصل على جائزة بوبل على جائزة نوبل في الاقتصاد سنة 2006 أحد أبرز العلماء الذين تصدوا لمعالجة الفقر معالجة اقتصادية بعد ابحاث كثيرة نظرية و ميدانية جلبت له أنظار العالم؛ و حسب الامام محمد محمود فإن هذا العالم (قام بتأسيس بنك يعرف ب Grameen Bank وهو البنك الذي عرف تطبيقا لمجموعة من نظرياته منها (Microcredit) و (Microfinance) حيث تم من خلال هذه الآليات منح قروض ميسرة للفقراء ساعدتهم على تأسيس مشاريع مدرة للدخل، وقد ساهمت هذه السياسة كثيرا في التخفيف من حدة الفقر بين الطبقات المعدومة في بنغلاديش.
ألف العديد من الكتب القيمة، سنحاول من خلال هذه المقالة تقديم قراءة لأحد هذه الكتب وهو كتابه “نظرية الأصفار الثلاثة”..قدم البروفسور محمد يونس شرحا مفصلا لنظرية الأصفار الثلاثة، معتبرا أن خطة عمل هذه النظرية ستوفر مستقبلا أفضل للأجيال القادمة، و أضاف يقصد بنظرية الأصفار الثلاثة أن تكون : نسبة البطالة صفر، ونسبة الفقر صفر، ونسبة انبعاثات الكربون صفر. ووفق هذه النظرية سيجعل التنمية أكثر استدامة وأي خطة لا تأخذ هذه النظرية في الحسبان لن تكون ذات نتائج تذكر. لإنجاح هذه النظرية سنحتاج إلى تحقيق الأمور التالية : – الاستفادة من طاقة الشباب و إبداعهم – استخدام التكنولوجيا – تحويل الأعمال إلى أعمال اجتماعية – ضمان الحكم الرشيد ، يعتقد البرفسور يونس أن تحقيق هذه النقاط الأربع هي مفتاح النجاح لنظرية الأصفار الثلاثة). فهل ستستفيد الدول المسلمة من نظريته هذه لمجابهة الفقر في بلدانها.
حرم تقنية نقل الميتوكوندريا
مجمع الفقه الإسلامي يبيح استعمال تقنيات التحرير الجيني لعلاج الأمراض المستعصية
ذكر مجمع الفقه الإسلامي في قراره رقم : 235 (6/24) أن تقنيات التحرير الجيني مثل (كريسبر كاس9) و غيرها: تقنيات حديثة للتعديل الجيني و تحرير الجينات بوظيفة الاستبدال أو التصحيح التي تُستخدم في معالجة الأخطاء الإملائية على الحاسوب، و بدلاً من تحرير الكلمات تعيد تقنيات تحرير الجين كتابة الحمض النووي، و هذه التقنيات أكثر دقة وسهولة من التقنيات السابقة للعلاج الوراثي وتستهدف علاج العديد من الأمراض المستعصية، ولا تزال هذه التقنيات بحاجة لمزيد من الأبحاث للتأكد من سلامتها و فعاليتها، ثم قرر أن التحرير الجيني بهذه التقنيات يكون مباحاً إذا تحققت الشروط التالية:
(1)أن تصادق على سلامتها و فعاليتها المرجعيات الطبية ذات العلاقة.
(2)أن تستخدم لأغراض طبية في الوقاية من حدوث الأمراض الوراثية و علاجها، ويمنع مطلقاً استخدامها في الأمور التجميلية (التحسينية).
(3) أن تكون هناك إجراءات تنظيمية صارمة للتأكد من احترام الأشخاص المشمولين بالمعالجة و تمنع أي إساءة في استخدام هذه التقنيات
أما تقنية نقل الميتوكوندريا (المتقدرات) (وهي: مولد الطاقة في الخلية) من بويضة امرأة سليمة مع الحامض النووي إلى امرأة تعاني من عطب في الحامض النووي للميتوكوندريا (يسبب مرضا مستعصيا على العلاج)، من أجل إنجاب طفل سليم ، فهذا لا يجوز شرعاً لاختلاط الأنساب.
فتاوى
هل يجوز اتخاذ الحيوان للهو و اللعب و الترفيه؟
لاشك أن جمال الكون آية صارخة على جمال المبدع سبحانه، و لذا فإن إجالة البصر فيما أباح الله تعالى من آية الجمال، تسبيح لله و تمجيد له، و من جملة ما أباح الله تعالى التمتع بجماله هذه الدواب العجم، قال تعالى: ((ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون)) [النحل:6].
و لذا فقد بحث علماؤنا إمكان اتخاذ هذه الحيوانات لمجرد التمتع بجمال منظرها وتناسق ألوانها، واستعذاب أصواتها، واختلفوا في الحكم.
فذهب فريق منهم إلى أن حبس الحيوان لهذه الأغراض تعذيب له، لا يجوز فعله، يقول في الفروع: «يكره حبس الطير لنغمته، و قيل يحرم»، و جاء في الآداب الكبرى، «فأما حبس المترنمات من الأطيار كالقمارى والبلابل لترنمها في الأقفاص فقد كرهه أصحابنا،لأنه ليس من الحاجيات إليه، لكنه من البطر والأشر ورقيق العيش، و حبسها تعذيب».
وذهب فريق من العلماء إلى أن هذه الأغراض مشروعة صحيحة إذا لم تتجاوز حد الاعتدال، و لم تله عن ذكر الله، و قام الإنسان بحق محبوسه من الحيوان نفقة و رعاية و إلا حرم، و لحقه العذاب، كقاتلة الهرة ، ومذهب الجواز هو ما نرجّحه للأدلة الثابتة الصحيحة.
فمن ذلك أن أنس بن مالك يقول: «إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليخالطنا، حتى يقول لأخ لي صغير: «يا أبا عمير ما فعل النَّغير» رواه البخاري، والنَّغير: طائر معروف يشبه العصفور، وقيل طائر أحمر المنقار وقيل غير ذلك، فقد استفاد أهل العلم من هذا الحديث أكثر من ستين فائدة، والذي يهمنا منها قولهم: في الحديث دلالة على جواز: لعب الصغير بالطير، و جواز إمساك الطير في القفص ونحوه، و قص جناح الطير كما ذكر ابن الحجر رحمه الله، ولا يقال إن إمساكه تعذيب له استدلالاً بحديث المرأة التي حبست الهرة، يقول صاحب طرح التثريب: «وقد يستدل به حديث الهرة على أن مجرّد ربط الحيوان المملوك ليس حراماً، لأنه لم يرتب الذم إلا على ترك إطعامها و إرسالها»، و القفص للطير كالإسطبل للدابة، و بالتالي فإن المطلوب ممن أراد التمتع بإمساك حيوان ما في قفص أو غيره لصوته أو جمال لونه و صورته، فإن من حق الحيوان عليه، أن يطعمه و يرعاه،.. و قد نصّ الإمام أحمد رضي الله عنه في الحمام يتخذ لحسن صوته «و تجوز للأنس بصوتها و استفراخها، وكذا لحمل الكتب».
و لعل القائلين بحرمة ذلك أو كراهته محمول على الإكثار من اللهو المباح بحيث يخرج المرء المكلف عن جادة الصواب، و يفرط في واجباته الدينية، بل و الدنيوية، فقد وجدنا من يحرم أولاده الطعام و الشراب، بينما ينفق النفقة الهائلة من غذاء على حيوان محبوس عنده، و يبذل له من الدواء ما لا يبذله لأهله، فهذا إفراط لا يقبله الشرع و العقل.
الدكتور يوسف بلمهدي وزير الشؤون الدينية والأوقاف
الأوقاف الفلسطينية تطالب إسرائيل بوقف أعمال الترميم في سور الأقصى
استنادا لوكالات أنباء ووسائل إعلام فقد طالبت دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك الفلسطينية، الشرطة الإسرائيلية بالوقف الفوري لهذه الأعمال وإزالة جميع «السقالات» التي نصبت على حائط المسجد. وحذرت الدائرة من الاستمرار بهذه الأعمال والانتهاكات بحق الأقصى بمساحته الكاملة 144 دونما بجميع مصلياته، و ساحاته، و مساطبه و أسواره و الطرق المؤدية إليه باعتباره مسجدا للمسلمين.و حذرت الأوقاف «من استمرار أعمال الحفريات المشبوهة في محيط المسجد و خاصة في منطقة القصور الأموية، و هي وقف إسلامي خالص للمسلمين وحدهم». و أكدت الدائرة، أنها المسؤول الحصري عن إدارة جميع ما يتعلق بالأقصى و صيانته، و هي صاحبة الاختصاص بأي أعمال صيانة في جميع جدران المسجد من الداخل و الخارج، و طالبت الشرطة الإسرائيلية أيضا بالتدخل و إعادة الأحجار المسروقة إلى موقعها في سور المسجد الأقصى الغربي.