خطباء مساجد الجزائر يستحضرون الأقصى و نصرة فلسطين
احتفى المسلمون أمس الأول بعيد الفطر المبارك؛ لأول مرة منذ عامين بسبب تعطل صلاة العيد العام الماضي جراء الوباء؛ فرحين بفطرهم ومبتهجين بهذا اليوم الذي يشكرون فيه الله تعالى على نعمة الإسلام ونعمة الصيام؛ ويكبرونه ويدعونه؛ لكن أعينهم كانت أيضا مشدودة هذه المرة نحو فلسطين وأقصاها؛ حيث ظلوا يتابعون ما يفعله الكيان الإسرائيلي بالفلسطينيين هناك من قتل وعنف ومحاولة تهجير، لكنهم مفتخرون أيضا بما تحققه المقاومة من انتصارات وما أبدته من رد عملي افتقده العرب منذ عقود؛ أعاد لهم جزءا من كبريائهم ونخوتهم التي داستها الصهيونية.
ففي أرجاء الجزائر كما هو في العالم قصد المصلون المساجد منذ الصباح الباكر وأدوا صلاة العيد فور طلوع الشمس، ولم تحل الإجراءات الصحية الضرورية من تداعيات الوباء من مشاعر الفرحة والتواصل عبر التهاني الشفوية والابتسامات المعربة عن فرحة عارمة؛ وعلى الرغم من أن خطباء المساجد لم يفتهم كعادتهم التذكير بأهمية هذا العيد ومقتضياته؛ من شكر الله تعالى والتكبير والتهليل وإظهار الفرح ولبس الجديد؛ والتوبة وصلة الرحم وإصلاح ذات البين، وصفاء القلوب، إلا أن الوضع في فلسطين حتم عليهم استحضار موضوعه في هذه الخطب؛ حيث دارت جل خطب العيد هذه المرة حول قضية الأقصى والقدس وفلسطين وواجب المسلمين تجاهها؛ تحدث كل الأئمة عن ذلك؛ سواء الذين خصصوا الخطبة؛ في مجملها لهذه القضية أو الذين اكتفوا بالدعاء للأقصى في الخطبة الثانية؛ وفي هذا الصدد قال خطيب العيد في المسجد الكبير بالجزائر، محمد ميقاتلي،، إن فرحة عيد الفطر “لن تكتمل” إلا بعودة المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة إلى رحاب المسلمين. وبحضور كبار المسؤولين في البلاد، أضاف: “لن تكتمل فرحة وجسد الأمة لا يزال ينزف، فأولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى سيد الخلق (محمد) لا يزال يئن تحت وطأة المغتصبين ويشكو إلى الله ظلم المحتلين”، في إشارة إلى الأقصى. وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي “زاد طغيانه في هذا الشهر الفضيل (رمضان) فلم يرحم صبيا ولا عجوزا ولا كهلا ولا امرأة، فإلى الله المشتكى ومنه العون والنصر’ حسبما تناقلته وكالات أنباء. وتابع: “يوم يعود بيت المقدس إلى رحاب الأمة (الإسلامية) يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وتكتمل الفرحة بالعيد بإذن الله”. وهي المعاني التي دارت حولها خطب باقي مساجد الجزائر التي تفاعل معها المصلون إيجابيا.
خارج المساجد لم يخل الجو من تبادل الزيارات شكل متحفظ مراعة للإجراءات الصحية، وقد أغرق المسلمون فضاءات التواصل الاجتماعي بالتهاني والتبريكات الفردية والجماعية؛ على غرار ما يفعلونه في الفضاءات العامة والمقاهي؛ ولم تغب القضية الفلسطينية وأخبارها وانتصارات المقاومة عن الفضاء الأزرق والفضاء الإسلامي العام .
ع/خ
القدس حلقة الصراع المتواصلة
لقد تبوأت القدس المكانة الكبرى وتصدرت المرتبة في ثقافة وأصول الديانات التوحيدية الثلاث؛ فاليهود يرون فيها عاصمة دولتهم التاريخية ويرون فيها موطن أنبيائهم وملوكهم وحاضنة الهيكل المزعوم، والنصارى يرون فيها منشأ المسيح عليه السلام ومكان صلبه؛ وهم كاذبون لأن المسيح لم يقتل ولم يصلب بنص القرآن، وأما المسلمون فالقدس بالنسبة لهم أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم فتحها عمر وحررها من قبضة الرومان، ولما استدار الزمان دورته وعلى حين غرة من المسلمين وفي لحظة أفول نجم الحضارة الإسلامية سيطر عليها الصليبيون الحاقدون فعقد العزم الشهيد نور الدين الزنكي على تحريرها وكان شرف التحرير لصلاح الدين في معركة حطين.
والقدس بأيد المسلمين تعايش في ظل الحكم الإسلامي أصحاب الديانتين الإسلامية والمسيحية واستظلوا بظلال عدالة ورحمة الإسلام قرونا مديدة وأزمنة عديدة ولم يكن لليهود وجود بل ظلوا مشتتين موزعين على أصقاع المعمورة وما لبثت أن تأسست الصهيونية العالمية بغية تأسيس وطن قومي في فلسطين وقالوا مقولتهم الشهيرة لا معنى لإسرائيل بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل، ونشطت هذه الحركة في أعقاب الحرب العالمية وتآمرت على الخلافة العثمانية منذ التأسيس مع القوى العالمية والدول الكبرى حتى أسقطت الخلافة وانحصر سلطان الدولة العثمانية ولم يبق لها وجود على أرض الشام ومصر والعراق ومنها فلسطين، وظهر للعيان وانكشفت خيوط المؤامرة على معاهدة سايكس بيكو ووعد بلفور المشؤوم الذي منحت فلسطين بموجبه لليهود سنة 1916 ـ 1917 م واحتلت بريطانيا فلسطين وأدارت هي وحليفتها فرنسا ظهر المجن للشريف حسين؛ وما إن سيطرت بريطانيا على فلسطين حتى عملت على توطيد الوجود اليهودي وترسيخ ومنحهم الأراضي المصادرة من أهلها وغيرها من الإجراءات. وما إن أهلت سنة 1948 حتى انسحبت بريطانيا من فلسطين لتسلم الحكم لليهود باعتبارهم سكان الأرض الأصليين بعد تأسيسهم لمليشيات وتسليحها، وحدثت حرب النكبة التي انتهت باستيلاء اليهود على قسم من القدس يومها، وتهويد مدينة القدس على قدم وساق من الاستيلاء على كامل القدس عام 1967 وعمدت إلى مصادرة بيوت الأهالي وأراضيهم واستقدام أعداد أكبر من المستوطنيين، ثم الحفريات والأنفاق أسفل الأقصى بحثا عن الهيكل المزعوم، والهدف هو انهيار المسجد الأقصى المبارك وتغيير أسماء الشوارع والحارات، فضلا عن استهداف الإنسان المقدسي في هويته ومعالم شخصيته وأخيرا قنبلة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى تمهيدا لتهويده من خلال تكريس سياسة اقتحام المسجد والاعتداء على المرابطين داخله، وتغيير هويته ببناء ما يسميه الاحتلال الإسرائيلي «الهيكل الثالث» مكان قبة الصخرة المشرفة وما قصة هذه الانتفاضة المباركة إلا محاولة الحاخامات والمتعصبين اليهود اقتحام المسجد في ليلة الثامن والعشرين من رمضان؛ ولكن لله در أهل فلسطين والمقدسيين حطموا جميع آمال الصهاينة ومن شايعهم وخسرت جميع رهاناتهم وسقطت كل حساباتهم فبرز جيل شيخه رائد صلاح وكمال الخطيب وعكرمة صبري وغيرهم من العلماء والدعاة الأشاوس فحافظوا على الوجه المشرق للقدس والشباب المقدسي فتأسست وانتشرت حلقات العلم وتحفيظ القرآن الكريم؛ ولله در غزة العزة والإباء لما ظن الصهاينة أنهم تمكنوا من محاصرة المرابطين في المسجد وأن اقتحام المستوطنين الصهاينة بات وشيكا إذا بأسود المقاومة يوقفوا المؤامرة وبذلوا النفس والنفيس وأراقوا دماء زكية على مذابح الحرية.
فما الواجب نحوهم: لا شك أن الواجب يختلف باختلاف موقع كل واحد منا فواجب الحاكم غير واجب العالم، غير واجب الغني الثري، غير واجب العامي وكل يكون واجبه من خلال الإمكانات والقدرات التي يمتلكها ويقدر على استعمالها نصرة للأقصى الشريف ولفلسطين الحبيبة، ويشاء الله أن تكون حلقة الصراع النهائية بيننا وبين اليهود بيت المقدس حتى تظل القضية حية في نفوس الأمة ولا تنسى وتطوى كما نسيت مئات القضايا كالأندلس و الأرخبيل الضائع في إفريقيا الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
فتاوى
- أكلت يوم ثالث رمضان في النهار الخبز من دون عمد، فما حكم صيامي؟
إن الذي أكل أو شرب في يوم رمضان ناسيا يجب عليه أن يستمر في صيامه بقية يومه ويقضي يوما بدله بعد رمضان ولا إثم عليه
- حكم المولود ليلة العيد هل تخرج عنه زكاة الفطر؟
زكاة الفطر واجبة بالسُّنَّةِ، فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعا من غالب قوت أهل البلد عن كل نفس، فتجب على الرجل وعن أولاده إلى البلوغ وبناته إلى الزواج، وعن زوجته، وأبويه الفقيرين. ووقت وجوبها من غروب شمس ليلة العيد، ويجوز إخراجها قبله بيومين أو ثلاثة، ولا تسقط بِمُضِيِّ زمنها لمن وجبت عليه، وزمنها الذي تؤدى فيه من غروب شمس ليلة العيد إلى غروب شمس يوم العيد، فمن لم يجدها في اليوم المذكور حتى غربت الشمس سقطت عنه، بخلاف واجدها فلا تسقط عنه، ويأثم بتأخيرها لفوات الحكمة منها، وهي إغناء الفقير في يوم العيد، لقوله عليه الصلاة والسلام: «أغنوهم عن سؤال هذا اليوم» وجاء في سنن ابن ماجه رحمه الله وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم وطعمة للمساكين» فمن ولد قبل الغروب فقد أخذ بجزء من شهر الصوم، وعليه فتخرج عنه، وإن ولد بعد الغروب فلم يأخذ بشيء منه فلا يخرج عنه، بخلاف عكسه فيمن مات فإنه إن مات قبل الغروب فلا يخرج عنه لأنه مات قبل وجوب زكاة الفطر، وإن مات بعد الغروب أخرجت عنه لكونه مات بعد ما دخل الوجوب، هكذا قرره فقهاء المالكية.
وزارة الشؤون الدينية
100 ألف فلسطيني يؤدون صلاة العيد في ثالث الحرمين
أدى نحو 100 ألف فلسطيني صلاة عيد الفطر في المسجد الأقصى، صباح الخميس، وفق ما أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
واستنادا لوسائط إعلامية فقد قدم المصلون من مدينة القدس وضواحيها، ومن البلدات الفلسطينية داخل أراضي عام 1948، وعدد قليل من الضفة الغربية، بسبب اشتراط دخول كبار السن فقط، وبدأ المصلون بالتوافد إلى باحات المسجد الأقصى منذ ساعات الفجر الأولى، للمشاركة في صلاة العيد، بالرغم من أعمال العنف التي شهدتها القدس خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان. وشاركت الجموع بأداء صلاة الغائب حداداً على من قتلوا في أحداث العنف خلال الأيام الماضية. وقال خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد سليم «إن شعبنا سيظهر فرحته بالعيد رغم كل المعاناة التي يتعرض لها»، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.
في أول صلاة جمعة بعد رمضان
تسهيلات في الدخول للمسجد الأقصى بعد ضربات المقاومة
شكلت ضربات المقاومة وصواريخها وتلاحم وصمود الشعب الفلسطيني قوة ردع حقيقية لإسرائيل؛ حيث ظهرت أولى ثمارها في طريقة تعاملها مع الوافدين على المسجد الأقصى ظهر أمس لأداء صلاة الجمعة؛ حيث فوجئوا بتسهيلات غير مسبوقة حين تمكن كل وافد من الدخول دون عراقيل؛ من الرجال والنساء، الكبار والصغار؛ الشيوخ و الكهول الشباب و الأطفال؛ كما غادروا المسجد دون أي اعتداء أو استفزاز؛ وهو مشهد لم يعشه المقدسيون منذ مدة لاسيما خلال شهر رمضان؛ حيث كانت العراقيل تحول دون وصول الكثير منهم للصلاة في المسجد الأقصى خاصة من الشباب وصغار السن، كما كانوا يتعرضون كل مرة لاستفزاز يعقبه اعتداء عقب كل صلاة؛ لكن هذه المرة شعر الإسرائيليون أن سيف المقاومة و صواريخها مسلط فعلا على رقابهم بعد أن أدخلهم في رعب مستمر عطل حياتهم العملية و السياحية و الاقتصادية، و أدخل الملايين منهم في الملاجئ؛ وبات أزيد من 4 ملايين إسرائيلي تحت مرمى صواريخ المقاومة و هذا ما يؤكد أن إسرائيل شأنها شأن كل مستعمر غبي لا تفهم إلا لغة السلاح لا تردعها إلا القوة؛ ففي تغييب القوة فسح المجال للاستكبار و الاستعلاء و الطغيان والظلم.
هذا و قد أدى خطيب المسجد الأقصى خطبة متوسطة استحضر فيها مشهد غزوة الأحزاب و كيف بلغت فيه القلوب الحناجر لكن صبر المسلمين وثباتهم جلب لهم النصر على الأحزاب من الله تعالى، وهو المشهد ذاته الذي يتكرر اليوم؛ كما حث الخطيب الفلسطينيين في القدس و غزة على الصبر و الثبات و عدم المساومة على المبادئ و الحقوق كما صبر الرسول صلى الله عليه و سلم في حصار المشركين له في شعب أبي طالب ثلاث سنوات كما رفع الله تعالى الحصار؛ دعيا الأنظمة العربية و الإسلامية إلى ضرورة السعي لرفع الحصار و وقف العدوان، كما طالب الإسرائيليين برفع أيديهم عن المسجد الأقصى و ترك المسلمين أحرارا في عبادتهم فالمسجد الأقصى إسلامي –كما قال- بقرار رباني وليس بقرار مجلس.
ع/خ