انطلقت الأسبوع الماضي عبر مختلف مساجد الجزائر التسجيلات بالمدارس القرآنية الخاصة بفئة المتمدرسين في مختلف أطوار التعليم من الجنسين الذكور والإناث، تحسبا للشروع قريبا في التدريس مع انطلاق العطلة الصيفية؛ وقد لاقت العملية إقبالا كبيرا في أول أسبوع ؛ بل إن بعض المدارس عرفت إقبالا منقطع النظير واكتظاظا على غرار قطب القرآن الكريم بسطيف، وهذا ما يعكس حب الجزائريين للقرآن الكريم وتعلقهم به من جهة، وحرص مؤسسات الدولة الرسمية على تمكين مختلف الشرائح من تعلم القرى، وحفظه في بلد ظل مرتبطا بالقرآن منذ الفتح الإسلامي للجزائر واستطاع به أن يحفظ شخصية الأمة وهويتها وأصالتها أمام مختلف محاولات المسخ الاستعماري، وقد سبق لوزير الشؤون الدينية أن صرح بأن المدارس القرآنية تستقطب حوالي 800 ألف متمدرس.
وقد جرت العادة أن يكون تدريس هؤلاء في عطلة الصيف حتى لا تتضارب مع أوقات تمدرسهم في التعليم العام، بخلاف صغار السن غير المتمدرسين الذين لهم برنامج تدريس حضوري على مدار العام
من جهة أخرى فإن بعض الجمعيات الدينية والعلمية والخيرية قد بادرت بفتح أقسام خاصة بالتعليم القرآني خلال فترة العطلة الصيفية، على غرار جمعية العلماء المسلمين التي تفتح عبر فروعها الولائية للطلبة من سن الثامنة حتى كبار السن، حيث يفوجون حسب السن، بمعدل ثلاثة أيام أسبوعيا حتى لا يتضارب مع فترة التمدرس، وكذا جمعية الإصلاح والإرشاد، التي دأبت منذ عقود على القيام بمثل هكذا تدريس عبر فروعها ومراكزها ومقراتها دعما للتعليم القرآني الرسمي وتخفيفا للضغط على المدارس القرآنية.
كما حافظت الزوايا على عرفها المتوارث منذ قرون حيث تفتح هي الأخرى أبوابها للطلبة الوافدين لدراسة القرآن وحفظه سواء على شكل دورات أو خلال فترة العطلة؛ بل إن الكثير منها ما انفك يتكفل بالمبيت والإيواء والإطعام لمرتاديه؛ خاصة من طلبة العلم الجامعي الذين يستغلون فرصة الصيف لإتمام حفظ كتاب الله تعالى.
وبهذا سيشهد هذا الصيف زخما في التعليم القرآني بخلاف الصيف الماضي الذي لم تفتح فيه المدارس القرآنية أبوابها بسبب الوباء.
ع/خ
من جار على شبابه جارت عليه شيخوخته
إن الشاب العاقل من يصرف أوقاته ولحظاته فيما ينفعه، وينفع مجتمعه، فلا تضييع للوقت، ولا تفريط في الزمن، ذلك لأن الأعمار تُحسب بالنفع والفائدة، فما تم استغلاله في الخير فهو من عمرك وحياتك، وما ضاع في اللهو والغفلة، ونحو ذلك فليس محسوبا من عمرك وحياتك، وإن عشت عيشة الملوك المترفين، أو الأمراء المنعمين.
ولكن وعلى الرغم من ذلك، وللأسف الشديد نرى اليوم الكثير من الناس خاصة الشباب لا يبالون بإضاعة أوقاتهم في الملاهي والشوارع والأسواق، ليلهم ونهارهم سواء، لا في حاجة من حوائج الدنيا منشغلون، ولا في أمر من أمور الآخرة يعملون، وصدق الإمام ابن الجوزي عندما قال:(رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعا عجيبا، إن طال الليل، فبحديث لا ينفع، وإن طال النهار، فبالنوم المغرق، وهم في أطراف النهار على دجلة أو في الأسواق، فشبهتهم بالمتحدثين في سفينة، وهي تجري بهم، وما عندهم خبر) !!.
ولقد شاهدت خلقا كثيرا لا يعرفون معنى الحياة، فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله، فهو يقعد في السوق أكثر النهار ينظر إلى الناس، وكم تمر به من آفة ومنكر، ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج، ومنهم من يقطع الزمان بكثرة الحوادث، فعلمت أن الله تعالى لم يُطلع على شرف العمر، ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمه اغتنام ذلك ((وما يلقّاها إلا ذو حظ عظيم))
هذا وبالإضافة إلى ما سبق فإن التجارب علمتنا أن الشاب الذي جار على شبابه، واختار طريق الدعة والراحة والكسل واللهو والخمر والمخدرات وما إلى ذلك، سيندم عند كبره الذي سيجور عليه أيضا، وسيعض على أنامله من شدة الغيض، وسيدفع الثمن غاليا، فلا يجد جوارحه الميتة تُسعده، ولا جسده البالي يُعينه على حوائج الدنيا والآخرة، فلا تبقى له إلا الخيبة والحسرة من كل جانب، والأمراض والأسقام من كل زاوية، وفي ذلك ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وهذا الذي ذكرناه آنفا يتماشى إلى حد بعيد مع قوله صلى الله عليه وسلم «احفظ الله يحفظك»، يقول ابن رجب: (ومن حفظ الله تعالى للعبد: أن يحفظه في صحة بدنه وقوته وعقله وماله، وكان أبو الطيب الطبري رحمه الله تعالى قد جاوز المائة سنة، وهو ممتع بعقله وقوته، فوثب يوما من سفينة كان فيها إلى الأرض وثبة شديدة، فعوتب على ذلك، فقال: هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر).
لذلك أيها الشاب اغتنم فرصة شبابك، وتمتع بحياتك في دائرة الحلال، وكن رقما صعبا في مجتمعك، وتذكر دائما وأبدا ما قاله ابن مسعود رضي الله عنه، بل اجعله شعارا في حياتك:» ما ندمت على شيء كندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي».
القضيــة الفلسطينيـــــة بين محنة الاستعمــــال ومحنة الاستبـــــــدال
اقتضت حكمة الله وإرادته أن يجعل آخر لحلقات الصراع ببيت المقدس، وقد جعل الله تعالى هذه البقعة المباركة من الأرض دليلا للاستعمال والاصطفاء الرباني لقوم أو أفراد من الناس كعنوان للرضا والمحبة والاجتباء فإذا غضب الله على قوم جعلهم ينكصون على أعقابهم ويمالئوا الظلمة المعتدين ويتآمروا على هذه أهل الخير وحملة التوحيد في هذه البقعة عبر أزمة التاريخ المتعاقبة فقد استعمل الله من بنى المسجد الأقصى للعبادة سواء أكان آدم عليه السلام أم ملكي صادق الذي كان ملكا على القدس وهو مؤمن موحد وقد استقبل سيدنا إبراهيم عليه السلام حين هجرة والمستعملون لخدمة قدس الأقداس والأرض المباركة فلسطين كلها مصداق لقوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله} ولقد تواصل الاستعمال الرباني لعباده المؤمنين عبر مر التاريخ. والمستعملون صنفان من الناس : صنف معصومون وهم الأنبياء والرسل من لدن إبراهيم عليه السلام وذريته كيعقوب عليه السلام ومن بعده يوشع بن نون عليه السلام، وعبر التاريخ داوود وسليمان عليهما السلام، ثم آل عمران وزكرياء ويحيى وعيسى عليهم السلام. ظلوا يواجهون صلف المعاندين واستكبار الجاحدين قدموا أنفسهم وأرواحهم فداء للتوحيد.
الصنف الثاني: أناس عاديون ليسوا بمعصومين، ولكن اصطفاهم الله تعالى لخدمة دينه؛ بشر يحملون خصائص البشر تتنازعهم الغرائز والشهوات يجدون بين جوانحهم يا يجد كل الناس يعانون من الضعف البشري ككل البشر، إلا أن هممهم قد علت ونفوسهم قد تزكت وأرواحهم قد سمت إلى علياء الكمال البشري فكانوا مستعملين في حلقات الصراع بين الحق في كل الحقب التاريخية.
فمنذ الفتح الإسلامي لفلسطين والاستعمال الرباني لم يتوقف في هذه الأرض المباركة ولقد تعددت مظاهر الاستعمال الرباني، حيث استعمل الله أناسا برسم الزعامة والقيادة كصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلاح الدين الأيوبي، ثم استعمل الله الخلفاء والسلاطين العثمانيين فحافظوا على القدس وعموم أرض فلسطين كصنيع السلطان عبد الحميد الذي أبى أن يسلم أرضا لليهود ودفع ثمن ذلك الرفض عرشه وملكه، ولما سيطر عليها الإنجليز قيض الله لها زعماء على شاكلة عبد القادر الحسيني وعز الذين القسام فخاضوا معارك ضارية لكن قوة السلاح والعدة والعتاد والخيانات رجحت كفة العدو، وشاء الله تعالى أن يستعمل في هذا العصر الذي نحن فيه والأمة تشهد اضمحلالا حضاريا لا نظير له وعلى جميع الأصعدة أشخاصا أقاموا الحجة على الأمة ولعلهم بصنيعهم هذا قد رفعوا بعض الحرج والإثم عن الأمة بتخليها عن الجهاد في سبيل الله، و بددوا من سحب اليأس التي تراكمت في سماء مجتمعاتنا حتى كدنا نعيش ما عاشته الأمة زمن المغول. وهاهم اليوم أشاوس المقاومة المباركة بمختلف فصائلها يوصلوا الصواريخ لقلب المستوطنات الإسرائلية وفي مختلف المدن الإسرائيلية دون خوف ولا وجل.
كما استعمل الله العلماء والدعاة بالفتاوى الشجاعة الجريئة التي تحمل الناس على بذل الأموال والأنفس في سبيل الله وعددهم أكثر من أن يحصى،كما استعمل الله الأغنياء والأثرياء بالبذل والعطاء لنصرة القضية وفي جميع الميادين لتثبيت المجاهدين والشد على أيديهم وإعمار ما هدمته وحشية الصهاينة.
وبمقدار ما كان الاستخدام فقد حدث الاستبدال، إذ استبدل الله قوما فباعوا القضية بدراهم معدودة سواء في أروقة السياسة ودهاليزها والمؤسف حقا أن يستبدل الله قوما آتاهم العلم والبيان والحجة فيخذلوا إخوانهم ويسكتوا لما يجب الكلام والبيان، بدعوى فقه المصلحة والمقاصد الشرعية والمصلحة والمقاصد من كل ذلك براء اللهم سوى مصلحة النفس ومقاصد شخصية لا شرعية.
والحق أنه إن لم تتمعر وجوهنا وتتألم قلوبنا وتنقبض نفوسنا لما يحدث في غزة وفلسطين فقد تودع منا ونكون لولاية أعداء الله أقرب منا لولاية المؤمنين وهذا أقل الواجب وليس بعده مثقال ذرة من الإيمان إذ الواجب وقوف أبناء الأمة صفا واحدا مهما كانت وجهات نظرنا وكل بحسب موقعه فما يجب على السياسي يختلف عما يجب على الفقيه العالم كما يختلف الواجب في حق الغني الثري القادر على البذل والعطاء وكل وعد الله الحسنى والحذر الحذر من أن يجد العدو منفذا وثغرات في الساسة والأسوأ في العلماء لأنهم الأقدر على التأثير وصناعة الرأي العام واتخاذ القرار الجماهيري. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
حائط البراق وقف إسلامي خالص
أكدت حملة «القدس بين الحقوق العربية والمزاعم الصهيونية»، التي أطلقها المركز الإعلامي لـ»الأزهر الشريف»، أن «حائط البراق وقف إسلامي خالص» وحسب وسائط إعلامية فقد أشارت الحملة إلى أن «الحائط الذي يقع في الجزء الجنوبي من السور الغربي للحرم القدسي الشريف، وأمام حي المغاربة الإسلامي الذي هدمته السلطات الصهيونية وطردت سكانه قسرا، جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى». وبحسب الحملة، «سمي حائط البراق بذلك الاسم، لأن النبي محمد ربط دابته البراق به، والبراق هو الدابة التي ركبها النبي ليلة الإسراء والمعراج». بالإضافة إلى ما سبق، لفتت حملة «القدس بين الحقوق العربية والمزاعم الصهيونية» إلى أن ما يسمى «حائط المبكى» هو «أكذوبة»، ونبهت من هذا «الادعاء»، حيث أنها كشفت أن «حائط المبكى هو زعم يهودي صهيوني تم إطلاقه على حائط البراق رغبة في التدليس، وبدأ الترويج له بعد صدور وعد بلفور عام 1917 بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، حيث أخذ اليهود في زيارة حائط البراق يقيمون طقوسهم أمامه من البكاء والنواح على خراب وتدمير هيكلهم المزعوم»، مؤكدة أن «التاريخ والجغرافيا والقوانين والأعراف الدولية والحقوق الإسلامية والعربية، تأبى إلا أن يكون حائط البراق لا حائط المبكى».
بناء مجمع يضم مسجدا وكنيسة مسيحية وكنيسا يهوديا في ألمانيا
تبدأ ألمانيا في بناء مبنى تحت اسم «بيت الواحد» يجمع بين دور عبادة الديانات التوحيدية الرئيسية الثلاث، مسجد إسلامي وكنيس يهودي وكنيسة مسيحية. كمبادرة في إطار «التفاهم بين الأديان» وحسب وسائط إعلامية من المقرر وضع حجر الأساس للمبنى الواقع في شارع لايبتزيغر شتراسه ليضم كنيسة ومسجدا ومعبدا يهوديا. وقال المبادرون يوم الأربعاء إنه من المتوقع أن يستغرق البناء أربعة أعوام، مضيفين أن المبنى الذي سيشيد في حي «برلين ميته» يهدف إلى التفاهم بين الأديان.