من سنن الله تعالى في المجتمعات أن جعل منها قيادات بشرية، تسوس الناس بالعدل، و تقودهم إلى الخير، وتنشر بينهم الصلاح، وتكون فيهم محل اقتداء وتأسي.
فاصطفى الله تعالى من عباده أنبياء و رسلا، و رزقهم الكمال الأخلاقي و السلوكي و العلمي و العملي، قال تعالى: (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) الحج:75، و طلب من الناس اتباعهم والاقتداء بهم، اقتداءً دائمًا مستمرا، لأن القيم التي جاؤوا بها لا تتبدل ولا تتغير، قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) الممتحنة:06، و قال عزّ وجلّ: (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) النساء:165، بل إن الله تعالى طلب من نبيه محمد صلى الله عليه وسلم و هو من هو في كماله أن يقتدي بمن سبقه من رموز الكمال و الصلاح، فقال: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) الأنعام:89و90.
وإن الأمة الإسلامية جعل الله تعالى فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم رمزا وقيادة عليا دائمة إلى قيام الساعة، فهو نموذج بشري للإنسان الكامل، أوجب الله تعالى علينا إتباع سنته فقال: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب:21، إتباع ينتهي إليه الاختلاف، و يتوقف عنده النزاع، و به يتحقق التوافق والائتلاف (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) النساء:59.
ولم يكن الأنبياء والمرسلون محتكرين لرمزية الاقتداء والإتباع، فجعل الله تعالى ذلك أيضا في العلماء والصالحين والقادة والأبطال من الشهداء والمجاهدين والمصلحين، كجيل الصحابة رضي الله عنهم، وفضلهم لا ينكر في هداية الأمة ونشر تعاليم الإسلام السمحة.
وإن مجتمعنا الجزائر زاخر بثلة من الرموز و القيادات العلمية والجهادية والثقافية والإصلاحية التي كان لها الفضل – بعد الله تعالى – في وجود الأمة الجزائرية و حفظها واستمرارها، والذود عن ثوابتها، والدفاع عن حرمة حماها ودينها ووحدة ترابها.
ففضل النخب العلمية المثقفة والمصلحين لا يخفى في بث العلم ومحاربة الجهل ونشر الوعي وتقوية الشخصية الوطنية.
وفضل الشهداء والمجاهدين والمقاومين وتضحياتهم الجسام لا يُنسى في الدفاع عن الوطن، وفي سلامة ترابه ودينه ووحدته.
فهؤلاء كلهم شكلوا تراكما تاريخيا رمزيا ثابتا، صارت بهم الأمة ذات وجود وشخصية ومكانة وأمجاد.
إن احترام الرموز التاريخية و الدينية و العلمية التي أسهمت بكل إخلاص في خدمة أمتها هو اعتراف بجميلهم وجهادهم، هو اعتزاز و افتخار بالماضي المجيد، هو المحافظة من خلالهم على الشخصية الجزائرية الموحدة، هذا الاحترام والاعتراف والتأسي منه يكون الانطلاق لبناء المستقبل وإتمام مسيرة البناء.
إن أي طعن أو مساس برموز الأمة الخالدين، هو مساس بذاكرة الأمة، هو إثارة للفتنة، و زعزعة للاستقرار، هو التشويش على الجيل الجديد حتى يفقد الثقة في محل التأسي، هو نزع للاحترام والاقتداء من نفوس الشباب برموزه وأبطاله.
إن الطعن في الرموز والأبطال والقيادات العلمية أسلوب قديم، مارسه الظالمون تجاه أنبيائهم ورسلهم، لمّا عجوزا عن الطعن في أخلاقهم وما جاؤوا به من الخير، اختلقوا لهم الأكاذيب واتهموهم بالكهنة والسحر والجنون، وعبر القرآن الكريم عن هذا الأسلوب بـ «الاستهزاء»، قال تعالى: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ) الأنعام:10، وتعرض له نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فرغم اعتراف قومه له بحسن خلقه، حتى لقبوه بـ «الصادق الأمين»، إلا أنهم اتهموه بما اتُّهم به الأنبياءُ من قبل: (مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ) فصلت:43. فما يقال في الأمير عبد القادر هو ما قيل في أحمد باي والمقراني وبوعمامة وابن باديس وقادة ثورة التحرير وغيرهم.
فلا بد من التصدي لداء «الاستهزاء»، فلا علاقة له بحرية الرأي والتعبير، ولا بالنقد والتحليل، فهو ينبئ عن طوية خبيثة، وعن استدراج سيئ لما هو أبعد.
إن وطننا عظيم عظمة تاريخه، قوي برجاله ونسائه وأبطاله وعلمائه، فَحُقّ للأجيال المتلاحقة أن تفتخر بهم، وأن تتخذهم قدوة، وأن تبقى وفية لماضيها وأمجاده، معتزة بوطنها؛ وإن المسؤولية ملقاة على عاتق كل مخلص لحفظ أمانة الشهداء، ومواصلة مسيرة البناء.
جدل في تونس حول إقرار الأضحية هذا العام
طالبت الكثير من الأوساط في تونس الأئمة ودار الإفتاء بإصدار موقف واضح من مسألة إمكانية إلغاء شعيرة الأضحية والتبرع بثمن الأضاحي لدعم المجهود الوطني في مكافحة الجائحة، وذلك بتعليق شعيرة أضحية عيد الأضحى هذا الموسم، وقد جاء رد مفتي تونس وسطا حيث لم يقر الإلغاء لكنه فتح باب التبرع أيضا لمن أراد؛ فقال مفتي تونس، عثمان بطيخ، إن «الأضحية هي شعيرة دينية لا يمكن التخلي عنها، إلا أن التبرع هو واجب ديني ووطني لمن يستطيع». وجاء ذلك في حوار للمفتي مع صحيفة «الصباح»، ضمن رده على هذه الدعوات حسب وسائط إعلامية.
مؤسسات فقهية تعيد تذكير المصاب بالوباء بحرمة مخالطته للناس عمدا
أعادت بعض مؤسسات الإفتاء في العالم العربي والإسلامي تذكير المصابين بكوفيد بضرورة عدم مخالطة الناس حتى لا ينقلوا عدوى الوباء لغيرهم، وعدوا هذا الفعل معصية كبيرة يترتب عليها إثما عظيما، .
وفي هذا السياق أعادت لجنة الفتوى الجزائر التذكير بضرورة الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي والأخذ بكل الاحتياطات والبروتوكولات الصحية التي فرضها القوانين ومن لا يلتزم بذلك فهو آثم، لاسيما ما تعلق منها بمنع المصافحة والمعانقة والاختلاط في المناسبات والفضاءات العامة والخاصة ولبس القناع الواقي، كما شدد عثمان بطيخ مفتي الديار التونسية على أن «كل من يتعمد الإضرار بنفسه أو بغيره، خاصة عندما يتأكد من إصابته بفيروس كورونا ولكنه لا يفصح عن ذلك ويتعمد مخالطة غيره، فقد ارتكب معصية كبيرة، وهو ما سبق لمؤسسات دولية التأكيد عليه على غرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي ودار الإفتاء المصرية وغيرها
مجلس الشورى السعودي يؤجل التصويت على توصية بعدم إلزامية غلق المحال التجارية وقت الصلاة
أجل مجلس الشورى السعودي مناقشة والتصويت على قرار عدم إلزام المحلات التجارية بالإغلاق في أوقات الصلاة بعددما خلف اقتراحه سابقا نقاشا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة وفي الأوساط الشعبية.
واستنادا لوسائط إعلامية فقد كان مبرمجا مناقشة منذ توصية مقدمة من أربعة أعضاء تطلب من وزارة الشؤون الإسلامية، التنسيق مع الجهات ذات العلاقة للعمل على عدم إلزام المنشآت التجارية بالإغلاق خلال أوقات الصلوات اليومية عدا الجمعة، ويشمل ذلك محطات الوقود والصيدليات.
وأشار الأعضاء في مبررات التوصية إلى أن» إغلاق المحلات التجارية لأداء الصلوات لم يأت به نص في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية، فآيات القرآن الكريم خلت من أي نص يأمر بإقفال المحلات وإجبار الناس على ذلك قبل بداية أوقات الصلاة وأثناءها».
وتبعا لذلك فتح نقاش كبير داخل فضاءات التواصل الاجتماعي؛ بين مؤيد للخطة وشاجب لها؛ حيث عد البعض عبارة «عدم إلزام» الواردة في التوصية أهم ما في الموضوع لأنها ستتيح لأصحاب المحال التجارية فتح أو إغلاق محالهم حسب رغبتهم «وهذا هو المنهج المعتدل الصريح».
ورأى آخرون أن المبررات التي قدمها مقدمو التوصية تعد منطقية حسب رأيهم وستسمح للناس بالحصول على احتياجاتهم بدون التقيد بمواعيد فتح وإغلاق المحلات بسبب الصلاة.
في المقابل أبدى كثيرون مخاوفهم من الأمر، وطالب البعض بمقاطعة المحال التجارية التي تفتح أبوابها أوقات الصلاة.
فتاوى
حكم عمل المرأة في حمام النساء خلال وقت صلاة الجمعة ؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) (الجمعة/9) فصلاة الجمعة واجبة على كل مكلّف قادر مستكمل لشروطها ومن بينها الذكورة، فلا تجب على المرأة وإذا صلتها أجزأتها وأسقطت عنها الظهر.
ولما كانت المرأة غير مطالبة بصلاة الجمعة وكان فرضها الظهر، فلا ما نع من انشغالها بما يعود عليها وعلى من حولها بالنفع من الأعمال الطيبة الصالحة،
ورغم ذلك فإننا ننصحك بأن لا تفوّتي على نفسك فضل أداء صلاة الظهر الواجبة في حقك في أوّل وقتها، لفضل الصلاة أول الوقت، فعن عبد الله بن مسعـود رضي الله عنه قال: سألت النبي صل الله عليه وسلم: أي العمـل أحبّ إلى الله؟ قال: « الصلاة في وقتها».
هل يجوز إعطاء الزكاة للأخ إذا كان عمله غير مستقر، وللعمة إذا كانت تكفل ولديها ودخلها ضئيل؟
الزكاة تعطى للأصناف الثمانية التي حدّدها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم) (التوبة/60)، والفقير هو من لا دخل له، أو له دخل لا يكفيه.
فإذا كان دخل أخيك وعمتك لا يكفيهما ليحييا حياة كريمة مع من يعولان، جاز لك أن تعطيهما من زكاة مالك، بل هما أولى بها من غيرهما لقول النبي صل الله عليه وسلم:» (الصدقة على المسكين صدقة وهي على ذي الرحم صدقة وصله)».