شهر رمضان من المناسبات الدينية الكونية التي عادة يسبقها استعداد كبير على المستويات الفردية والأسرية والاجتماعية؛ وقد لوحظ أن كثيرا ما ينشغل الناس بالاستعداد المادي ويغفلون عن الاستعداد الروحي، الذي يعد الأهم في مثل هكذا مواسم ومناسبات تعبدية يتوخى منها مرضاة الله عز وجل وثوابه؛ لذلك فإن الاستعداد لها يجب أن يكون روحيا وعقليا.
فمن واجبنا الاستعداد لاستقبال شهر رمضان بما ينبغي له من التهيؤ المُرضي لله عز وجل والمحقق لمقاصده من إفراد هذا الشهر لفريضة الصيام، وذلك لأن هذا الشهر هو الوعاء الزمني لأداء ركن من أركان الإسلام ألا وهو فريضة الصيام، التي شرعها الله لتحقيق التقوى في حياة المؤمنين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183]. ولأنه الشهر (الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 186]، ولأنه الشهر الذي فيه ليلة القدر (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [القدر: 2-3]، هذه الليلة (مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ) ، ولأنه الشهر الذي تتيسر فيه الأعمال، وتُضاعف فيه الأجور على الطاعات والعبادات، ولأنه شهر مغفرة الذنوب ببركة الصيام والقيام، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقال عليه الصلاة والسلام: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). [البخاري ومسلم].
والاستعداد له ينبغي أن يكون: بالفرح والاستبشار بقدومه ، وسؤال الله أن يبلغنا إياه وأن يعيننا فيه على الصيام والقيام. وبالتوبة إلى الله والإقلاع عن الذنوب والعزم على عدم العودة إليها، بمحاسبة النفس وتصفيتها من النوازع الدنيوية والأمراض القلبية. وبعقد النية على إتقان أداء فريضة الصيام وإخلاصها لله عز وجل، وبالعزم على الاجتهاد في الطاعات والتفنن في نوافل العبادات: الصلاة، الصدقة، قراءة القرآن، قيام الليل، الذكر، الدعاء، الاستغفار، الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم. والحرص على التدرب على ذلك من الآن.
وعلينا أن نحذر من الغفلة، ولنحترس أن يأتينا رمضان ويمر علينا دون أن ننال فيه مغفرة الله ورضوانه؛ فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: آمين, آمين, آمين. قال: أتاني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد ! من أدرك أحد والديه فمات فدخل النار، فأبعده الله. قل: آمين. فقلت: آمين. قال: يا محمد ! من أدرك شهر رمضان، فمات، فلم يغفر له، فأدخل النار، فأبعده الله. قل: آمين. فقلت: آمين. قال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك، فمات فدخل النار، فأبعده الله. قل: آمين. فقلت: آمين). أخرجه الطبراني. وفي حديث آخر في المعنى نفسِه، أخرجه الترمذيُ وغيرُه، بإسنادٍ جيدٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ).
صــــــــــــلاة التراويــــــــح بحــــــــزب واحـــــــــــــد
سيكتفي أئمة صلاة التراويح للعام الثاني على التوالي بتلاوة حزب واحد فقط في صلاة التروايح وفق ما أعلنت عنه لجنة الفتوى لوزارة الشؤون الدينية، وذلك مراعاة للواقع الصحي وأخذا بالاحتياطات التي من شأنها ضمان حفظ الأنفس ومنع تفشي الوباء من جديد، ما يحول دون ختم القرآن الكريم ليلة القدر كما جرت العادة.
وعلى الرغم من أن تلاوة حزبين كل ليلة وختم القرآن في صلاة التراويح ليس فرضا شرعيا؛ لكن جرى العمل به عند الجزائريين منذ زمن بعيد؛ وهي عادة امتازوا بها عن كثير من الشعوب العربية والإسلامية التي يكتفي الكثير منها بتلاوة حزب واحد أو ما تيسر من القرآن الكريم في هذه الصلاة، لكن هذا لا يمنع من أراد أن يختم القرآن من فعل ذلك على المستوى الفردي أو الأسري؛ سواء بإقامة صلاة تروايح في بيته أو تخصيص ورد يومي للتلاوة حتى يختم القرآن خلال شهر رمضان.
للإشارة فإن لجنة الفتوى ألغت شرط التباعد بين المصلين في الصفوف ورخصت للنساء حضور صلاة التراويح لأول مرة منذ تفشي الوباء مطلع 2020م.
هؤلاء هم المطالبون بالصيام
يجب الصيام في الشريعة الإسلامية على مذهب المالكية على البالغ القادر فلا يجب على غير البالغ أو العاجز عن الصيام لمرض أو غيره و(الإقامة على تفصيل)، ويشترط لصحته الإسلام فلا يصح من كافر، والزمان القابل للصوم، ويشترط لوجوبه وصحته: للصوم، العقل فلا يجب ولا يصح من المجنون، والنقاء من دم الحيض والنفاس، فلا يجب على الحائض والنفساء ولا يصح منهما إن صاما، ودخول شهر رمضان فلا يجب صوم رمضان قبله ولا يصح.
استطـلاع: ثلثـا الفرنسيين يؤيدون حـظر الحجـاب
ظهر استطلاع للرأي أن غالبية الفرنسيين يؤيدون حظر الحجاب في الأماكن العامة، وذلك بعد نحو 20 عاما من حظره في المدارس بموجب القانون.
واستنادا لوسائط إعلامية، وحسب النتائج التي نشرها موقع «مونت كارلو» الدولية، قال 61 في المئة من المستطلعة آراؤهم إنهم يؤيدون حظر الحجاب، بينهم 37 في المئة، يدعمون ذلك بشكل كامل، والباقي يدعمونه «نوعا ما». وفي المقابل، قال 39 في المئة، إنهم يعارضون فرض الحظر بشكل كامل، بينما 23 في المئة يعارضون الحظر «نوعا ما».
وفي الاستطلاع الذي أجراه معهد CSA الفرنسي لدراسات الرأي، بطلب من قناة CNews التلفزيونية اليمينية التي تعتبر منصة المتطرفين، ونشر في 24 مارس، قال 65 في المئة من الرجال إنهم يؤيدون حظر الحجاب في الشارع، بينما كانت النسبة بين النساء تعادل 58 في المئة. وحسب الاستطلاع، فإن حظر ارتداء الحجاب في الشارع أكثر شعبية في البلديات الريفية والبلدات الصغيرة، بنسبة 66 إلى 68 في المئة، لكنها تنخفض إلى ما بين 53 و61 في المئة، في المدن التي يزيد عدد سكانها عن 20 ألف نسمة. وتلقى فكرة منع الحجاب في الفضاء العام قبولاً في أوساط اليمين واليمين المتطرف وهي متضمنة في البرنامجين الانتخابيين لمارين لوبان وإريك زمور
وقد سبق لمجلس الشيوخ الفرنسي أن صوت لصالح حظر ارتداء أغطية الرأس (الحجاب) في المنافسات الرياضية، مشيرا إلى ضرورة الحفاظ على الحيادية في الملاعب. كما أثارت حملة قادها المجلس الأوروبي بعنوان «حجابي حريتي»، وتطرح فكرة ارتداء الحجاب كوسيلة لتحديد الهوية، ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة في فرنسا منذ فترة وعلقت وزيرة الدولة للشباب في فرنسا، حينها سارة الهيري، على الحملة معتبرة أن «التشجيع على ارتداء الحجاب كجزء من عملية تحديد الهوية، موقف يتعارض تماما مع حرية العقيدة التي تدافع عنها فرنسا في جميع المحافل الدولية».وأضافت حسب وسائط إعلامية قائلة: «هذا الفيديو شكل صدمة بالنسبة لي، ونحن عبرنا عن عدم موافقتنا على هذه الحملة، ومسرورون لسحبها».
عميد مسجد باريس
مرشحو اليمين للانتخابات يتنافسون في انتقاد الإسلام والمسلمين
قال عميد مسجد باريس إن الخطاب المعادي للإسلام المُنتهج في الحملة الانتخابية الفرنسية يهدد بخلق «دوامة من الكراهية» واتخاذ المسلمين الملتزمين كبش فداء، على غرار الخطاب المنتهج في الثلاثينيات ضد اليهود.
واستنادا لوسائط إعلامية فقد أضاف شمس الدين حافظ في تصريح لصحيفة «غارديان» البريطانية: «إنني قلق للغاية.. نحن في مجتمع ممزق ويبحث عن نفسه، مجتمع ضعيف وخائف بعد الوباء».وتابع قائلا: «البحث عن كبش فداء حقيقة.. كانت هناك سوابق لذلك ففي عام 1930 عندما بدأت أصابع الاتهام إلى اليهود الذين أصبحوا مشكلة مجتمع بأكمله.. اليوم توجهت البوصلة للمسلمين.. فكرت أننا سنكون في مأمن من هذا النوع من الخطاب في القرن الحادي والعشرين».
وصرح حافظ بأنه كان أول من أدان الإرهاب الإسلامي وأن مسجده كان في قلب العمل لمكافحة التطرف في فرنسا، لكنه كان يخشى أن يتم الخلط بين غالبية المواطنين الفرنسيين المسلمين الملتزمين بالقانون والهجمات الإرهابية، على الرغم من أنهم في كثير من الأحيان هم أنفسهم ضحايا للإرهاب. وقال لصحيفة «غارديان»: «لعدة سنوات حتى الآن، في كل انتخابات في فرنسا، تحدث بعض المرشحين عن «مشكلة الإسلام» وربط الإسلام بالهجرة أو الإرهاب». وأفاد بأن المسلمين في فرنسا تعرضوا للوصم أو الإهانات أو الرأي القائل بأن الإسلام لا يتوافق مع قواعد الجمهورية الفرنسية أو مع الغرب، لكن في هذه الانتخابات الأمر أكثـر خطورة لأن هناك مرشحا يترك الحرية تماما ويتحدث عن «البديل العظيم» ويؤكد بشدة أن الإسلام والمسلمين لا يمكنهم البقاء في فرنسا، وأن مكانهم في مكان آخر، وإذا يريدون البقاء في هذا البلد وعليهم ألا يمارسوا شعائر دينهم». وقال إنه على الرغم من المخاوف الرئيسية للناخبين الفرنسيين من قضايا مثل تغطية نفقاتهم، فقد أصبح «من المألوف» للمرشحين «انتقاد الإسلام والمسلمين، ورؤيتهم على أنهم غير مرغوب فيهم وخطرين». وأوضح قائلا: «نحن في عام 2022، نحن من الجيل الخامس من المسلمين في فرنسا ولا يزالون يعتبروننا أجانب». وأكد حافظ أنه يخشى زيادة الأعمال المعادية للمسلمين بعد الانتخابات.
تركيب أجهزة الإنعاش القلبي في ساحات المسجد الحرام
تم تركيب ونشر عدد كبير من أجهزة الإنعاش القلبي للحالات الصحية الطارئة بالمسجد الحرام، التي تمكن من وصول الأجهزة للمستجيب الأول في منطقة المسجد الحرام بسرعة عالية. في مبادرة نوعية تدعم في مخرجاتها منظومة الخدمات الصحية المقدمة لقاصدي المسجد الحرام، لاسيما خلال شهر رمضان بعد فتح الأبواب أمام العمرة والزيارة، واستنادا لوسائط إعلامية فقد أقيمت دورات تدريبية للجهات المعنية في المسجد الحرام وكافة أفراد المجتمع، للتعرف على كيفية استخدام الجهاز، كما يعمل الجهاز من خلال اتباع الأوامر الصوتية أو الرقمية الظاهرة على جهاز الصدمات والمتضمنة إعطاء الصدمة الكهربائية حسب التوجيهات الصادرة من الجهاز.
من جهته، أوضح رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي، أن المشروع يهدف إلى توفير أجهزة صدمات القلب الكهربائية الخارجية الآلية في الأماكن العامة، وبالتحديد في ساحات الحرم المكي، بحيث يستخدم الأفراد العاديون ممن خضعوا للتدريب المناسب بشكل سريع على المرضى ممن يعانون من بعض المشاكل القلبية، ريثما تصل سيارة الإسعاف، وهو ما يعزز فرص البقاء على قيد الحياة لمن يُصابون بتوقف القلب المفاجئ بحيث يُنقَلون بعد ذلك إلى مراكز القسطرة القلبية مباشرة دون المرور بأقسام الطوارئ والعيادات والإجراءات المتعددة لتقديم الخدمة العلاجية العاجلة لهم بأسرع وقت. وأبان الدكتور العويسى، بأنه قد رُكِّب حتى الآن 15 جهازاً للإنعاش القلبي (AED) في عدة أماكن بالحرم المكي الشريف، منها باب الملك عبدالعزيز وباب الملك فهد وباب أجياد وبابَا الصفا والمروة وغيرها، مشيراً، إلى أنه سبق تركيب الأجهزة وتنفيذ برنامج تدريبي من قبل الهيئة لمدة 6 ساعات، لمنسوبي شؤون الحرمين والقوات الخاصة بأمن الحج والعمرة لتعريفهم بكيفية استخدام الجهاز؛ كونهم الخط الأول في وجودهم على مدار الساعة بالحرم.