تثمين توجه الجزائر نحو تفعيل أدوات التمويل الإسلامي
ثمن أساتذة باحثون وخبراء دوليون ورجال أعمال التوجه إلى تفعيل أدوات التمويل الإسلامي في تمويل التنمية الاقتصادية في الجزائر ودعوا إلى ضرورة ترقية الإطار التشريعي للصناعة المالية الإسلامية وتشجيع وتطوير الشبابيك الإسلامية في إطار مقاربة شاملة تستهدف التحول التدريجي إلى الفروع والمصارف الإسلامية .
وفي ملتقى دولي .احتضنته كلية العلوم الإسلامية جامعة باتنة1 يومي الأربعاء والخميس 26، 27 أكتوبر 2022 موسوم بــ : شبابيك المعاملات الإسلامية في البنوك الجزائرية في ضوء التجارب الدولية بالتعاون مع المجلس الإسلامي الأعلى، وبمساهمة مصرف السلام الجزائر وبنك الفلاحة والتنمية الريفية، شهد مشاركات دولية من أساتذة وخبراء في الصيرفة الإسلامية من ماليزيا، مصر وليبيا بالإضافة إلى مداخلات من أساتذة وطلبة باحثين من عشرين مؤسسة جامعية وطنية، بالتوازي مع حضور مكثف لطلبة والباحثين والفاعلين الاقتصاديين لعلاقة الإشكالية التي يطرحها بالباحثين والمهنيين ورجال الأعمال. دعا المشاركون في اختتام الأشغال إلى الارتقاء بمستوى التعاون بين الجامعة والبنوك التي تقدم المنتجات الإسلامية من خلال المساهمة في تأهيل الموارد البشرية، وثمين تجربة الشبابيك الإسلامية ومواكبتها وإثرائها. وألحوا على ضرورة تطوير وتوسيع الهيكل التنظيمي للرقابة الشرعية والتدقيق الشرعي في ظل نمو عدد الشبابيك الإسلامية في الفروع والوكالات البنكية والانفتاح والاستفادة من التجارب الدولية الرائدة في تقديم الخدمات المصرفية من خلال الشبابيك الإسلامية والفروع المتخصصة، بالإضافة إلى تجارب التحول التدريجي إلى المصارف الإسلامية ملتمسين طبع أعمال هذا الملتقى التاريخي ليسترشد بها الطلبة والمهنيون والأساتذة الباحثون .
وعلى مدى يومين كاملين عالج المتدخلون مجموعة محاور وموضوعات تصب في إشكالية الملتقى وترمي إلى تقيم مقترحات لتطوير الصيرفة الإسلامية بالجزائر، على مستوى الإطار التشريعي أو العملي، وبيان المتطلبات التشريعية والضوابط الإجرائية، مع عرض نماذج عالمية دولية وعربية لصيرورة الصيرفة الإسلامية، كما عرضت تجارب بعض البنوك الجزائرية في هذه المعاملة التي اعتمدتها حديثا، وقد نصب النقاش حول المعايير الواجب التقيد بها من قبل الشبابيك المفتوحة على مستوى البنوك الجزائرية، وكيفية التعاطي مع المستجدات لتطوير هذه المنظومة وجعلها أكثر استقطابا للاستثمار ورؤوس الأموال وخدمة للتنمية في إطار الشريعة الإسلامية ومقاصدها؛ لاسيما وأن هذا الملتقى الدولي يعقد بالتعاون مع المجلس الإسلامي الأعلى الذي له صلاحية منح بطاقات المطابقة للبنوك الجزائرية لفتح مثل هكذا شبايبك، والمجلس في كل مرة يصغي للآراء الفقهاء والخبراء لتطوير الإجراءات المعمول بها.
ويأتي هذا الملتقى في ضوء توسع العمل بالصيرفة الإسلامية صيغ تمويلها بالبنوك الجزائرية، وهي المقاربة المالية التي اعتمدتها الجزائر وانخرطت فيها منذ سنوات قليلة، كما يعزز هذا الملتقى انفتاح الجامعة على المحيط الاقتصادي والاجتماعي، وتعزيز دور الجامعة باعتبارها قاطرة التنمية المستديمة. ع/خ
الصدق جوهر الأخلاق
إن الأخلاق لب الأسر، ومرآة الشعوب، ومنجاة الأمم، ودستور حياة الصالحين على هذه المعمورة، وقد دعت إليها جميع الأديان، واجتهد في البحث في ماهيتها وتبنيها جميع الفلاسفة، ونادى بها المفكرون وأشاد بها المصلحون، وعمل بمقتضاها الصالحون.
وهي في تعريفها العام كل ما يجلب الخير ويحقق العدل و السعادة للإنسان، ويبعد عنه الظلم والشرور والأحزان، ويسمو به عن بقية المخلوقات، أما لغويا فمعانيها فضفاضة من دين وطبع وسجية ومروءة وفضيلة، وقد عرفها الجرجاني اصطلاحا بقوله: (عبارة عن هيئة للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية...).
وتعد الأخلاق الإسلامية جامعة لكل خير قد يصيب الإنسان، وشاملة لكل المعاني التي من شأنها حفظ كرامته وتحقيق استقامته ورفعه عن الخطيئة وردعه عن الرذيلة ودفعه إلى الفضيلة، لأنها من وحي إلهي وهدي نبوي، قال الله عز وجل لأكرم خلقه عليه الصلاة والسلام: ( وإنك لعلى خلق عظيم) وأهم جواز للسفر هو « الأخلاق» وأكثـر عملة تنفع المرء في سوق الحياة هي « الصدق» عندما يكون المرء ثريا بأخلاقه، يستطيع دخول أي قلب آدمي، حتى تلك القلوب المريضة تفتح له أبوابها على مصراعيها.. تماما كما تفتح أبواب الدول الكبرى لأثرياء العالم.. وعندما يكون المرء صادقا، يمكنه أن يحصل على كل ما يريده في الحياة، ويحقق أهدافه دائما..الصدق مع الخالق والمخلوق يجعل صاحبه يعبر الحياة من باب النجاة، يعبرها على نحو يليق بداخله.. وليس معنى ذلك أن أخلاق المرء تغير معدن من حولها، قد تشفع له أخلاقه في تعامله مع اللئيم ولكنها تبقى مجرد صبغة طيبة تغطي سوادا جوهريا يستحيل تغييره..إنما معناه أن الله عز وجل يحيط هذا الصنف من عباده بألطافه، ويسير أحداث حياته لصالحه بطريقة مدهشة، ذلك أن الله يرى قلوبا عامرة به، خالية من سواه، صادقة في رحلتها إليه، فيخفف عنها مشقة الطريق بحسن تدبيره..وكأنها حين نبضت إليه بصدق أول مرة، رزقها حياة كريمة مهملة فيها المضرة.. هذا ما يدفع أحدهم ليقول لشخص صادق خلوق» اعطاك ربي على حساب قلبك».
مساجد الجمهورية تتعزّز بقرابة 600 عون ديني
ينتظر أن تتعزز مساجد الجمهورية قريبا بقرابة 600 عون ديني مع تمكنهم من النجاح في المسابقة التي خصصت لهم في هذا الإطار.
فقد تم الإعلان عن النتائج في غضون الأسبوع الماضي، والأعوان المعنيون موزعون على ثلاثة رتب: رتبة أستاذ التعليم القرآني ب 100 منصب ورتبة مؤذن ب 250 منصب، ورتبة قيم ب 244 منصبا، وسيتلقى هؤلاء الناجحون تكوينا كل في مجال عمله عبر معاهد مؤسسات قطاع الشؤون الدينية عبر الوطن قبل أن يباشروا مهامهم لسد احتياجات هذا القطاع من الـتأطير المسجدي.
التبرع بالدم قد يكون واجبا عند الضرورة
لقد أكدت مقومات الشريعة وقواعدها وأسسها ومقاصدها العظيمة على قضية حفظ الأنفس الإنسانية. ففي الشريعة آيات كثيرة وأحاديث متعدد تُشرع للإنسانية طرق العناية بالنفس البشرية، جلبا لكل مصلحة للنفس ودفعا لكل ما يضر بها. فحق الإنسان في الحياة مقدس في الإسلام ولا يُسلب هذا الحق منه إلا بالإجراءات التشريعية التي شرعها الإسلام، والشريعة تتشوف إلى استمرار الحياة للإنسان، وقضية التبرع بالدم تدخل في هذا الباب إذ بسببها تستمر حياة المحتاجين له. فقد ثبت بالطب أن التبرع بالدم دواء للمحتاج له، فللدم أهمية كبيرة في حياته، من حيث؛ ضرورته للحياة، وأداؤه لوظائف حيوية هامة في الجسم؛ سواء في نقل الغذاء والأكسجين، أو الدفاع عن الجسم وغيره. وإن فقد الإنسان لكمية كبيرة من الدم يجعل تعويضها غير ممكن من نفس الإنسان، وهو يشكل خطورة كبيرة عليه، الأمر الذي يجعل الضرورة قاضية بتعويض المريض عما فقد؛ إنقاذا لحياته من الهلاك.
لذلك اتفقت الفتاوى في جواز التبرع بالدم من أجل إسعاف الأنفس البشرية المحتاجة له. ومحتاج الدم ذو ألم ووجع ومرض ومن الواجب إسعافه بالدم من أجل رفع الحرج عنه. وقد ضبط الفقهاء عملية نقل الدم بشروط هي: حاجة المنقول إليه إلى الدم، وعدم وجود البديل، وانتفاء الضرر عن المتبرع بالدم، ورضا المتبرع بنقل الدم، وهذا يستلزم أن يكون المتبرع أهلا للتبرع؛ بأن يكون بالغا عاقلا، إلا في حالات استثنائية فيمكن الاعتماد على رضا الولي، وإشراف أهل الاختصاص على عملية النقل، وسلامة الدم من الأمراض المؤثرة على صحة من ينقل إليه، كالإيدز مثلاً، واتفاق الفصائل الدموية بعضها مع بعض.
وبسبب كثرة الحوادث الأليمة المفضية إلى فقد الدم، والعمليات الجراحية المتعددة التي يخاف الأطباء من إجرائها إلا بوجود وحدات من الدم تحسبا للظروف الطارئة للعملية، فقد فرضت ضرورة وجود أكياس الدم بالمستشفيات على الدوام، وهذا أمر مستحسن حفاظا على النفس، وقد تعتري عملية نقل الدم الأحكام التكليفية الخمسة؛ فيكون واجباً إذا تعين دم إنسان بزمرته لإنقاذ آخر، ودمه من نفس الزمرة، وفي هذا إعمال للقاعدة الفقهية «ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب»وهو مكروه إذا كان فيه إضعاف لبدن المتبرع، وهو حرام إذا كان فيه إهلاك للمتبرع أو المتبرع له. ويكون جائزا إذا لم يُهلك المتبرع ولا يوجد محتاج له في وقت التبرع. ونذكر هنا ببعض القواعد المهمة التي ينبغي لمريد التبرع بالدم معرفتها:
(1)الإحساس بالمريض محتاج الدم: إن سلامة الدم في جسم الإنسان من النعم العظيمة التي يتمتع بها الأصحاء، وهي من النعم قليلة الحمد عليها إلا عند فقدانها، أو عند رؤية ألم المحتاج له، لذلك تسعى المنظمات الصحية لحث الناس على التبرع بالدم حيثما تسنح لها الفرصة، ولله الحمد فإن مجتمعنا متشبع بالقيم الإسلامية والإنسانية وبروح التضامن والأخوة فنرى الإقبال على عملية التبرع مقبولا، ومع ذلك تبقى ثلة من الناس تنء عن التبرع به، والواجب علينا جميعا أن ننمي شعور الإحساس بالمرضى المستعجلين للدم بناء على قوله صلى الله عليه وسلم:» المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يخذله ولا يظلمه» وإن الناظر في رعاية الإسلام بالمرضى ليجدها مدعاة للفخر والاقتداء، وقد أحسن من وضع الميثاق الإسلامي العالمي للأخلاقيات الطبية والصحية.
(2)المشي في حاجة المريض: إن ما تقوم به الجمعيات الخيرية ومنظمات الصحة من الخروج لجمع الدم ضمن طواقم طبية مجهزة، والتعاون والشراكة مع المؤسسات الاجتماعية بغرض تنظيم عملية التبرع أمر مهم، ومبادرات جيدة تستحق الشكر عليها وتدخل ضمن قوله صلى الله عليه وسلم:» «لَا يَزَالُ اللَّهُ فِي حَاجَةِ الْعَبْدِ مَا كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ» وفي صحيح البخاري: عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة»
(3)إغاثة الملهوف: لاشك أن فاقد الدم بأي شكل من الأشكال سواء في حادث او أثناء عملية جراحية أو غيرها مما يُفاجئ يجعل المريض مهلوفا محتاجا إلى الدم في أسرع وقت لإنقاذ نفسه، والشريعة تحث على إغاثة اللهفان فعن أبي موسى الأشعري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «على كل مسلم صدقة في كل يوم» ، قالوا: يا رسول الله فإن لم يجد؟ قال: «يعتمل بيده فينفع نفسه ويتصدق»، قالوا: فإن لم يفعل؟ قال: «يعين ذا الحاجة الملهوف»
(4)رفع الضرر عن المريض: إن أدق ما وُصفت به الأمة الإسلامية بأنها أمة رفع الضرر، لأن الشريعة مبنية على قاعدة: أن لا ضرر ولا ضرار، وأن الضرر يُزال، وأن المفسدة تُدفع بقدر الإمكان، وأن المشقة تجلب التيسير.
(5)إخلاص النية في التبرع بالدم: لقوله صلى الله عليه وسلم:» إنما الأعمال بالنيات»