اعتاد الجزائريون إخراجها في عاشوراء: للزكاة أهداف نفسية واجتماعية واقتصادية شاملة

اعتاد الجزائريون تخصيص فترة ٍرأس العام الهجري إلى يوم عاشوراء لإخراج زكاة أموالهم من نقود وعروض تجارة وأنعام وغيرها، تحسبا لحولان الحول بعد أن يتحروا النصاب، وهو ما يبين أصالة هذا الشعب وتمسكه بالإسلام والالتزام بأداء أحد أركانه الأساسية وهي الزكاة التي تحمل في تشريعها مقاصد وأهداف اجتماعية وتربوية واقتصادية وسياسية كثيرة، تنعكس إيجابا على المجتمع المسلم خصوصا وعلى البشرية عموما، وهي الفريضة التي أوجبها الله تعالى في مكة المكرمة قبل الهجرة ثم جاءت الآيات المدنية بعد الهجرة النبوية لتؤكد وجوبها وتبين مصارفها وحكمها وبين الرسل صلى الله عليه وسلم أنواع أموالها ونصاب كل نوع وقيمة ما يخرج منه، فمن مقاصد الزكاة:
(أولا): تطهير نفس المسلم من أمراض الشح والبخل والأنانية والعجب و التكبر: فقد جبلت الانفس على حب المال، وهذا ليس عيبا لقوله تعالى: ((وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)))  [العاديات]، إنما العيب في البخل ومنع حقوق الناس في هذا المال، فلو تركت الأنفس دون وازع ديني وسلطاني لظلت مستحضرة الشح في تعاملها مع الناس، كما قال تعالى: ((وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ) [النساء 128]، لكن الآيات القرآنية جاءت لتذم البخل وتحذر المسلم من عواقبه؛ كما قال الله تعالى: وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [ آل عمران 180]، ثم جاءت آيات قرآنية تكشف أن المقصد الأساس لتشريع الزكاة هو تطهير المؤمنين، فقال الله تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [التوبة 103]، فالآية واضحة قطعية الدلالة في مقصد الزكاة وهدفها الأساس، فليس لله تعالى ولا لرسوله صلى الله عليه وسلم حاجة في مال المؤمن، ولكن إخراجه لزكاته تطهير لنفسه مما جبت عليه أو اكتسبته من البخل والشح والأنانية، فبإخراجه يتدرب على الإنفاق والجود والسخاء والكرم وهي صفات مطلوبة في المؤمن مضادة لما سبقها، ولأن أمراض النفوس تلك لا تعالج إلا بمضاداتها، ويستشعر المؤمن أهمية هذه الطهارة عندما يعتقد أنها منجية له يوم القيامة، ومقربة له إلى الله تعالى، لقوله تعالى: ((وَنَفس وَمَا سَوَّىهَا (7) فَأَلهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقوَىهَا (8) قَد أَفلَحَ مَن زَكَّىهَا (9) وَقَد خَابَ مَن دَسَّىهَا (10))) [الشمس]، كما تعالج الزكاة نفس المؤمن من الأنانية والمبالغة في تفضيل الذات والكبر التي تجد لها عوامل تنميها في كسب المال وجمعه والحرص عليه دون الالتفات إلى حقوق الآخرين فيه.
(ثانيا): الإسهام في المجال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي: علاوة على ما سبق من مقصد تربوي أصيل للزكاة في تزكية نفس المسلم وتطهيرها مما علق بها من أمراض نفسية فإن للزكاة أهدافا أخرى متعددة تبرزها مصارفها الثمانية الواردة في قوله تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. [التوبة 60]، ففي كل مصرف من هذه المصارف بعد اجتماعي أو اقتصادي أو سياسي،
ففي مصرف الفقراء والمساكين: بعد اجتماعي كبير، من حيث كونها تسهم في القضاء على الفقر والحاجة أو التخفيف من حدتهما، لاسيما وأن للفقر آثارا اجتماعية خطيرة، تنعكس سلبا على العموم وليس على الأفراد فقط، فقد يكون سببا للجوع والحرمان والمرض والتشرد، كما يكون سببا في الجرائم والانحرافات وتفشي الرذيلة في المجتمع ومشاهد البؤس والجهل والأمية وتردي المحيط الاجتماعي والعمراني وغيرها من الآثار.
وفي مصرف العاملين عليها فسحة لخلق مناصب شغل قارة لاسيما إن وجد للزكاة مؤسسة تعنى بجمعها، بل قد تجد هذه المؤسسة متاحا لاستثمار أموال الزكاة لصالح مستحقيها من الفقراء والمساكين، وفي هذا أيضا توفير لفرص الشغل وتحريك للمال في الدورة الاقتصادية.
وفي سهم المؤلفة قلوبهم نجد البعد الإنساني للزكاة حين يجد غير المسلم له فيها نصيبا، فيكسب المسلمون وده ويطمئنون إلى جانبه، وربما يطمعون في إسلامهم.
وفي سهم الرقاب بعد إنساني أيضا حين تسعى الزكاة في تحرير الرقيق من قيد العبودية المنافي للكرامة الإنسانية عادة، ولئن اتفقت المجموعة الأممية اليوم على تجريم الرق فإن بعض مظاهره لا تزال قائمة اليوم في بعض مناطق العالم مما يقتضي صرف أموال للقضاء عليها.
وفي سهم الغارمين أيضا بعد اجتمعي حين يسهم المسلم في قضاء ديون أخيه المسلم؛ لأن الدين مذلة في النهار أرق في الليل، ومكبل لانطلاق المدين في العمل والاستثمار والكسب، فهو قيد حقيقي تسهم الزكاة في فكه.
وفي مصرف في سبيل الله نجد البعض السياسي والعسكري للزكاة من خلال إسهامها في تمويل مؤسسة الجيش لأنه المدافع عن الدين الحامي لبيضة الأمة وهو في حاجة للمال للجهاد في سبيل الله تعالى.
وفي سهم ابن السبيل تأكيد على تضامن المجتمع المسلم وتكافله من خلال احتضانه لعابري السبيل الذين تقطعت بهم السبل فلم يجدوا ملاذا إلا إخوانهم الذين يمدونهم من مال الزكاة ما يسدون به رمقهم ويحفظون به كرامتهم حتى يعودون إلى ديارهم.
هذه بعض مقاصد وأهداف الزكاة النفسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، حري بالمسلمين تحقيقها، ولكن الزكاة لا تطالب لوحدها بأداء هذه الأهداف، لاسيما في ظل الدولة الحديثة، فهناك مؤسسات كثيرة للدولة تقوم هي الأخرى بأداء هذه الأدوار في عالم التضامن والشؤون الاجتماعية وعالم التشغيل والاستثمار وتجهيز مؤسسة الجيش، فتكون الزكاة مسهما في هذا الفضاء.      
              ع/خ                               

استبدال كسوة الكعبة

قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، باستبدال كسوة الكعبة مع بداية لعام الهجري الجديد، وقد بدأت بفك المذهبات قبل إنزال الثوب القديم وإكساء الكعبة ثوبها الجديد المتكون من أربع قطع
واستنادا لوسائط إعلامية فإن ذلك يأتي كل عام بمنظومة خدمات متكاملة تراعي أعلى المعايير العالمية حيث يشرف فريق مختص مدرب ومؤهل علميا وعمليا على أعمال الفك ومراحل تبديل كسوة الكعبة
وبعد عملية إنزال الثوب القديم يكون إسدال الكسوة، ويبلغ عدد مذهبات كسوة الكعبة المشرفة 53 قطعة مذهبة منها 16 قطعة للحزام، و7 قطع تحت الحزام، و4 صمديات، و17 قنديلا، و5 قطع لستارة الباب، وقطعة للركن اليماني، و2 كينار، وحلية الميزاب.
ويضم الكادر التشغيلي السعودي 114 صانعا حرفيّا متمكنا يعمل على إنتاج 56 قطعة مذهبة على كسوة الكعبة، حيث تتم جميع الأعمال بشكل يدوي. ويستغرق العمل على القطعة المذهبة الواحدة ما بين 60 إلى 120 يوما، وكمية أسلاك الذهب والفضة المستخدمة في القطع المذهبة على كسوة الكعبة 120 كغ من الذهب، و100 كغ من الفضة.
 فتح المسابقات التصفوية للطبعة
 25 للأسبوع الوطني للقرآن الكريم
تحضيرا للطبعة 25 للأسبوع الوطني للقرآن الكريم، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف لعام 1445هــ/2023م، أعلنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف عن فتح المسابقات التصفوية الولائية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، وهي موجهة للجنسين من الذكور والإناث، وقد قسمت المسابقة إلى ستة فروع ولكل فرع شروطه.
الفرع الأول: حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التجويد والتفسير: ويعتمد كتاب كلمات القرآن تفسير وبيان، للشيخ حسنين مخلوف في التفسير، وهو خاص بمن تجاوز سنهم 25 سنة، والفرع الثاني: حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التجويد، خاص بمن يتراوح سنهم ما بين 15 إلى 25 سنة، الفرع الثالث: حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التجويد لصغار الحفظة، خاص بمن يقل سنهم عن 15 سنة، ويشترط في المترشحين للفروع الثلاثة الأولى أن يكونوا حافظين للقرآن الكريم كاملاً برواية ورش عن الإمام نافع،
 الفرع الرابع: حفظ القرآن الكريم كاملاً بالقراءات القرآنية: خاص بمن يتراوح سنهم ما بين 15 إلى 40 سنة، ويشترط في المترشح أن يكون حافظاً(ة) للقرآن الكريم كاملاً بالقراءات القرآنية السبع(7) مع حفظ متن الشاطبية.
الفرع الخامس: حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التجويد: خاص بالنساء في إطار المسابقة النسوية، ممن يتجاوز سنهن 15 سنة، ويشترط في المترشحة أن تكون حافظة للقرآن الكريم كاملاً برواية ورش عن الإمام نافع.
الفرع السادس: حفظ ما تيسر من القرآن الكريم مع التجويد: خاص بمن لا يقل سنهم عن 50 سنة في إطار مسابقة محو الأمية، ويشترط في المترشح في هذا الفرع من الذكور والإناث.أن يكون منتظماً في قسم محو الأمية.، وأن يكون حافظاً(ة) لـ 10 أحزاب فأكثر برواية ورش عن الإمام نافع.
وهناك شروط عامة في كل المترشحين في كل الفروع منها: أن لا يكون المترشح(ة) فائزاً بإحدى المراتب الثلاث (3) الأولى في المسابقات الوطنية السابقة ويستثنى من ذلك الفرع الرابع الخاص بالقراءات القرآنية. وأن لا يكون من القراء المحترفين المعروفين وطنياً ودولياً.
وقد شرعت مختلف مديريات الشؤون الدينية والأوقاف بالولايات في نشر إعلان المسابقات وجمع ملفات المترشحين تحسبا للشروعها فيها في شهر أوت القادم في الفروع المخولة لها.

كيف يتم حساب زكاة المال المتأتي من أجر وظيفة ما والموجود في حساب بريدي؟
إذا بلغ هذا المال النصاب وحال عليه الحول، أي توفرت فيه شروط الزكاة فعليكم إخراج ربع عشر قيمته، وهو ما يعادل 2.5 % حيث يتم إخراج الزكاة على كال المال كلما حال الحول طالما بقيت شروط الزكاة متوفرة فيه دون الالتفات إلى المبالغ المالية التي تضاف أو تخصم من الرصيد خلال الحول، إذ العبرة ببلوغ النصاب عند رأس الحول فلا تضر التغيرات التي تطرأ على مقدار المال أثناء الحول بالزيادة أو النقصان ما دام شرط الزكاة متوفرا عند موعد الزكاة.
            هل يجوز لشخص أن يخرج الزكاة ويعطيها لأخته التي ستتزوج وهي في أمس الحاجة للمال لتجهز نفسها، علما بأنها تعمل لكن أجرتها قليلة ولا تكفيها؟
لقد اختلف العلماء حول هذه المسألــة لاختلافهــم حول من تجب له النفقــة وبالتالي لا يحل دفع الزكاة إليه. والمعتمد في المذهب المالكي أن النفقة لا تجب إلا على الأب لأولاده من صلبه الذكور حتى يبلغوا والإناث حتى يتزوجن ويدخل بهن أزواجهن، بخلاف ولد الولد فلا نفقة لهم على جدّهم كما لا تلزمهم النفقة على جدّهم، وتلزم الولد النفقة على أبويه الفقيرين كما يلزم الزوج نفقة امرأته ولا يلزم نفقة أخ أو أخت ولا ذي قرابة ولا ذي رحم محرم منه، وما عدا الوالدين والأولاد من الأقارب يجوز دفع الزكاة إليهم. وعليه يجوز للشخص أن يخرج الزكاة ويعطيها لأخته خصوصا وهي مقبلة على الزواج وأنها في أمسّ الحاجة إلى مال.
          هـل يجوز إخراج زكاة العروض عروضا بعد تحديد قيمتها بالمال؟
الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمس، وفرض عين على كل من توفرت فيه شروطها، وقد ثبتت فرضية زكاة عروض التجارة بحديث سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنه، قال:« … أما بعد، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نُخرج الصدقة من الذي نُعدّ للبيع». وتتم زكاتها بتقويم سائر العروض المعدّة للتجارة بالنقدين الذهب أو الفضة أو ما يقوم مقامهما من عملة الوقت، ثم يخرج ربع عشر (2.5 % ) هذه القيمة، ولا يجوز أن تخرج عرضا لعدم تحصيل المنفعة المقصودة من الزكاة.
(موقع وزارة الشؤون الدينية).