الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

على أعتاب الهجرية النبوية

الرسول أسس مجتمعا مسلما على أساس الأخوة والعدل والمواطنة واحترام الحقوق والحريات

استقبل المسلمون في أصقاع المعمورة عاما هجريا جديدا وهم في حالة بين لفحات ونفحات؛ بين أمارات من الضعف والتشتت وأفول نجم شهودهم الحضاري، ونزاعات داخلية، وعلامات بوادر حضارية تلوح في الأفق لإمكانية استعادة المسلمين زمام المبادرة، في ظل ظهور قوى اقتصادية وسياسية إسلامية صاعدة وانتشار أفقي للصحوة الإسلامية والتفاف كبير للمسلمين حول دينهم و ابداء الاستعداد لخدمته والدفاع عنه، ليس فقط في الدول المسلمة بل أيضا في الدول غير المسلمة، أين تعيش أقليات مسلمة تسعى جاهدة للتمسك بدينها والإسهام الحضاري مع الإنسانية، وبعض المجتمعات المسلمة التي تشهد حالة من الاستقرار ينبغي أن تكون فاعلة في معادلة الوجود، وطرفا مؤثرا في طبيعة الصراع العالمي بالكيفية التي تصنع توازنا في ميزان الحق والعدل، وقمع الظلم والجور وإنهاء الطغيان، ولتكن كبعض الأقطار التي قطعت أشواطا في مجالات التنمية والصناعات بمختلف أنواعها مما جعلها تحجز مقاعد في الصفوف الأمامية في المنظومة الأممية لتكون لها بصمات واضحة في الصراع الإيديولوجي الذي يشهده العالم بأسره، ولا تبقى مجرد رقم في قاعة الانتظار الحضاري والأمم تتسابق نحو الريادة

تأتي إذن ذكرى الهجرة النبوية؛ هذا الحدث الذي يقف عنده العلماء في كل عام بالوصف والتحليل واستلهام الدروس والعبر واسقاطها على المتغيرات التي تشهدها الأمة الإسلامية، ليدعونا لاستخلاص دروسه وسننه في البناء الاجتماعي والإصلاح الشامل، ويمكن رصد بعض ما ينبغي الاعتبار به وأخذه في هذه الذكرى فيما يأتي:
أولا : الأخذ بسنن الله الكونية وخاصة سننية الأخذ بالأسباب وعدم التواكل والتراخي فسنن الله  غلابة لا تحابي أحدا حتى لو كان نبيا مرسلا أو وليا صالحا فلقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في هجرته بدءا من التخطيط إلى الخطة المتبعة في المسير إلى دار الهجرة ، حتى إذا استوفى صلوات الله عليه وسلامه الأسباب قال مقولته لصاحبه أبي بكر رضي الله عنه و التي خلدها القرآن الكريم  :( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىوَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .والمسلمون اليوم مدعوون للعمل بالسننية في التغيير والبناء الحضاري للأمة المسلمة ويقع ذلك العبء على العلماء والمفكرين والدعاة  بالتنظير والتأصيل والبيان من المركب إلى البسيط بعيدا عن التعقيد، كما يقع على عاتق الحكام والساسة بالتنفيذ فإنهم يملكون من أدوات التغيير وآلياته ما لا يملكه غيرهم .
ثانيا : الوقوف عند أسس بناء الدولة والأمة بكثير من التمعن والتمحيص فلقد كانت المرحلة المكية مرحلة بناء عقدي خلقي بامتياز، في حين كانت المرحلة المدنية مرحلة بناء الأمة تشريعيا اجتماعيا واقتصاديا وعسكريا سياج كل ذلك دولة تحمي المجتمع أفرادا بغض النظر عن الانتماء العرقي والجنسي والعقدي ، وتحمي القيم التي جاء الأنبياء والرسل لتكريسها وحمايتها ، أبرز هذه القيم قيمة المواطنة التي تحفظ فيها الحقوق والواجبات وتصان فيها الأعراض وتحقن فيها الدماء وتحفظ فيها الأموال لكل من قَبِلَ الانضواء تحت لواء الدولة الإسلامية المدنية وأقر واعترف بسلطانها، مهما كان انتماؤه الديني والعرقي واللغوي فالناس في عرف الشرع سواسية في الحقوق والواجبات فكانت وثيقة المدينة المنورة دستورا خالدا لعقد المواطنة بين الدولة ورعاياها ، كما كان الإخاء الذي عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار أساسا ثانيا تبني عليه الأمة رابطة الإخوة عملا بقول الحق تبارك وتعالى: (إنما المؤمنون إخوة) وقول الحق تبارك وتعالى : (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) ويجعل كل ذلك محضنا تربويا يلتقي فيه المسلمون خمس مرات في اليوم ، بل وكلما حزبهم أمر وعنّ لهم طارئ فيه يشاورون ويتحاورون، ومنه انطلقت جحافل الجيوش المسلمة من الرعيل الأول فاتحة ربوع الأرض ومدافعة عن حياض الإسلام وحماية الدعوة الإسلامية من جميع الغوائل وهذه الأبعاد الروحية الإيمانية رافقت مسيرة الدعوة من مرحلة بناء أمة الدعوة إلى مرحلة بناء أمة الدولة
ولذلك كانت وستبقى الدولة المسلمة الأولى التي أسسها رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنموذج الأمثل في الحكم الراشد وإرساء العدل وكفالة الحقوق لكل الرعايا، وهي الدولة التي ينبغي أن يستلهم من قيمها المسلمون في كل عصر ما يشيدون به دولهم ويصلحون به مجتمعاتهم بل إنها أنمودج للعالم أجمع وليس للمسلمين فحسب.

برمجت بالتعاون مع منظمة اليونيسيف
أئمة من 21 ولاية في دورة تكوينية حول تقنيات التواصل في وضعية الأزمات  
استفاد عشرات الأئمة والمرشدات الدينيات من 21 ولاية بالشرق الجزائري في غضون الأسبوع الماضي من دورة تكوينية دامت يومين حول تقنيات التواصل في وضعية الأزمات. في إطار التعاون بين منظمة اليونيسيف، ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ووزارة الصحة.
الدورة التي عقدت بفندق الماجيستيك وسط مدينة عنابة تعد خاتمة وثالثة دورات عقدت منذ بداية الشهر، وذلك في شكل ثلاثة ملتقيات تكوينية بكل من الجزائر العاصمة يومي 03 و 04 جويلية 2023 لفائدة 40 إماما و 20 مرشدة دينية من ولايات الوسط، وبولاية وهران يومي 09 و 10 جويلية 2023، لفائدة 60 إمامًا ومرشدًة دينية من 17 ولاية من الغرب الجزائري، وبولاية عنابة يومي 16 و17 جويلية 2023 لفائدة 40 إماما و20 مرشدة دينية من ولايات الشرق الجزائري.
واستنادا للوزارة فقد خصصت هذه الملتقيات لتدريب المشاركين على تقنيات التواصل في الأزمات وتغيير السلوك، بهدف تعزيز مهارات الأئمة والمرشدات الدينيات لمشاركتهم الفعالة في حملات الإعلام والتوعية حول المشاكل الصحية.
وقد أتيحت الفرصة للمشاركين لتحليل التجربة التي عاشوها خلال جائحة كوفيد 19 واستخلاص الدروس اللازمة فيما يخص التواصل، كما استخدموا الإطار النظري المقترح فيما يتعلق بتغيير السلوك للتفكير، في تدخلاتهم في سياق الحملات الصحية.
كانت اللقاءات ثرية بالمناقشات والمشاركة، وتعد هذه المبادرة خطوة مهمة في إشراك الأئمة والمرشدات الدينيات في العمل التواصلي من أجل تحقيق أهداف خطة التعاون بين UNICEF Algérie والحكومة الجزائرية.

فضل شهر الله تعالى المحرم ويوم عاشوراء
إن شهر الله المحرّم شهر عظيم مبارك، وهو أول شهور السنة الهجرية، وأحد الأشهر الحُرم التي ورد ذكرها في قوله تعالى: ((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ...)) [التوبة 36]
ولصيام النافلة فيه فضل كبير، فقد ورد في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺe : ( أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ ). وقوله ﷺ : (شهر الله) إضافة الشهر إلى الله إضافة تعظيم.
و قد ثبت أن النبي ﷺ لم يصم شهراً كاملاً قط غير رمضان، فيحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصيام في شهر محرم لا صومه كله. وثبت إكثاره ﷺ من الصوم في شعبان، ولعله لم يُوح إليه ﷺ بفضل المحرم إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه ... [شرح النووي على صحيح مسلم]
ويوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وهو يوم عظيم أنجى الله فيه موسى عليه السلام وقومه، من فرعون وجنده، ولذلك صامه رسول الله ﷺ، ورد في الصحيحين عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : ( مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ) .وروى مسلم في صحيحه أن النبي ﷺ قال : (صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ). وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة، والله ذو الفضل العظيم.
وفي الصحيحين عن ابن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ، قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
قال بعض العلماء: يستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً؛ لأن النبي ﷺ صام العاشر، ونوى صيام التاسع.  وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب: أدناها أن يصام وحده، وفوقه أن يصام التاسع معه، وعليه أكثر الأحاديث، وأكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم.

وزارة الشؤون الدينية
إطلاق موقع للتعرف على مواقيت الصلاة وطنيا
   بالتزامن وفجر العام الهجري الجديد 1445ه أطلقت وزارة الشؤون الدينية موقعا الكترونيا يمكن من خلال الولوج إليه معرفة مواقيت الصلاة عبر مختلف ولايات الوطن، وقد وضعت الوزارة رابطا لذلك https://cutt.us/salat1445 حيث يجد مستعمله نفسه بعد الولوج أمام ثلاث خيارات  الرابط 01  مدينة الجزائر والمدن المرتبطة بها والرابط 02 : مدينة الجلفة، الرابط 03 : مواقيت الصلاة لمدينة أدرار والمدن المرتبطة بها/ وفي كل صفحة يجد المواقيت مفصلة مع معلومات عن الأشهر القمرية والأعياد الدينية والمناسبات الوطنية وغيرها من المعلومات، كما يمكن الولوج من خلال رمز الاستجابة السريعة.

تكريم 31 حافظا لكتاب الله ومنح 100 إجازة في القراءات والمتون بسكيكدة
كرم 31 حافظا وحافظة لكتاب الله تعالى أمس الأول من الذين حفظوا القرآن كاملا بالمدرسة القرآنية النور بسيدي مزغيش، بولاية سكيكدة، وقد أشرف على التكريم مدير الشؤون الدينية والسلطات المحلية وأئمة مشايخ بحضور جمع غفير من المصلين، وحسب المديرية فإن هذه الدفعة الرابعة سميت باسم العلامة المجاهد المرحوم الامام الطاهر آيت علجت عليه رحمة الله.
للإشارة فإن سدي مزغيش معروفة بالتعليم القرآني الذي بدأ فيها بشكل رسمي منتظم منذ قرابة ثلث قرن وقد تدرجت المدارس القرآنية على تعليم مختلف الشرائح، كما أعلن مؤخرا أن كل الطالبات اللواتي اجتزن شهادة البكالوريا من المتمدرسين بالمدرسة القرآنية قد نجحن في البكالوريا بمعدلات عالية، وهو الأمر ذاته في المدرسة القرآنية بأم الطوب، حيث نجحت بتفوق كل طالبات المدرسة، في شهادة البكالوريا بمعدلات عالية وهو ما يعد مكسبا إضافيا لهذه المدارس وتحفيزا على الاقبال عليها.
كما أجيز 100 طالب في القراءات القرآنية والأربعين النووية ومختلف المتون من قبل الشيخ علي بوعشاري بحضور كوكبة من الائمة والمشايخ من مختلف ولايات الوطن وتحت إشراف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف حسب ذات المصدر.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com