لقد كشفت أحداث غزة المشتعلة مدى أهمية الإعلام والتحكم فيه في حياة المسلمين، لدرجة يمكن القول معها أنه صورة عظمى من صور جهاد العصر، فمن يتحكم في الإعلام ويوجهه يؤثر في صناعة الرأي العام ويلقي بظلاله على المعارك المحتدمة في القطاع سلبا أو إيجابا، كما أنه تبين أن وجود أقليات مسلمة مستقرة بالغرب أمر ضروري بعد أن نجحت في حشد قطاع واسع من الغربيين للسير والتظاهر تضامنا مع أهل غزة وتنديدا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
فالمعركة وإن بدت أنها حامية الوطيس في غزة إلا أن المعركة الأهم تحتدم في وسائل الإعلام، لأن أي اختراق إعلامي عالمي إيجابي لصالح الفلسطينيين والمقاومة من شأنه تشكيل رأي عام مطلع على حقيقة ما يجري وسيشكل وسيلة ضغط لا تقاوم على صناع القرار في بلدانهم والعالم ودفعهم باتجاه وقف الحرب نهائيا، وقد رأينا كيف قاد الكيان حملة إعلامية عشية عدوانه الغاشم على غزة شيطن بموجبها المقاومة وشوهها وقدم أهلها على أنهم اقل أدمية وبشرية يرتبكون جرائم ضد الإنسانية، وقد نجح في تضليل الكثير من صناع القرار ليعطونه ضوء أخضر للإقدام على ما أقدم عليه، ورغم أن الكثير من وسائل الإعلام العالمية فندت بعض مزاعم الدعاية الإسرائيلية إلا أن التضليل ما يزال متواصلا.
ولا حل في هذه الحال إلا بوجود إعلامي إسلامي قوي يهيمن على الساحة ويقدم الحقيقة عارية كما هي يكشف من خلالها حقيقة ما يجري وينقل جرائم الاحتلال وخرقه لكل القوانين الدولية والقيم الإنسانية، ويكشف للرأي العام حقيقة الاحتلال ومعاناة أهل فلسطين من ويلاته على مدى عقود ويفند الرواية الإسرائيلية حول حقيقة ما يجري، لاسيما وأن بعض الإعلام الوطني والعربي والإسلامي الذي يحاول تحري المصداقية وتبليغ الحقيقة ما يزال غير قادر لحد اليوم على الوصول للرأي العام الغربي والعالمي ناهيك عن التأثير فيه
فمن يملك الإعلام يملك القرار ويملك زمام المبادرة وصنع الرأي العام وما نجاح إسرائيل في التسويق لسرديتها وللتعبير عن مظلوميتها إلا بسبب الترسانة الإعلامية الصهيونية في العالم الغربي وتأثيرها على الرأي العام هناك، وهو ما تفتقده الدول العربية والإسلامية حتى باتت عاجزة عن تسويق مشروعها، وإقناع الراي هناك بعدالة قضيتها، وفي حال امتلاك المسلمين لوسائل إعلام مؤثرة ستكون سلاحا قويا يخدمون به دينهم وقضايا شعوبهم العادلة ويدافعون به عن مصالحم ويقدمون للعالم حضارتهم وقيمهم.
وقد كان المسلمون الأوائل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعملون الإعلام لنشر دعوتهم والدفاع عنها، ومن وسائله الشعر وحضور مجالس ونقل الأخبار وتلقيها، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه ودعوته على القبائل الوافدة لمكة في مواسم الحج والتجارة حتى وجد من احتضنه من أهل يثرب فهاجر إليهم، وقد وضع القرآن الكريم للمسلمين منهج التعامل مع الأخبار نقلا واستقبالا، فأمر بالتبين عند تلقيها والصدق عند نقلها وإذاعتها، كما حرم نشر الإشاعات وأمر بحسن الظن المسلمين، ولكل عصر وسائل إعلامه المؤثرة، فلا يليق بالمسلمين أن يتركوا الساحة الدولية محتكرة لكبرى الفضائيات والصحف والمواقع غير الإسلامية بل ينبغي مزاحمتها نصرة للحق والحقيقة، وإلا فلا يلومون أعدائهم حين يستحوذون عليها ويسوهم صورتهم عند الرأي العام الغربي و العالمي..
كما كشفت المعركة المحتدمة في غزة عن أهمية الوجود الإسلامي في ديار الغرب، الذي ينبغي أن لا يظل الاختلاف فيه بين الفقهاء حول مشروعيته من عدمها، بل يمكن القول إن الحضور الإسلامي في ظل الظروف العالمية المعاصرة ضروري وقد يكون واجبا وليس مجرد مشروع، لأنه وإن لم يجلب مصلحة فإنه يدفع مضرة، والاجتهاد الفقهي الذي صدر منذ عقود الذي يحرم فيه بعض العلماء الاستقرار في ديار الغرب بحجة كونها ديار كفر لا تجوز الإقامة فيها، اجتهاد يجب مراجعته ابتداء بمراجعة مفاهيم دار الكفر ودار الإيمان وخضوعها للمتغيرات الحاصلة في الغرب في ظل الدولة المدنية ومنظومة حقوق الإنسان، ومن ثم يمكننا القول يأن الوجود الإسلامي في ديار الغرب بات ضروريا وملحا وخاصة في ظل اختلال موازين القوة ورجحان الكفة لصالح الغرب فلا تأثير لنا على المنظومة السياسية الغربية إلا بلوبي إسلامي قوي التأثير سياسيا واقتصاديا وإعلاميا. ولعل المسيرات والمظاهرات التي جابت عواصم العالم الغربي بما فيها أمريكا وبريطانيا قد تنجح في حال استمرارها في تعديل بعض المواقف الغربية حيال القضية الفلسطينية.
لتوفير الماء للشرب
التيمم بدل الوضوء في قطاع غزة
اضطر الكثير من أهالي غزة إلى التيمم لأداء الصلاة بدل الوضوء وذلك بسبب قلة الماء بعد الحصار الذي ضربه الكيان الإسرائيلي على أهل غزة، وحرمانهم من الماء الكافي، حيث يحرض السكان على حفظ كل قطرة منه وتوفيرها للشرب لحفظ حياتهم وحياة أبنائهم، فلجأوا إلى هذه الرخصة حسبما كشف عنه متدخلون في بعض الفضائيات.
كما كشف البعض أن بعض النساء يحرصن بمدينة غزة، على النوم بملابس الصلاة خوفا من حدوث قصف إسرائيلي، وقالت شاهدة من هناك لبعض القنوات «جميع نساء غزة، لا يخلعن ملابس الصلاة خوفا من تعرض منازلهن للقصف لا سمح الله».
تهديم 52 مسجدا وتضرر 110 أخرى بقطاع غزة
ما يزل الاحتلال الإسرائيلي يواصل تهديم دور العبادة من مساجد وكنائس غير عابئ بأي قوانين أو اتفاقيات دولية أو أخلاقيات إنسانية وشرائع سماوية تحظر مثل هكذا سلوك.
وقد بلغ عدد المساجد التي استهدفها القصف الإسرائيلي إلى الآن 52 مسجدا حسبما كشف عنه رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، لوكالات أنباء حيث قال تم تدمير 52 مسجداً، وتضرر 110 مساجد أخرى؛ ألحقت بها أضرارا متفاوتة جراء استهدافات في محيطها أو لها بشكل مباشر»، نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، وقد سبق الاعلان عن استهداف 3 كنائس في وقت مضى من هذا العدوان.
فوز القارئ الجزائري سعد سليــم بالمرتبة الثالثة في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم بكازاخستان
فاز القارئ الجزائري سعد سليم بالمرتبة الثالثة في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم بكازاخستان، حيث كان يمثل الجزائر في هذه المسابقة، وقد تلقى بمناسبة هذا التتويج الذي شرف به الجزائر تهنئة خاصة من قبل وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي كما تم الإعلان عنه في موقع الوزارة، وأثناء تسليمه الجائزة دعا المنظمون سفير الجزائر بكازاخستان الذي حضر الحفل إلى الصعود إلى منصة التتويج والمشاركة في تكريم الفائز.
للإشارة فقد سبق للمعني القارئ سليم سعد من ولاية الجلفة أن توج منذ قرابة شهرين بالمرتبة الثانية في النسخة الثالثة والأربعين لمسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ وتلاوته وتفسير القرآن الكريم التي جرت في الفترة الممتدة بين 25 أوت و09 سبتمبر الماضيين بالمملكة العربية السعودية.