الأربعاء 16 أكتوبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

جسده الجزائريون عبر التاريخ من خلال الأوقاف: التضامن المدرسي.. باب واسع من أبـــــــــــــواب الخيـــــــر

20092423

يشكل التضامن المدرسي مظهرا من أهم مظاهر التكافل الاجتماعي عند الجزائريين عشية كل موسم دراسي أو جامعي جديدين؛ حيث تقبل المؤسسات الرسمية بمعية المحسنين على تقديم المساعدات المادية وتوفير بعض المستلزمات لفئات واسعة من المتمدرسين، وهو ما يجسد تعاليم الإسلام الحاثة على التعليم وإعانة طالب العلم، وتعكس قيم المجتمع الجزائري التاريخية التي كان فيها الوقف وتبرعات المواطنين المورد الأعظم لبناء دور التعليم ودعم المعلمين والمتعلمين، ولذلك سارع الاستعمار الفرنسي إلى مصادرة الأوقاف فور احتلاله الجزائر ليجفف أهم منابع تمويل العلم وأهله.
وقد دلت آيات وأحاديث نبوية كثيرة على فضل العلم وأهله؛ من ذلك قال الله تعالى-: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9]، وما رواه الترمذي وغيره عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَنْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيه عِلْمًا، سَلَكَ اللَّهُ بِه طَريقًا إلى الجَنَّةِ، وإنَّ المَلائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَها رِضاءً لِطالِبِ العِلْمِ، وإنَّ العالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ في السَّمَوَاتِ ومَنْ في الأرْضِ حَتَّى الحِيتانُ في الماءِ، وفَضْلُ العالِمِ على العابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ على سائِرِ الكَواكِبِ، إنَّ العُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ، إنَّ الأنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينارًا وَلا دِرْهَمًا؛ إنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أخَذَ بِهِ أخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ)، وقد عد البعض إعانة طالب العلم كتجهيز المجاهد في سبيل الله تعالى؛ لأن العلم جهاد يحارب به صاحبه الجهل ويعلم الناس ويحفظ الأمة ويوفر لها حاجاتها في مختلف شؤونها لاسيما في هذا العصر الذي أضحى العلم فيه سلاح الأمم للنهضة والتقدم والرقي وحفظ البيضة وفرض الهيبة، وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيًا في أهله بخير فقد غزا) فمن جهز مجاهدا في سبيل الله تعالى كان له أجر المجاهد وكذلك من أعان طالب علم وكفله فله أجره، وفي الحديث: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا). رواه مسلم، وقد أفتى بعض الفقهاء أنه تلزم على المسلمين كفاية طالب العلم إذا خرج للطلب؛ حتى لو امتنعوا عن كفايته يجبرون كما يجبرون في دين الزكاة إذا امتنعوا عن أدائها)، كما أباحوا إعطاء نصيب من الزكاة لطالب العلم.
ولذلك فإن كل ما يجود به المحسنون عشية كل دخول مدرسي أو جامعي أو تكوين مهني لإعانة طلاب العلم على مواصلة التعلم يعد عملا خيرا ونبلا وكرما يجازى صاحبه أفضل الجزاء عند الله تعالى، ويعظم الأجر بمقدار عظمة حاجة ذاك الطالب لهذا الدعم، ويبقى الواجب في هذا أن يراعي الأقرب فالأقرب، فالأقربون أولى بالمعروف ثم يتدرج الأمر إلى غيرهم من الجيران والمعارف ثم عموم الناس، ولا يجوز التقصير في حق أي فرد من أفراد المجتمع المسلم راغب في التعلم محتاج للإعانة على ذلك؛ لأنه مظهر مهم من مظاهر التعاون الذي أمر الله تعالى به فقال: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة: 2]. بل يمتد التضامن إلى من هم أبعد من المسلمين ومهم في حاجة له؛ على غرار أهل غزة في هذا الوقت.
والتضامن في أصله إحسان لكن قد يرتقي إلى مرتبة الوجوب حسب الحال، ولا يقتصر مظهره على إعطاء النقود لطلاب العلم للتكفل باحتياجاتهم؛ بل إنه يتخذ مظاهر وصورا كثيرة، منها هذه، ومنها اقتناء كل مستلزمات التمدرس وهبتها له من محافظ وأدوات ومآزر وألبسة وكتب وأجهزة وغيرها، بل يدخل فيه أيضا التبرع لبناء المؤسسات التعليمية أو ترميمها، أو بناء المطاعم المدرسية أو توفير النقل وكل ما هو ضروري أو حاجة لنجاح التربية والتعليم، وهو باب من أبواب البر يخرج بعض المحسنين من دوائر معينة كانوا يعتقون أن البر مقصور عليها في عرف الشرع والحال أن أبواب البر واسعة.
ولئن كان للمحسنين في المجتمع المسلم أجر عظيم على هذا التضامن الأخوي فإن عملهم مهما بلغ يعد في ظل نظام الدولة الحديثة مكملا لوظائف الدولة التي تسهر هي الأخرى على ضمان التربية والتعليم لكل أبنائها؛ خاصة وأن هذا الأمر يتطلب ميزانيات ضخمة يعجز الأفراد عادة على توفيرها، لبناء المؤسسات المدرسية والجامعية وتجهيزها، ودفع رواتب مؤطريها ومستخدميها، لكن هذا لا يعفيها هي الأخرى من الانخراط في التضامن الاجتماعي عشية الدخول المدرسي لدعم الطلبة الذين هم في حاجة إلى مزيد دعم لتوفير احتياجاتهم وحفظ كرامتهم وكرامة أهاليهم، ولذلك نجد أن الدولة الجزائرية تخصص سنويا منحة مدرسية مقدرة ب 5 آلاف دينار جزائري لتلاميذ معينين بناء على دراسة وضعيات أهاليهم، حيث يتجاوز عدد المستفيدين الثلاثة ملايين سنويا، كما وزعت وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة أكثر من 185 ألف حقيبة مدرسية في إطار التضامن الوطني المدرسي منذ شهر أوت الماضي عبر الوطن.كما كشفت عنه الوزيرة كوثر كريكو لوسائل إعلام. فكل هذه الإعانات تعزز التضامن وتبقيه مستمرا في عرف الجزائريين كما بدأ أول مرة.
ع/خ

إلى جانب تعزيز الكفاءات
ضرورة توسيع شبكة المتعاملين لإنجاح الصيرفة الإسلامية بالجزائر

20092425
شهدت الصيرفة الإسلامية في الجزائر نمواً ملحوظاً، مع فتح شبابيك لها بالبنوك العمومية ودخول بنوك جديدة إلى السوق وتقديمها منتجات وخدمات متوافقة مع الشريعة.
حيث يعتمد تطور هذا المجال على استمرار الدعم الحكومي والتوعية والتعليم حول الصيرفة الإسلامية مع سعي السلطات العمومية إلى تطوير إطار قانوني وتنظيمي يدعم نمو الصيرفة الإسلامية من خلال إصدار قوانين وأنظمة خاصة بالصيرفة الإسلامية لتسهيل عملها وضمان توافقها مع الشريعة.
وبالرغم أنه لا يزال هناك بعض الحاجة إلى تحسين وتعزيز هذه القوانين لتلبية احتياجات السوق بشكل أفضل مما يجعل الصيرفة الإسلامية تواجه عدة تحديات أهمها:قلة الوعي حيث إن هناك حاجة لمزيد من التوعية والتثقيف حول مبادئ الصيرفة الإسلامية وفوائدها، لضمان جذب قاعدة أوسع من العملاء، والتنافس مع البنوك التقليدية التي تمتلك خبرة وتجربة أوسع في السوق، وسد احتياجاتها إلى كوادر مدربة ومتخصصة في التمويل الإسلامي، مما يتطلب استثماراً في التدريب والتطوير، بغية الاستدامة والتنافس لتحقيق شبكة واسعة من الفروع والخبرات العميقة، والوصول إلى مرحلة تحسين الابتكار في تقديم المنتجات والخدمات لتلبية احتياجات السوق المتغيرة وتجاوز الأنماط التقليدية، وتحقيق الجودة الكاملة لخدماتها.
فحتى الآن، قدمت الصيرفة الإسلامية عموما العديد من الخدمات المالية التي تتماشى مع الشريعة الإسلامية، وابتكار منتجات جديدة، مثل الصكوك الإسلامية، والتي تعتبر أدوات استثمارية متوافقة مع الشريعة، تطوير برامج التمويل الأخضر لدعم المشاريع البيئية المستدامة والابتكارات الخضراء بما يتماشى مع المبادئ الإسلامية، وتحسين الشراكات مع المؤسسات التعليمية لتطوير برامج دراسات أكاديمية متخصصة في الصيرفة الإسلامية والمالية الإسلامية، مع تفعيل دور البنوك الإسلامية في المسؤولية الاجتماعية من خلال دعم المشاريع التنموية والمبادرات الاجتماعية التي تساهم في تحسين جودة الحياة حيث تشمل إطلاق منتجات مالية متوافقة مع الشريعة مثل حسابات الادخار، والتمويل الشخصي، والمرابحة، والإجارة، والمضاربة، توسيع شبكة الفروع لتسهيل وصول العملاء إلى الخدمات الإسلامية، تعزيز الوعي والتثقيف عبر الندوات وورش العمل لتعريف الجمهور بالصيرفة الإسلامية وكذلك تقديم استشارات مالية بغرض مساعدة الأفراد والشركات على الاستفادة من المنتجات الإسلامية بشكل فعال.
ومن المتوقع أن تستمر الصيرفة الإسلامية في النمو والانتشار في الجزائر، بفضل دعم الحكومة وتحسين البيئة التنظيمية، بالإضافة إلى زيادة الوعي بين المواطنين كما أن هناك جهوداً مستمرة لتعزيز الابتكار وتطوير منتجات جديدة تلبي احتياجات السوق فتحسين إدارة الصيرفة الإسلامية في الجزائر يتطلب تنسيقاً مستمراً بين جميع الأطراف المعنية واتباع استراتيجيات فعّالة لضمان تقديم خدمات متوافقة مع الشريعة ومواكبة لتطورات السوق. لتكون دائما في حاجة الاقتراحات مستقبلية تشمل تطوير التكنولوجيا المالية مثل تطبيقات الهواتف المحمولة والخدمات الرقمية لتسهيل الوصول إلى المنتجات الإسلامية، مع تنويعها لتلبية احتياجات فئات مختلفة من العملاء، بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة، والمؤسسات الناشئة، بغرض تحسين التعاون الدولي مع البنوك الإسلامية العالمية لتبادل المعرفة والخبرات، في إطار تعزيز الشفافية في التعاملات والمنتجات لضمان التزامها الكامل بالشريعة لتحسين مهارات موظفي البنوك الإسلامية وتعزيز خبراتهم في مجال الصيرفة الإسلامية وابتكار حلول مالية تلبي احتياجات الشركات والأفراد على حد سواء.
وكذلك تنمية شبكة العملاء من خلال استهداف الفئات التي لم تُخدم جيدًا بعد، مثل الشباب والمستثمرين الصغار. وتطوير استراتيجيات التسويق: لزيادة الوعي بخدمات الصيرفة الإسلامية وجذب عملاء جدد. مع تطوير الهيكل التنظيمي وتعزيز الكفاءات الإدارية من خلال تعيين قادة ذوي خبرة في الصيرفة الإسلامية لضمان التزام كامل بالشريعة وتحقيق الأهداف الاستراتيجية. هذه الخطوات يمكن أن تساعد في تعزيز نمو الصيرفة الإسلامية وتوسيع قاعدة عملائها في الجزائر، من الخطوات الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز الفعالية والكفاءة والامتثال لأحكام الشريعة.

تواصل مجالس الأنوار بمساجد تندوف

20092432
تتواصل مجالس الأنوار في شمائل النبي المختار تحت شعار (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) مع مشايخ وأئمة الولاية التي انطلقت على مدى شهر ربيع الأول عبر مساجد تندوف تحت رعاية مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، وقد أطرها من المشايخ الشيخ عبد الرحمن حمادينا، الشيخ بوجمعة بحيدي، والشيخ احمادو اباحمو، الشيخ النورين بولفعة والشيخ مولود تبركان، والمقريء أسامة، ومشاركة المقريء أسامة بمشاركة المجموعة الصوتية لفرقة الاصطبار.
بالتوازي مع ذلك قامت ولاية تندوف بتكريم بعض الأئمة وذويهم؛ حيث وزعت ستة مقررات سكنية وتم إجراء قرعة على عشر عمرات أربعة منها للأئمة النشطين وست عمرات خصصت للأئمة المتقاعدين وكذا أرامل الأئمة المتوفين.

صــــــدى المنــــابـــــــــــر
عبادَ اللهِ: منْ رحمةِ اللهِ بنا أنْ بعثَ فينا محمدًا صلى اللهُ عليهِ وسلمَ وأمرنا بالإيمانِ بهِ وتصديقهِ، واتباعهِ، والاقتداءِ بهِ، والانتصارِ لهُ، ومحبتهِ، وتقديمهِ على النفسِ والمالِ والولدِ؛ فعلى يديهِ كملَ الدينُ، وبهِ ختمتِ الرسالاتُ، وأرسلَ إليهِ أفضلَ الشرائعِ، وأنزلَ إليهِ أفضلَ الكتبِ، فهوَ خليلُ اللهِ، وهوَ كليمُ اللهِ، وهوَ صفيهُ، وهوَ رسولهُ، وهوَ حبيبهُ. وقدِ امتنَّ اللهُ بهِ على الثقلينِ؛ الإنسِ والجنِّ، وأرسلهُ إليهما معًا، ففتحَ اللهُ بهِ أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا وقلوبًا غلفًا، وأخرجَ بهِ الناسَ منَ الضلالةِ إلى الهدى. بلغَ الرسالةَ أحسنَ بلاغٍ، وأدى الأمانةَ أحسنَ أداءٍ، ونصحَ الأمةَ، وجاهدَ في اللهِ حقَّ جهادهِ، ولنْ يَكْتملَ الإيمانُ الحقيقيُّ في قلوبنا، ولنْ نذوقَ حلاوتهُ، ونُحسّ بالراحةِ النفسيةِ الحقيقيةِ والطمأنينةِ؛ حتى نحبَّ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ حبًّا أكثـرَ منْ أنفسنا وأهلِينا وأموالنا وكلِّ الدنيا؛ لأنَّ المؤمنَ لا يستحقُّ اسمَ الإيمانِ الكاملِ، ولا يدخلُ في عدادِ الناجينَ؛ حتى يكونَ الرسولُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أحبَّ إليهِ منْ والدهِ وولدهِ والناسِ أجمعينَ. ومنْ لوازمهِ أنْ تكونَ أوامرُ الرسولِ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ -ونواهيهِ مقدمةً على كلِّ الأوامرِ والنواهي في جميعِ ما جاءَ بهِ منَ المكارمِ والمحاسنِ والفضائلِ، في العسرِ واليسرِ، ووقتِ الضرِّ والشكرِ، وعلى صعوبةِ الأمرِ وسهولتهِ، ومحنتهِ ونعمتهِ، وعلى بلائنا ورخائنا، ومنشطنا ومكرهنا، وحالِ سعتنا وضيقنا، أوْ حالِ غضبنا ورضانا، أوْ حالِ حزننا وفرحنا.
الشيخ عمار عطوي إمام مسجد أبي بكر الصديق بسطيف

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com