الأربعاء 16 أكتوبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

يساهمن في تأمين الغذاء واقتصاد العائلات: دعوات لإنصاف نساء الريف

يحتفي العالم منتصف هذا الأسبوع باليوم الدولي للمرأة الريفية، في مناسبة سنوية تستهدف التذكير بحقوق هذه الفئة من النساء اللواتي يسعين ويكدحن خلال حياتهن ويسهمن في الثروة العائلية وتحقيق الأمن الغذائي، دون أن يتلقين في أحيان كثيرة تثمينا لهذا الجهد الذي أثقلتهن به العادات والأعراف الاجتماعية وأضحى كأنه واجب من واجبات المرأة الريفية،لا يحق لها الاعتراض عليه أو مناقشته، وفي خضم هذا يطرح تساؤل حول مدى الحاجة لتفعيل فتاوى بعض الفقهاء حول ما يعرف بالكد والسعاية.
وهي الفكرة التي جدد إطلاقها فقهاء مسلمون مؤخرا، وتتلخص في كون المرأة التي أسهمت في تنمية ثروة زوجها سواء بالعمل معه في مختلف المجالات الفلاحية والزراعية والرعوية والاحتطاب وغيرها، أو من خلال إسهامها المادي المباشر في تنمية الثروة العائلية من العقارات والمنقولات، تستحق النصف من تركة زوجها قبل تقسيم التركة، لا باعتبارها هنا وارثة بل باعتبارها مالكة للمال الموروث مع زوجها ملكية مشتركة، ثم تأخذ نصيبها المقرر لها شرعا بعد ذلك من النصف المتبقي من التركة بالربع أو الثمن حسب الحالة.
وقد صدرت الفتوى أول مرة لتعالج قضايا نساء الريف و البادية اللواتي يشتغلن في الحقول والمزارع ويخدمن الأرض حرثا وزرعا وحصادا ويغرسن الأشجار ثم يجنين المنتوج ويتحملن مشاق ذلك، لكنهن لا يستفدن من قيمة هذه المحاصيل بعد بيعها من قبل أزواجهن؛ بل يتملك الأزواج كل المال المحصل نقدا أو مقايضة، ويتصرفن فيه لوحدهم مهما كثر ونما، فيبدو حال النساء وكأنهن مجرد إماء يخدمن دون عوض ويكتفين منه بما ينفق عليهن الرجال من الأكل والشرب واللباس وغيره من مكونات النفقة الزوجية التي تعد حقا للزوجة بعيدا عن هذه الوظائف الفلاحية التي تثقل كاهلها، فتكليفها بهذه الأعباء الاقتصادية يعد عملا إضافيا ينبغي أن يقيم ماليا، فحرمانها من الاشتراك في ملكية ثروة الزوج بعد أن أسهمت في تنميتها يعد تعديا على حقوقها وأكلا لأموالها بغير حق، إذ يفترض أن تأخذ قيمة ما بذلت من جهد، فيعطى لها فورا وإن تأخر تأخذه بعد وفاة الزوج كدين في تركته، وكذلك حالهن وهن يسهرن على رعي الانعام وحلبها والاشتغال بالخياطة والنسيج وغيره.
ولئن أفتى الفقهاء القدامى ومن سار معهم من المعاصرين بأخذ الزوجة نصف التركة فإن ذلك مبني على افتراض أن تكون هي الزوجة الوحيدة المسهمة في تنمية مال زوجها، فإن كان معها زوجات أخريات أو كان لها أبناء أو بنات أسهمن في تنمية الثروة فالأصل أن يقدر لها نصيب في ملك المال بمقدار إسهامها وفي المال الذي أسهمت فيه، أم اللجوء مباشرة للمناصفة فقد يكون فيه ظلم لباقي الورثة ومخالفة للقواعد العامة للتشريع التي تقضي باستقلال الذمة المالية للزوجين، لأنه قد يكون للزوج موارد أخرى لثروته المالية لا حق للزوجة لو لم تسهم في تنميتها فلا حق لها إذن في الأخذ منها إلا بمقدار نصيبها من التركة.
والحقيقة أنه سواء عمل بفتوى الكد والسعاية أم لا فإنه أضحى من الضروري وضع آليات تضمن المحافظة على حقوق النساء العاملات في الفلاحة وغيرها، فلا يقبل أن تظل المرأة تسعى وتكد طول حياتها دون مقابل، وتكلف بأعباء اقتصادية واجتماعية لم يكلفها بها الشرع، دون عوض مادي، لاسيما وأن البعض يعتقد خطأ أن الوضع الذي تعيش فيه بعض النساء الريفيات وما يتعرضن له من حرمان من حقهن في الملكية محسوب على الإسلام، بينما الإسلام منه بريء، لأنه أكد على حقوق النساء وواجباتهن وبين حدودها فلا يجوز تعدي حدود الله تعالى.
وقد كشفت الأمم المتحدة أن المرأة مسؤولة عن نصف إنتاج الغذاء في العالم. وفي البلدان النامية، تنتج ما يصل إلى 80 في المائة من الغذاء. لقد تعلمت النساء، كمزارعات، كيفية التعامل مع تغير المناخ والتكيف معه، من خلال ممارسة الزراعة المستدامة في انسجام مع الطبيعة أو التحول إلى البذور المقاومة للجفاف أو استخدام تقنيات منخفضة التأثير أو إدارة التربة العضوية أو قيادة جهود إعادة التشجير والترميم.
ع/خلفة

في ملتقى وطني احتضنته تلمسان
دعوة وسائل الإعلام وشبكات التواصل إلى إشاعة المظاهر الأخلاقية والإيجابية

دعا أساتذة وأئمة ومشايخ إلى زيادة الوعي والأمن المجتمعي بأهمية القيم والأخلاق في تقوية مجتمعنا وفي الحفاظ على مقوماتنا وفي تحقيق ريادتنا في مختلف المجالات أمام ما يشهده العالم من نزعة مادية ونزاعات خطيرة مهددة للسلم والأمن العالميين، مشيدين بمجهودات الدولة ومؤسساتها في محاربة كل ما من شأنه أن يسهم في تفشي الجريمة والانحرافات الأخلاقية والسلوكية، وكذا شيوخ الزوايا والأئمة والمرشدات الدينيات وأساتذة التعليم القرآني من خلال المنابر المتاحة لهم، ما يؤكد أن أخلقة المجتمع ومكافحة الفساد مسؤولية مشتركة.
وأكدوا في اختتام ملتقى وطني عقد بمدينة تلمسان بمناسبة الأسبوع الوطني للقرآن الكريم بادرت إلى تنظيمه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تحت إشراف الوزير يوسف بلمهدي على أهمية التنشئة الأسرية في غرس القيم الأخلاقية، وحث القائمين على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي على إشاعة وإبراز المظاهر الأخلاقية والإيجابية المنتشرة في المجتمع والتركيز عليها لما لها من تأثير واسع وانتشار كبير، ودعوا إلى التعاون والتنسيق مع مختلف المخابر ومراكز البحث المتخصصة على رصد الانحرافات الأخلاقية والفكرية المتربصة بمجتمعنا ووضع خطط استراتيجية للوقاية منها ومعالجة مختلف الظواهر غير الأخلاقية مستعينين بالدراسات القرآنية المتخصصة في الموضوع، وضرورة العمل على ترقية العلاقات وتبادل الخبرات بين الهيئات والمؤسسات الرسمية، والمجتمع المدني من أجل إيجاد مشروع تربوي متكامل للنهوض بالقيم الأخلاقية في المجتمع.
ع/خلفة

تدمير 79 بالمائة من مساجد غزة

كشفت وزارة الأوقاف الفلسطينية في قطاع غزة، هذا الأسبوع أن الجيش الصهيوني دمر 814 مسجدا تدميرا كاملا من أصل 1245 أي ما يعادل 79% من عدد المساجد في القطاع، كما وتضرر 148 مسجدًا بأضرار جزئية بليغة، وألحق خسائر فادحة بالمقدرات الدينية في القطاع خلال سنة كاملة من حرب الإبادة على غزة، إذ بلغ إجمالي تكلفة الخسائر والأضرار التي تعرضت لها وزارة الأوقاف نحو 350 مليون دولار .
واستنادا لوسائط إعلامية فقد أضافت الوزارة في بيان لها أن القصف الصهيوني أسفر عن تدمير 3 كنائس تدميرا كليا جميعها موجودة في مدينة غزةـ إلى جانب استهدف 19 مقبرة من إجمالي عدد المقابر البالغة 60، حيث دمر 8 مقابر تدميرا كليا، و11 مقبرة دمرت جزئيا، فضلا عن نبش القبور وسرقة الآلاف من جثامين الأموات، والتمثيل بها بعد قتلهم بطرائق همجية وحشية.
كما لم تسلم المقرات الإدارية والتعليمية التابعة للأوقاف من التدمير، فطال الاستهداف 11 مقرا إداريا وتعليميا بما نسبته 79% من إجمالي عدد المقرات الموجودة في قطاع غزة البالغة 14 مقرا، حيث دمر 9 مقرات تدميرا كليا على رأسها المقر الرئيسي للوزارة، ومقر إذاعة القرآن الكريم التابعة لها، ومديرية أوقاف خانيونس، ومركز الآثار والمخطوطات، ومدرسة الأوقاف الشرعية للبنين، وكلية الدعوة الإسلامية «فرع الشمال»، وفقا للبيان.
وقد بلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا من موظفي وزارة الأوقاف، ودعاتها وأئمتها 238 شهيدا، في حين وصل عدد المعتقلين من موظفيها 19 معتقلا.
وبناء على ما سبق أدانت الوزارة «الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وبحق المساجد ودور العبادة والمقابر»، داعية كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم الواضحة ضد الإنسان وضد الأديان. وحمل إسرائيل وكل من يساندها كامل المسؤولية عن استهداف النساء والأطفال والشيوخ والمساجد ودور العبادة والمقابر، واستمرار حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
كما طالبت دول العالم الحر أجمع، والمنظمات الدولية والأممية والمؤسسات الإسلامية بالتدخل الفوري، والعاجل واتخاذ خطوات عملية من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية والعدوان «الإسرائيلي» على قطاع غزة، ومحاسبته على ممارساته الإجرامية تجاه المدنيين العزل، والمساجد ودور العبادة.

صـــــــــــــــــدى المنابــــــــــــر

إنَّ تلاوة هذا الكتاب العظيم، وتفهُّم ألفاظه ومعانيه، جعلني أقف طويلًا أمام كمال هذا الكتاب في أسلوبه وبلاغته، وجماله وروعته، وشموله البديع في عقائده وأخلاقه وتشريعاته.
ومَن تأمَّلَ آيات القرآن، وأَمعَن فيها النظر، ظهرت له صوَر ومجالات مِن دعوة القرآن، فمِن ذلك: دعوة القرآن إلى مكارم الأخلاق ومعاليها، ووجوب التحلِّي بها، ونعيه على المخالفين للفضائل وأصولها، وما ذلك إلا لكون الأخلاق ميزانًا شرعيًّا يُهَذِّب الإنسان، ويرقى به إلى مدارج الإنسانيَّة الفاضلة.
ويُمْكننا تعريف الأخلاق بأنها: مجموعة مِن المعاني والصفات المستقرَّة في النفس، وفي ضوئها، وميزانها يحسن الفعلُ في نظر الإنسان أو يقبحُ، ومِن ثم يُقْدم عليه أو يُحْجم عنه.
ولهذا كان المنهج السديد في إصلاح الناس وتقويم سلوكهم، وتيسير سُبُل الحياة الطيبة لهم -أن يبدأ المصلحون بإصلاح النفوس وتزكيتها، وغرس معاني الأخلاق الجيِّدة فيها، ولهذا أكَّد الإسلامُ على إصلاح النفوس، وبَيَّنَ أنَّ تَغَيُّرَ أحوالِ الناس مِن سعادةٍ وشقاء، ويُسرٍ وعُسر، ورخاءٍ وضيق، وطمأنينةٍ وقلق، وعز وذل، كل ذلك ونحوه تَبَعٌ لِتَغَيُّر ما بأنفُسهم مِن مَعانٍ وصفات قال تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾[الرعد: 11].
إنَّ مِن أَجَلِّ الغايات التي تريد الرسالةُ الإسلاميَّةُ تحقيقها: تلك الغايةَ الإنسانيَّة السامية وهي:أن يكون للإنسان خُلقٌ كريم، وسُلوكٌ نظيف يليق بكرامة الإنسان، ويَتَّفق مع ما خُلِق له مِن خلافةٍ في الأرض، وهذه هي الغاية التي حاولها الفلاسفة، والعلماء، والمصلحون عبْر قرون مضَت، ولم يَبلغوا فيها شأوًا، أو يَصلوا إلى تحقيق هذا الأمل المنشود. وإنَّ عناية الإسلام، وحرصه على تحقيق هذه الغاية الخُلقيَّة النبيلة يقصد بها: إيجاد عناصر قوية، وأفراد صالحين؛ كي يستطيعوا أن يُسْهِموا بقلوبهم وعقولهم في ترقية الحياة وإعلامها، وليكونوا أهلًا لجواره ورضوانه فيما وراء هذه الحياة.
إنَّ المثل الأعلى للأفراد: هو الشرف والنزاهة، والاستعلاء على الهوى والشهوة، وعِرفان الحق والواجب، والاستمساك بأهداف الفضيلة، والاندماج في جوٍّ روحيٍّ خالصٍ بعيدٍ عن نقائص المادَّة، وشوائب الروح، والْمُثُل العلى للجماعة: هي التعاون، والإيثار، والتضحية، وإنكار الذات، والمحبة والمودة، والصدق والإخلاص، والأمانة، والوفاء، والتسامح، وسلامة الصدر.
وتحقيق المثل الأعلى في جانبيه يُثمر الحياة الطيبة، ويُحقِّق المجد والسيادة، والقيادة والتمكين في الأرض.
وهذا كله مِن آثار الاستجابة الكاملة للدعوة القرآنيَّة الهادية، التي تأخذ الأفراد والجماعات إلى المثالية الفاضلة في الإسلام، وفي ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما بُعِثْتُ؛ لأُتَمِّمَ مَكارمَ الأخلاق))؛ رواه أحمد، والحاكم.وقد اكتسب النبيُّ صلى الله عليه وسلم أخلاقه ومكارمَها مِن الدعوة القرآنيَّة إليها، وإلى التخلُّق بها؛ حتى كان خُلقه القرآن، وحتى مدحه ربُّه سبحانه بقوله:﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾[القلم: 4].
إعداد الشيخ زكري سيدي محمد إمام خطيب أول المسجد الكبير تلمسان

 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com