الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

لا يكفي لرفع المسؤولية: الدعاء يتطلب تقديم الأسباب وأداء الواجبات

يعتقد بعض المسلمين أن مجرد الدعاء دون تقديم الأسباب وأداء الواجبات كف لرفع المسؤولية واستجابة الدعاء، وهذا فهم خاطئ قد ينافي سنن الدين والطبيعة والعادة؛ لأن الله تعالى أمر بالدعاء؛ لكن أوجب العمل وتقديم الأسباب والقيام بمختلف الواجبات، واجتناب المنهيات وأداء المأمورات، ومن صور ذلك الدعاء بالنجاح دون اجتهاد والدعاء لأهل الجهاد بالنصر دون تقديم الدعم المادي لهم والدعاء بالنصر دون الأخذ بالأسباب وتوفير الإمكانات المادية والأدبية وإعداد العدة، والدعاء بالحصول على عمل دون البحث عنه والمشاركة في مختلف المسابقات والعروض، أو الدعاء بالغنى دون عمل أو الدعاء بالصحة الدائمة دون الأخذ بالاحتياطات؛ بل إن الفقهاء حرموا دعاء الله تعالى بما هو مستحيل عادة.

وفي سيرة الأنبياء والرسل وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبين أن الدعاء يسبقه تقديم الأسباب.
ومنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعد العدة لغزوة بدر ووضع خطّة عسكرية في موقع المعركة بالتشاور مع أصحابه ووزع المهام العسكرية بين الجند من مقاتلين وفرسان ورماة كل حسب سلاحه ودوره، وكان ذلك وفق خطة محكمة فاجأ بها جيش قريش الذي كان أكثر عدة، بعد أن اعتمد نظام الصفوف في القتال، وهو أسلوب جديد لم تعهده العرب في قتالها كما يقول المؤرخون ونقلوا عن ابن خلدون قوله: ( و كان أسلوب الحرب أوَّل الإسلام كلُّه زحفًا، وكان العرب إنما يعرفون الكرَّ والفرَّ.) ثم حرّض المؤمنين على القتال وكشف لهم عما وعدهم الله تعالى به من نصر في الدنيا وثواب في الآخرة، وبعد أن قدم كل هذه الأسباب المادية والمعنوية توكل على الله تعالى ودخل عريشه الذي بني في ميدان المعركة ليكون مركز قيادة ورفع يده إلى ربه دعيا؛  وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه: اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة (الجماعة من الناس) من أهل الإسلام لا تُعْبد في الأرض، فمازال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك..) رواه مسلم.وقد تحقق النصر المبين في هذه المعركة؛ قال الله تعالى: ((وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) [آلعمران:123]وهو إجراء عملي من رسول الله صلى الله عليه وسلم يطالب المسلمين بالاقتداء به في كل عصر، فيشتغلوا على إعداد العدة وتقديم الأسباب ثم الاستغراق في الدعاء حتى يأتي النصر والتمكين.
بل أوجب الله تعالى عليه أن يأخذ بالأسباب في صلاة الجماعة، والصلاة من أعظم مشاهد الدعاء والخشوع لله تعالى؛ فقال الله تعالى: ((وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً))[النساء:102]
وفي كل سيرته صلى الله عليه وسلم منذ البعثة النبوية كان فيها تقديم الأسباب واستحضار كل العوامل والاحتياطات اللازمة ومنها: الهجرة النبوية وغزوة بدر وأحد والأحزاب وفتح مكة وغيرها من الأحداث، فلم يركن لمجرد الدعاء والاكتفاء به دون أداء ما هم مطالبون به شرعا وطبعا.
ونجد أنموذجا آخر في قصة مريم عليها السلام ففي لحظة المخاض اتكأت إلى جذع نخلة وكان يمكن أن تكتفي بالدعاء لتسقط عليها الرطب؛ لكن الله تعالى أمرها بتقديم الأسباب لتحصل عليها؛ فقال الله تعالى: ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾ [ مريم: 25]، وإن كانت هناك امرأة أهل للأكل في هذه اللحظة دون عمل فهي مريم لكنها أمرت بالعمل وتقديم الأسباب.
وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: «لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة».
إن الدعاء فضيلة عظيمة في الإسلام لا يجوز تركه بحال والاتكال على الأسباب المادية لوحدها لكن أيضا لا ينبغي الركون إليه وحده لأن ذلك ضرب من ضروب السلبية والاتكال غير المثمر وغير المجدي، ومحض أماني والله تعالى يقول: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (123) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)} [البقرة:]، فالسنن الكونيةوالشرعية تقتضي العمل وتقديم الأسباب.
ولعل من مظاهر الدعاء دون تقديم الأسباب الدعاء لأهل فلسطين دون تقديم يد العون لهم؛ سواء كان دعما ماديا أو ديبلوماسيا أو غيره، وكل مطالب بما في يده من دعم؛ فلا يعقل أن يغرق بعضهم صفحات التواصل الاجتماعي وهم يبخلون بتقديم المعونات المادية لأهل غزة ليسدوا رمقهم ويصبروا على الرباط والمقاومة، لأن المسلم مطالب بالمال أو بالنفس حسب قدرته؛ قال الله تعالى: ﴿وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [التوبة: 41]، لا حجة لمقصر مكتفي بالدعاء، بل إن الدعم يكون أيضا باللسان، وما يعبر عنه من الكتابة والنشر في مختلف وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، كتابة وصوتا وصورة، وفي الحديث: (جَاهِدُوْا المشركينَ بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) [النسائي].
بل إن البعض يرى أن الاكتفاء بالدعاء نوع من التخدير للنفس وإيهامها أنها أدت واجبها وأنها غير مقصرة وحالها عكس ذلك، فكل من رام هدفا ماديا أو أدبيا فلينطلق في الأرض وليقدم ما يتطلبه ذاك الهدف من الأسباب لقوله تعالى: ﴿فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ﴾[الجمعة : 10] . ثم يتوجه إلى الله تعالى داعيا مخلصا قال الله تعالى:﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾[ البقرة: 186].
ع/خلفة

علي القره داغي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
العالم يفتقر إلى نظام عادل
نحن نتحدث عن السلام، وغزة تحترق وتباد من خلال حرب عنصرية ونازية لم يشهد التاريخ مثلها وأضيف إليها لبنان وتجاوزت دولة الاحتلال الصهيوني كل الحدود، وكل القوانين الإنسانية والدولية والأخلاقية، ولا نجد أي رادع لها بما إن معظم الدول الغربية وبخاصة أمريكا تزودها بمزيد من الأسلحة الفتاكة.فدولة الاحتلال الصهيوني لا تولي أي قيمة للأمم المتحدة، ولا للمحكمة الجنائية الدولية، لذلك أصبح العالم بلا نظام عالمي فعّال قادر على حماية السلام العالمي، وحماية المستضعفين، وعليه فإن السعي لنظام عالمي عادل فعّال قادر على حماية السلام للجميع غدا ضرورياً ومن واجب الوقت، لذلك أقترح على جميع دولنا الإسلامية، والأفريقية، ودول الشرق كروسيا، والصين، ودول أمريكا الجنوبية السعي لإنشاء منظمة دولية بديلة عن الأمم المتحدة التي فشلت كما فشلت قبلها عصبة الأمم التي أنشأت عام 1919م.

الدعاء يزيل اليأس
قال تعالى: «ولم أكن بدعائك ربّ شقيا»
فمهما توالت الصِّعاب، وكثرت المُنغِّصات، وخف شغف الحياة في عينيك؛ هناك حياة، بريق أملٍ، نبضٌ سعيد، نسمة لطيفة،ومساحات شاسعة ستجد فيها روحك.
فتِّش عنها، جَرِّب، اقرأ، ابحث، اكتشف...وبإذن الله سترى وميض الحياة آتٍ من بعيد.فلا تيأس من رحمة الله مهما صعبت أمورك وتعسرت، فابتسم وقل يا رب.
لم ييأس زكريّا، بالرغم من دواعي اليأس وهن عظمه، واشتعل رأسه شيباً، وكانت امرأته عاقراً، لكنّه ظلّ يحسن الظن بربه.قال تعالى: «وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ’’
إن الفرج يأتي في الوقت المناسب... تفاءل خيرا تجده.
أحيانًا عندما نفقد أملنا من كل شيء ونقف عاجزين مستسلمين للأمر...يأتي الفرج في الوقت الصحيح.ينقذنا نور الله في أشد لحظاتنا ظلمة.
لعل الله قدر لقلبك أعجوبة ينبهر منها أهل الأرض لعله أراد الآن أن يستجيب قبل يأسك. سيُعوّضكَ الله بطَريقة تَقول من بَعدها لقَد جبَر قلبي جبراً لم أكُن أحلُم به. فاعتبرها إشارة لك. لعلك الآن حزين، وفرحتك تُجهز في السماء فصبرٌ جميل، أبشر بعوض اللّه لقلبك.
وكُلما ألهَتك الدُنيا، وتَخطَّفتْك الفِتن، واستَشكلت عَليكَ الأمُور، ضَع هذا السُّؤال نصب عَينَيك:«لمَاذا خُلقت؟»
ثم امضِ، جوَابه تعرِفه تمامًا، لكِن ابدأ الآن بالعمَل به، ستُصبح الدُنيا بنظرِك أحقَر أن تتعب لأجلها، وتَسعى لِكمَالها.

صــدى المنابــــــــر
يوم المهجر يوم من أيام الله تعالى
يقول الله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾إبراهيم الآية 05
هذا اليوم العظيم هو يوم من أيام الله جلى وعلا و الذي سيظل محفورا في ذهن كل جزائري باعتباره يوثق لواحدة من أسوأ جرائم الاستدمار الفرنسي بحق الجزائريين، ارتكبت فيه فرنسا مجزرة شنيعة ضد متظاهرين جزائريين خرجوا في احتجاجات سلمية على حظر التجوال الذي فرض عليهم في باريس سنة 1961، هاته المجزرة التي راح ضحيتها مئات الشهداء ألقي بجثث العشرات منهم في نهر السين.
وإن بلدنا الحبيبة سمت هاته المحطة باليوم الوطني للهجرة اعترافا لهؤلاء الأبطال بتضحياتهم الجسام وهي تذكير كذلك بجرائم الاستدمار الفرنسي، وهي في نفس الوقت ذكرى وترحم على هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بكل شيء من أجل أن تعيش الجزائر آمنة مستقلة؛لذا يجب على شبابنا بصفة خاصة، بل يجب علينا جميعا أن نستلهم الدروس والعظات والعبر من هاته المحطات
وأول درس هو قوة الترابط والتلاحم بين الجزائريين من أبناء الداخل والخارج، وهي رسالة إلى العالم أجمع بأن الجزائريين هم لحمة واحدة، هي رسالة إلى العالم أجمع أن الجزائريين هم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، هي رسالة إلى العالم أجمع بأن الجزائريين هم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا
ثانيا: هاته المحطات يجب أن تكون حافزا للأجيال المتعاقبة للرقي والنهضة بل وللعمل بجد وإخلاص قال تعالى :﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ التوبة 105] ثم علينا أن نعمل على تقوية عوامل الاعتزاز بالانتماء لهذا البلد الأبي، الذي ما ركع في حياته إلا لله، وتشريفه في المحافل الدولية وتمثيله خير تمثيل .
ثالثا: شكر الله عز وجل على نعمة الأمن والأمان، والشكر أيها الأفاضل هو الحافظ والجالب، هو الحافظ للنعم الحالية والجالب للنعم المستقبلة قال تعالى :﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ إبراهيم الآية 07
فما نحن فيه الآن من أمن وأمان واستقرار هو بفضل الله عز وجل أولا وآخرا، ثم بفضل هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بكل شيء من أجل أن تعيش الجزائر آمنة مطمئنة قال تعالى :﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران الآية 169] .
الشيخ مازوزي شريف إمام أستاذ بمسجد الهدى بلدية قايس ولاية خنشلة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com