شخصيات شبانية تشرح « الوصفة السحرية للنجاح »
كيف تكون إيجابيًا و ناجحا ومؤثرا في الآخرين وما هي مفاتيح بناء الشخصية القادرة على تحمل المسؤولية وصناعة النجاح؟ وكيف يمكن للشخص وخاصة الشاب الجزائري عموما والطالب الجامعي خصوصا الاستفادة من التحديات والصعوبات التي عاشها ويُتعلم منها ليشق الطريق بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافه وطموحاته بعد تسلحه بالطاقة الإيجابية؟... أسئلة وأخرى أجاب عنها ستة شبان ‘’ناجحين’’، من بين الآلاف من أبناء الجزائر الذين تمكنوا بإرادتهم القوية وإحساسهم بالمسؤولية الكبيرة تجاه أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم ووطنهم من ‘’ صناعة النجاح’’ في مواقع وظروف مختلفة لكل واحد منهم، فأصبحوا ‘’ النموذج ‘’ والقدوة’’، خلال استضافتهم في لقاء خاص لا يختلف عن لقاءات التنمية البشرية. فقد استضاف النادي العلمي المتعدد النشاطات ( كاب ) للمدرسة الوطنية المتعددة النشاطات هؤلاء ‘’الناجحين’’ في طبعته الخامسة من سلسلة مؤتمرات ‘’ ويكي ستايج ألجيرس’’ التي نظمها أول أمس في دار الأوبرا، بوعلام بسايح بأولاد فايت غربي الجزائر العاصمة ‘’ بعنوان ‘’ آكت تو أمباكت ‘’ بحضور حوالي 1400 مشارك أغلبهم طلبة حضروا من أجل الاستفادة من هذا اللقاء ذائع الصيت وللاستماع أيضا لتجارب خمسة من بين أكثر الناجحين ذيوعا في الأوساط الشبابية والطلابية سيما لما يحظون به من حضور في وسائل الإعلام وعلى الفضاء الأزرق وعبر الشبكة العنكبوتية أيضا.
رصدها: عبد الحكيم أسابع
وعن نشاطات النادي يقول دريس بن حجي سراج ، مسؤول العلاقات الخارجية أن الهدف مؤتمر ‘’ ويكي ستايج ألجيرس ‘’ تغيير وجهات نظر الشباب وإيقاظ ضمائرهم وتمكينهم من الاستفادة من مختلف التجارب حتى يتمكنوا من خوض ميدان العمل والمقاولاتية بنجاح.
نبيل ملاح طبيب ومدير مخابر ميرينال لصناعة الأدوية
الشخصية الناجحة يجب أن تتسلح بالقيم
قال الدكتور نبيل ملاح أن حرصه على تلبية دعوة النادي في مؤتمره الخامس إنما أراد أن يكرسه لتبادل الآراء مع الطلبة وإبراز وجهة نظره المختلفة التي تؤكد أن النجاح الذي يجب تحقيقه هو بناء منظومة للقيم.
ويقول ‹› تعمل القيم التي يتسلح الفرد بها على تكوين الشخصية الإيجابية، فالشخصية الناجحة تعيش بقيم عليا مهما كانت المؤثرات أو الإغراءات، فتجدها تبتعد عن السلوكيات السلبية، ويتميز الشخص الإيجابي بالصدق والأمانة وحب الخير للناس والعطاء والكرم والتسامح المتكامل››.
مضيفا ‹› رسالتي التي أوجهها لشبابنا اليوم هو التأكيد على ضرورة البقاء في الوطن والتخلي عن فكرة الهجرة التي تسكن كثيرين››.
ودعا إلى ضرورة ‹› أن نسعى إلى تغيير أوضاعنا وأوضاع مجتمعنا بعدم السكوت على أي توجه غير سوي وأن نقف في وجه كل من يسير عكس التيار وأن تكون كلمتنا واحدة من أجل الوطن وتقدمهه ورقيه، وعلى الجميع أن يعمل من أجل ذلك وأن ينخرط في المجتمع المدني وأن يكون إيجابيا لسد الباب أمام كل من تسول له نفسه ممارسة سياسة خاطئة أو عمل مثبط للعزائم››.
ليلى أكلي مسيرة أول وكالة متخصصة في العلاقات العامة ‹›بي رولاسيون››
علينا أن نساهم في بناء الجزائر الجديدة بسواعدنا
بدأت ليلى أكلي حياتها المهنية بالالتحاق بمنصب مكلفة بالعلاقات العامة في مؤسسة وطنية، واستمرت في منصبها تعمل بكل تفان لتوثيق العلاقة بين هذه المؤسسة ومحيطها ، وقالت خلال مداخلتها أنها حرصت من خلال منصبها الذي يجهل الكثيرون أهميته ، على إعلام المتعاملين وكل من تربطهم علاقة بالمؤسسة وإقناعهم بالخدمة، و الاستئناس بآرائهم في تقييم الخدمة، والتعبير عن احترام تلك الآراء، والاهتداء بها ، سعيا لكي تكون هذه العلاقة قوية ومتصلة ، وقائمةً على الثقة المتبادلة بين المؤسسة ومحيطها .
وعن تجربتها كمستثمرة في الميدان تقول ‹› قمت منذ ثلاث سنوات بفتح أول وكالة جزائرية متخصصة في العلاقات العامة الرقمية، تقدم حلولا للمؤسسات والهيئات في مجال العلاقات العامة بالفيديو والمقالات ومختلف الحلول التقنية المبتكرة والحمد لله فبفضل النجاح المحقق في الميدان فإن الوكالة توظف اليوم 18 شخصا في مختلف التخصصات «ودعت السيدة أكلي إلى ضرورة سعي الجميع للإيمان بأن النجاح الحقيقي يجب أن نحققه في أرض الوطن من أجل أن نساهم جميعا في بناء الجزائر الجديدة››.
المؤلف الموسيقي المايسترو سليم دادا
الشخص الإيجابي هو من يحول الصعوبات إلى مهارات
أكد المايسترو سليم دادا خلال استضافته في مؤتمر ‹› ويكي ستايج ألجيرس›› يوم الخميس أن ‹› التفكير الإيجابي في الحياة هو القوة التي نستمد منها العزيمة على المسير، وبالتأكيد أنك لا تستطيع التحكم في الظروف، ولكنك تستطيع التحكم في أفكارك››.
وقال خلال عرض تجربته الطويلة في الهجرة ومعاناته في الضفة الأخرى من المتوسط ‹› إن التفكير الإيجابي يؤدي إلى الفعل الإيجابي والنتائج الإيجابية›› وقال أن هذا هو شعاره في الحياة.
ولمن لا يعرف المايسترو الشاب سليم دادا فهو مؤلف موسيقي وباحث في العلوم الموسيقية وقائد أوركسترا ومكون في المعهد العالي للموسيقى والمدرسة العليا للأساتذة وعضو في المجلس الوطني للفنون والآداب ورئيس لجنة ب» أوندا» ومهتم بكل ما له علاقة بالثقافة وبالفعل الثقافي في الجزائر.
وقال متوجها للجمهور الذي غصت به قاعة الأوبرا ‹› إن الرسالة التي أريد أن تصلكم هي ‹› أن على كل واحد من شبابنا أن يتخلى على فكرة الهجرة وأن يستفيد من التحديات والصعوبات، فالشخص الإيجابي يحول التحديات والصعوبات التي واجهته، إلى مهارات وخبرات وتجارب يستند إليها في المستقبل، ويتعلم منها، كما حدث معي، وأن لا يسمح الشخص الإيجابي للتحديات والصعوبات بأن تؤثر على أركان حياته، بل يجب أن تجعله أقوى وأن يهتم أكثر بنفسه وأفكاره وصحته وعائلته وأن يكون إيمانه بالله وبقدراته كبير››.
سليم دادا الذي خاض تجربة تأليف موسيقى فيلم القديس أغوستين ( فيلم مشترك جزائري تونسي وإخراج مصري ) سبق وأن توج باليوبيل الفضي ضمن المهرجان الـ 25 للموسيقى العربية بمصر، مع نخبة من النجوم.
الطبيب المقاول وعازف البيانو العالمي زكي علال
عدت إلى الجزائر كي أشجع الشباب على اقتحام المقاولاتية
زكي علال صاحب الحضور اللافت على مستوى المشهد الإعلامي في الداخل والخارج بفضل النجاحات المتعددة التي حققها في ميدان عمله وفي مجال الابتكار والموسيقى، وتأطير اللقاءات المتخصصة التي تجمع صانعي القرار في العالم، أصبح أشهر من أن يُعرّف اليوم.
‹›زاكو ‹› كما يسميه الكثيرون، خريج جامعة وهران وأحد الطلبة الجزائريين الذين أسعفهم الحظ بسبب تفوقه في الدراسة وفي مجال تخصّصه ‹› الطب ‹› في الحصول على منحة للدراسة في الخارج، قبل أن يختار في نهاية مساره الدراسي الشروع في الابتكار وتحقيق الريادة في هذا الميدان بتأسيس أول شركة «طبية» ناشئة متخصصة في التكنولوجيا الحيوية.
وهو أيضا مدير وسفير جامعة التفرد في البلدان الناطقة بالفرنسية، وهي قطب ابتكار تم إنشاؤه بمساعدة ‹› غوغل›› ووكالة ناسا، والتي تهدف إلى تدريب الطلاب المتميزين في إحدى المجالات التقنية المتطورة، وهو ما زاده شهرة لدى المهتمين بعالم الابتكار والمجلات العلمية المتخصصة. يقول زكي علال ‹› لقد فضلت العودة إلى الجزائر لكي أشجع الشباب الطموح وحاملي المشاريع، خاصة طلبة المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات من أجل مساعدتهم على اقتحام عالم المقاولاتية والابتكار بنجاح و تمكينهم من الاندماج في المجتمع بشكل بناء وإيجابي››.
كما تحدث علال عن تجربته في دراسة الموسيقى الكلاسيكية في فرنسا وأنجلترا و فرنسا، وكذا عن تجربته في إحياء حفلات كبيرة في البلدان المشار إليها كما في سويسرا السويد الولايات المتحدة الأمريكية، أين شارك عازف البيانو الشاب زكي علال لأول مرة بين الموسيقيين العالميين «العظماء» ، الذين كانوا يؤدون أعمالهم في أكبر قاعة عاملية في نيويورك.
اليوتوبر والصيدلي رياض توات
الشباب الجزائري مطالب بالإيجابية
رياض توات رجل إعلام سابق اشتغل في القناة الثالثة للإذاعة الوطنية لمدة سبع سنوات وهو أيضا واحد من مهنيي الصناعة الصيدلانية ويخوض حاليا تجربة جديدة بنجاح فهو ‹›اليوتوبر›› الشهير الذي يقدم سلسلة وثائقية بعنوان ‹› واش درنا ‹› على اليوتوب.
ويقول رياض توات عن تجربته ‹› المطاف في نظري بالنسبة للإنسان الإيجابي لا يجب أن يتوقف عند مجرد تحقيق النجاح الأول بل لابد أن يتواصل لخوض المزيد من التجارب التي تقدم إضافات جديدة له كشخص، للمجتمع وللوطن›› وأضاف ‹› بالنسبة لتجربتي الأخيرة المتمثلة في سلسلة الأشرطة الوثائقية التي أنشرها على اليوتوب بعنوان «واش درنا لا واش» أحرص من خلالها على تقديم الميكرفون للشباب الجزائري الناشط، والإيجابي، المرتبط ببلده والمتشبع بحبه ليراه الآخر في أي بقعة من العالم، حتى نرسم نظرة إيجابية عن شبابنا ونبرز إنجازاته وكيف نجح في تحدي كل الصعاب ونمحو بالتالي أي صورة سلبية عنه››.
وينصح توات كل الشباب الجزائري أن يكون أيجابيا وأن يتشبع بثقافة المقاولاتية في كل الميادين الإنتاجية والخدماتية وحتى في الفن والثقافة وأن يؤمن بأن النجاح الحقيقي يجب ان يتم تحقيقه داخل أرض الوطن.
المستثمر في مجال الأغذية العضوية والذكاء الاصطناعي حاج خليل
النجاح الحقيقي هو ذاك الذي يحقق في أرض الوطن
حاج خليل، هو كتلة من النشاط والحيوية وذو ثقة كبيرة بنفسه وبقدراته يحب التغيير وخوض، مختلف التجارب الناجحة ومساعدة الآخرين على تحقيق مشاريعهم، وهو أيضا واحد من الذين شغلوا الناس بتميزهم وظهورهم اللافت في وسائل الإعلام المشفوع بنتائج أعماله اللافتة.
خلال تدخله، تحدث حاج خليل عن قصة هجرته إلى أوروبا ولم يتعد من العمر الـ 3 سنوات بعد، والتحاقه بالتالي بمقاعد الدراسة هناك إلى غاية تخرجه من جامعة أكسفورد البريطانية.
وبعد أن أشار إلى أنه بدأ حياته المهنية في ممارسة التجارة بعاصمة الضباب لندن، ذكر بأن محطته الثانية كانت باريس أين قام بتأسيس أول شركة له.
ومنذ حوالي 20 سنة قرر العودة إلى أرض الوطن وقام بتأسيس شركة متخصصة في الأغذية العضوية، والاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقال ‹› عندما اتيت إلى أرض الوطن فقد كان هدفي أن أبين للعالم أجمع أن الجزائريين الذين أثبتوا جدارتهم في الخارج، قادرون على تحقيق النجاح بل المزيد من النجاحات والأشياء الخارقة في وطنهم.
ويقول أحد رواد المنتجات الغذائية ‹› الحلال ‹› في فرنسا، ‹› إن المستثمر الناجح يجب عليه أن يعترف بأن دائما هناك ذوي نوايا حسنة ويعرف كيف يعمل معهم والحفاظ على المتعاملين››.