الزهايمر سيهدد 24 بالمئة من الجزائريين في 2050
كشف أطباء مختصون في الأمراض العصبية و العقلية، أن ارتفاع نسبة الأمل في الحياة بالجزائر و التي أصبحت تتراوح بين 74 و76 سنة، يطرح إشكال ارتفاع عدد الأشخاص المصابين بالخرف «الزهايمر» الذي يمس حوالي 70 بالمئة من الذين تجاوزوا 60 سنة، ما جعل الأطباء يطالبون بضرورة ضبط ميكانزمات التكفل الصحي والعلاجي بهذه الشريحة من المجتمع التي سترتفع نسبتها إلى 24 بالمئة في غضون 2050.
وأبرزت البروفيسور آمال دحدوح، المختصة في الأمراض العقلية بمستشفى سيدي الشحمي بوهران، أن نسبة الجزائريين الذين يتعدى سنهم 60 سنة ، يبلغ حاليا 0,9 بالمائة من مجموع عدد السكان، وفق إحصائيات المنظمة العالمية للصحة لسنة 2015، وأن هذه النسبة مرشحة للارتفاع في غضون 2050 لتصل ما بين 20 و24 بالمئة، وهي نسبة تضع البلاد أمام تحدي التكفل بكبار السن المصابين بالزهايمر و هو ، وفق المتدخلين، مرض الشيخوخة، لكن هذا لا يعني أن كل من تجاوز 60 سنة معرض للخرف، بل هناك عوامل مختلفة تتسبب في هذه الإصابة.
وأضافت البروفيسور دحدوح أنه يجب تسطير أهداف علاجية لاستباق تعقد حالة المريض، وتبدأ من الأطباء العامين الذين يجب أن يشخصوا و يسجلوا أي اضطراب عصبي أو تواصلي لدى المرضى كبار السن الذين يترددون على المؤسسات الإستشفائية العمومية أو حتى لدى الأطباء العامين في عياداتهم الخاصة، لأن كل اضطراب ينذر بالإصابة بمرض ما من الأمراض العصبية و العقلية، و بالتالي فهذا الكشف المبكر يسمح بالتحكم في الاضطرابات التي قد تنجم لاحقا لدى المريض بالزهايمر والتي يعجز الأهل عن التعايش معها وتقبلها لسنوات طويلة، واعتبرت بأنه ليس فقط عامل فقدان الذاكرة هو الذي ينبه الطبيب العام للمرض، لكن أي اضطراب آخر من شأنه الإنذار باحتمال الإصابة بالزهايمر.
وطرح المتدخلون في اليوم الدراسي الذي نظمه في نهاية الأسبوع مرصد الإعاقة و إعادة التأهيل الوظيفي وأخلاقيات الصحة بمستشفى بن زرجب بوهران، إشكالية تصنيف المرض بين «العصبي والعقلي»، وطالبوا بمزيد من التكوين للأطباء كي يجمعوا بين التخصصين، مشيرين إلى النقص المسجل بالنظر للعدد المتزايد للمصابين بالزهايمر، مما يستدعي التركيز على ضمان تكوين للأطباء في الجمع بين «الأمراض العصبية والعقلية» كي يتم التكفل الصحي والعلاجي بهؤلاء المرضى، خاصة الحالات المعقدة التي تجعل المريض يعاني من حالة هيجان وثوران.
في هذه الحالات يجب الجمع بين العلاج بالأدوية والتكفل النفسي، كما قال المتدخلون ، و شددوا على ضرورة مرافقة العائلة ودعمها معنويا ونفسيا حتى تتمكن من مسايرة والتكفل الأمثل بمريض الألزهايمر وتحيطه بالرعاية الكافية، مما يساهم في استقرار حالته، فبمرور الوقت تنعكس حالة المصاب على كل أفراد العائلة، خاصة إذا كان الأب هو المعني ، حيث يؤدي ذلك إلى تغيير كبير في تركيبة العائلة.
و تبدأ المعاناة بعدم تقبل الجميع للمرض، باعتباره لا يزال طابوها في مجتمعنا، حيث يخجل الأهل من أن يعرف الناس أن أحدهم مصاب بالخرف، فيصفونه بالفاقد للعقل أو المجنون، وفي ظل هذه الظروف تدخل العديد من الأسر في حلقة حزن على المريض.
الدكتورة سميرة بودو ، أكدت في مداخلتها بأن الحرص على تكوين مساعدين شبه طبيين لمرافقة العائلة، من شأنه تخفيف الضغط عنهم، وذكرت عدة أمثلة واقعية عن وضعية عائلات انقلب حالها بسبب إصابة الأب بالزهايمر.
كما تعرضت المتدخلة لبعض أسباب الإصابة بهذا المرض، وعلى رأسها السبب الوراثي، إلى جانب عوامل المحيط، مثل الضغط اليومي و نمط التغذية، الإصابة بالسكري أو ارتفاع الضغط الدموي، التدخين الإدمان على الكحول وغيرها.
بن ودان خيرة