البريسيلوز و الليشمانيا يزحفان جنوب ولاية تبسة
رسخت العادات الغذائية السيئة، داء الحمى المالطية البريسيلوز، كأحد الأمراض التي تفتك سنويا بالمئات من مواطني ولاية تبسة، ولم تؤد الحملات التحسيسية ولا شرح آليات انتقال المرض ، إلى تفادي انتشاره، وبالتوازي مع ذلك سجلت مديرية الصحة والسكان إصابة مئات المواطنين بداء الليشمانيا الجلدية، فضلا عن إصابات أخرى بالنهش الحيواني، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام، حول دور البلديات والمصالح ذات الصلة، في عمليات الرش والنظافة، كما يطرح إشكالية تربية الحيوانات بالوسط الحضري، دون إغفال وعي المواطن في الوقاية.
164 حالة اشتباه بالإلتهاب الكبدي الفيروسي (أ)
نشطت الدكتورة مناح حفصة، بمقر مديرية الصحة والسكان ندوة صحفية الخميس الماضي، تطرقت فيها للوضعية الإستشفائية بالولاية، مطمئنة في الوقت نفسه الساكنة، بأن الحالة الصحبة لم تخرج عن مستويات الأعوام الماضية، وخاصة ما تعلق بالأمراض المسجلة سنويا، وعرجت الدكتورة على داء الإلتهاب الكبدي الفيروسي أ، أين أشارت إلى أن مصالح الوقاية سجلت 164 حالة إشتباه بهذا المرض، منذ الفاتح جانفي، إلى غاية 23 ديسمبر 2019، مضيفة بأن هذه الحالات منتشرة عبر العديد من البلديات، وتعتبر الإصابات المثبتة حالات معزولة، بناء على التحقيقات الوبائية، مذكرة في الإطار نفسه بأن سنة 2018، قد عرفت تسجيل 51 حالة مؤكدة، أما بالنسبة لسنة 2019، فقد سجلت 42 حالة ببلدية تبسة، و 28 حالة بالشريعة منها 10 مؤكدة و17 حالة أخرى ببئر العاتر، وقد تمت مراسلة القطاعات ذات الصلة، لاتخاذ التدابير الاحترازية المعمول بها في هذا الشأن، ففي الوسط المدرسي مثلا، تم عزل التلاميذ المصابين بهذا المرض احترازيا، إلى غاية التأكد من استشفائهم، مشيرة إلى أن فترة احتضان المرض، تتراوح بين 15 يوما و50 يوما، وتعول مديرية الصحة على تفاعل المواطن، وحرصه على التقيد بالوقاية و النظافة و، وذلك لتجاوز بعض هذه الأمراض، إذا علمنا ان الفترة نفسها عرفت تسجيل 15 إصابة بالإلتهاب الكبدي الفيروسي ب، و68 حالة إشتباه بالإلتهاب الكبدي الفيروسي صنف س.
إصابة 1035 شخصا بالحمى المالطية خلال العام الماضي
ولدى تطرقها للأمراض المتنقلة عن طريق الحيوان، أوضحت المتحدثة بأن سنة 2019، عرفت تسجيل 1035 إصابة بالحمى المالطية البريسيلوز، وأغلب هذه الإصابات متواجدة بالبلديات الجنوبية والجنوب غربية للولاية، تتصدرها دائرة الشريعة القديمة بـ 386 حالة، تليها دائرة بئر العاتر بـ 325 إصابة، فتبسة بـ 228 إصابة، وتطرح في كل سنة حملات التوعية، لمواجهة خطر هذا الداء الذي يسمى محليا بمرض الحليب، كما تطرح ضرورة تلقيح الماشية، وإقناع المربين بذلك، والعمل على مراقبة الأسواق ونقاط بيع الحليب، الذي يعد من بين أهم الأسباب المؤدية لهذا المرض، مع العلم أن البريسليوز سجل حضوره بشكل لافت منذ عام 2016، بتسجيل الولاية لـ 734 حالة، ثم إرتفع في العام الذي يليه إلى حدود 1014 إصابة، وبلوغ سقف 1166 حالة خلال عام 2018.
1054 حالة ليشمانيا في غياب حملات الرش والتطهير
من جهة أخرى سجلت المصالح المعنية، 1054 إصابة بداء الليشمانيا، خلال الفترة نفسها من العام الماضي، إذ أن هذا المرض الطفيلي، الذي ينتقل إلى الإنسان عن طريق الحيوان، وخاصة القوارض والكلاب، قد أكد حضوره بالبلديات الجنوبية كنقرين وبئر العاتر وصفصاف الوسرى، وتعد حصيلة عام 2019 الأكبر من تلك المسجلة عام 2018، التي عرفت إصابة 993 شخصا، فيما كانت في حدود 517 إصابة في عام 2017، وبرأي المختصين فإن البلديات المعنية، مطالبة بالقيام بعمليات الرش وتطهير المناطق السوداء، للقضاء على الظروف المساعدة، على نمو البعوض الناقل لهذا الطفيلي، إذا علمنا أن كلفة علاج المصابين ترتفع بإرتفاع الحالات المسجلة.
تعرض 958 شخصا للسعات عقربية و1000 نهش حيواني
أحصت مديرية الصحة والسكان، تعرض 958 شخصا للسعات عقربية خلال سنة 2019، مؤكدة تراجع عدد الحالات، مقارنة بما سجلته عام 2018، أين لسع 1049 شخصا من مختلف الأعمار، وخاصة أولئك القاطنين بالمناطق المتاخمة للصحراء، كما أصيب أكثر من 1000 مواطن آخر بنهش وعض حيواني، واللافت للانتباه أن النهش الحيواني، لم يعد مقتصرا على الأحياء الهامشية والمناطق المعزولة، بل توسع للجهات الآهلة بالسكان، على غرار تبسة والشريعة والونزة والعوينات وبئر العاتر، حيث سجلت مدينة تبسة لوحدها، 323 حالة نهش حيواني، و مرسط 161 حالة، وبرأي المتابعين لهذا الملف، فإن الكرة في مرمى البلديات، وعلى مسؤوليها القيام بتنظيم حملات للتقليل من تواجد هذه الحيوانات، وخاصة بالوسط الحضري، أما بالنسبة لمرض فقدان المناعة المكتسبة الإيدز، فقد عرفت الولاية تسجيل 14 حالة مؤكدة خلال العام المنصرم حسب المصدر ذاته، وهو ما يتطلب وعيا من المواطنين، بهذا الداء وظروف إنتقاله. الجموعي ساكر