* البحث العلمي أصبح يحظى بأهمية كبيرة في الجزائر
تمكنت طالبة الدكتوراه عبير بوبليعة، من قسم هندسة الطرائق تخصص هندسة المبلمرات بجامعة فرحات عباس بولاية سطيف، من الفوز بجائزة أفضل طالب دكتوراه في الجزائر في طبعتها الأولى.
الشابة حققت كما قالت للنصر، حلم والدتها التي غادرت الحياة قبل أن تعيش هذه الفرحة، ومتخذة من ألم الفراق سلما متينا للنجاح إلى جانب دعم قوي من طاقم الجامعة الذي ساهم في صناعة نجاح وفخر عبير.
«نجحت من أجل أمي»، بهذه العبارة استهلت ابنة بلدية قرارم قوقة، بولاية ميلة عبير بوبليعة، حديثها عن جائزة مهمة في مشوار كل طالب دكتوراه، معلنة تحويل ألم فراق والدتها شهر أوت من العام الماضي، إلى دافع قوي للنجاح والتميز، لتجني في الأخير ثمار مجهودات سنوات طويلة من العمل، بمساعدة أساتذة وباحثين من جامعة فرحات عباس، شكلوا داعما قويا لها في مشوارها العلمي والبحثي، وساهموا في تقديم طلبة تميزوا وأبدعوا ونجحوا في لفت انتباه لجنة تحكيم أول مسابقة وطنية لطلبة الدكتوراه في الجزائر.
عندما يصنع الألم النجاح في أول مسابقة من نوعها بالجزائر
انطلق مشوار عبير، خريجة قسم هندسة الطرائق، من جامعتها بعد حصولها على شهادة البكالوريا، لتباشر مسارها في مجال البحث بعد جائحة كورونا، وتحظى بدعم كبير من أساتذتها خاصة الأستاذ ياسين بن قربة، أين شاركت في أول مسابقة وطنية لطلبة الدكتوراه من تنظيم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بمناسبة اليوم الوطني للطالب في 3 محاور تمثلت في الأمن الطاقوي، و الأمن الغذائي، والأمن الصحي، كتشجيع للطلبة من أجل المضي قدما في البحث وتحضير المقالات العلمية وإكمال مسارهم العلمي.
ولم تنحصر إسهامات عبير في المسابقة، في بحوثها العلمية خلال مسار الدكتوراه، بل تعدتها إلى عديد المقالات والمداخلات الوطنية والدولية التي شاركت بها في مختلف التظاهرات، الرامية إلى تصنيف الأوائل على مستوى الجامعات و جهويا و وطنيا، حيث جاءت على رأس القائمة القصيرة للمصنفين وطنيا، و قد حظي موضوع الدكتوراه الخاص بها باهتمام لجنة التحكيم كونه ناقش قضية الأمن الطاقوي، وكيفية إنتاج مواد تكشف وجود الغازات السامة في المحيط، سواء في الأماكن الصناعية أو في البيت، وقد قدمته فق منظور خاص ميز العمل المتوج.
ولأنها شغوفة بالبحث والعلوم، تطمح طالبة الجزائر الأولى لإكمال مشوارها بين أحضان جامعتها في حال توفر الشروط الداعمة للعمل كاشفة، عن رغبتها الكبيرة في تجسيد أفكارها وتحويلها إلى مشاريع تدعم البلاد، بإنشاء شركة ناشئة تعكس أهمية بحوثها محليا ودوليا، معتبرة أن البحث العلمي ونتائجه، يحظيان اليوم بأهمية كبيرة في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، ما يشجع على العمل أكثر وتقديم الأفضل.
وأشارت عبير، رغم ذلك إلى نقص الإمكانيات في بعض الحالات بالنسبة لطلبة الدكتوراه ، لكنها عبرت عن سعادتها لتمكنها من إيجاد كل ما احتاجت إليه في أرض الوطن وفي جامعتها تحديدا، ما يثبت للجميع أن العمل في الجزائر ممكن ، مؤكدة أن توفير الإمكانيات وطنيا يضمن نجاح وتفوق الباحث الجزائري في أي مجال.
ولتحقيق النجاح والتميز في أي مجال، تنصح عبير بوبليعة، بالتحلي بالثقة بالنفس، و ترى أنها الأساس مع إتباع ما يرغب فيه الطالب وليس ما يفرض عليه، بحيث يكون الإيمان بالفكرة وحب العمل الداعم الأول، إلى جانب الإصرار على التميز، مشيرة في ذلك إلى بعض العوامل التي من شأنها أن تصنع الفرق وتحويل المحن إلى دوافع للنجاح، مثلما حدث معها عندما توفيت والدتها أثناء دراستها للدكتوراه، ما دفعها للاجتهاد أكثر تكريما لروحها، مؤكدة أيضا على عنصر التعاون فيما بين الطلبة والباحثين لتطوير أنفسهم والنجاح.
إيمان زياري