بدقة وحرفية تداعب أنامل الشابة كوثر قحام ابنة ولاية قسنطينة، مختلف أشكال الأصداف والأحجار البحرية، إلى جانب الأحجار البراقة و الخرز الملون، ولتصفها بدقة وتشكلها بتناسق للحصول على إكسسوارت تتناسب مع أجواء موسم الاصطياف وتواكب آخر صيحات الموضة مؤكدة للنصر، بأن إبداعاتها تحظى بإقبال كبيرا في فصل الصيف وتنافس الإكسسوارات المستوردة من ناحية السعر والجودة.
لينة دلول
كوثر خريجة قسم الأنتربولوجيا، قررت أن تنغمس في عالم صناعة الإكسسوارات الصيفية، منذ ثلاث سنوات، حيث دفعها حبها وشغفها بكل ماله علاقة بالجمال والمرأة، إلى أن تتحول إلى صانعة إكسسوارات صيفية و تحقق شهرة على مواقع التواصل، حيث يتابعها عبر صفحتها في الانستغرام 23 ألف شخص، يتفاعلون مع ما تبدعه من تصاميم مختلفة، تشمل الأساور والعقود و حلق الأذن، المصنوعة من الأصداف البحرية والقواقع الممزوجة بتناغم مع الخرز الملون، حيث تؤكد الشابة بأن أشكال الكائنات البحرية تعتبر موضة رائجة وجد مطلوبة هذا الموسم، و هناك اهتمام متزايد بها لأنها تناسب أجواء البحر و تعطي إطلالة مشرقة و طبيعية ومنعشة
وقالت الشابة، بأن تصاميمها التي تصنعها بكل دقة يدوية في مجملها، تحاول أن تضمن في صناعتها التميز من خلال إضفاء لمساتها الشخصية على كل قطعة فتعكس إبداعها وذوقها الفني، كما تسعى للتنويع في التصاميم و تجديد الأفكار لتناسب جميع الأذواق
وأوضحت، أن إكسسواراتها مناسبة لكل الإطلالات الصيفية، إذ يمكن ارتداؤها عند الذهاب إلى الشاطئ، أو خلال النزهات، وحتى في المشاوير اليومية و أثناء السهرة، مؤكدة بأن الإقبال على منتجاتها يتضاعف خلال العطلة الصيفية والمناسبات وعند مشاركتها في المعارض والمهرجانات.
كما أشارت، إلى أنها تصنع إكسسوارات خاصة بالعرائس حسب طلب الزبونات، وأكدت كوثر، بأنها متابعة جيدة لما هو رائج في عالم الإكسسوارات الصيفية، وتستلهم في تصاميمها من الحلي المحلية لكل ثقافات العالم على غرار بلدان إفريقيا و أمريكا الجنوبية، لأن الحرفيين هناك يستخدمون كثيرا الألوان الزاهية والجذابة، كما تستلهم في تصاميمها من الحلي الجزائرية التي تختلف من منطقة إلى أخرى.
وأوضحت المتحدثة، بأن الوقت الذي يتطلبه صنع إكسسوار واحد، يختلف حيث التصميم و تعقيده، فعلى سبيل المثال تصميم السخاب و التاج و المخبل، يحتاج إلى أكثر من يوم كامل لأنه يتطلب تركيزا وجهدا كبيرين.
وأكدت، بأنها تشعر بالفخر والرضا، عند تأملها لكل قطعة تنتجها، لأنها تبدع شيئا جميلا يمكن للآخرين أن يستمتعوا بارتدائه في أوقاتهم على الشاطئ وتحت أشعة الشمس. وقالت بأن مشاركتها في المعارض والمهرجانات ساعدتاها كثير في الترويج لمنتجاتها.
كما تستخدم الشابة منصة إنستغرام من أجل مشاركة صور أعمالها، بشكل جذاب، وتعتمد على الهاشتاغات للوصول إلى زبائن أوسع وتزيد التفاعل على صفحتها، مؤكدة بأن المنصة باتت تلعب دورا هاما وتحقق للمبدع قاعدة جماهيرية، تختزل مراحل عديدة و الكثير من الجهد، حيث استطاعت بفضل صفحتها الخاصة أن تعرف بإكسسواراتها التي لاقت استحسان فتيات وسيدات من 58 ولاية، لأنها تلبي جميع الأذواق و تسد الفراغات الموجودة في السوق، خصوصا ما تعلق بوفرة الخيارات.
وأكدت الشابة، بأن المنتجات المحلية أحسن وأجود من المستوردة ناهيك عن فارق السعر، مضيفة بأن الألوان الزاهية تميز مختلف قطع الصيف التي تصنعها، بما في ذلك الأصفر والوردي والأزرق السماوي والأبيض و الأخضر الفاتح والبنفسجي.
وتسعى كوثر، إلى توسيع نشاطها وفتح محل لبيع منتجاتها، وكذا ورشة لتعليم حرفتها لفتيات أخريات
ومن الصعوبات التي تواجه الحرفية في نشاطها، قلة الموارد الأولية التي تحتاجها كبعض الأشكال البحرية التي لا تتوفر في السوق، إضافة إلى الجهد والتركيز الكبيرين الذين يتطلبهما تصميم إكسسوار واحد، علما أنه نشاط يؤثر بشكل كبير على سلامة الرقبة.