الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

المركب السياحي نجم الشرق بعين عبيد: شاطئ اصطناعي و فسحة لركوب الخيل و معانقة الطبيعة

تدعمت قسنطينة مؤخرا، بمرفق ترفيهي وسياحي جديد يتمثل في شاطئ اصطناعي يستوعب أكثر من 600 شخص، تم إنشاؤه على مستوى المركب السياحي نجم الشرق بمنطقة برج مهيريس بعين عبيد، أين يمتد مشروع سياحي فلاحي فريد من نوعه في الولاية، يفتح المجال أمام زواره للاستمتاع بتجربة مختلفة تجمع بين السباحة و ركوب الخيل، و ممارسة الرياضات المائية فضلا عن العديد من الأنشطة العائلية الأخرى، مع توفر إمكانية المبيت والإقامة في شاليهات مكيفة.

شاطئ عصري بمواصفات بيئية
يحمل الشاطئ الجديد المجهز بطريقة عصرية اسم « سن سات بول» أو مسبح غروب الشمس، يتربع على مسافة 1800 متر مربع، و يعد الأكبر في الجزائر، نظرا لمعدل امتلائه الذي يصل إلى 1600متر مكعب.
وقد تم تصميمه حسب خالد جنة، المهندس المكلف بالمشروع، بطريقة خاصة تستوجب كل الشروط ليكون مرفقا صديقا للبيئة بداية بطبيعة الرمل و بنظام خاص لتجميع مياه البحر لإعادة استعمالها في الري لاحقا، على اعتبار أن المركب ذو طابع فلاحي سياحي و يمتد على مسافة 200 هكتار.
كما يظهر الطابع البيئي للمشروع، في إمكانية إعادة استعمال مياه المسبح وتدويرها للري بعد عملية علاجها في حوض للتجميع، ناهيك أن السياج المحيط بالشاطئ و الشمسيات مصنوعان من مواد قابلة للرسكلة و هي أوراق النخيل.

زرنا المكان في صبيحة مشمسة، كانت درجة الحرارة قد بلغت يومها 43، و كان اليوم مناسبا جدا للسباحة، حيث لاحظنا بأن الحركية في المكان مقبولة بالنظر إلى العديد القليل للمواطنين، وهو ما يمنح الزائر أريحية أكبر في السباحة واستغلال المرافق التابعة للشاطئ على غرار الحمامات.
دفعنا مبلغ 2000دج عن كل شخص راشد و 1000دج للأطفال، مقابل مجانية الدخول للمسبح للأطفال الذين يقل طولهم عن 80 سنتيمترا، تزامن وجودنا في المسبح كذلك، مع برمجة نشاط ترفيهي للأطفال قام به مهرجون رددوا بعض الأغاني و علموا الصغار حركات بهلوانية ورقصات على أنغام الموسيقى.
كانت مساحة الشاطئ و رماله الذهبية الناعمة جدا هي أول ما شد انتباهنا، وبدا الجو في محيطه أقل سخونة و جفافا، لأن رطوبة الماء خففت من وطأة الحر ووفرت فقاعة من الانتعاش، تعززت بأس عصير دفعنا ثمنه دون مغادرة المسبح، نظرا لوجود ما يشبه مقهى صغير داخل دائرة المرفق، تقدم فيه تشكيلة واسعة من الحلويات و المرطبات على اختلاف أنواعها، في تجربة أقرب إلى ما نشاهده في الفنادق الاستوائية.
ومن أكثر الأشياء التي ميزت الشاطئ كذلك، طبيعة الكراسي الممدودة و الطاولات و الشمسيات التي جهز بها، والتي تضمن درجة عالية من الأريحية ما يتيح للزائر إمكانية قضاء يوم كامل في دون التعب أو الملل، خاصة وأن الإطعام متوفر كذلك سواء في المطعم الرئيسي في المركب و الذي يبعد عن الشاطئ بحوالي مترين، أو في أكشاك الأكل السريع التي تجاوز نقاط تجميع الخيول و المجهزة أيضا بطريقة جميلة، حيث تتوزع فيها طاولات وكراس من الخشب المصقول.
يوم للنساء فقط
علمنا من القائمين على المركب، بأن هناك برنامجا خاصا في الأسبوع للنساء، حيث يخصص الشاطئ لهن بشكل كامل في أيام الثلاثاء، مع الاعتماد على طاقم نسوي من الموظفات، وذلك للحفاظ على الخصوصية والسماح لهن بالاستمتاع قدر الإمكان ودون إحراج.
وقال فوزي صحراوي، صاحب مركب نجم الشرق، إن الأسعار تبقى ثابتة في أيام البرمجة الخاصة، مع السعي إلى مراجعتها أكثر لتمس أكبر فئة من الزبائن، مشيرا إلى أن العمل جار لأجل توسيع المرفق أكثر في إطار مشروع مستقبلي لاستحداث قرية سياحية.
من جهتهم، اعتبر مواطنون قابلناهم في المكان، الشاطئ بمثابة إضافة نوعية في قسنطينة المدينة الداخلية الساخنة، وقالوا إن مساحته مناسبة جدا و توفر بديلا مقبول عن الشواطئ الحقيقية خصوصا لما يتعذر عليهم التنقل إلى مدن ساحلية، أو لا يملكون الوقت الكافي لذلك.
وقالت الشابة ملاك، التي كانت رفقة والدتها وشقيقتيها، إن موقع الشاطئ و المركب عموما بعيد نوعا ما لكنه يستحق العناء مع ذلك، واعتبرت الأمر إيجابيا من ناحية أن محدودية الزوار تضمن مستوى معينا من الخدمة وتجنب الاكتظاظ داخل المسبح و طابور الانتظار أمام الحمامات، كما في الشواطئ الخاصة.
من جانبه، أوضح رب أسرة إنهم قدموا من مدينة شلغوم العيد، و قد وجدوا في المكان فسحة جميلة لقضاء يوم عائلي مريح، مؤكدا أن أكثر ما أعجبهم هو قرب جميع المرافق من الشاطئ بما في ذلك المطعم، مضيفا بأن المتعة مضاعفة بوجود إسطبلات الخيل، ما يسمح للزوار بالحصول على تجربتين مختلفتين في يوم واحد.
كما تحدثت شابات، عن الثلاثاء المخصص للنساء، وقلن بأنها مبادرة رائعة، خصوصا في ظل منع التصوير في المسبح، معتبرات بأن قسنطينة بحاجة إلى مشاريع مماثلة.
خيول و ألعاب و طيران شراعي و شاليهات خمس نجوم

بعد ساعات من السباحة وفي حدود الساعة الواحدة زوالا، كانت الحرارة قد بلغت درجة قصوى، قررنا معها الخروج من الشاطئ و التوجه لتناول وجبة خفيفة في المطعم الرئيسي، ولأن الطاولات كانت غير متاحة، قصدنا ركنا قريبا لتحضير الوجبات الخفيفة، وقد اتضح بأن المكان يجاور اسطبلات صغيرة للخيول، فقررنا أن نستمتع باللعب معها بعد الأكل.
أنهينا الوجبة و سألنا عن إمكانية ركوبها، فقيل لنا بأن ذلك متاح إلى جانب الاستمتاع بركوب دراجات رباعية الدفع و تجربة لعبة البالونات العملاقة « بابل سوكر»، كما أن هناك عربة صغيرة « كاليش» يمكنها أن تأخذنا في جولة داخل المركب مرورا بمضمار الفروسية و جنان الأشجار المثمرة، وكل ذلك مقابل تذاكر تتراوح أسعارها بين 500دج و 1500دج، على اعتبار أن فكرة المركب ككل قائمة على الجمع بين السياحة و الفلاحة في مشروع واحد.
وأوضح لنا إلياس بن زاوي، المسؤول عن تسيير المركب، أنه بإمكاننا كذلك أن نحظى بفرصة ممارسة الهبوط الشراعي، وذلك في الأيام التي تكون فيها الرياح قوية ومناسبة، كما علمنا منه بأن الإقامة ممكنة لتوفر المركب على 106 أسرة موزعة بين شاليهات من غرفتين إلى ثمان غرف، فضلا عن فيلا بمسبح خاص موجهة للعائلات، وقال إن بيوت الضيافة في مجملها ذات طابع ريفي، لتتماشى مع طبيعة المشروع.
وأضاف محدثنا، بأن الفكرة بالعموم تتمحور حول توفير فضاء سياحي مختلف في الولاية، لكنه ينتمي بشكل مطلق لمنطقة برج مهيريس الفلاحية و يمثل جزءا من خصوصيتها، ولذلك فإن الزائر للمكان سواء كان ابن المدينة أو سائحا من مدينة أو بلد آخر، سيشعر بأنه يعيش تجربة سياحية راقية داخل الريف وبين أحضانة، لتوفر المزرعة التي يشملها محيط المركب على 50 هكتارا من الأشجار المثمرة متعددة المحاصيل كالخوخ، والمشمش، والإجاص 50000 شجرة زيتون، وحوالي 140 هكتار مخصصة للمحاصيل الكبرى على غرار القمح الصلب والشعير والبقوليات».
وقال إن جولة على الحصان، يمكن أن تتيح فرصة الاستمتاع بالجانب الفلاحي للمرفق، بما فيه إسطبلات الأحصنة الخاصة بنادي الفروسية، و صناديق خلايا النحل التي يفوق عددها 120 خلية للتلقيح وإنتاج العسل.
منافسات في الفروسية و أنشطة عديدة أخرى

علمنا من محدثنا، بأن المركب احتضن قبل أيام فقط تظاهرة ذات طابع رياضي ترفيهي، وهي عبارة عن مسابقة لأحسن سلالات كلاب الراعي الألماني، وتعد نشاطا مكملا لسلسة منافسات وطنية ودولية في رياضة الفروسية تقام دوريا في المكان وتعرف مشاركة متنافسين ذوي مستويات مرموقة. وحسب مسير المرفق، فإن نجم الشرق يعد حاضنة للمنافسات الرياضية و على رأسها الفروسية، و مقرا تدريبيا للهواة و يضم بالإضافة إلى ذلك مضمارا للمحترفين، تقام فيه سنويا مسابقات القفز على الحواجز، علما أن إسطبلات المركب تضم سلالات عريقة جدا من الخيول.
هدى طابي

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com