يعدّ كورنيش صلامندر وجهة مفضّلة لمواطني وزوار ولاية مستغانم صيفا، بفضل موقعه الاستراتيجي المقابل لميناء الصيد والنزهة وغيرها من المرافق، ويشهد رصيف واجهة البحر اكتظاظا بالعائلات القادمة من داخل وخارج الوطن، وحركية نشيطة جدا على مستوى المطاعم ومحلات بيع المثلجات والمقاهي.
وفي بداية السنة الجارية، قررت السلطات المحلية إعداد مشروع لتهيئة الواجهة البحرية صلامندر من أجل خلق فضاءات جديدة والارتقاء بالسياحة، لتحتضن في 22 جوان المنصرم الانطلاق الرسمي الوطني لموسم الاصطياف، الذي شهد وضع حيز الخدمة التطبيق الالكتروني «مستغانم وجهتي»، المنجز من طرف مؤسسة ناشئة، ويعتبر أداة رقمية للترويج السياحي وتعزيز جاذبية الولاية كمقصد سياحي وترفيهي.
تهيئة أنعشت الحركية الاقتصادية والمجتمعية
وتم تدشين ميناء الصيد الذي بني على أنقاض الميناء القديم، سنة 2004 بعد أشغال دقيقة، ثم جاءت التهيئة الأولى سنة 2011 لتأتي التهيئة الثانية في 2024، حيث يعدّ كورنيش صلامندر قبلة مفضلة لموقعه الهام، الذي شجع السلطات لتهيئته من خلق فضاءات جديدة والارتقاء بالسياحة. وبعد حوالي شهر من انطلاق الموسم الصيفي، قامت النصر بجولة ليلية في كورنيش «صلامندر»، عند التاسعة مساءا، حيث كان رصيف واجهة البحر مكتظا بالعائلات القادمة من مختلف ولايات الوطن وحتى من الجالية بالخارج، مقابل حركية كبيرة على مستوى المطاعم ومحلات بيع المثلجات والمقاهي، ولم يمض سوى بعض الدقائق حتى بدأ التدفق العائلي على واجهة صلامندر وكان الطريق الفاصل بين البحر والمطاعم شبه مغلق في وجه السيارات حتى يتسنى للأطفال اللعب والاستمتاع بالجو المنعش.
الأطفال أكبر مستفيد من «كورنيش صلامندر»
متعة الأطفال تبدأ من ساحة صغيرة تقع قرب المطاعم ومحلات بيع المثلجات، أين يستقبلهم مهرج يقاسهم لحظات اللعب واللهو ويلتقطون سويا صورا تذكارية إلى جانب نافورات الماء مختلفة الألوان التي تزين الفضاء، وفي الرصيف المقابل المطل على البحر، وجدنا أيضا تهافتا للأطفال رفقة أولياءهم لأخذ صور تذكارية مع «الرجل المقنع ذو اللون الذهبي»، يعتقد من يراه لأول وهلة أنه رجل مصنوع من مادة جامدة يجلس فوق كرسي ويبدو عليه الوقار من ملابسه، ما يثير دهشة الأطفال فيتسابقون للاقتراب منه للمسه، فيما يرفض البعض منهم أخذ صورمعه مبدين خوفهم، وهنا يعود الرجل لطبيعته وحركته ليمازحهم ويرسم البسمة على وجوههم، كما صنع باعة الألعاب المختلفة على طول الكورنيش أيضا، سعادة أطفال الذين أبدوا فرحتهم عند مشاهدة «دائرة التنطيط» والدراجات النارية الجميلة وألعاب أخرى، كما وجدوا ضالتهم عند باعة المكسرات والحلويات المختلفة الأشكال والألوان.
شباب يمتعون عائلات بالعزف الموسيقي
وجدنا، خلال مواصلة مشينا بكورنيش صلامندر، شبابا يروج للفن المستغانمي كالعيساوة والمداحات، من خلال بث أغاني عبر مكبر الصوت لجلب انتباه المارة، وغير بعيد من ذلك وجدنا شابا يعزف ألحانا بقيتارته، اقتربنا منه إنه من شباب المنطقة هو عازف للقيتار وكل ليلة يأتي للكورنيش مع فرقته ليمتع الحضور بأجمل الأغاني والألحان، وعند حديثنا معه أصر على إسماعنا أغنية مبتكرة، وهي طريقة يتعامل بها مع محبي الموسيقى والفن، حيث بمجرد أن تقف لسماعه إلا ويقترح عليك طقطوقة موسيقية أو كلمات أغنية يستلهمها عند رؤية من يقف أمامه، كما يقدم مقاطع تروج للفن المستغانمي، تمتع المارة والجالسين مقابل أمواج البحر التي كانت ليلتها هادئة وتتلاطم مع الصخور وكأنها تعزف هي الأخرى نغمات تريح الأعصاب.
للإشارة فإن صلامندر، هو إسم لحيوان برمائي و»السلمندر» هو أيضا اسم شائع لأكثر من 550 فصيلة حية من البرمائيات المذنبة، حيث يكسبها جسمها الرفيع وأنفها القصير وذيلها الطويل، مظهراً أشبه بالسحليات، للسلمندر أربعة أرجل «أطراف أمامية وخلفية متساوية في الطول» وله ذيل طويل، وهو الحيوان الذي لا يتأثر بشكل كبير بالنار، كونه يتميز بجلده السميك الرطب الذي يفرز مادة مخاطية سميكة وزلقة تُغطي كل الجسم مشكلة طبقة عازلة تمنع وصول الحرارة إلى أعضائه الداخلية.
بن ودان خيرة
