تسجل مرافق التسلية والمنتزهات العمومية إقبالا معتبرا لأسر اختارت الاستمتاع بعطلة الصيف بعيدا عن الشاطئ، وسط أجواء استثنائية تصنع فرحة الأطفال وتساهم في الترفيه بفضل برامج وعروض خاصة يستغلها المسيرون لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار، مثلما لاحظنا على مستوى مراكز التسلية ببومرداس والجزائر العاصمة.
إ.زياري
بعيدا عن رمال الشواطئ، وخرجات البحر التي يبدو أنها لا تشكل الخيار المثالي للكثير من الأسر الجزائرية هذا الموسم بالنظر لقلة الإقبال عليها، تشهد مراكز التسلية بالجزائر العاصمة وبومرداس وفضاءات الترفيه والمنتزهات وحتى الحدائق العمومية حركية حثيثة، تصنعها وبشكل يومي أسر اختارتها كوجهة أولى لتمضية أوقات العطلة الصيفية، والخروج من روتين الدراسة والجلوس طيلة الوقت في البيت، لتشكل متنفسا يصنفه الكثيرون بأنه الأهم بالنظر لجملة الامتيازات والخدمات التي يوفرها.
الترفيه والتسلية قبل السباحة
قصدنا أحد مراكز التسلية المعروفة والخاصة بالأطفال بالجزائر العاصمة، كنا نعتقد أننا سنكون الوحيدين خاصة في ظل تسجيل درجة حرارة فاقت الـ38 درجة مئوية، إلا أننا صدمنا لدى وصولنا إلى الموقف الخاص بها، بدا المكان مكتظا عن آخره، وإضطرننا للبقاء لبعض الوقت في السيارة إلى حين شغور مكان للركن، لتكون المفاجئة أكبر بدخولنا للمركز، أعداد هائلة من الأطفال والأسر التي عج بها المكان، وكأنه ليس موسم الاصطياف بل يوم من عطلة الربيع أو الشتاء.
هكذا هي الأجواء بهذا المركز وبغيره بحسب ما أكده لنا أحد العاملين به، بحيث أوضح أنهم ومنذ بداية العطلة الصيفية يسجلون إقبالا قياسيا للزوار طيلة أيام الأسبوع، بينما يتضاعف العدد خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأضاف أن الكثير من العائلات ترى فيها خيارا مثاليا للترفيه عن أطفالها خاصة وأنهم يلعبون طيلة اليوم في ظل تمديد ساعات العمل حتى الثانية فجرا ببعض المراكز، بينما يمكن للأولياء الجلوس واحتساء القهوة أو الشاي وتناول الطعام، نتيجة توفر خدمات للجميع ومرافق تضمن راحة الزبائن وتوفر كل شيء دون الاضطرار للتنقل إلى الخارج لاقتناء ما يحتاجون إليه.
تخفيضات ومسابقات تزيد الحركية
وإلى جانب عديد الألعاب والترفيه الذي تضمنه مثل هذه المرافق، فقد راح مسيروها لإتباع سياسة خاصة لجلب الزبائن، عبر الإعلان عن عروض ترويجية عبر صفحاتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، كالخصومات التي تصل إلى 50 بالمائة لفائدة الأطفال الذين تحصلوا على معدل يساوي أو يفوق 8 خلال الفصل الأخير، بينما نظمت أخرى مسابقات بجوائز مغرية ومنافسات يشارك فيها حتى الأولياء، كأسلوب يرى من اتبعوه فيه مثاليا لإعادة لم شمل الأسرة بعيدا عن الأجهزة الإلكترونية التي فرقتها.
وقد استحسن الأولياء الذين تحدثنا إليهم مثل هذه المبادرات، واعتبروا مرافق التسلية خيارا جيدا للترفيه عن أبنائهم، ومكافأتهم أيضا بحسب إحدى الأمهات عن النتائج الجيدة التي تحصلوا عليها طيلة سنة كاملة من الدراسة، بينما عبر أطفال عن فرحتهم الكبيرة بالألعاب والأجواء خاصة على مستوى المراكز التي تنظم حفلات صغيرة على الهامش وينشط فيها البهلوان أوقاتهم ويتم الرسم على وجوههم، ليغادروا في نهاية اليوم وكلهم فرح بعد أن تخلصوا من الكثير من الضغوطات وشحنوا أنفسهم بطاقة جديدة.
للحدائق العمومية نصيب
من جانب آخر، تحظى الحدائق العمومية المنتشرة بالأحياء أيضا بإقبال معتبر للزوار، خاصة خلال الفترة المسائية أين تنخفض درجات الحرارة، وعلى غرار منتزه الصابلات بالجزائر العاصمة، تعيش ولاية بومرداس أجواءا استثنائية ليلا بفضل فتح فضاءات للترفيه مجانية من طرف الولاية، تشهد إقبالا قياسيا للأسر المقيمة والمصطافين المتوافدين عليها من مختلف ولايات الوطن، ليصنعوا أجواءا إستثنائية مليئة بالمرح واللعب والترفيه، في حين يجد الأولياء مبتغاهم في الأماكن المخصصة لهم، وحتى للتعرف على خصوصيات الولاية على مستوى معرض الصناعات التقليدية المنظم على طول الشاطئ المركزي بوسط المدينة. وتبقى العطلة الصيفية فرصة ثمينة يسعى كل لاستثمارها بحسب ميولاته وبحسب ما يتناسب مع قدراته المادية، سعيا لكسر أجواء الدراسة والعمل، والاستعداد للعودة ولدخول اجتماعي بقوة أكبر ونفسية أفضل.