تحرص العديد من العائلات الجزائرية على الاحتفال بمولد المصطفى عليه الصلاة والسلام ، من خلال عادة تحضير حلوى «الطمينة» باعتبارها جزءا لا تتجزأ من الطقوس الاحتفالية التي تعكس روح المحبة والفرح، وتحظى الحلوى بمكانة خاصة في الثقافة المحلية، ويعد الترويج لطرق تزيينها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة مميزة تعكس تزايد الاهتمام بالموروث الثقافي، وكذا زيادة انتشاره خارج حدود الوطن.
يتم تحضير الطمينة خصيصا للاحتفال بالمولد النبوي، كرمز للفرح بميلاد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتتكون من مكونات بسيطة لكنها أصلية، مثل السميد المحمص و العسل « الحر» و زبدة البقر، و تعد هذه المكونات رمزًا للبساطة والكرم، حيث يمثل العسل الحلاوة والطيبة، والزبدة الثراء والنعمة.
تبدأ عملية تحضير الطمينة السمراء، بتحميص السميد على نار هادئة حتى يصبح لونه ذهبيا، ثم يمزج مع الزبدة والعسل، ليتكون بذلك خليط متجانس وسلس، تقدم الطمينة بعد ذلك في طبق مزين بالقرفة والمكسرات، مما يضفي عليها رونقا احتفاليا مميزا.
أما بالنسبة لطريقة تحضير الطمينة البيضاء أو «طمينة الفرخ» كما تسمى في قسنطينة، فهي مشابهة للوصفة الأولى مع تعديلات بسيطة، حيث يتم إعدادها عن طريق تحميص السميد الناعم بلطف دون أن يتغير لونه، ثم تذاب الزبدة وتخلط مع العسل حتى يصبح الخليط متجانسا، ليتم بعد ذلك مزج السميد مع الخليط السائل تدريجيا، حتى يصبح القوام كثيفا.
ويتجاوز الاحتفال بتحضير الطمينة مجرد إعداد طبق شهي، فهو يعكس قيم التضامن والتآزر العائلية، حيث تجتمع النسوة في البيوت لتحضير الطمينة معا، في جو من الفرح والابتهاج، وتُقدم للأقارب والجيران كنوع من المشاركة في الاحتفال بالمناسبة الدينية.
وللإشارة فقد أصبح الترويج لطرق تزيين الطمينة للاحتفاء بالمولد النبوي الشريف، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات الطبخ وسيلة فعالة للحفاظ على هذه العادة المتوارثة ونقلها للأجيال، وكذا إلهام عشاق الطهي أفكارا لإضفاء لمساتهم الشخصية عليها.
ويلاحظ متصفح الفضاء الافتراضي، بأن العديد من الطهاة ومحبي الطعام، يقومون بمشاركة صور وفيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وفيسبوك، لطرق تزيين الطمينة بأساليب مبتكرة وجذابة، كاستخدام المكسرات والزهور الصالحة للأكل، والزخرفة باستخدام القرفة ورسم تصاميم لنجمة أو هلال أو قلوب تضفي لمسة جمالية على هذا الطبق التقليدي. كما يشارك الكثيرون وصفات جديدة لإعداد الطمينة، تلبي فيها من التجديد الكثير، حيث تراعي القيمة الغذائية والمظهر الجمالي معا، كإضافة الشوكولاطة الطرية والمكسرات مع السميد، أو إضافة النيستلي أو استبدال السميد بمكوّن صحي مثل فرينة العدس.
أما قنوات الطبخ على اليوتيوب و البرامج التلفزيونية، فتقدم دروسا عملية للمشاهدين حول كيفية تحضير الطمينة وتزيينها بطريقة احترافية.
لينة.د