الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

تمزج الشغف بنمط التغذية السليمة: حرفية حولت "الجوزية والشوكولاطة" إلى حلويات صحية

15092422
تختص الحرفية القسنطينية ليلى قيطوني، في صناعة حلوى الجوزية والشوكولاطة لكن بوصفة صحية خالية من المضافات الغذائية، وتحظى صفحاتها على مواقع التواصل بمتابعة وتعد نموذجا ملهما لرائدات الأعمال في مجال الغذاء الصحي، حيث لا تقوم فقط بتحضير حلويات لذيذة، بل تساهم أيضا في تعزيز الوعي بأهمية نمط الحياة الصحي الذي يعتمد على منتجات طبيعية ومغذية.
هكذا بدأ المشروع
بدأت ليلى البالغة من العمر 58 سنة، مشوارها بشغف كبير في تحضير الحلويات التقليدية سنة 2018، ولكنها سرعان ما أدركت أن الكثير من المنتجات المتاحة في الأسواق تحتوي على مكونات صناعية ومضافات غذائية ضارة بالصحة، لذلك قررت أن تختار مجالا تتخصص فيه بحيث تعمل على توفير منتجات صحية لذيذة يمكن للجميع استهلاكها دون مخاوف، وهكذا كانت بدايتها مع صناعة الشوكولاطة و حلوى الجوزية.
و من هذا المنطلق، قررت تحويل شغفها إلى رسالة، وبدأت في تطوير وصفات صحية تعتمد على مواد طبيعية خالية من أية إضافات كيميائية أو مواد حافظة وذلك سنة 2020، حيث استفادت في دورات تدريبية متخصصة في إعدادا الحلويات الصحية، لتتمكن بفضلها من اكتساب مهارات ومعارف جديدة حول كيفية استخدام مكونات طبيعية وبدائل صحية للمكونات التقليدية مثل السكر المكرر والدهون المشبعة.
كما تعلمت كيفية تحضير وصفات مبتكرة تحتوي على القليل من السعرات الحرارية لكنها غنية بالعناصر الغذائية، كما أصبحت أكثر وعيا بأهمية استخدام مكونات طبيعية، تعزز قيمة المنتجات الغذائية وتجعلها ملائمة لكل أفراد الأسرة، بما في ذلك من يعانون من حساسية أو مشاكل صحية.

15092421
وحسب ما أكدته الحرفية، فإنها لم تتوقف عند مرحلة التكوين النظري فقط، بل طبقت كل ما تعلمته بحرفية وابتكار، حيث بدأت في تحضير وصفات جديدة للشوكولاطة والجوزية، تجمع بين النكهة اللذيذة والفائدة الصحية.
متابعة بالقول، بأنها تلتزم في عملها باستخدام أجود المكونات الطبيعية مثل المكسرات و العسل، كما أن كل منتج يتم تحضيره بعناية فائقة من مراحل إعداده الأولى إلى مرحلة تزينه وتعليبه، وذلك لضمان سلامة المستهلك و الحرص على استيفاء الشروط الصحية في كل مراحل العمل.
وأضافت ليلى، بأنها تحرص على أن تكون الشوكولاطة مصنوعة من الفول السوداني وتبتعد عن مادة الفيكاجو المضرة بالصحة، مما يعزز قيمتها الغذائية ويزيد من فوائدها الصحية، كما تصنع عجين حلوى "للكاليصون" الملونة بمواد طبيعية، وتبتعد عن الملونات والملمعات الغذائية، لأنها تسبب العديد من المخاطر الصحية كما قالت، من بينها الحساسية وفرط الحركة، اضطرابات الجهاز الهضمي،و السرطان، فضلا عن التأثيرات السلبية على الصحة النفسية وذلك بحسب ما يقوله الأطباء دائما في مقالات علمية وتوعوية عديدة تحرص على مطالعتها.
وأشارت المتحدثة، إلى أنها تستخدم كمية قليلة من العسل الحر في الجوزية، مقابل كمية كبيرة من الجوز، وذلك لأن العسل يحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية، والإفراط في تناوله قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، ويضر حتى المصابين بمرض السكري.
وقالت ليلى، بأنها تصنع حلوى القرانولا كذلك، وهو منتج يستهلكه الرياضيون بشكل أكبر، كما تعد هذه الحلوى مطلوبة جدا بين عشاق نمط الأكل الصحي و الوجبات الخفيفة، لكونها تجمع بين النكهة اللذيذة والفوائد الكثيرة.
أطمح إلى تطوير منتجات جديدة
وأكدت السيدة، بأنها تعرف إقبالا كبيرا على منتجاتها من زبائن من داخل الوطن وحتى من خارجه، حيث وصلت منتجاتها إلى فرنسا وأمريكا، وذلك بفضل استخدامها لمنصات التواصل الاجتماعي أين تقوم بعرض منتجاتها بطريقة جذابة، تتنوع بين الصور الاحترافية ومقاطع الفيديو الفنية " ريلز"، تظهر من خلالها تفاصيل الحلويات ودقة صناعتها.

15092424
كما تروج لمنتجاتها بانتظام، مما جعلها تصل إلى جمهور أوسع، علاوة على ذلك، فهي تتفاعل بشكل مباشر مع المتابعين، لتجيب عن استفساراتهم وتأخذ ملاحظاتهم واقتراحاتهم بعين الاعتبار، الأمر الذي ساهم بحسبها، في بناء علاقة وثيقة بينها وبين زبائنها.
واعتبرت المتحدثة، المعارض المحلية فرصة ذهبية للحرفيين لعرض منتجاتهم أمام الجمهور مباشرة، وتجريبها عن قرب للتأكد من جودة المنتج وصدقه.
وأكدت ليلى، بأنها نجحت في الحفاظ على نكهة وجودة الجوزية بالرغم من عدم استخدامها للمضافات الغذائية، الأمر الذي زاد من اهتمام زبائنها بما تبدعه أناملها من قطع تقطر لذة و تتمتع بمذاق متوازن و بقوام طري و شكل أنيق.
وأوضحت المتحدثة، بأنها تخطط لتوسيع مشروعها، وتطوير منتجات جديدة تعتمد على نفس المبدأ الصحي، كصناعة حلويات وأطباق تقليدية صحية خالية من المكونات الضارة كالزيوت المهدرجة والسكر و الطحين الأبيض أو الفرينة و غير ذلك.
وأشارت المتحدثة، إلى أن أهم التحديات التي واجهتها في بداية مشوارها، كانت صعوبة إقناع زوجها بالسماح لها بالمشاركة في المعارض لتتمكن من الترويج بشكل مباشر لحلوياتها ولكن مع مرور الوقت تمكنت من إقناعه وضاعفت من مشاركتها في المعارض الجامعية على وجه التحديد، لتجد نفسها مجددا أمام مهمة أصعب وتحد آخر هو كيفية إقناع المستهلكين بمنتجها، وبفكرة أنه صحي لكن لا يختلف من حيث المذاق والجودة عن المنتجات التقليدية.
وأضافت المتحدثة، بأنها أم لفتاتين ساعدتاها وشجعتاها كثيرا على مواصلة مشوارها الحرفي الذي تحبه منذ أن كانت شابة، وقالت بأن الشابتين رغم انشغالهما بوظائفهما الرئيسية في البيطرة و كذا المتابعة إلا أنهما تنشطان معها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتهتمان بحساباتها الحرفية سواء الحسابات التي تخص الترويج للحلويات أو لمنتجاتها الثانية المتمثلة في تحف الماكرامي، التي تصنعها من خيوط تلفها لتنتج ديكورات منزلية ودمى تلبسها أزياء تقليدية.
نجحت في رفع وعي زبائني بأهمية الأكل الصحي
وقالت الحرفية، بأن مهارتها لا تقتصر فقط في تحضير الحلويات الصحية، بل تشمل قدرتها على الإقناع و التحسيس بضرورة الوعي الغذائي وهو هدف حققته مع غالبية زبائنها كما قالت، لذا تسعى دائما إلى توعية المستهلكين بأهمية اختيار المنتجات الصحية والطبيعية، وتشرح لهم فوائد تجنب المضافات الغذائية وتأثيرها السلبي على الصحة العامة.
وأوضحت المتحدثة، أنه وبفضل إصرارها على تقديم منتجات ذات جودة عالية ونكهة مميزة، نجحت في بناء سمعة طيبة، وجذب عدد متزايد من الزبائن الذين يبحثون عن خيارات صحية لهم ولأسرهم.
وأكدت ليلى، بأنها تمثل نموذجا ناجحا لرائدات الأعمال اللواتي يجمعن بين الشغف بالحرفة والالتزام بالتغذية الصحية، مما يجعلها مصدر إلهام لكل الحرفيات اللواتي يردن الولوج إلى مجال صناعة الحلويات.
لينة دلول

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com