تنطلق مساء غد الجمعة، فعاليات الطبعة12 من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي الذي يعود بعد 6 سنوات من الغياب، وسيتم خلال حفل الافتتاح الذي سيحتضنه فندق الميريديان، تكريم عدة وجوه منها المخرج السينمائي الجزائري محمد لخضر حمينة الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان "كان" سنة 1975 عن فيلمه "وقائع سنين الجمر" ، إلى جانب المخرج "كوستا غافراس" صاحب الفيلم الجزائري "زاد" وهو الفيلم العربي الوحيد الحائز على جائزة أوسكار في فئة الأفلام الأجنبية، كما سيتم تكريم الفنان المصري محمود حميدة.
تكريمات تستذكر أمجاد السينما الجزائرية
ويعتبر تكريم لخضر حمينة، اعترافا بما قدمه للفن والسينما الجزائرية من أعمال نالت الشهرة الدولية على غرار "وقائع سنين الجمر"، كما أن لحمينة، علاقة وطيدة مع مهرجان وهران السينمائي حيث حضر عدة طبعات.
يذكر أيضا، أن المخرج كان رئيسا شرفيا للمهرجان في الطبعة الثامنة، وهو تكريم مميز حظي به الرجل الذي رافع وقتها من أجل دعم الموجة الجديدة من المخرجين الجزائريين الشباب، الذين يحملون طموحا كبيرا ومواهب تجتهد لصناعة أفلام سينمائية ترتقي بمستوى السينما الجزائرية، كما دعا في كلمة الافتتاح حينها، إلى فتح الأبواب أمام المواهب الشابة وتقديم الدعم اللازم لها، مردفا أنه سيكون أكثر سعادة عندما تنظم الجزائر مهرجانات سينمائية أخرى لتطوير المهن المرافقة للعمل السينمائي.
كما يأتي تكريم المخرج العالمي "كوستا غافراس" بعد 6 سنوات من حصوله على وسام الاستحقاق الوطني بمناسبة الذكرى 64 لاندلاع الثورة التحريرية، وبحضور شخصيات سياسية وثقافية بارزة.
وقد جاء التكريم تقديرا لمسيرته وعرفانا بدعمه للسينما الجزائرية، ليعيد مهرجان وهران "غافراس" إلى ذكريات عمله على فيلم "زاد" الذي حاز به على الأوسكار سنة 1969، وهو عمل سينمائي أثار جدلا في ذلك الحين، حيث رفضت فرنسا وقتها ترشيحه باسمها في مسابقة الأوسكار، بعد أن اتجهت الجزائر إلى إنتاجه، وفتحت أرصفتها للفن السابع ليقوم غافراس بتصوير الفيلم في شوارع الجزائر العاصمة.
يتناول الفيلم موضوع الانقلاب العسكري في اليونان، ولكن الجزائر بالنسبة لـ"كوستا غافراس" ليست التصوير والسينما، بل هي موطن علاقة الحب الأولى التي عاشها على أرضها، بعد أن التقى بزوجته ورفيقة دربه المنتجة ميشال غافراس، التي سترافقه غدا على السجادة الحمراء وعلى منصة التكريم بوهران.
و سيتم إلى جانب ذلك تكريم الفنان المصري المميز محمود حميدة الذي يعود إلى وهران بعد حوالي 9 سنوات، حيث شارك في الطبعة الثامنة للمهرجان بفيلم "قط وفار"، وكان حضور حميدة مميزا جدا، بعدما التف حوله الجمهور حينها.
صافرة البداية
سيكون افتتاح فعاليات الطبعة 12 لمهرجان وهران، بالفيلم الجزائري "المحطة" للمخرج لطفي بوشوشي، وهو فيلم جديد تم تصويره بمنطقة القنطرة بعاصمة الزيبان بسكرة، حيث حرص المخرج على إبراز البعد السياحي والاجتماعي لعدة أماكن في المنطقة.
العمل من إنتاج المركز الجزائري لتطوير السينما، بالتعاون مع شركة "آس دي ستوديو"، ويصنف فيلم "المحطة" ضمن الأفلام الروائية الطويلة و الكوميديا الساخرة، وتدور الأحداث في قرية عين الحجار ببسكرة، حول قصة هذه القرية النائية التي يصل إليها القطار، ويأمل قاطنوها أن يخرجوا يوما ما من العزلة التي يتخبطون فيها، إلا أنه حلم يؤجله تفشي الفساد و كثرة المؤامرات. تشارك في العمل مجموعة من الممثلين على رأسهم نبيل عسلي، مراد صاولي، و كمال رويني و غيرهم، وتكفل الموسيقار سليم دادا، بتأليف و تسجيل موسيقى الفيلم، كما أسندت مهمة التصوير إلى عبد القادر سيد علي، مع تسجيل مشاركة تونسية من خلال التركيب الذي تكفلت به نورة نفزي.
الجزائر تشارك بـ 11 فيلما
تدخل الجزائر المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة في اليوم الثاني من المهرجان بفيلم "أرض الإنتقام" للمخرج أنيس جعاد، في أول عرض كبير لهذا العمل الفني الذي سيشاهده الجمهور بقاعة سينما المغرب، وفي اليوم الموالي سيعرض لأول مرة أيضا فيلم المخرج مصطفى أوزعون "رجلان، مصير واحد".
وفي صنف الأفلام الروائية القصيرة التي تدخل المسابقة الرسمية التي ستقام بمتحف السينما بوهران، تشارك الجزائر في اليوم الأول بفيلم "الكرة" للمخرج مالك صايفي، ويعرض فيلم "قرار" للمخرج عبد الله نميش، في اليوم الثالث.
وسيكون فيلم "طحطوح" للمخرج محمد والي، ضمن برنامج اليوم الرابع من المسابقة في صنف الفيلم الوثائقي القصير، و يعرض المخرجان عزيز بوكروني و خالد بوناب، في نفس الصنف فيلمهما "بوعلام سمع كلش" في اليوم الخامس من المهرجان.
كما سيعرض الفيلم الوثائقي الطويل "زينات.. الجزائر والسعادة" للمخرج محمد لطرش، في أول يوم للعروض بالسينيماتيك، أين سيكون اليوم الثالث من المهرجان مميزا بالعرض الأول للفيلم الوثائقي الطويل "موسى المكتبي الأخير في وهران"، الذي أنجزه المخرجان عبد الرحمان مصطفى والحاج محمد فيطاس.
يتحدث الفيلم عن شخصية وحياة المرحوم موسى همشاوي، الذي غادر الحياة قبل أيام بعد تميزه لعقود ببيع الكتب فوق سيارته القديمة وسط وهران، وقد سبق للنصر، أن تناولت جوانب من قصته عمي موسى والكتب.
وضمن فقرة كلاسيكيات وهران، سيعرض في اليوم ما قبل الأخير من المهرجان فيلم "تحيا ديدو" للمخرج محمد زينات، في نسخته المرممة التي تم إنجازها ضمن برنامج ترميم الأعمال السينمائية التي خلدت الجزائر على مدار عقود وذاع صيتها عالميا، أما في فقرة وثائقيات وهران، فسيعرض خارج المسابقة فيلم "تقبلني" للمخرج الأستاذ إلياس بوخموشة، وهذا بقاعة سينما السعادة، كما سيعرض فيلم "بوجمعة ودار السينما" للمخرج محمد لطرش.
جمهور وهران على موعد مع 60 فيلما
ستعرف هذه الطبعة بالعموم عرض 60 عملا سينمائيا للتنافس على جوائز الوهر الذهبي والفضي، وتنقسم الأفلام إلى 11 فيلما روائيا طويلا، و14 فليما روائيا قصيرا، و8 أفلام وثائقية قصيرة، و10 أفلام وثائقية طويلة. مع برمجة عرض 22 فيلما فلسطينيا أولها بعنوان "غزة المسافة صفر".
ستعرض الأعمال الفلسطينية في 7 أكتوبر، تزامنا والذكرى السنوية الأولى لطوفان الأقصى، وقد وزعت رزنامة العروض على ثلاث قاعات هي سينما المغرب، وقاعة السعادة، والسينيماتيك وكلها بوسط المدينة، مما سيسمح للجمهور بالتوافد عليها بسهولة ومشاهدة الأفلام.
بن ودان خيرة
