يصنع أستاذ التربية الفنية المتقاعد البشير بن عزة، دمى تحكي عن وجع أهل غزة وأطفالها تحديدا، حيث تنشد عرائسه المصنوعة من بقايا القماش لحنا حزينا يذكر بمعاناة المضطهدين بفعل الحرب والعدوان.
ويعتبر الفنان الذي يقدمه عروضه بدار الثقافة بالوادي، أنه من المهم أن يكون الفن باختلاف صوره وسيلة للدفاع عن الضعفاء في غزة، وأن نستغل كل فرصة ممكنة لنتحدث عن وجعهم، حيث تعد العرائس طريقة ذكية لكي يفهم الأطفال موضوع القضية و يستقبلوا الرسالة بشكل مبسط وعميق.
وذكر بن عزة، بأنه يقدم هذا النوع من العروض منذ سنوات، و يخصص حيزا كبيرا من المواضيع للقضية الفلسطينية، وقد سبق له أن كرم من قبل السفارة الفلسطينية سنة 2016، عقب عرض قدمه في الجزائر العاصمة لفائدة عدد من أبناء الجالية الفلسطينية في الجزائر.
مؤكدا أن العدوان الصهيوني الأخير فرض عليه إعادة تصميم شخصيات جديدة لتقدم أدوارا أخرى في ذات القصة الممتدة عبر الأجيال، وأختار الفنان شخصية “بشة « لتغني لفلسطين، حيث يقوم بتحريك الدمية عن طريق الخيوط والعصي، وهي تحمل آلة الموسيقى العود وتعزف إيقاعات حزينة تعبر نيابة عن الطفل الفلسطيني عما يحدث من دموية العدوان وانتهاك لحقوقه الطفل محروم من أبسط متطلبات الحياة على غرار الماء و الغذاء والدواء.
كما تجسد شخصية أخرى تحمل اسم “ابن غزة « فكرة المقاومة والصمود والأمل بمستقبل أفضل، حيث تحمل الدمية آلة العود وتؤدي أغان وموشحات قديمة وحديثة، يغنيها خلف الستار هو وشريكه في العروض الفنان إبراهيم بليمة، الذي عمل معه منذ بداياته في مجال مسرح العرائس، ورافقه في عروض قادته إلى عديد الولاية.
كما أشار الفنان، إلى أن قصته مع مسرح العرائس التي بدأت أول مرة سنة 2013، أين شارك في ورشات أطرها متخصصون على هامش فعاليات مهرجان القراءة في احتفال بالوادي، واستطاع منذ ذلك الوقت أن يتقن الفن بسرعة ويتحصل على جائزة التميز الثقافي لسنة 2014 في فن مسرح العرائس، بالإضافة إلى عدد من الجوائز التي توجت مشاركاته طيلة مسيرته الفنية فيه داخل وخارج المنطقة.
كما قام البشير بن عزة، انطلاقا من تخصصه في التربية الفنية واحترافه للرسم بإنجاز عدد من اللوحات الفنية حول القضية الفلسطينية، مقدما رسائل عديدة في كل لوحة يرسمها بالألوان و الرمل.
منصر البشير
