احتلت المهندسة الجزائرية في الإعلام الآلي الدكتورة عفان عبير، المرتبة الثانية كأفضل مبتكرة شابة بفرنسا، على مجموع أبحاثها الناجعة وأعمالها في مجال الذكاء الاصطناعي، وهذا من بين 6 باحثات شابات واعدات في هذا المجال.
تسلمت الباحثة، الجائزة التكريمية لها نهاية الأسبوع الماضي وهي منافسة تشرف عليها مؤسسة «تايلدر» وتهدف إلى تسليط الضوء على المواهب النسائية الناشطة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي يقل عمرها عن 45 سنة.
وقد سبق للدكتورة عبير عفان، وأن ابتكرت طريقة جديدة تسمح بتحسين تحديد الأورام الكبدية ومعالجتها بدقة كبيرة، وهذا بالاعتماد على تقنية ثلاثية الأبعاد تطبق على المعلومات الطوبولوجية لتجزئة الأوعية الكبدية، بناء على الصور الإشعاعية الطبية، و يمكن لهذه الطريقة الجديدة أن تساعد في تحسين القرارات الاحتمالية بين ما تنبأ به نموذج التقسيم الطوبولوجي مع الواقع في الأوعية الدموية، حيث إن النموذج ثلاثي الأبعاد للتعلم الطوبولوجي العميق الذي طورته الدكتورة عفان، يعد أسلوبًا واعدًا لجودة التجزئة في تشعبات الأوعية الدموية الكبدية، مما يفتح آفاقًا جديدة في مجال اتخاذ القرارات الطبية الدقيقة.وفي إطار مسارها المهني، شاركت الدكتورة عبير في مشاريع بحثية هامة ركزت على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وحلول البيانات الضخمة، و قامت بتطبيق مجموعة متنوعة من النماذج التنبؤية والتحليلية، مما عزز فهمها لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات بما في ذلك المجال الطبي، وتمكنت من إنجاز أطروحتها للدكتوراه حول تشخيص الأوعية الدموية للكبد، بفضل تكوينها المتخصص في تحليل الصور الطبية والنماذج التوليدية وهو مجال ما يزال محورًا لبحوثها الحالية.
وفي تصريح سابق للدكتورة عفان عبير للنصر، أوضحت أن تخصصها الأكاديمي الذي زاولته في الجزائر قبل الانتقال إلى فرنسا، قد مكنها من التعمق في تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، معتبرة أن هذه التكنولوجيا أي الذكاء الاصطناعي من شأنها المساهمة في تسهيل الحياة اليومية وحل العديد من المشاكل خاصة في المجال الطبي، حيث تقدم حلولاً مبتكرة تجعل التشخيصات أكثر دقة والعلاجات أكثر تخصصا. وتواصل عبير عفان أبحاثها اليوم في مجالات متنوعة، بما في ذلك علم الأحياء العصبي التطوري وتحليل البيانات المناخية والصحية، بهدف تطوير حلول تساعد في التغلب على التحديات وتحسين عمليات اتخاذ القرار في العديد من التطبيقات.
كما أن أبحاثها تجسد الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه التقنيات المتقدمة في تحسين جودة حياة الناس مثلما قالت، حيث تسعى إلى تطوير تقنيات دقيقة وفعالة تساعد الأطباء على اتخاذ قرارات علاجية وتشخيصية أفضل، بما يساهم في تحسين نوعية الحياة للمرضى.
مضيفة، أنه من أبرز التحديات التي واجهتها، هي التوفيق بين الجانب الأكاديمي والتطبيق العملي لأبحاثها، خصوصًا في ظل تسارع وتيرة التطورات التكنولوجية، لكنها تمكنت من التغلب على هذه العقبات ودفع حدود الابتكار في مجالها باستمرار، بفضل شغفها العميق بالذكاء الاصطناعي وتفانيها في إيجاد حلول مبتكرة للتحديات المعقدة.
بن ودان خيرة