في سهرة غابت عنها الزهوانية وسجلت عودة قوية لجمال صبري

حضور جماهيري لافت في ثالث أيام مهرجان تيمقاد الدولي
شهدت السهرة الثالثة لمهرجان تيمقاد الدولي في طبعته 40، عودة  الفنان جمال صبري، المعروف باسمه الفني “دجو”، بعد غياب 20 عاما عن ركح تيمقاد، هذه العودة القوية قابلها غياب الزهوانية لأسباب لم يتم توضيحها، فيما كانت الميزة الأكبر لهذه السهرة ، حضور جمهور غفير ، و كان لتهافته  نكهة خاصة، بعد حضور باهت خلال السهرتين السابقتين، كما عرفت الحفلة مشاركة متميزة لبعض الفنانين من مختلف الطبوع الغنائية، على غرار نزار نواري، الغائب عن الساحة الفنية منذ سنوات و الفنان ندرومي، بالإضافة إلى المتألقة نعيمة دزيرية التي أدت طابع الحوزي، وانتهاء بالفنان القبائلي تاكو.
بداية السهرة كانت من نصيب فنان الأغنية الشاوية نزار نواري الذي بصم أولى مشاركاته في مهرجان تيمقاد سهرة أمس الأول، بلقاء رائع مع الجمهور المتعطش لأغانيه، حيث أتحف الحضور بباقة من الأغاني الشاوية ، على غرار “خسن أشموشن إيمميس نعميم” و “بركا إيمطاون”، وقد أمتع الجماهير الحاضرة ، سواء من الشباب أو العائلات، و بعده مباشرة اعتلى المسرح الفنان “ندرومي” الذي قدم وصلة متميزة من أغاني الراي، و  رقص معه الجمهور كثيرا، ومن بين العناوين التي أطرب بها الحضور “الحلاوة فين”، ا”لسلام عليكم “ وغيرها من الأغاني الرايوية.
تواصلت السهرة بصعود الفنان القبائلي “تاكو” على ركح تاموقادي، أين تمكن من إمتاع الجمهور بالأغاني القبائلية الخفيفة، وقد استقبله الحضور بحفاوة ، خاصة عشاق الأغنية القبائلية التي تبقى لها مكانة خاصة في مهرجان تيمقاد.
ولم تتوقف المتعة بل زادت، بقدوم الفنانة نعيمة الدزيرية التي قدمت العائلات خصيصا لمتابعة فقرتها، باعتبارها تؤدي طابع الحوزي المميز، وقد قدمت مجموعة من أغانيها المعروفة ، بالإضافة إلى الأغاني الشهيرة  في طابع الحوزي، ومن بين ما غنت “يا المقنين الزين”، “شهلة لعيان”، “مازالني على ديداني”، “حبيبي يا غزالي” و “أنا الولية”، حيث استمتع كل من استمع إليها ، وكانت متألقة على جميع المستويات.
مسك ختام السهرة كان الفنان الأوراسي جمال صبري، المعروف باسمه الفني “دجو” أو “صبري باربار”، حيث كان النجم الأول بدون منازع باعتراف الجمهور نفسه الذي طالب ببقائه ساعات إضافية فوق الركح، لولا ضيق الوقت وانتهاء فقرته.
لقد أدى معظم أغانيه التي اشتهر بها ويحفظها جميع عشاقه، على غرار “آمغار”، “أول إينوغ”، “مايالا”، “يما الكاهنة”،” إيثري” وغيرها من الأغاني التي أبدع في أدائها، وقد رقص الجمهور على أنغامه مطولا، قبل انتهاء فقرته الغنائية ومغادرته، ليكون مسك ختام السهرة الثالثة التي شهدت غياب الزهوانية لأسباب غير معروفة.
تغطية: ب. بلال

الفنان جمال صبري “دجو”

غيابي عن تيمقاد لعشرين سنة لا أعتبره إقصاء
صرح الفنان جمال صبري بأنه مستعد لتلبية الدعوة لحضور مختلف المهرجانات في الجزائر، معربا عن سعادته لتسجيل عودته لمهرجان تيمقاد في طبعته 40، وتحدث مطولا عن أسلوب غنائه الذي جعل أغانيه تشتهر لدى فئة واسعة من عشاق الإيقاع الراقي و الجميل، وأكد بأن الحضور الجماهيري الذي شهدته السهرة الثالثة، دليل على جودة أغانيه التي قدمها خلال مسيرته الفنية الثرية .
عن تعرضه للإقصاء خلال السنوات الماضية وعدم حضوره في الطبعات الماضية لمهرجان تيمقاد ، نفى “دجو” أن يكون ذلك الإقصاء متعمدا، مشيرا إلى أنه شارك في عدد من المهرجانات والمناسبات الغنائية بالجزائر في عدد من الولايات، إلا أنه لم يقدم سببا واضحا عن غيابه طوال 20 سنة الماضية عن مهرجان تيمقاد على وجه الخصوص.
قال “دجو” خلال الندوة الصحفية التي أقيمت في آخر السهرة الثالثة من المهرجان، بأنه ليس ضد قدوم الفنانين الأجانب ودعوتهم للمشاركة في مختلف المناسبات الفنية بالجزائر، لكن من الضروري إتاحة  الفرصة الكاملة للفنان الجزائري وعدم تهميشه أمام الفنانين الأجانب، حيث أكد بأن الجمهور بحاجة إلى الانفتاح على الفن العالمي، لكن ليس عن طريق تهميش الفن المحلي.
وأعلن الفنان دعمه للمحافظ الجديد للمهرجان، خاصة وأنه برتبة فنان وهو ما أثار إعجابه، فلبى الدعوة دون تردد ، على حد قوله، وبخصوص الحركات التي يقوم بها فوق الركح و رقصه الدائم، أكد بأنه يقدم فنا يقوم على الحركة وهو يعشق الإيقاع الجميل ، كل ذلك يدفعه إلى الجري فوق الركح و القفز أحيانا ، و ما إلى ذلك من الحركات التي يشتهر بها عندما يغني أمام الجمهور.
الأغنية الشاوية تمتلك مقومات العالمية
أكد “دجو” بأن الأغنية الشاوية تمتلك مقومات الوصول إلى العالمية ، خاصة وأن إيقاعها وأنغامها فريدة من نوعها، إلا أن التهميش الذي طالها و طال الفنانين المبدعين في هذا الطابع،  منعها من التطور.
و أضاف بأنه يجد صعوبات كبيرة في الاجتماع مع فرقته الموسيقية قصد التدرب وإنتاج مختلف الألبومات،  كما أن بعض الظروف و من بينها تقدمه في السن، باتت تعيق استمرار مسيرته الفنية، و  منعته من تقديم جديده خلال الفترة الأخيرة رغم أنه شرع في إنتاج ثلاثة ألبومات جديدة لم تر النور لحد الساعة.
و دعا من جهة أخرى جميع الجهات المعنية إلى ضرورة توفير المناخ الملائم للفنانين من أجل تقديم الأفضل.

الفنان ندرومي

“ادعيلي بالخير يا الوالدة” آخر ألبوماتي
كشف الفنان “ندرومي” عن جديده الغنائي الذي صدر مؤخرا ، الذي يحمل بعنوان “ادعيلي بالخير يا الوالدة”، حيث أعرب عن أمله في أن يلقى صدى إيجابيا لدى الجمهور، كما أكد بأنه سعيد بحضوره في مهرجان بقيمة مهرجان تيمقاد الدولي، وأشار إلى أنه لم يشعر بتغيير  كبير بعد تغيير المحافظ، حيث أن لقاءه الأبرز كان مع الجمهور الذي شاركه الفرحة والبهجة، متمنيا أن تتكرر هذه التجربة مستقبلا.

الفنانة نعيمة الدزيرية

  تفوّق الأغنية الشبابية  لا يخيفني و الحوزي له جمهور واسع
تحدثت الفنانة نعيمة الدزيرية عن مشاركتها في مهرجان تيمقاد الدولي، مؤكدة بأنها لا تتردد في قبول الدعوة كغيرها من الفنانين الجزائريين، حيث أنه يتيح لها الفرصة المناسبة للقاء الجمهور والغناء مباشرة أمامه.
وبخصوص صعود موجة جديدة من الفنانين وظهور الأغنية الشبابية الخفيفة، قالت الفنانة بأنها غير خائفة من ذلك،  موضحة بأنها لها جمهورها الخاص الذي يفضل الاستماع إليها دون فنانين آخرين، ويبقى هدفها الدائم من حضورها لمختلف المهرجانات، إضفاء الفرحة والبهجة على الجمهور.
 وتأمل الفنانة أن تكون حفلاتها ناجحة ومميزة ،  و أعربت من جهة أخرى عن فرحتها الكبيرة بتنظيم هذه الطبعة من المهرجان، دون حضور الفنانين الأجانب، مؤكدة بأنها لطالما كانت ترفض تواجدهم على الساحة الفنية الوطنية،  فمن الضروري ، كما قالت، منح الفرصة كاملة للفنان الجزائري وتقديم المساعدة له .
و تقدمت نعيمة بالشكر إلى الجهات المسؤولة التي تقوم بدعم الفنان الجزائري، من خلال دعوته إلى المشاركة في مثل هذه المهرجانات الغنائية المميزة.
لا أستمع إلى الراي المعاصر لأنه رديء
أعربت الفنانة نعيمة دزيرية عن استيائها الشديد لظهور موجة جديدة من الغناء ، خاصة في طابع الراي الذي لم يعد في المستوى الذي تعودنا عليه، وأشارت بأن الكلمات المستخدمة فيه لا تليق بالفن الجزائري ولا بطابع الراي في حد ذاته ، مؤكدة بأنها أغاني هابطة لا يمكن أن تدخل العائلة الجزائرية، ولا يمكن الاستماع إليها رفقة الأصدقاء والأحباب، وأضافت بأنها تفضل الراي القديم الذي قدمه كل من الفنانين بلاوي الهواري، أحمد وهبي، جلالي عين تادلس وغيرهم من الفنانين، الذين لطالما قدموا فنا نظيفا وأصيلا

الفنان “تاكو”

  مشاركتي في   تيمقاد   فرصة لتقديم الأفضل
تحدث الفنان القبائلي “تاكو” عن مشاركته الأولى في مهرجان تيمقاد الدولي، و اعتبرها انطلاقة مثالية لتقديم الأفضل في المستقبل والاستمرار في نشاطه الفني، مشيرا إلى أنه سعيد لأنه تلقى الدعوة ، آملا أن تتكرر في مناسبات أخرى.
جدير بالذكر أن “تاكو” يؤدي الطابع القبائلي،و قد  برز بأدائه باقة جميلة من الأغاني نالت إعجاب الجمهور و تجاوب معها خلال فعاليات السهرة الثالثة من المهرجان.

الفنان نواري نزار

القرصنة منعتني من إنتاج الأغاني و التهميش غيّبني
أكد الفنان نواري نزار بأن هناك عدة أسباب وراء  تراجع منتوجه الغنائي وغياب جديده عن الأسواق،  مؤكدا بأن القرصنة إحدى تلك الأسباب التي جعلته يتراجع عن إنتاج ألبومات جديدة، كما أعرب عن غضبه تجاه المسؤولين والقائمين على القطاع الفني بالجزائر،  لأنهم لا يقدمون يد المساعدة و الدعم من أجل استمرار الفنان في مسيرته الفنية، ونفى أن تكون هناك منافسة بين مختلف الطبوع الغنائية في الجزائر ، فلكل طابع جمهوره الخاص، كما أن لكل فنان جمهوره الذي يدعمه، كما قال.
موضحا بأن الطبوع الغنائية التي تشتهر بها الجزائر لم تنافس يوما  طابع الراي مثلا، بل لكل طابع جمهوره الخاص، و يبقى المطلوب هو إتقان العمل وإنتاج أعمال مميزة ،على حد تعبيره.
وبخصوص انتشار الرداءة في الوسط الفني الجزائري، أوضح بأن غياب الوعي الفني لدى فئة واسعة من الجمهور،  تسبب في تدني المستوى، مؤكدا على ضرورة زرع الوعي لدى عشاق الفن من خلال السماح للكلمة النظيفة والإيقاع الجميل في الظهور وعدم طمسها.
و أضاف المغني الشاب بأن بعض الجهات تسعى إلى تغييب الفنان الحقيقي وتشجيع الرداءة في الساحة الفنية الجزائرية، معربا عن أسفه لغيابه لسنوات طويلة عن الساحة الفنية، باعتبار أن مشاركته سهرة أمس الأول في مهرجان تيمقاد هي الأولى من نوعها في مسيرته الغنائية، داعيا القائمين على القطاع الثقافي غلى تشجيع الفنانين الحقيقيين وفتح المجال أمامهم لتقديم إبداعاتهم.

رصدها: ب. بلال