* توقيع اتفاقيات للإسراع في تجسيد المشروع وتأكيدات على أنه سيرى النور قريبا رئيس الجمهورية يستقبل وزيري الطاقة لنيجيريا والنيجرتأكيد على المضي قدما في...
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء، رئيس جهاز الاستثمار العماني، السيد عبد السلام بن محمد المرشدي، الذي أكد أنه يجري التحضير لإطلاق مشاريع...
شارك الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الثلاثاء بالهند، في اجتماع وزراء الدفاع،...
أكد وزير الاتصال، محمد مزيان، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، على دور الإعلام الوطني في مرافقة الجهود التنموية التي تقوم بها الدولة، خدمة للمصلحة...
يزخر تاريخ الجزائر ببطولات عظيمة و يظهر فيه من حين لآخر رجال من معدن خاص يستقطبون من حولهم الناس و يتركون آثارهم و بصماتهم راسخة في أذهان الرجال(الذين لا يبخسون حقهم) رغم ظلم الظالمين و حقد الحاقدين الذين يريدون أن يشوّهوا صورة التاريخ بتشويه صوّر رجال التاريخ.
و من هؤلاء الرجال الشهيد زيغود يوسف (صانع هجومات 20 أوت في وضح النهار) الذي دوّخ المستدمر الفرنسي، بتعرية أكاذيبه و فضحه و إثباته للعالم أجمع بأن في الجزائر شعبا مجاهدا يريد الحرية و الاستقلال و العيش في أحضان العروبة و الإسلام، و يريد لهذا الشعب أن يكون من أبناء باديس لا من أبناء باريس . و قد ظلم هذا الشهيد في حياته الجهادية و بعد استشهاده البطولي و أرجو من كل الذين عرفوه أو عايشوه أو سمعوا عنه أو عليه أن يكتبوا عنه وعليه و يبينوا عظمة هذا الرجل الفذ الذي قال فيه المجاهد الكبير ورفيق دربه وكان تحت إمرته المرحوم عمار بن عودة أن الشهيد زيغود سي احمد ولي من أولياء الله لما رأيت معه من كرامات .
rميلاده و نشأته : هو الشهيد زيغود يوسف ابن السعيد ( واسمه الثوري سي أحمد ) ولد بتاريخ 18فيفري1921 بقرية (السمندو سابقا) زيغود يوسف حاليا توفي أبوه و هو في شهوره الأولى من الولادة فتكفلت أمه بتربيته فأهدته حنانها و رعايتها الكاملة .
rحياته الدراسية و السياسية : دخل المدرسة الإبتدائية الفرنسية و بعد أن حصل على الشهادة الابتدائية باللغة الفرنسية غادر المدرسة إذ كان العدو الغاصب لا يسمح بمجاوزة هذا الحد من التعليم لأبناء الشعب الجزائري إلا من كان يحظى بجاه لدى سلطة الإحتلال كذلك زاول دراسته بالزاوية القرآنية فحفظ شيئا من القرآن و المبادئ الإسلامية على يد الشيخ ( بن سي علي بيروك ) و كان الشهيد يضرب به المثل في السلوك و الخصال السامية أخلاقا و تدينا و تشبثا بالأخلاق الإسلامية و الوطنية . ولما بلغ الشهيد من العمر17و أكتمل نضجه و فاضت نفسه حقدا على المستعمر الدخيل انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري بحيث أصبح المسؤول الأول بقريته سنة 1943و هو لا يزال في ريعان الشباب و استمر على ذلك ببذل الكثير من الجهد في سبيل القضية المقدسة و متحديا غطرسة الاستعمار ، و في فيفري 1945 انضم إلى فوج الإصلاح للكشافة الإسلامية الجزائرية كقائد للجوالة و بدأ يغرس في قلوب أبناء الإصلاح حب الوطن و التضحية من أجله حيث كان أبناء الفوج يدرسون القرآن صباحا وفي المساء يتعلمون الأناشيد الوطنية و المبادئ الإسلامية و التاريخ الجزائري. كما عمل الشهيد حدادا ليعيل أسرته و في 08ماي1945 خرج الفوج بقياداته بما فيهم الشهيد زيغود يوسف لمطالبة فرنسا الوفاء بوعودها للشعب الجزائري بأن يقرر مصيره .
rجهاده و سجنه:وما كانت تطل سنة1947حتى ترشح الشهيد للانتخابات البلدية ضمن حركة الانتصار و فاز فوزا ساحقا رغم دسائس الاستعمار و ألاعيبه في المنطقة. و في سنة 1948نظم الشهيد من حركة انتصار الحريات الجناح العسكري تنظيما سريا و في عام 1949اكتشف هذا التنظيم و زج بالشهيد في السجن مع نفر من إخوانه بسجن عنابة ولكن نفسه الحرة كانت أسمى من أن ترضى بالبقاء رهينة هذا السجن فخطط للهروب منه و نجحت خطته و تمكن من الفرار هو و إخوانه بالرغم من الحراسة المشددة عليهم.
rفراره من السجن و بلاؤه في الثورة
بعد تمكنه من الفرار من سجن عنابة عاد إلى مسقط رأسه (السمندو) وبقي مختفيا عن أعين العدو و مواصلا جهاده ضد المستدمر الفرنسي في السر . وبعد الانقسام المعروف الذي وقع في صفوف حركة الانتصار سنة 1953 م وجد الشهيد الفرصة السانحة للتحضير للثورة مستغلا في ذلك الجناح العسكري السري ومتخذ ا منه الخلية الأولى للانطلاق ضمن اللجنة الثورية للوحدة والعمل , ومع مرور الوقت اتضح الأمر بصورة جلية وزاده ذلك اقتناعا تاما بتفجير الثورة والتقى مع الشهيد ديدوش مراد ونظما الجماهير وجمعا الأسلحة وخاضا المعارك تلو المعارك في كل نواحي الولاية الثانية وخاصة الشمال القسنطيني من ثورة الفاتح نوفمبر 1954 بذكرى المولد النبوي الشريف إلى معركة بوكركر 18 جانفي 1955 ( كر و كر ) « لا فرار أمام العدو أبدا « حيث كانا الشهيدين زيغود وديدوش مع ثلة من المجاهدين منهم بوشريحة وعياش وشوقي ومصباح ..... وغيرهم من الأبطال في معركة غير متكافئة مع العدو الذي كان تعداده أكثر من 600 جندي واستعمل الطائرات لمواجهة أقل من 10 مجاهدين أبلوا بلاء حسنا واستشهد البطل ديدوش مراد وانتهت المعركة بنصر مبين للمجاهدين المؤمنين وخسائر فادحة للمستدمر اللعين .
بعدها تولى زيغود يوسف قيادة الناحية الثانية واستمر في جهاده وتوعيته للجماهير ليثبت للعالم بأن في الجزائر ثورة تحريرية لا كما تدعي فرنسا مجموعة قطاع الطرق , وخطط لفك الحصار عن المجاهدين في الأوراس فقام بهجومات 20 أوت 1955 شملت كل الشمال القسنطيني في منتصف النهار ليثبت أن جهاد الجزائريين بالليل والنهار حيث كانت ثورة نوفمبر في منتصف الليل ، وبذلك سُمع صوت الجزائر في الأمم المتحدة والعالم أجمع وأذهل وأرعب العدو الفرنسي الصليبي الغاصب الذي جاء ليكسر الهلال ويضع مكانه الصليب .
كما كان للبطل الشهيد زيغود يوسف دورا بارزا في الإعداد لمؤتمر الصومام وكان ضمن 22 عضو ا الذين حضروا المؤتمر بعد عام من ثورة 20 أوت 1955 .
rأمنيته واستشهاده
بعد مؤتمر الصومام 20 أوت 1956 مباشرة ؛ والذي عارض العديد من قراراته التي قال عنها إنها تخالف مبادئ ثورة نوفمبر ... واصل جهاده من أجل كما قال : « أن تحيا الجزائر في ظل العروبة والإسلام وأن يحيا هذا الشعب في حرية واستقلال وعز و كرامة . وقال مقولته المشهورة :» ليحيا شعبي , وأتمنى أن لا أعيش الإستقلال لا لأني أكره الإستقلال ؛ ولكن أريد أن ألقى ربي شهيدا ؛ ولكي لا آخذ أجري في الدنيا الفانية . بل لآخذ أجري كاملا عند ربي في الآخرة « . نعم لقد تمنى الاستشهاد و جاء الاستشهاد في المعركة التي دارت رحاها بالقرب من بلدية سيدي مزغيش ولاية سكيكدة في مكان يسمى ( سطيحة ) فقاوم مع ثلة من المجاهدين حتى أتاه اليقين و هذا الشرف العظيم وذلك بتاريخ 23سبتمبر1956 .هكذا يموت الرجال ليحيا الشعب في أمان و حرية و استقلال . يستشهد زيغود يوسف لا ليموت و لكن ليتحول إلى فكرة إلى دفقة من الأمل إلى دفعة من عمل في القلوب فتلهمها العزم و الصمود , فلنحافظ على عهد ووعد الشهداء ونسير على نهجهم بصدق ووفاء لديننا ووطننا ومجتمعنا ونكون خير خلف لخير سلف باديسيين مسلمين لا باريسيين صليبيين .
رحم الله شهدائنا الأبرار, وحفظ جزائرنا من الفجار و جعلنا جميعا من الأخيار.
بقلم : الإمام بيدي سليم عبد السلام إمام مسجد الشهداء