يستمر من يومين إلى 14 يوما: هذه ظروف و شروط الحجر الصــحــي

أوضحت البروفيسور نادية بو لكحل، رئيسة مصلحة الأمراض  المعدية بالمستشفى الجامعي بن باديس في قسنطينة، ظروف و شروط ما يعرف بالحجر الصحي، الذي يفرض على الحالات التي تم التأكد من إصابتها بفيروس كورونا و المشتبه في حملها له، و يتمثل في عزل المعنيين في غرف منفردة مهيأة لمدة 14 يوما، مع إلزامهم بارتداء أقنعة جراحية معقمة، و تجهيز الطاقم الطبي المشرف عليهم، بكل الوسائل الوقائية اللازمة، بما في ذلك الأقنعة و المآزر و الجزمات.
و أضافت الأخصائية، بأن مدة العزل عموما تكون عادة بين يومين إلى ثلاثة أيام، لكن منظمة الصحة العالمية حددتها هذه المرة بـ 14 يوما، نظرا لطبيعة الفيروس، وهو ما تم الالتزام به في الجزائر، علما أن هذه المدة تخضع أيضا إلى طاقة الاستيعاب في مراكز الحجر، و قد تتغير بتغير الظروف، حيث يتم حاليا بمصلحة الأمراض المعدية بمستشفى قسنطينة، عزل الأشخاص محل شك داخل غرف منفردة، ومنعهم من الاحتكاك أو التواصل مع الآخرين خلال مدة الحجر، للتأكد من حالتهم و منع انتشار العدوى، إن وجدت. وهو إجراء يطبق أيضا على الأشخاص المشكوك فيهم والقادمين من بؤر الوباء، أو من مناطق ينتشر فيها الفيروس بكثرة كإيطاليا مثلا. أما الأشخاص الذين احتكوا بشخص اتضح بأنه مصاب بالفيروس، و لم تظهر عليهم الأعراض بعد، فيعزلون داخل منازلهم لمدة 14 يوما، مع ارتداء الأقنعة و تجنب التواصل مع الآخرين، وفي حال ظهور أية أعراض، فإنه يحضر عليهم التنقل إلى مصلحة الاستعجالات الطبية، بل يتعين عليهم الاتصال بالجهات المعنية، كالحماية المدنية أو الإسعاف، مع شرح مفصل لحالاتهم، و انتظار تنقل فريق متخصص إليهم، ليتم نقلهم في حال الاشتباه في إصابتهم، إلى المستشفى،  أين يوضعون في الحجر التقني، بعد توفير الشروط الوقائية اللازمة لإخراجهم من منازلهم.
من جهة ثانية، أوضحت المتحدثة، بأنه لا يوجد أي علاج قد يوصف لحامل الفيروس أو من يرجح إصابته به، لأن المضادات الحيوية غير مفيدة في هذه الحالة، لأنها علاج بكتيري و ليس فيروسي، ولذلك فإن استخدامها يقتصر على الأنفلونزا العادية أو الموسمية، في انتظار أن تكشف الأبحاث الجارية عالميا عن لقاح مناسب، لكن ذلك لا يمنع، كما قالت، أن يستفيد الموجودون في الحجر الصحي من العلاج، في حال تعرضهم لمضاعفات كالقصور الكلوي أو المشاكل التنفسية.
وفي الختام، تنصح الأخصائية المواطنين بتجنب التكتم على الأعراض التي قد تظهر عليهم، و قد تكون مشابهة لأعراض الفيروس، مؤكدة بأن الحجر الصحي إجراء وقائي عادي، يعرف منذ القدم، فقد كان مطبقا حتى أيام الرسول محمد عليه أزكى الصلاة و التسليم، و الذي كان يأمر الناس بعدم دخول المدينة أو الخروج منها، عندما ينتشر وباء معد.
هدى طابي