اتخذت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية إجراءات استباقية لضمان تموين السوق بالمنتجات الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع خلال شهر رمضان القادم، من خلال ضبط...
أكّد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أمس السبت بمقر الوزارة، خلال استقباله الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى والوفد المرافق له، أن...
أكد خبراء ومحللون، أمس، أن رئاسة الجزائر لمجلس الأمن الدولي، خلال شهر جانفي، كللت بتبني قرارات هامة و نجاحات وإنجازات ملموسة للدبلوماسية الجزائرية، المتميزة بمهارة...
* تعليمات لمواصلة الاستماع للمنظمات النقابية وتلقي اقتراحاتها وملاحظاتها lلجنة لدراسة الاختلالات في القوانين الأساسية لقطاع الصحة* الوزير حاجي: الحوار...
انتقلت برامج الكاميرا الخفية التي تبثها قنوات جزائرية ، إلى مستوى أسوء هذه السنة، فبعد مشاهد العنف و التكسير و الشجارات التي كرّستها العام الماضي، تحوّلت الشاشات هذه السنة إلى غرف للعنف النفسي، الذي يمارس على ضحايا الكاميرا بحجة الترفيه على الصائمين.
استهجان كبير لمحتوى هذه البرامج، عرفته الأيام الأولى من شهر الصيام، فقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات و منشورات تنتقد ما يقدم للمشاهد في هذه البرامج التي تسيء حسب الكثيرين للمجتمع و تروج للعنف و تسطيح الوعي و تبرر لسلوكيات غير مقبولة كالتنمر، خصوصا وأن ما يقدمه معدوها أصبح يندرج ضمن خانة العنف النفسي، على غرار المقالب التي ترتبط بعدوى فيروس كورونا، كتلك الفقرة التي تبثها إحدى القنوات و التي يوهم خلالها الضحايا بأن فريقا للتطهير يزور بيوتهم لتعقيمها بخليط يتضح لاحقا بأنه يحوي على نسبة عالية من ماء الجافيل، ما يثير غضب الضحايا و يدفع بهم إلى إبداء ردود فعل هستيرية تتضمن الكثير من السب و الشتم التصرفات العدوانية.
مقلب آخر أكثر سوءا عرض في حصة « أنا وراجلي»، كان محل انتقاد شديد من قبل المشاهدين، لأن ضحيته رجل في عقده الرابع، يعمل كحمال في ورشة بناء، بدا جليا خلال العرض بأنه إنسان بسيط أوهمه معدو البرنامج بأنهم سيزوجونه، و أقنعوه بعروس أحضروها لبلاتو الحصة، وقد شارك في الأمر إمام و صحفية، وعندما اقتنع المسكين بالفكرة سخروا منه و كشفوا المقلب، الأمر الذي أثار غضب الكثيرين، خصوصا وأن بعض معارف المعني قالوا، بأنه مصاب بمرض عقلي و قد تم استغلاله، وهو ما دفع بإعلاميين و نشطاء على فيسبوك للحديث عن احتمال رفع دعوى قضائية ضد الجهة المعدة للبرنامج، فيما وجهت لجنة ضبط السمعي البصري إنذارا للقناة.
وقد أطلت مقدمة البرنامج على متابعيها عبر موقع فيسبوك، معلقة بأن الانتقادات عجلت بشهرتها و نجاحها و رفعت نسب المشاهدة ، قبل أن تظهر مجددا في فيديو توضيحي قالت فيه، بأن الانتقادات أثرت على حياتها و طالت أفراد عائلتها وأن حسابها على ذات الموقع قد تمت قرصنته.
ومن بين البرامج الكارثية كذلك، مقلب تقدمه ممثلة جزائرية يضع حياة أطفال بينهم طفلة مصابة بالتوحد في خطر، كما يعرضها للتنمر من قبل أحد حراس حظائر الألعاب الذي يمنعها من دخول المكان بسبب وضعها الصحي، قبل أن يضعها داخل لعبة خطيرة ويوهم والدتها بأنها تعرضت لارتطام قوي، وهو مقلب طالب مشاهدون بتوقيف معديه و تحويلهم للعدالة.
ويبدو أن فقر الأفكار و غياب المحتوى الترفيهي الهادف، لم يعد يطرح كمشكل أمام من يعدون هذه البرامج و من ينتجونها، بدليل أنها باتت تنحدر سنويا من سيّئ إلى أسوء، إذ أصبح العنف و التشهير و القذف من أبرز عناوينها، وقد شاهدنا السنة الماضية برامج لا تخلو من الإسفاف .
«ضحايا يعيشون المقلب كحدث صدمي له انعكاسات نفسية»
وبهذا الخصوص يوضح الأخصائي النفساني العيادي مليك دريد، بأنه و منذ نشأة برامج الكاميرا الخفية عالميا في أربعينات القرن الماضي، كان هدفها الأساسي هو الترفيه لمواجهة مختلف ضغوطات الحياة اليومية والتخفيف منها، لكن المتتبع لبرامج الكاميرا الخفية في بلادنا في السنوات الأخيرة، يلاحظ أن الكثير من مواضيعها يسودها العنف والعدوانية والصراخ، حيث تخلو من الأفكار الخلاقة والإبداع ، بل تصل أحيانا لحد إهانة الأشخاص وايذاء مشاعرهم وهو عنف مبالغ فيه.
و يؤكد الأخصائي، بأن أسلوب التخويف والمزاح الثقيل قد تكون له عواقب وخيمة خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة، وبل وقد يتسبب الترويع أحيانا في ظهور هذه الأمراض بما في ذلك الخوف المرضي باعتبار أن بعض الضحايا يعيشون هذا المقلب كحدث صدمي، بل قد يؤدي لحدوث جرائم قتل كما حدث في بعض الدول كرد فعل على الاستفزاز.
كما أن مواضيع العنف والترويع حسبه، قد تؤدي للترويج لهذا السلوك عند بعض الفئات كالأطفال الذين لا يدركون تماما الطابع الهزلي لهذه البرامج، مضيفا بأن الهدف من برامج الكاميرا الخفية ليس مجرد الترفيه والفكاهة بل هي في الحقيقة ترجمة وانعكاس لسلوك وأخلاق مجتمع بأكمله ، إضافة لترجمة تركيبة نفسية واجتماعية وثقافية تميز ذلك المجتمع عن غيره، فالمجتمع الجزائري في حاجة للهدوء والسلام أكثر من أي وقت مضى كما قال، لأننا عشنا العنف بما فيه الكفاية ، خصوصا و أن دراسات سوسيولوجية و نفسية ترجع سرعة الغضب والانفعال التي يتميز بها الكثير من الجزائريين إلى عوامل تاريخية مرتبطة أساسا بالاستعمار والعشرية السوداء. من جانب آخر، يشير الأخصائي النفساني، إلى أن أيام الحجر المنزلي التي يعيشها الجزائريون مؤخرا بكثير من القلق والضغط النفسي، تجعلنا بحاجة إلى برامج هادفة دون الحاجة إلى مشاهد الاعتداءات الجسدية واللفظية، مقترحا أن يكون العمل مستقبلا بالتنسيق بين المخرجين والمختصين في علم النفس والاجتماع، فعلم النفس السينمائي هو اختصاص قائم بذاته في الدول الغربية يساعد في تقديم عوامل الجذب والتفاعل والتأثير على الجمهور . هدى طابي