نوادي علمية تساهم في التوعية والتحسيس بمخاطر كورونا: طلبة العلوم الطبية يطرحون مقترحات وبرامج للنهوض بالقطاع الصحي

تعكف عدة نوادي علمية لطلبة العلوم الطبية بالجزائر، على تقديم المساعدة للأطقم الطبية التي تواجه وباء كورونا بشكل مباشر، وهذا من خلال عدة نشاطات ميدانية وافتراضية توعوية. و تتطلع النوادي الطبية إلى النهوض بالقطاع الصحي في بلادنا من خلال تأطير و تطوير معارف طلبة العلوم الطبية، من طرف خبراء عالميين، خاصة من خلال مشاركتهم في الملتقيات الافتراضية الدولية، ومنها أول مخيم افتراضي للطب والتكنولوجيا أشرف عليه فريقان من فرنسا و أمريكا، و كذا القاعدية الافتراضية «التعلم بلا حدود»، التي شارك فيها جزائريون مغتربون.
النادي العلمي نور بقسنطينة
هدفنا تشجيع المواطنين على المتابعة الصحية
يستعد أعضاء النادي العلمي «نور»، لتجسيد عدة أفكار راودتهم خلال نشاطهم التطوعي أثناء جائحة كورونا، و تتمثل الفكرة الأساسية، وفق رئيسة النادي الطالبة إيمان خرواع، في السعي لتشجيع المواطنين على الفحص الدوري لمراقبة وضعهم الصحي، وكذا توعيتهم بأهمية التقيد بالتعليمات الصحية.
و أضافت أن من بين أهم الأفكار التي يسعى النادي لتجسيدها أيضا، تنظيم دورات تعليمية في المدارس و المتوسطات، من أجل تشكيل جيل واع في مجال الصحة، و كذا تعميم الفحوصات المجانية، خاصة في القرى، و تنظيم حملات تحسيسية متواصلة.
علما أن أعضاء النادي قاموا منذ بداية انتشار كورونا ببلادنا، بعدة نشاطات لتعريف الناس بخطورة الفيروس وأهمية الالتزام بتدابير الوقاية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي و كذا في الشوارع وأماكن التجمعات
 كما يركز أعضاء «نور» الذي تأسس سنة 1989 بقسنطينة، على ضرورة دعم الرصيد العلمي لطلبة الطب، و تنمية الجانب الفكري و الثقافي لديهم، وكذا تنمية روح المبادرة و العمل الجمعوي من أجل تكوين عناصر ذوي تأثير إيجابي في المجتمع، مع التركيز على حملات التحسيس والتوعية.
نادي العلوم الصحية بورقلة
متطوّعون يتكفلون بتلبية احتياجات المواطنين
أكدت الطالبة أشواق بوطالبي، رئيسة النادي العلمي الناشط بورقلة، أن أعضاء النادي، بصدد تجسيد بعض الحلول لتجاوز أزمة كورونا، مشيرة إلى أنها استخلصتها من خلال مشاركتها مؤخرا في نشاط دولي للفيدرالية العالمية لطلاب الصيدلة.
و تتمثل هذه الحلول في العمل على خدمة العائلات، من خلال التطوع للقيام بأعمال خارج المنزل، على غرار خدمة توصيل المشتريات، و تلبية كل الضروريات الحياتية، عوض خروج المواطنين، خاصة كبار السن، و ذلك عن طريق تجنيد متطوعين مدربين حول كافة شروط السلامة الصحية للقيام بمختلف الأعمال، من أجل تفادي تجمع السكان في المحلات، الأسواق و الفضاءات العمومية.
و يتمحور الحل الثاني في الاعتماد على الشراكة مع السلطات المحلية للعمل بنظام منح تراخيص الخروج من المنزل بالتناوب، أي أن كل أسرة تحدد لأفرادها أيام الخروج لقضاء احتياجاتها، و باقي الأيام تكون من نصيب عائلات أخرى، لتفادي التجمع و الاختلاط في مختلف المرافق، و التعايش مع الوضع الوبائي.
أما بالنسبة للطلبة، فسيتم تدريبهم على تقنيات التعليم عن بعد عبر منصات التعليم، و كيفية اختيار المنصة الملائمة، من أجل تمكينهم من متابعة تعليمهم، رغم ظروف الحجر الصحي التي يحتمل أن تطول.
و أشارت المتحدثة أنه منذ انتشار كورونا، قام أعضاء النادي بالعديد من الحملات التوعوية، بالشراكة مع النخبة الوطنية للعلوم الطبية، بتوزيع مطويات و ملصقات، و كذا مشاركة منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت أشواق ، أن هذه النشاطات تتلقى الدعم من السلطات المحلية، لكن عامل ارتفاع درجة الحرارة بورقلة، عرقل ، نوعا ما، البرنامج المسطر من طرف أعضاء النادي الذي تأسس سنة 2018 ،و يجمع في صفوفه أكثر من 100 طالب في العلوم الطبية، يعملون على كسر الحاجز  بين مستخدمي الصحة و المواطنين، من خلال قوافل صحية لفائدة سكان المناطق النائية.
النادي العلمي ابن سينا بسيدي بلعباس
ملتقى افتراضي حول المستشفيات
أكدت من جهتها رئيسة النادي العلمي ابن سينا بسيدي بلعباس، طالبة الطب إيناس لينة زحاف ، أن أعضاء النادي يحضرون، بالتنسيق مع نظرائهم عبر مختلف مناطق الوطن، لملتقى افتراضي ينشطه أطباء مختصون يتصدون لكورونا في المستشفيات، حيث سيشرحون للمواطنين الظروف الذي يؤدون فيها عملهم، من أجل تصحيح المعلومات المغلوطة التي تنتشر عبر شبكات التواصل الإجتماعي.
وأضافت المتحدثة، أن أعضاء نادي ابن سينا، قاموا منذ بداية الوباء بعدة نشاطات، منها حملات تحسيسية توعوية بالجامعة و الأماكن العامة.
علما بأن النادي علمي ثقافي أسس عام 2001 بكلية الطب طالب مراد، بسيدي بلعباس، و يهدف لتحسين وضعية الطالب والارتقاء بمستوى التعليم الجامعي في الجزائر.
النادي العلمي «إنسان» بوهران
برامج متنوعة لتحضير الطبيب ـ الإنسان
 تحت شعار « بالإحسان نصنع الدكتور الإنسان»، تتمحور نشاطات نادي «إنسان» بوهران، ومن أبرزها العمل على تحضير طالب الطب للمرحلة السريرية من مساره التعليمي، أي التعامل المباشر مع المريض، وهذا من خلال حصص نظرية و تطبيقية يشرف عليها أساتذة مختصون.
و يندرج هذا النشاط ضمن برنامج الأكاديمية التي أسسها النادي، من أجل إثراء معارف الطلبة وتمكينهم من التفوق خلال المرحلة السریریة، مع مرافقتهم خلال فترات الدراسة و العطل.
ومن بين نشاطات النادي خلال جائحة كورونا، حسب رئيسته، سمر الدوري، نشر مضامين رقمية لتحفيز و دعم الطواقم الطبية التي تقف في الخطوط الأولى لمحاربة الفيروس، وتضحي من أجل تقديم العلاج للمصابين، وكذا التصدي للشائعات و الأفكار المغلوطة المتداولة خاصة عبر شبكات التواصل الإجتماعي، بالاعتماد على المصادر العلمية و المراجع العلمية الموثوقة.
وفي نفس السياق يحضر نادي «إنسان» لتعزيز حضوره الرقمي للترويج لأنشطته والسعي لفتح موقع إلكتروني وإطلاق قناة عبر يوتيوب «بودكاست» ومن أجل هذا سيتم تكوين أعضاء النادي على العمل وإنتاج المحتوى الإعلامي.
  وفي انتظار ذلك، قام أعضاء النادي بعدة نشاطات لتوعية و تحسيس المواطنين بأهمية الوقاية من كورونا، إضافة إلى التعريف ببروتوكول العلاج ، و كذا تقديم لمحة عن تاريخ الأوبئة عبر العصور.
ویعتبر نادي «إنسان» أول نادي علمي بكلیة الطب بوهران، تأسس في أفریل 2015  من طرف مجموعة من الطلبة من مختلف التخصصات، منها  طب الأسنان و الصیدلة، انطلاقا من فكرة ترسیخ القیم الإنسانیة و ثقافة المشاركة بین مختلف طلبة العلوم الطبیة ، و باقي التخصصات الجامعیة، ومن بين المشاريع التي طورها النادي في هذا الإطار، مشروع «الصدقة الصحیة «و يتمثل في جمع الأدویة في سلة توضع داخل الحرم الجامعي، لیقوم الأعضاء يوميا بفرزها و توزیعها على دُور العجزة الأیتام، و المرضى في المستشفیات، بالإضافة إلى حملات التبرع بالدم و زیارة المرضى بالمستشفیات.
كما يشارك النادي في عدة مناسبات، منها الیوم العالمي لمكافحة السیدا، أكتوبر الوردي و الیوم العالمي لمرضى التوحد وغيرها.
نادي "منقذي الحياة" في تلمسان
نشاطات تحسيسية و رفع معنويات الأطقم الطبية  
يحول الظرف الوبائي، دون تجسيد البرامج التي سطرها أعضاء نادي «منقذي الحياة»، لهذا يتم التركيز، حسب رئيسة النادي الطالبة خولة وزاني، على التحضير للدروس بحكم قرب فترة الامتحانات، خاصة و أن الموسم الجامعي المقبل سيكون مختلفا عن المواسم السابقة و يتطلب جهودا مضاعفة.
كما أن التركيز سيكون، وفق المتحدثة، على إعادة هيكلة النادي و ضبطه لمواكبة تحولات العام المقبل الذي ستكون فيه التحركات محدودة، و بالتالي فإن اللجوء لمخططات بديلة تعتمد على النشاط الافتراضي هو المسار المرتقب.
و أوضحت الطالبة أن نشاط النادي في فترة الحجر، تم نقله من الواقع إلى العالم الافتراضي، و اعتمدت الأعمال التي تم نشرها عبر مختلف وسائط التواصل الإجتماعي، حول دعم الأطقم الطبية و تشجيعها و الرفع من معنوياتها، حيث تم بث فيديو وجه من خلاله عدة إعلاميين و رياضيين ومشاهير في مجالات مختلفة، رسائل تشجيعية للجيش الأبيض المرابط من أجل مكافحة الوباء.
إلى جانب نشر فيديوهات حول كل ما يتعلق بكورونا، و حسب رئيسة النادي، فقد كان اليوم التوعوي حول الأمراض المعدية، الذي نظم في فيفري الفارط، استباقيا لتعريف الطلبة والمواطنين بهذه الأمراض، التي تتشابه مع كورونا في بعض الخصائص الطبية.
وفي ماي الماضي، تم تقديم دورة تكوينية افتراضية على شكل سلسلة، بعنوان «وفي أنفسكم» و تتمثل في ربط المعلومات الطبية التي تدرس في الجامعة بطريقة علمية، بالإعجاز العلمي في القرآن.
 علما بأن نادي «منقذي الحياة» تم تأسيسه سنة2018   بكلية الطب في جامعة تلمسان و يضم طلبة من كل التخصصات الطبية و يسعى الأعضاء لتسطير نشاطات تهدف لتكوين فرد واع ، و ذلك بإحياء روح التطوع و العمل الجماعي، إلى جانب نشر الوعي العلمي في المجتمع.
النادي العلمي «ميديكو» بباتنة
قوافل طبية دورية في المناطق النائية
أكدت سوسن، رئيسة النادي العلمي «ميديكو» ، أن العمل على ترقية الأداء والنهوض بالقطاع الصحي في باتنة خصوصا، و في الجزائر عموما، من أبرز التحديات التي يرفعها أعضاء النادي تحت شعار «كن بلسما كن أملا»، وفي إطار هذا الشعار، يقوم الفريق دوريا بتنظيم قوافل صحية مجهزة بالعتاد الطبي اللازم، للقيام بمختلف الفحوصات لفائدة سكان المناطق النائية بباتنة، و كذا القيام بحملات توعوية تركز أساسا على شرح و توضيح المشاكل الصحية الطاغية في المجتمع.
وأضافت المتحدثة أن أعضاء الفريق، ينشطون ميدانيا، من أجل رفع تقارير حول وضعية القطاع الصحي بمدينة بريكة، مقر النادي، و الاستماع لانشغالات الأطباء ومستخدمي الصحة، و اقتراح حلول عملية يتم رفعها للسلطات، كما يقوم أعضاء النادي بعدة نشاطات تكوينية ميدانية.
رئيسة النادي، أوضحت أن أعضاء النادي يسعون لأن يتم تكوين مجموعة من أطباء و صيادلة و أطباء أسنان و غيرهم من مستخدمي القطاع، ليتحملوا في المستقبل مسؤولية تسيير القطاع بشكل أفضل، بفضل المهارات الإدارية والقيادية والعلمية التي اكتسبوها و التي تمكنهم من العمل على تحسين المنظومة الصحية و الرفع من مستوى الرعاية الصحية للمواطنين و الارتقاء بالوعي الصحي للمواطنين.
وفي هذا الإطار، يسهر أعضاء النادي من خلال مختلف اللجان، على ﺗﻨﻈﻴﻢ دورات تكوينية ﻭ ﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻃﺒﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻌﻼﺝ، وتوفير تربصات للطلبة من أجل تحسين مستواهم التطبيقي، بالإضافة  للعمل على مد جسور تواصل بين الأطباء و الطلبة، لاكتساب خبرات تطبيقية في الميدان.
أما في ما يتعلق بنشاط النادي أثناء جائحة كورونا، فترتكز على التصدي للشائعات حول الفيروس و التوعية عن طريق قناة النادي، بالتنسيق مع أطباء وصيادلة.
النادي العلمي للصيدلة بالبليدة
نشاطات علمية للنهوض بالتخصص
يهدف النادي العلمي للصيدلة بالبليدة، الذي تم تأسيسه في مارس 2020، في قسم الصيدلة بكلية العلوم الطبية، إلى تطوير و تأطير قدرات طلبة هذا التخصص من أجل النهوض بالصيدلة في الجزائر و الاستثمار في الكفاءات، إضافة لإثراء البرنامج التعليمي للطلبة، و رغم ظروف الجائحة، وفق رئيس النادي حمزة كراش، إلا أن أعضاء النادي تمكنوا من تنظيم 11 ملتقى دوليا افتراضيا، شارك فيها خبراء من عدة دول.
كما ينظم أعضاء النادي محاضرات عبر تقنية الفيديو مع مختصين، من الجزائر و الخارج، إلى جانب تنظيم نشاطات تطوعية و نشر فيديوهات توعوية عبر مواقع التواصل.
علما أن النادي تؤطره البروفيسور بن عزيز وردة، رئيسة قسم الصيدلة بكلية الطب لجامعة البليدة.                        بن ودان خيرة