التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الاربعاء، رسالة عشية إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 نوفمبر)، قرأها نيابة عنه وزير...
تزدهر تجارة بيع و صناعة المثلجات عبر أحياء ولاية قسنطينة، مع بداية فصل الصيف، و ارتفاع درجات الحرارة، حيث تزداد رغبة المواطنين في البحث عن كل ما هو بارد و منعش، من مشروبات و عصائر و مختلف أنواع «الآيس كريم».
وهيبة عزيون
في جولة للنصر عبر عدد من شوارع وسط مدينة قسنطينة، لاحظنا عودة قوية لنشاط بيع المثلجات بمختلف أنواعها التقليدية و أيضا العصرية التي تحولت إلى نشاط مواز بالنسبة للكثير من محلات بيع المواد الغذائية و المطاعم ، بينما احتل بعض الشباب الشوارع و الأرصفة، لوضع آلات صناعة المثلجات و بيعها، وسط إقبال كبير من المواطنين عليها.
وحسب ما لاحظناه فإن هناك فئة واسعة أغلبها من الكهول و المسنين تستهويها المثلجات التقليدية و توقظ في أعماقها الحنين إلى الماضي و ذكرياته، في حين يميل الشباب إلى العصرية منها ، وفي غياب شروط تضبط و تتحكم في هذه التجارة، يحذر الأطباء من مخاطر إستخدام مواد منتهية الصلاحية أو غير محفوظة بطرق آمنة، في تحضير المثلجات التي قد تكون سببا مباشرا في حدوث تسممات غذائية.
المثلجات التقليدية.. طعم أصيل يستهوي كبار السن
لا تزال المثلجات التقليدية تحافظ على مكانتها، رغم ظهور أنواع جديدة عصرية بأشكال و ألوان و مذاقات مختلفة، تسيل لعاب المستهلك ، لكن يبقى للآيس كريم التقليدي طعمه المميز الذي يستهوي كبار السن أكثر من الشباب.
و لا تزال الكثير من محلات صناعة المثلجات وسط مدينة قسنطينة، محافظة على هذا النوع من المثلجات، بينما تطورت نوعا ما الآلات التي تحضرها و هي عموما إيطالية الصنع أو تركية، منها التي تستخدم في صناعة نوع واحد من المثلجات ، تتكون خلطته من الماء و السكر و حمض الستريك، و مستخلص الليمون، مع إضافة بعض الملونات، حسب الرغبة و الطلب .
قال رامي، عامل بأحد مطاعم شارع بلوزداد يخصص آلة واحدة لصناعة المثلجات كلما حل فصل الصيف ، إن زبائن المثلجات التقليدية هم عموما من الكهول و الشيوخ، و فئة قليلة من الشباب، و هي مقارنة بباقي الأنواع، لا تتطلب مكونات كثيرة لصناعتها، إذ ترتكز على كمية من الماء، حسب سعة الآلة ، و يتم مزج بضعة غرامات من السكر في الماء ،مع إضافة كمية مضبوطة من حمض الستريك و مستخلص الليمون ، و بعد مزج هذه المكونات جيدا ، يتم سكبها في الآلة التي يتم تنظيفها مسبقا، و وصلها بالكهرباء، و تستغرق العملية بين ربع إلى نصف ساعة، ليتجمد الآيس كريم، «كريبوني» ليصبح جاهزا للبيع و يقدم في أكواب بلاستيكية أو « كورني» ، حسب طلب الزبون .
أضاف رامي أنه يبيع يوميا ما بين 60 إلى 70 علبة مثلجات، مشيرا إلى أن عامل الطقس و موقع المحل، يتحكمان في عدد زبائن المثلجات، حيث يزيد التهافت عليها ، كلما ارتفعت درجات الحرارة، و يبلغ سعر المثلجات التقليدية بين 30 إلى 50 دج، حسب الكمية المطلوبة من قبل الزبون .
أما النوع الثاني من المثلجات التقليدية، فهو « لاكريم» و تختلف مكوناته عن الصنف الأول ، و عموما هو أقل طلبا من الأول و سريع التلف،لأن تحضيره يعتمد على البيض ، و يحضر بعدة نكهات كالفانيليا و الشكولاطة و الفراولة.
قال إبراهيم يوسفي، صاحب مطعم و محل لبيع المثلجات التقليدية بشارع عبان رمضان وسط المدينة ، أن تحضير هذا النوع يستغرق وقتا ، حيث يشرع في تحضيره يوميا في حوالي السادسة صباحا ، بوضع المزيج في الثلاجة إلى أن يصبح باردا ، و يتكون من الحليب و الفانيليا و البيض ،و بعد أن يصل إلى درجة منخفضة من البرودة، يتم تفريغه مباشرة في آلة المثلجات، و ينتظر حوالي ساعة ليصل إلى درجة التجمد، و يصبح كثيفا و جاهزا لتقديمه للزبائن في أكواب مختلفة الأشكال ، يشتريها، كما قال، من محلات بيع مواد التغليف بالجملة مقابل 5 دنانير للكوب الواحد، حسبه.
أضاف إبراهيم أنه متمسك ببيع المثلجات التقليدية، رغم ظهور أنواع عصرية و آلات جديدة، و يبيع يوميا من 70 إلى 100 وحدة، و يتزايد عدد الزبائن أو ينقص، حسب درجة الحرارة ، و عموما زبائنه ليسو من فئة الشباب، و أشار إلى أنه أدخل إضافات على هذه الأنواع التقليدية، كتزيينها بمواد ملونة مستخلصة من الشكولاطة و الفراولة و رشها بكميات من المكسرات، من أجل استمالة الزبون و إضفاء لمسة خاصة عليها، مؤكدا على أهمية احترام عامل النظافة عند تحضير المثلجات من مراقبة مدة صلاحية المواد الأولية و الأواني المستخدمة و تنظيف الآلة يوميا بمواد تنظيف فعالة، مباشرة بعد نفاد المثلجات لتي كانت داخلها.
« صوربي» يخطف الأضواء و يتحول إلى «بريستيج» الفتيات
تستهوي مثلجات « صوربي» العصرية فئات الشباب ، و منذ حلول فصل الصيف و ارتفاع درجات الحرارة ، عمدت الكثير من محلات بيع المثلجات ، و حتى المطاعم، إلى بيع هذا النوع ، و يمكن للمار عبر شوارع المدينة أن يصادف شبابا و شابات يحملون أكوابا بلاستيكية شفافة و مغطاة، بداخلها الصوربي الملون.
قال أكرم الذي يبيع هذا النوع بإحدى زوايا مطعمه بشارع بلوزاد ، وسط مدينة قسنطينة ، أن الفتيات أكثر طلبا له، و يعتبر تناوله نوعا من البريستيج بالنسبة إليهن ، و رغم أن ثمن الكوب يقدر ب 100 دج، غير أن الطلب عليه في تزايد، كمثلجات للتغلب على العطش و كذلك كمشروب بارد بعد تناول الوجبات السريعة.
ما يميزه عن المثلجات التقليدية، أن آلة تصنيعه مختلفة تماما عن الآلات القديمة فهي على شكل صهريج صغير الحجم شفاف اللون، يملأ بخليط سائل يشبه كثيرا مزيج المثلجات التقليدية، باستثناء البيض ، مع إضافة النكهات، و هنا يكمن الفرق، فهناك أكثر من 20مذاقا للصوربي ، و له عدة ألوان، حسب طلب و رغبة الزبون ، كما أن تحضيره يستغرق وقتا قصيرا جدا يتراوح بين ربع و نصف ساعة فقط ، ليتم تقديمه بعدها في كوب بلاستيكي جميل الشكل، يمكن حمله و التنقل به بسهولة ، عكس المثلجات التقليدية التي يجب تناولها بسرعة، قبل أن تذوب و من المحرج حملها و تناولها في الشارع و أنت تمشي.
قال أكرم أن الأكواب المخصصة للصوربي تباع ب50 دج للكوب الواحد في محلات الجملة ، و هذا هو سبب غلاء هذا النوع، مقارنة بأنواع أخرى ، بينما يبلغ ثمن الآلات التي تحضره بين 180 ألف إلى 200 ألف دج .علقت فتاة التقيناها أثناء اقتنائها هذا النوع من المثلجات، أنه لذيذ جدا و سهل الحمل و الاستعمال، مقارنة بالأنواع القديمة التي كانت تجد حرجا عند تناولها خارج المحل ، و حتى بعد ذوبانه يمكن تناوله كمشروب بارد و وضعه مرة أخرى في الثلاجة، عكس المثلجات التقليدية .
بالمقابل هناك أنواع أخرى من المثلجات المعلبة الجاهزة ، منها المحلي و المستورد ، تباع في محلات بيع المواد الغذائية عموما ، و هي توضع داخل ثلاجات خاصة بعدة أذواق و أحجام فردية و عائلية ، و تختلف أسعارها، حسب الكمية و البلد المصنع لها ، وهذه الأنواع تلقى هي الأخرى رواجا بين المواطنين وهي متوفرة حتى خارج فصل الصيف.
الطبيب أمين خوجة محمد ياسين
خطر التعرض لتسممات غذائية بسبب المثلجات وارد جدا
أكد الدكتور أمين خوجة محمد ياسين، رئيس مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى البير بقسنطينة، أن المثلجات قد تشكل خطرا على سلامة المستهلك و تسبب له تسممات خطيرة ،في حال عدم احترام شروط حفظ و تبريد المواد الأولية المستخدمة في تصنيعها ، لأنها سريعة التلف، على غرار النكهات و الحوامض و حتى المياه ، حيث أن حفظ هذه المواد في درجة حرارة أقل من 15 درجة مئوية، يجعل منها وسطا محفزا لتكاثر و انتشار البكتيريا ، التي تلحق أضرارا جسيمة بالمستهلك. كما أن المياه المستخدمة في تحضير المثلجات، يجب أن تكون نقية ، دون إهمال شرط تنظيف و تعقيم الآلات بشكل دوري، باستخدام منظفات و معقمات للقضاء على الجراثيم، و حتى الأكواب التي تعبأ بالمثلجات لتقديمها للزبائن ، يجب أن تحفظ في أماكن نظيفة، بعيدا عن الغبار ، و ينصح بعدم لمسها إلا أثناء استعمالها ، لأنها قد تكون سببا في حدوث التسممات.
كما حذر المتحدث من خطر وضع آلات صناعة المثلجات على قارعة الطريق تحت أشعة الشمس لساعات طويلة ، لأن ذلك يتسبب في تلفها و تكاثر الفيروسات ، بينما إذا تم تحضيرها بطريقة سليمة و آمنة ، فهي لا تشكل أي خطر على صحة الإنسان ، إلا عند الإكثار منها، إذ يمكن في هذه الحالة أن تتسبب في التهاب اللوزتين .
و من الأفضل تناول كميات محدودة منها، كما أكد الطبيب ، مضيفا أن مصلحة الاستعجالات الطبية في مستشفى البير، نادرا ما تستقبل حالات تسمم بسبب المثلجات، و أغلب التسممات سببها تناول أغذية فاسدة أو بسبب المياه الملوثة و العصائر و المشروبات.