الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
تقاوم محلّات بيع و طحن القهوة في قسنطينة من أجل البقاء، و رغم تناقص عددها و تراجع زبائنها ،لا يزال بعضها صامدا ينثر رائحة البن المحمص و المطحون بعناية فائقة، تعبق بها أزقة المدينة القديمة، و تدغدغ مشاعر المارة و العابرين لتعيد إليهم ذلك الحنين، لارتشاف قهوة العصر التي تطهى على الجمر في الإبريق أو الجزوة، و يجتمع حولها أهل البيت و الجيران و حتى العابرين على المكان.
و مع اكتساح القهوة الجاهزة و المعلبة للسوق و زيادة الطلب عليها، تراجع نشاط محلات طحن و بيع البن، و أغلق بعضها فيما تعد المتبقية على أصابع اليد، محافظة على نشاطها و زبائنها الأوفياء، الذين يقصدونها من كل الجهات لاقتناء كيلوغرامات من القهوة و سماع صوت المطحنة التقليدية، و هي تطحن حبيبات القهوة المحمصة، واستنشاق الحنين مع رائحتها.
محلّات تعطّر الأزقّة و الشوارع برائحة البن
تراجع عدد محلات طحن البن في قسنطينة بشكل لافت، و لم يبق منها اليوم في المدينة القديمة إلا القليل.
في جولة للنصر بعدد من الأزقة التي اشتهرت بهذه المهنة، كانت البداية من حي السويقة الذي تراجع فيه عدد هذه الدكاكين حيث لم تعد تحصي سوى ثلاثة محلات فقط ، و لا يزال السيد عمار محافظا على مهنة والده التي ورثها عنه، وفي حديثه للنصر أكد أن الروبيستا وهي إحدى أنواع حبوب القهوة لها زبائنها الأوفياء ،خاصة من كبروا مع عادات طحن القهوة في البيت أو الذهاب للدكان لانتقاء حبوب البن و مشاهدة عملية طحنها.
و أضاف المتحدث الذي وجدناه منهمكا في طحن كيلوغرامات من البن لزبائنه الذين يزورون المحل من مختلف الجهات، أن الأمر لا يقتصر على كبار السن فقط، فحتى الشباب يزورون محله لكن بأعداد محتشمة خاصة من عشاق القهوة الذين يبحثون عن النوعية و يعشقون رائحتها، فيغريهم منظر حبيباتها و طريقة طحنها، و منهم من يفضل الناعمة و منهم من يحبذ البن الخشن بعض الشيء،كل حسب طريقة تحضيره للقهوة إما في الإبريق على نار هادئة أو باستخدام الإبريق السريع "براس"، وفي كلتا الحالتين فإن مشاهدة طحن البن بالنسبة إلى هؤلاء متعة لا يضاهيها إلا ارتشاف فنجان من هذه القهوة.
و أكد السيد عمار أن عدد محلات البن قد تراجع بشكل لافت، فمثلا كانت السويقة وحدها تضم ما يقارب عشرة محلات، لكنها تناقصت اليوم إلى ثلاثة فقط، سواء بإهمال الأبناء لهذه التجارة بعد وفاة آبائهم ، أو باضطرار آخرين إلى تغيير النشاط بعد تراجع مداخليها.
و بالقرب من طاولات بيع اللحوم الحمراء في حي السويقة العتيق، يتواجد دكان ضيق لم يتسع سوى للمطحنة الحديدية و بعض أكياس القهوة،قال صاحبه السيد عبد العزيز إنه يمارس هذا النشاط منذ 13 سنة، مؤكدا أن هناك تراجعا كبيرا و عزوفا للزبائن على اقتناء القهوة في ظل منافسة شديدة من القهوة المصنعة و الجاهزة.
و أضاف عبد العزيز أن من يقتنون البن المطحون، هم عادة كبار السن ممن يفضلون مشاهدة العملية أمام أنظارهم، فيختارون نوعية القهوة منها البرازيلية و هي ذات حبيبات كبيرة و خفيفة الوزن ، و هناك قهوة بوركينافاسو التي تتميز بثقل حبيباتها ذات الحجم الصغير، و عند طحنها هناك من يفضلها ناعمة جدا لتحضيرها على الطريقة التقليدية ببتغلية الماء في الإبريق و إضافة بعض ملاعق القهوة حسب الرغبة، و هناك من يفضل المسحوق خشنا لاستخدامه في الآلة العصرية لطهي القهوة.
و على بعد أمتار يقف محل «سيدي بوعنابة» شامخا يتحدى الزمن، تنبعث منه رائحة القهوة التي تستميل العابرين إليها منذ سنوات طويلة،
و هناك بالداخل غرفة واسعة بها مطحنتان من الحجم الكبير و أكياس البن المتراصة فوق بعضها، إذ يعد المحل الأقدم في الولاية وله امتداد في حي بلوزداد و المدينة الجديدة علي منجلي، و على خلاف المحلات التي زرناها من قبل،لا يزال محل "سيدي بوعنابة" محافظا على زبائنه و حركيته، اقتربنا من العاملين بالمحل فرفضوا التصريح أو الكلام، فيما لم نتمكن من مقابلة مالكه الذي كان غائبا.
زبائن أوفياء لقهوة الروبيستا
لهذه المحلات زبائنها الأوفياء ممن يقصدونها من كل حد وصوب في الولاية، لاقتناء كيلوغرامات من البن و اختيار حبيباتها بعناية و مشاهدة طريقة طحنها و استنشاق الرائحة المنبعثة منها. و من أمام إحدى المحلات الثلاثة المتبقية بحي السويقة، قال أحد الزبائن في حديثه للنصر إنه رغم تغيير مقر سكنه من وسط المدينة صوب جبل الوحش، لا يزال يقتني بشكل منتظم القهوة من هذا الدكان، فهو لا يستعمل بتاتا القهوة الجاهزة لأنه لا يثق في مكوناتها و يفضل أن يختار البن بدقة، محافظا على عاداته التي توارثها من أسرته و تربى عليها،كما يورثها لأبنائه الذين ينوبون عنه في بعض المرات في شراء القهوة من حي السويقة. و قال زبون آخر قادم من حي القماص، إن الفرق بين القهوة المعلبة التي لا يستعملها إلا نادرا
و القهوة التي تطحن مباشرة في المحل، يكمن في الذوق، و يفضل الثانية لأن مكوناتها معروفة أما المعلبة فغالبا ما تكون مكوناتها مجهولة، أما أسعارها فهي ما بين 900 و 950 دج للكيلو غرام الواحد.
و قال السيد عمار صاحب محل لبيع القهوة، إنهم يقتنون أكياس القهوة من المخازن المتواجدة في شارع رومانيا
و كذا في الجهة السفلية للسويقة، و هناك يتم تحميص أطنان القهوة و تعبئتها في أكياس من القماش الخشن و غلقها بإحكام لبيعها لهذه المحلات ، كما أن بعض الزبائن ممن يقصدون المحل يفضلون إضافة الحمص إلى القهوة بعد تحميصه، لإضفاء طعم خاص عليها وهي عادة متوارثة في قسنطينة منذ القديم، و رغم أنها تناقصت إلا أن بعض الأسر لا تزال تحافظ عليها،
و أضاف المتحدث أن هناك من يفضل تحميص القهوة جيدا ليميل لونها إلى السواد ليكون طعمها مرا عند طهيها.
وهيبة عزيون