الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
تشهد منذ فترة، المساحات التجارية الكبرى و المحلات و الأسواق بمختلف ولايات وسط و شرق البلاد، حركية كثيفة للتجار و المواطنين على حد سواء، مشّكلة أجواء خاصة، صنعها نشاط البيع بالتخفيض للموسم الشتوي 2022، الذي لاحظت النصر تأرجحه بين الإعلان و التمويه و السرية أحيانا، رغم قرار وزارة التجارة الصريح القاضي بتجميده إلى تاريخ لاحق.
إ.زياري
يبدو أن تجار الملابس، الأحذية، الأفرشة، الأجهزة الكهرومنزلية و حتى الأواني، قد قرروا الشروع منذ نهاية شهر جانفي، في عملية البيع بالتخفيض التي سبق و أن أعلنت وزارة التجارة عن تجميدها، لدواعي وقائية، في ظل تفشي فيروس كورونا في البلاد، و طلبت من المعنيين التقرب من مديرية التجارة المؤهلة إقليميا، لطلب إلغاء رخصة ممارسة نشاط البيع بالتخفيض، الخاص بهذه الفترة.
إن التجار الذين قالوا لنا أنهم عانوا كثيرا من الكساد منذ بداية الجائحة، قرروا التعامل مع الوضع على طريقتهم، فعلقوا لافتات للإعلان عن البيع بالتخفيض للموسم الشتوي، و الملاحظ أن بعض اللافتات تبدو عملاقة و ملونة، تبرز نسب معتبرة من التخفيضات لجذب الزبائن، و أخرى صغيرة يستعملها من يتحايلون في التعامل مع الوضع، في حين ارتأى آخرون الاستغناء تماما عن كل أنواع اللافتات و الإعلان عن التخفيضات في مداخل متاجرهم، و لجأوا إلى الترويج لسلعهم و التخفيضات التي قرروا تطبيقها عبر صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، لاصطياد زبائنهم، أو قدموا عروضا للتسويق الإلكتروني و التوصيل. و منهم من لجأ إلى التمويه و السرية، و أخفى كل اللافتات و الإعلانات، مستعملين الأسلوب اللفظي المباشر، حيث تجد هذه الشريحة من التجار، يخبرون من يقصدهم من الزبائن، خاصة من معارفهم، بأنهم بصدد تطبيق تخفيضات معتبرة، دون تحديد نسبتها، و يدعوهم لاغتنام الفرصة لاقتناء ما يحتاجونه، قبل إلغاء العروض الجديدة المغرية، و هو ما رصدته النصر بعدد كبير من محلات الملابس و الأحذية بالمركز التجاري "الرتاج مول"، و أيضا مختلف محلات المدينة الجديدة علي منجلي و محلات وسط مدينة قسنطينة.
«الصولد» رغم الحظر
موسم البيع بالتخفيض الذي ينتظره الكثيرون، و ربما التجار بدرجة أكبر في ظل الركود و الكساد اللذين يعاني منهما القطاع منذ بداية تفشي فيروس كورونا، عاد مجددا و لكن بطريقة مغايرة، فرضها قرار تجميد التخفيضات من قبل وزارة التجارة من جهة، و قرارات التجار من جهة ثانية، حيث قرر الكثير منهم الشروع في البيع بالتخفيض رغم الحظر، معلنين عن تنزيلات في السلع، خاصة الملابس، الأحذية، و الحقائب بنسب متفاوتة.
إن المتجول عبر مختلف المراكز التجارية و المحلات و الأسواق الجزائرية، لا بد و أن تستوقفه عبارات التنزيلات، التخفيضات و تلك الأرقام المغرية التي تزين واجهات بعض المحلات بألوان جذابة، فقد قرر أصحابها تسويق سلع أكد لنا بعضهم أنهم ملوا من مشاهدتها مكدسة داخل محلاتهم، في ظل عزوف كبير عن الشراء من قبل المواطنين، نظرا لغلاء الأسعار و انخفاض القدرة الشرائية.
الشارع الرئيسي لمدينة الشراقة بالجزائر العاصمة، يعرف بحركيته التجارة الكثيفة، و لا يمكن لمن يزوره إلا أن يلاحظ أن معظم تجاره تبنوا إستراتيجية "الصولد"، فجل المحلات علقت لافتات عملاقة تسيل لعاب الزبائن بتنزيلات تصل إلى 70 بالمئة، حالها حال محلات الماركات العالمية بالمراكز التجارية الكبرى، على غرار مركزي باب الزوار و "آرديس".
إن المساحات العاصمية الكبرى، و إن قاطعت تنزيلات "بلاك فرايدي"، فإنها أعلنت عن تخفيضات إلى غاية نهاية فيفري الجاري، ما ساهم في تنشيط حركية هذه المراكز، وسط إجراءات وقائية صارمة طبقها مسيروها الذين يفرضون دخول عدد محدد من الزبائن أو الدخول بالتناوب.
تجار يمارسون البيع بالتخفيض «خفية»
في المقابل من ذلك، أثار قرار وزارة التجارة الذي بدا صارما، بعض المتعاملين الاقتصاديين، حيث أخفوا "رسميا" إعلاناتهم حول البيع بالتخفيض، ليبدو للزائر لأول وهلة، و كأنهم يبيعون سلعهم بأسعارها الاعتيادية، غير أن من يدخل المحلات، لا يسمع سوى عبارات الترحيب و التأكيد بأن المرحلة مخصصة للتخفيضات، ما فسره لنا بعض التجار بأنه خوف من العقوبات التي قد تفرضها مصالح الرقابة التابعة لمديرية التجارة التي تقوم بدوريات بين الحين و الآخر، بهدف ردع المتجاوزين.
من جانب آخر، لجأ تجار آخرون للترويج لسلعهم في هذه الفترة، بطرق خاصة، فمنهم من أعلن عن بيع جميع السلع بسعر واحد، مثل "كلش بـ100 ألف"، أو " قطعتان بسعر واحدة"، فيما اختار بعض التجار أسلوب الإغراء، من خلال تعليق لافتات كتبوا عليها "عروض مغرية لتفريغ المحل" أو عبارة "تغيير النشاط"، و هي كلها عبارات تجذب الزبائن و تغريهم بدخول المحل، للاكتشاف و إشباع الفضول، و لما لا اقتناء ما تيسر من سلع متاحة، بأسعار مخفضة.
تجار يستعينون بمواقع التواصل لتطبيق الصولد "السري"
قرار وزارة التجارة القاضي بتجميد البيع بالتخفيض إلى تاريخ لاحق، مس المراكز و المحلات، تفاديا للتجمعات، لكنه لم يشمل التسويق الإلكتروني، الذي تحول إلى قبلة للكثير من التجار من أصحاب المحلات، الذين دخلوا على الخط، و أطلقوا إعلانات إشهارية لمنتجاتهم التي تشملها التنزيلات.
هذا حال الكثير من المحلات التي أكد أصحابها أن جائحة كورونا أرغمتهم على اقتحام مجال البيع الإلكتروني الذي أكدوا أنهم يزاولونه كنشاط مواز، في محاولة منهم لإنقاذ نشاطهم و حماية أنفسهم من الإفلاس، كما عبر البعض، و هو ما تبنته الكثير من الماركات العالمية المعروفة الخاصة بالملابس و الأحذية، التي لطالما انحسر بيع منتجاتها على مستوى المحلات بالمراكز التجارية الكبرى.
و إن كان بعض التجار قد سلموا من متابعات أعوان التجارة، فإن الحظ لم يحالف البعض الآخر، فبعض التجار بدائرة عزابة في ولاية سكيكدة و أعلنوا عن تخفيضات مغرية جمعت عددا هائلا من الزبائن داخل أحد المحلات، فتدخلت مصالح الأمن لإخراج الزبائن، و أغلقت المحل كإجراء ردعي، يبدو أن التاجر سيدفع ثمنه باهظا، ما جعل بقية التجار يلتزمون الحذر و الحيطة، و يتوقفون عن الصولد إلى إشعار آخر.
إن البيع بالتخفيض، سواء كان بطريقة سرية أو علنية، فإنه و بقدر ما يثلج صدور الكثير من الزبائن الذين ينتظرونه بفارغ الصبر لشراء ما عجزوا عن شرائه بأسعاره العادية، فإنه يمثل باب رزق من نوع خاص حسبما استقيناه من بعض التجار، الذين يعانون من الركود، في ظل عزوف المواطنين عن الشراء، معتبرين أن هذه الفترة مناسبة لإنقاذ الموسم، و إنقاذهم، بدلا من تكدس السلع في المحلات إلى غاية موسم آخر، بعد أن تنتهي موضتها، و أجمع التجار و الزبائن الذين تحدثنا إليهم، بأنهم يتمنون الإعلان رسميا عن التخفيضات عن قريب، خاصة و أن الوضعية الوبائية في تحسن و الإصابات في انخفاض مطرد، و بذلك يستغنون عن الأساليب الملتوية و التمويهية في "الصولد" و يسترجع السوق حركيته تحت الشمس، و دون
مخاوف.. إ.ز