يشرف عليها جامعيون: صفحات على مواقع التواصل «تُرشد» الطلبة والباحثين

انتشرت في السنوات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي صفحات علمية تختص بمرافقة الطلبة والباحثين أكاديميا، وهي عبارة عن صفحات يسيّرها في العادة مجموعة من الأساتذة الجامعيين و المختصين في مختلف الشعب والمجالات، بهدف تحسين جودة البحث العلمي والقضاء على السرقة العلمية وتعرفا اهتماما كبيرا من قبل الجامعيين الذي حول نسبة كبيرة منهم اهتمامهم نحو المكتبات الالكترونية.

  رونق بوشارب

الرابط أقصر طريق نحو المعلومة
 و يقدم مسيرو هذه الصفحات و غالبيتهم طلبة باحثون و أساتذة، مجموعة من الروابط لكتب إلكترونية متخصصة ومواقع علمية هامة وعروض منح دولية وروابط لقنوات تعليمية وتجارب لباحثين من مختلف أنحاء العالم.
وتلقى هذه الصفحات تفاعلا كبيرا من قبل الطلبة من مختلف الفئات والأطوار، خصوصا طلبة طوري الماستر  و الدوكتوراه، لما تحمله من خدمات وتسهيلات وتنظيم للمعلومات وتصنيفها بشكل يدعم البحوث العلمية.
فيسبوك في خدمة الجامعة
وتعتبر صفحة «أرتيكل» على الفايسبوك من بين أهم الصفحات العلمية الجزائرية التي تنشر محتوى غزيرا ومتنوعا بما يخدم تخصصات العلوم الإنسانية والتقنية، حيث يقوم عليها مجموعة من الأساتذة ممن تحصلوا على درجة الدكتوراه في مجالات مختلفة، وهي صفحة تحظى اليوم بمتابعة كبيرة، إذ يبلغ عدد المتابعين لها حوالي 645 ألف متابع، كما يصل عدد المشاهدات لمحتواها الرقمي لحوالي 4 ملايين.
ويقول الأستاذ فاروق سلطاني أحد مسيري هذا الفضاء، بأن صفحة أرتيكل، تحمل توجها أكاديميا خالصا، و لا تقوم على أي غرض ربحي أو مادي، لاسيما وأنها تقدم المعلومات لمساعدة الطلبة وتوجيههم وإثراء رصيدهم المعرفي بدون أي مقابل، وتعنى بطوري الماجيستير والدكتوراه.
ونظرا لمحتواها الهادف، فقد استطاعت حصد تفاعل طلبة ومتابعين من مختلف الأطوار الجامعية على غرار الليسانس و الماستر، إضافة إلى شرائح اجتماعية أخرى، خاصة في الفترة بين 2019 و 2021 تزامنا مع أزمة كورونا والتوجه نحو التدريس عن بعد، حيث وصلت عدد مشاهداتها إلى ما يقارب 30 مليون مشاهدة.
وعن محتوى الصفحة يقول سلطاني، أنها تقدم محتوى توعويا تحفيزيا، إذا يعاني الباحثون من ضغوطات نفسية وعملية كبيرة تعرقل وتؤخر إنهاء أطروحاتهم ومقالاتهم خاصة الباحثات اللواتي لا يستطعن التوفيق بين المشاغل الحياتية والوظيفية و البحث العلمي الذي يحتاج إلى التفرغ  فلا يجدن الوقت الكافي لترتيب أمورهن العلمية. و أضاف، أن صفحة أرتيكل، تعرض مجموعة من الندوات العلمية عن بعد، يؤطرها أساتذة مختصون في ميدان منهجية البحث، حيث تجرى عادة في الفترات المسائية، إضافة إلى دورات تكوينية لتوجيه طلبة الماستر و المقبلين على اجتياز امتحان الدكتوراه، من خلال استعراض باحثين يقومون بسرد تجاربهم الشخصية، فضلا عن إقامة لقاءات علمية رفيعة المستوى يتم فيها استقبال كفاءات جزائرية، دولية لها بصمتها العلمية في مجال التخصص، من أجل الإقتداء بتجاربهم والانتفاع منها، مثل استقبال العالم الجزائري الدكتور كريم زغيب المقيم حاليا بكندا، واستضافة كفاءات شبانية عرض غالبيتهم تجاربهم البحثية في جامعات المهجر.
بوابة لاقتناص المنح الدراسية
وأكد سلطاني، أنهم يقدمون أيضا معلومات متعلقة بالجديد الذي يخص البحث العلمي من عروض منح دولية و منشروات قانونية محددة لكيفية تنظيم مسابقة الدكتوراه بالإضافة إلى خدمات تعرضها الصفحة، لصالح الطلبة والباحثين وهي مجانية باعتبار الصفحة غير ربحية، كاقتراح ترجمة ملخصات الباحثين ومقالاتهم من قبل أستاذة متخصصة في المجال تنشط عبر  هذا الفضاء، إضافة إلى نشر روابط لكتب إلكترونية مجانية بصيغة «البي دي أف» وكذا روابط لمواقع وتطبيقات ومحاضرات علمية تسهل على الطالب عملية البحث بطرق أكثر سلاسة وتنظيما.
من جهتها، تقول إيمان باهي للنصر، وهي باحثة في طور الدكتوراه، أن اعتمادها على هذه الصفحات العلمية أصبح كبيرا خاصة بعد نجاحها في مسابقة الدكتوراه، لأن البحث العلمي يتطلب الكثير من المراجع والمناهج وحضورا مكثفا للمحاضرات العلمية والندوات، مؤكدة، بأنها و منذ ولوجها إلى هذه الصفحات، تخلصت من عناء التنقل لمسافات طويلة من أجل حضور ندوة علمية أو محاضرة، فقد أصبحت تتلقاها بطرق سهلة ومجانية، إضافة إلى تحميلها لمختلف الكتب المجانية بصيغة «البي دي أف» لاسيما وأنها تتوفر في مواقعها الأصلية بتكاليف وأسعار قد لا يتمكن الباحث البسيط من تحملها نظرا لمحدودية قدرته المادية، وأوضحت إيمان أنه إضافة إلى هذه الصفحات، توجد مجموعات مغلقة يتم إنشاؤها من طرف باحثين في طور الدكتوراه على غرار مجموعة «تحدي إتمام الأطروحة»، يتم من خلالها اقتراح برامج تشجيعية من أجل إنهاء الأطروحات في وقت قياسي و هو ما شجعها على العمل ورفع التحدي بمرافقة زملاء لها.
وفي سياق آخر، قالت أمينة، وهي طالبة جامعية في طور الماستر، تخصص العلوم الإنسانية، أنها لا تحبذ الذهاب إلى مكتبة كلية الجامعة، لاسيما مع محدودية الوقت المتاح للطلبة، والذي لا يزيد عن يومين فقط كل أسبوع، وهو وقت غير كاف للبحث في جميع القواميس حسبها، ولا يمكن خلاله قراءة الكتب بشكل كامل، كما أكدت أنها لا تستطيع اقتناء كتاب دون الإطلاع على محتواه كاملا، ولذلك فقد حمّلت تطبيق التيليغرام، لتكتشف أنه يحتوي على قنوات علمية متخصصة في مجالها مثل قناة «علوم الإعلام و الاتصال» وهي قناة تقول محدثتنا، أنها تحتوي على كتب حصرية ومجانية وسهلة التحميل، كما يسهل عليها الواصل عبر المجموعات البحثية، عملية البحث من خلال توفّرها على روابط لمواقع وتطبيقات تعمل بتقنية البحث الآلي فبمجرد كتابة الكلمة المفتاحية أو اسم المؤلف يتم عرض الكتاب مباشرة، وهذا راجع إلى كون القائمين على الفهرسة في قناة المكتبة متمكنين جيدا.
بينما أكدت ندى وهي طالبة أخرى، أنها تعتمد على الإنستغرام، لأجل الحصول على روابط تعليمية لفيديوهات ودروس على اليوتيوب، إضافة إلى البث المباشر للمحاضرات والدورات المجانية من طرف مختصين وأساتذة متطوعين من مختلف الدول العربية، وأضافت، أن تخصصها «الصيدلة» يحتاج لتعزيز المعارف ودعم البحث العلمي من مصادر ومواقع توضع بشكل سهل ومنظم على غرار الصفحات التي توفّر  عدد من المراجع في منشور واحد.