الجمعة 1 نوفمبر 2024 الموافق لـ 28 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub
الحكومة تدرس آليات ضبط السوق والوقاية من أخطار الكوارث
الحكومة تدرس آليات ضبط السوق والوقاية من أخطار الكوارث

ترأس الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، اليوم الخميس، اجتماعا للحكومة، خصص لدراسة مشاريع مراسيم تتعلق بالوقاية من أخطار الكوارث وانفتاح مؤسسات...

  • 31 أكتوير
للتأكيد على مواصلة تطوير التعاون الثنائي بين البلدين:   صندوق استثماري جزائري- عماني لتمويل المشاريع المشتركة
للتأكيد على مواصلة تطوير التعاون الثنائي بين البلدين: صندوق استثماري جزائري- عماني لتمويل المشاريع المشتركة

• توافق الجزائر وعُمان على تعميق العلاقات وإعادة تفعيل آليات التعاون• اتفاق على تكثيف التواصل وتبادل الزيارات بين مختلف الجهات المعنية قررت الجزائر وسلطنة عمان، إنشاء صندوق...

  • 30 أكتوير
رئيس الجمهورية يتقدم بأخلص تعازيه إلى عائلة المجاهد: وفاة قائد الولاية التاريخية الأولى العقيد الطاهر زبيري
رئيس الجمهورية يتقدم بأخلص تعازيه إلى عائلة المجاهد: وفاة قائد الولاية التاريخية الأولى العقيد الطاهر زبيري

انتقل إلى رحمة الله أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة المجاهد العقيد الطاهر زبيري، قائد الولاية التاريخية الأولى وعضو مجلس الأمة السابق، عن عمر ناهز 95...

  • 30 أكتوير

صاغة و حرفيون من قسنطينة يؤكدون: الحلي التقليدية الجزائرية تتميز برمزية تترجمها التفاصيل

«خيط الروح» و «السخاب» و «المخبل» و «المقياس»، هي حلي شهيرة تتزين بها المرأة الجزائرية منذ أمد بعيد، في الأفراح والمناسبات، وقد تشكلت بينهما علاقة وطيدة على اعتبار أن لهذه الحلي رمزية ثقافية، وهي ترجمة لبعض الأفكار و شكل من أشكال التعبير عن الذات أيضا، و يؤكد حرفيون في صناعة الذهب بقسنطينة، بأن كل حلية منها تعد كتابا مفتوحا يروي كثيرا من التفاصيل التي تخص الوضعية الاجتماعية للمرأة و يترجم جانبا من المعتقد أحيانا.

رميساء جبيل

تراث براق
النصر، زارت عددا من محلات الصاغة بوسط مدينة قسنطينة القديمة، انطلاقا من شارع ديدوش مراد و وصولا إلى زنقة مقيس والرصيف، وهناك وقفنا على تنوع كبير في العرض، ورغم تعدد التصاميم و حداثتها، إلا أن القطع  التقليدية لا تزال تتميز داخل الواجهات الزجاجية للمحلات، و تخطف بجمالها وبريقها اهتمام النساء، بما في ذلك «المخبل» المزين بـ «الجوهر الحر» و الملحوم بدبابيس مرصعة بالأحجار الثمينة و «الجبين» الذي يتناغم فيه لون الفضة مع لون الذهب و «السخاب» الفخم الذي يعبق برائحة العنبر، إلى جانب «مقياس الصم» و «خيط الروح»  و غير ذلك من القطع التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمرأة القسنطينية والجزائرية بالعموم.
في الرصيف، بحثنا عن محل محمد منيعي، و هو واحد من أشهر صاغة المدينة وأقدمهم، افتتح أول ورشة له سنة 1957و  ما يزال المحل ناشطا إلى أيامنا هذه، بعدما التحق بالحرفة أفراد من العائلة وأحفاد كذلك.
قابلنا بداية، كلا من الأخوين شوقي ومروان، اللذين يعملان في محل شقيقهما محمد، فحدثانا عن خلفية صناعة بعض الحلي الجزائرية، على غرار خيط الروح كبير الحجم، الذي يلبس في الرقبة و تزينه تيجان صغيرة، وهي حلية تشتهر أيضا في دول أخرى قريبة، بحكم التقارب الجغرافي ونجدها حتى في تركيا  وقال شوقي، إن المخبل على غرار خيط الروح، يوجد في الجزائر وفي تونس كذلك، أما السخاب فهو جزائري فقط تتشارك في حبه نساء العديد من المدن، و يشتهر أكثر في قسنطينة و منطقة أولاد نايل مع اختلافات بسيطة في التسمية والصناعة.
أنواع خيط الروح الجزائري

شوقي صاحب 57 سنة، أوضح، أن الجزائر تعرف بأنواع مختلفة من خيط الروح، منها ما يعلو جبين المرأة و منها ما يوضع في الرقبة وهو النوع الأكثر رواجا بقسنطينة، ويعود تاريخ تواجده في المنطقة إلى ما قبل الحقبة الاستعمارية.
و اشتهر تصميم خيط الروح حسب المتحدث، في السنوات السابقة بتثبيت تيجان صغيرة فوق الحلقات الأمامية للقطعة، وما يزال يباع ليومنا هذا على هذه الشاكلة، لكن الطلب عليه تراجع مع ظهور نوع أكثر عصرنة وبساطة يخلو كليا من التيجان.
قال شوقي، إن طريقة تصنيع خيط الروح تقليدية محضة، وتندرج في سياق الذهب « المصموت»، أي الذي يتم سكبه في قوالب منقوشة بعد إذابة معدن الفضة، مع العلم أن هذه القوالب لا تشترى و إنما تصمم وتورث عبر الأجيال، و تتميز بثقل وزنها وصلابتها.
ولصناعة خيط الروح كما قال المتحدث، فإنهم يضعون رمل الوديان في قالب يسمى « الترزق» و بعد تنعيمه جيدا، يثبت عليه القالب المنقوش الذي يصنع من الفضة كذلك، ويسكب عليه المعدن الفضي ليأخذ شكل النقش أو الزخرفة، ليتم فيما بعد قصها وتعديلها.
بعد ذلك توضع كل قطعة داخل معدن مقعر يتناسب مع قطرها وتطرق لتصبح عبارة عن نصف دائرة مجوفة من الداخل، تطلى الجهة المبطنة بالذهب الأحمر أو الوردي، و تثبت بالشمع على لوح خشبي، ثم يبدأ الحرفي بثقبها وتزيينها بالأحجار و إعادة نقشها من جديد، إلى أن تتم كل مراحل صناعتها.
ويتكون عقد خيط الروح من 18 وردة صغيرة، تتدلى منها خمس دمعات، يستغرق إنجازها مدة شهر كامل، ويصل سعر القطعة الواحدة حديثة الصنع إلى 300 ألف دج، فيما يباع التصميم المزين بالتيجان الصغيرة بسعر 330 ألف دج فما أكثر.  أما الجبين فيتجاوز سعره 120 ألف دج، وهو سعر لم يمكن يتعدى خلال سنوات السبعينيات 3500 دج.
يبطّن بالذهب الأحمر عيار 750 قيراطا
وأكثر ما يميز خيط الروح الجزائري حسبه، هو التقنية و مراحل تصنيع القطعة، حيث تصنع واجهة الحلية من الفضة المرصعة بحجر «الزركون» غير القابل للتلف حتى بفعل النار أو روح الملح، و يبطن من الداخل بذهب أحمر أو وردي عيار 750 قيراطا، أي ما يعادل 18 قيراطا من الذهب الأصفر، أما في الدول الأخرى فيتم استعمال ذهب بعيار 9 أو 14 قيراطا، و يعود استخدام هذا المعيار كما قال، إلى الفترة الاستعمارية، بحكم أنه كان مفروضا على الحرفيين.
وأوضح محدثنا، أن لكل نوعية من الذهب سبيكة خاصة، فالذهب الأخضر الذي يستعمل في  حلي «الفتلة» يعتبر صافيا جدا، يضاف إليه معدن الفضة فقط، أما الأصفر فيمزج معه خليط من الفضة والنحاس بكميات متفاوتة.
الدلالة الاجتماعية للحلي
و أكد الأخوان، أن خيط الروح، الذي يوضع على الجبين يشتهر أكثر في العاصمة، كما يوضع أيضا على الرقبة، أما في قسنطينة فقد جرت العادة، أن ترتدي النساء الحلية في الرقبة فقط، وأضافا أنه توجد قطعة مشابهة لخيط الروح في الغرب الجزائري وتحديدا في تلمسان و تعرف بـ « الزروف»  لكنها حلية تختلف قليلا من حيث التصميم.
ويتشكل خيط الروح بمختلف أنواعه عموما،  من عقد مكون من عدة أحجار دائرية صغيرة، يتدلى من بعضها ما يشبه الدموع و حسب شوقي، فإن هذه القطعة تصف حالة المرأة الاجتماعية فالعازبة ترتدي خيط الروح الذي يحتوي على دمعة واحدة، فيما تلبس المتزوجة حلية بثلاث دمعات.
قال شوقي، إن خيط الروح ارتبط دائم بالطبقة البرجوازية فلم يكن في استطاعة بقية الأشخاص الحصول عليه، كونه كان يرصع بالماس الوردي، و مع تغير الأزمنة وتراجع المستوى المعيشي، فضل الحرفيون استعمال حجر الزركون، كبديل للألماس، ليشيع استعماله لدى كافة طبقات المجتمع، ويزيد الإقبال عليه أكثر.
يذكر، أن هناك قصة تروى عن أصل ظهور هذه الحلية، حيث يقال، إن عروسا من عائلة ثرية زفت إلى رجل بسيط فأهداها يوم عرسها عقدا صغيرا، لكن والدتها استشاطت غضبا ولم تقبل به و ووصفت الحلية بأنها رقيقة جد كخيط الروح، فحزنت الفتاة، غير أن والدها أراد أن يكرم الرجل الشهم وابنته فألبسها العقد على جبينها كأنها أميرة.

زين الخد و القطينة و الدحة
وما تزال هذه الحلية تلقى إقبالا كبيرا، فهي قطعة رئيسية في جهاز العروس، خصوصا وأن تصميمها يتناسب مع مختلف الأزياء التقليدية وحتى العصرية، و كثيرات حسب الصائغ، يفضلن لبسها مع فساتين السهرة كطقم كامل من العقد إلى الأقراط و سوار اليد.
أما بالنسبة للسخاب، فقد أوضح  شوقي، أن أصله قسنطيني، لكنه ينتشر في مختلف ربوع الوطن، حيث يعرف في منطقة الشاوية كباتنة و الجلفة بـ «عرب البر» ويتم صنعه من معدن الفضة و يصنع في العموم بطريقتين
«المصبوب» أو «الفتلة»، و تجمع القطع بخيط من العنبر المشغول يدويا، أما في قسنطينة فيصنع السخاب، من الذهب وقليلا ما يصنع من خليط الفضة والذهب.
الحلية معروفة أيضا، منذ الفترة التي تسبق الاستعمار الفرنسي للجزائر، و تتكون من « 6 اسطوانات ذهبية صغيرة « جعبات»   ودمعة ذهبية جميلة و مشبكين
«المسكة و الكروشيات»، و تضاف إلى التصميم أحيانا كريات صغيرة كي يصبح أطول.
وتتميز الحلية التي تنطلق أسعارها من 250ألف دج، بسواد العنبر الذي يجمع كل قطع الذهب، وهي كريات صغيرة تصنعها سيدات من نبتة العنبر التي تجفف ثم تعجن مع خلطات أخرى، ثم تشكل و يضاف إليها «الند» لتعطيرها طبيعيا، وهنا أوضح الصائغ، أن هناك من يتحايلون بإضافة النشاء إلى العنبر الأمر الذي يتسبب في تلفه و تغيير لون قندورة القطيفة التي يوضع عليها.
محدثنا، أشار إلى قطع حلي أخرى كانت معروفة لكنها اندثرت منها «الدحة ومقياس الصم» ثقيل الوزن الذي قد يصل سعره إلى 90 مليون سنتيم، إضافة إلى  «مقياس الشمس» و «زين الخد»  الذي يشبه القرط ويلبس مع
«الشدة التلمسانية و الشاشية و القرن» وهي إكسسوارات للرأس تزين بقطع « اللويز»  أو « السلطاني» ، إلى جانب « القطينة»  وهي حلية قديمة تشبه العقد الطويل قد يصل سعرها إلى 350 ألف دج.
أسرار متوارثة
في محل آخر بزنقة مقيس، قال الصائغ، إن خيط الروح و المخبل و السخاب، حلي يدوية الصنع  تشكل إما عن طريق « الصب أو الجر» وهو ما يضاعف قيمتها، مضيفا أن صناعة المجوهرات حرفة صعبة تقوم على أساسيات وأسرار متوارثة، فالسخاب حسبه، يصنع من الذهب الأحمر والأخضر والأصفر، باستخدام ذهب من عيار 24 قيراطا، يحول  إلى 18قيراطا، وتحتسب قيمة كل نوع من الذهب بشكل مختلف.
يتراوح سعر السخاب المعروف باسم « لحجر»، والذي يصنع من الذهب والفضة ويرصع بالأحجار الكريمة، بين 200 إلى 300 ألف دج، أما النوع المصنوع من الذهب دون الفضة فيباع ما بين 840 ألف دج 120 مليون سنتيم.
و بخصوص المخبل، فقد جرت العادة حسبه، أن يصنع بمزيج من الذهب والفضة والأحجار، إلى جانب « الخرز الأبيض» الجوهر» ويباع  بأسعار تفوق 50 ألف دينار، أما « الفردة» وهي نوع من أساور اليد،  فيمكن صناعتها من الذهب أو الحجر وأسعارها في العموم تبدأ من 50 ألف وتختلف كما قال، باختلاف الوزن و نوعية العمل و جودة الذهب.

Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com