الخميس 28 نوفمبر 2024 الموافق لـ 26 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub
الأمن الغذائي ورفع قدرات تخزين الحبوب على طاولة الحكومة:  خارطــــة طريــــــق حكوميــــــة لتجسيـــــد تعليمــــــات الرئيــــــــس
الأمن الغذائي ورفع قدرات تخزين الحبوب على طاولة الحكومة: خارطــــة طريــــــق حكوميــــــة لتجسيـــــد تعليمــــــات الرئيــــــــس

شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...

  • 27 نوفمبر 2024
الحصيلة العملياتية للجيش الوطني الشعبي من 20 إلى 26 نوفمبر
الحصيلة العملياتية للجيش الوطني الشعبي من 20 إلى 26 نوفمبر

سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...

  • 27 نوفمبر 2024
 رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلــ،ـــســ،طــ،ينــ،ـي
رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلــ،ـــســ،طــ،ينــ،ـي

وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الاربعاء، رسالة عشية إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني  (29 نوفمبر)، قرأها نيابة عنه وزير...

  • 27 نوفمبر 2024

محليات

Articles Bottom Pub

عراقة التاريخ وسحر الطبيعة: المنابع العذبة بقالمة قبلة لمرضى و صائمين

تزخر قالمة، بالمنابع المائية العذبة المنبعثة من أعماق الأرض منذ عقود طويلة، بعضها ما يزال يغدق بنعمه على الإنسان و كائنات حية أخرى، و البعض أثرت عليه التغيرات المناخية و موجات الجفاف المتعاقبة على المنطقة في السنوات الأخيرة، و أصبح ذكرى من الماضي، مع ذلك فقد زاد الاهتمام هذا الموسم، بما تبقى من المنابع الطبيعية العذبة عبر مختلف بلديات الولاية، المقبلة على أزمة عطش بعد جفاف السد الكبير و هبوط مستوى الآبار العميقة، و انطلقت عمليات التهيئة و الصيانة و تعبيد الطرقات الريفية المؤدية إليها حتى يتمكن الناس من الوصول إلى المياه.

يعود الحنين إلى أمنا الأرض مع حلول رمضان، و يخرج عشاق المنابع بحثا عن ماء عذب يجعلهم يدركون قيمة النعم، و يكفون عن إلحاق الأذى بالطبيعة التي تتعرض لإجهاد كبير و تكاد تصبح غير قادرة على إطعام البشر و تأمين حاجاتهم، وقد قادتنا جولة رمضانية ممتعة إلى بعض المنابع التي ما تزال تنبض بالحياة بمدينة قالمة، و التي منها منابع ترتبط بتاريخ عريق، و منها ما تروى حوله القصص و الأساطير و تحيط به الخرافة المتوارثة من جيل إلى جيل.
نقص التموين بالمياه يضاعف الحاجة إليها
يخرج هواة المنابع في رمضان كل مساء، متجهين صوبها، حيث المياه العذبة التي لم تمسسها يد البشر بسوء، بعضهم يقطعون مسافات طويلة و تغريهم الطبيعة بالبقاء فيها حتى المغيب، و البعض يكتفون بالتنقل إلى المنابع القريبة التي يعرفونها ويترددون عليها دائما، بينها منابع قديمة تعود إلى مطلع السبعينيات، قبل بداية النزوح الريفي و الهجرة نحو المدن بسبب  تردي الوضع الأمني منتصف التسعينيات، لتتحول مواقعها إلى مناطق مهجورة تحيط بها منازل منهارة تتوسط الأراضي التي غزتها الأشواك و صارت بورا.   
و لم تعد مياه الحنفية تقنع الصائمين و لا المياه المعدنية المكلفة صارت مناسبة كبديل، فظهرت الحاجة إلى مصادر المياه المتبقية في الطبيعة لذلك أصبحوا يقصدون المنابع في رمضان بلا انقطاع، و معهم تجار المياه الذين يزدادون عددا، حتى أنهم باتوا يعتقدون بأن فرصتهم سوف تكون أقوى عندما تشتد أزمة العطش المتوقعة هذا الصيف عبر بلديات قالمة، خاصة وأنها كانت تمون من سد بوحمدان الكبير الذي يوشك على الجفاف.
منابع سلاوة عنونة... سياحة و تجارة

منابع سلاوة عنونة، القلعة الرومانية الحصينة هي قبلة للصائمين و عابري السبيل، منها يشربون و في ظلال أشجارها ينامون و يستريحون هربا من الشمس الحارقة و طول المسير على الطريق الوطني رقم 20، الذي زاد قربه من أهميتها، تعرف المنطقة توافدا على عين البيضاء و عين غراب و عين البستان، وهي من أشهر منابع بلدية سلاوة عنونة، وما تزال كلها تنبض بالحياة مستمدة قوتها من التلال و الجبال الصخرية الرمادية التي تعرف تساقطا للثلوج كل شتاء فتخزن الماء في الأرض و تخرجه من منابع مختلفة تبعث البهجة في النفوس و تغري الصائمين من السكان المحليين و المارة الذين يحطون الرحال بالمنطقة و يتخذون من عين البيضاء موقعا للراحة يشربون، منها عندما يداهمهم موعد الإفطار و يستريحون في ظل بساتينها.
و قد اكتشف الرومان منابع سلاوة عنونة و عرفوا أهميتها فأقاموا حولها مدينة مزدهرة لا تزال بعض آثارها قائمة إلى اليوم، بموقع تيبيليس الشهير، و منذ ذلك التاريخ و سلاوة عنونة موطن للمياه العذبة و قبلة للسياح و الصائمين في رمضان.  
و لا ينقطع زوار عين البيضاء على مدار الساعة، حيث صارت أيضا موقعا للتجارة في رمضان و خارجه، فهنا يبيع السكان الحليب و اللبن و كل ما جادت به الطبيعة من خضر و فواكه برية و أزهار الربيع الجميلة.
و يعد الخرشوف و الزعرور البري و السبانخ من أهم المنتجات الطبيعية التي تباع بمحاذاة منبع عين البيضاء، الذي يعتبر شريانا للحياة الاقتصادية و الاجتماعية بولاية قالمة. و عليه  تعمل مصالح البلدية، على صيانته إلى جانب منبعي البستان و وسط المدينة و تفرض حماية عليها حتى لا تتعرض للاعتداء و التلوث، و هي منابع مفتوحة أمام الزوار على مدار اليوم.
يوجد أيضا، ببلدية سلاوة عنونة، منبع آخر لا يقل أهمية عن منبع عين البيضاء، وهو منبع عين غراب، موطن القمح البليوني الشهير، تتدفق مياهه بقوة دون انقطاع، وقد أقيمت حوله قرية فلاحية على أنقاض مزارع الكولون الذين غزوا السهل الزراعي الخصيب و جعلوا أهله عبيدا قبل أن يندحروا و يغادروا بلا رجعة.

يأتي الصائمون و تجار المياه من وادي الزناتي و سلاوة عنونة و رأس العقبة و غيرها من المدن و القرى المجاورة، إلى عين  غراب عبر طريق ريفي معبد أنهى عزلة خانقة استمرت لسنوات طويلة، و كانت سببا في هجرة ما تبقى من سكان القرية الفلاحية التي بناها الرئيس الراحل هواري بومدين، قرية عاثت فيها عصابات المواشي و الجماعات الإرهابية فسادا حتى صارت اليوم، أطلالا تروي قصة مأساوية لكل عابر  و  زائر   لمنبعها العذب الذي تحيط به البساتين المهجورة و الدور المهدمة من كل الجهات.
يقول سكان عين غراب القدامى، بأن معمرة مالطية اسمها «بوديس جولييت» كانت تعيش هنا و تبسط يدها على الأراضي الزراعية الخصبة  و جعلت من السكان خماسة و عبيدا بحقول القمح و مزارع الغنم و الأبقار، تركب حصانها الأبيض و تشرب من عين غراب و تتفقد أملاكها التي انتزعتها من أصحابها بالقوة.
منابع سيلن و طلحة بعين بن بيضاء... أرض الأساطير

تطل عين بن بيضاء البلدية الفتية بولاية قالمة، على البحر الأبيض المتوسط و سهل عنابة الخصيب، لكن قراها و أحياءها  تعاني من العطش و المياه المالحة، يوجد بها القليل من المنابع الجبلية العذبة التي نجت من عدوى الملوحة التي تجتاح الإقليم الشرقي للولاية، على غرار منابع سيلن و طلحة المتدفقة من أعماق الأرض منذ زمن بعيد، والتي تستمد حياتها من جبال هوارة التاريخية حاضنة الثورة المقدسة و قاعتها الشرقية الحصينة.
يقصد سكان عين بن بيضاء و بني مزلين و سيدي عيسى و الذرعان و عنابة، منابع سيلن العذبة في رمضان، للحصول على المياه و التجول في المنطقة الريفية الجميلة التي كانت بها تجمعات سكانية آهلة، قبل حدوث النزوح و الهروب الكبير. وهو منبع قوي يشرب منه الإنسان و الحيوان و يبحث مرضى عن الشفاء في مياهه التي يقال بأنها مناسبة للأطفال و يقف أمامها الطب الحديث عاجزا، كما يؤكده عبد الكريم جميلي، أحد سكان المنطقة، مضيفا بأن عين بوعفا الله، صارت مقصدا للباحثين عن العلاج لأطفالهم المرضى و الراغبين في المياه العذبة في رمضان.
 و قد نسجت الأساطير حول منابع سلين و طلحة و سيدي جميل، وما تزال الأجيال ترويها إلى اليوم، بينها قصة الفتيات السبع اللواتي وضعهن والدهن داخل ملاذ آمن و ترك لهن مؤونة عامين و ذهب إلى الحج مشيا على الأقدام داعيا الله أن يحفظهن من كل سوء.
و ما يزال سكان المنطقة يزورون موقع الفتيات و يستعيدون تلك القصة التي تعبر عن تقديس الشرف و تمسك الأجداد بالأرض و بقيم الإسلام.
عين غرور بحمام النبائل... وذكرى كاتب ياسين

عين غرور، هي كذلك عين جارية ماؤها عذب زلال، لا يتوقف عن الجريان، يروي ظمأ الإنسان و يسقي بساتين التين  و العنب و الرمان، بجنة صغيرة أقامها السكان القدامى بالمنطقة و بينهم أجداد كاتب ياسين الذين شيدوا المباني و دور العلم حول المنبع، و عاشوا حياة سعيدة آمنة قبل أن يصلهم الغزو الفرنسي و يهدم بيوتهم و يقتل رجالهم و يشرد من تبقى منهم في أصقاع الأرض، في قصة مأساوية جسدها كاتب ياسين في مؤلفاته « نجمة و الأجداد يزدادون ضراوة و الجثة المطوقة و المضلع الكوكبي».
تتحول عين غرور كل رمضان، إلى مقصد للصائمين و الباحثين عن جمال و هدوء الطبيعة و عبق التاريخ، و بالرغم من صعوبة الطريق المؤدي إليها، فإن الحركة لا تتوقف انطلاقا من حمام النبائل و من قرية وادي المالح وهي الطريق الأقصر إلى المنبع، الذي شرب منه كاتب ياسين الطفل و المبدع و الرحالة، ليجوب بخياله أصقاع العالم و يخلد عين غرور التي مازالت تذكره بخير و تغدق بمائها على الصائمين.  
فريد.غ 

Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com