الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
ما إن أخذت الجزائر أنفاسها في معركتها الطويلة ضد الإرهاب و الإنتصار عليه على مدار العشريتين الماضيتين، حتى دخلت في معركة أخرى لا تقل ضراوة و تجندا ضد ظاهرة التهريب و المهربين على الحدود، حيث تبدو الأمور و كأنها حرب واحدة تستنسخ نفسها بأساليب مختلفة.
و بلغة الأرقام تدفع الجزائر فاتورة تهريب الوقود و المواد الغذائية المدعمة نقدا لجيرانها التوانسة و المغاربة و الأفارقة، و هذا ليس بالأمر الجديد، و لعلّ ما يحزّ في النفس هو أن الجزائر لا تزال تستنزف بهذا الشكل الرهيب و الغريب، و هي تواجه أزمة اقتصادية و مالية خانقة أرغمتها على تجميد مشاريع عمومية أو التخلي عنها بعد برمجتها.
ظاهرة التهريب التي تنخر الإقتصاد الوطني منذ أكثـر من ثلاثين سنة ، تكبد الخزينة الجزائرية خسائر بأكثـر من 3 ملايير دولار سنويا ، كما أن الوقود الجزائري المدعم يضمن السّير لأكثـر من 800 ألف سيارة تجوب تونس و المغرب و شمال مالي بأريحية.
و الغريب أن الجزائر البلد النفطي بامتياز هو أيضا بلد يستورد الوقود بالأسعار العالمية بما يعادل 5 ملايير دولار و يبيعها بعشر سعرها.
و قد ساوى وزير الداخلية و الجماعات المحلية بين ظاهرتي الإرهاب و التهريب، قائلا أن الدولة تضعهما في نفس المستوى من حيث الخطورة على الأمن العام للبلاد، و هي عازمة على مكافحة النزيف بنفس العزيمة التي حاربت بها الإرهاب.
و ربّما قد يقللّ البعض من شأن ظاهرة التهريب و سطوة عصابات المهربين الذين يشتغلون بأحدث أساليب تكنولوجيا الإتصالات و يتسلّحون بأسلحة حربية و يتحركون في جماعات دولية منظمة، و قد تبلغ بهم الجرأة أحيانا حدّ الإعتداء على موظفي الدولة و مؤسسات مثل الجمارك و الدرك و حراس الحدود.
وقد أحرقوا ذات مرة مقرات تابعة لمصالح الجمارك الوطنية بولايتين حدوديتين بعد مهاجمتها و محاصرتها.
الجزائر التي تطعم و تسقي جيرانها من غير المعقول أن تبقى تفعل ذلك إلى الأبد، فالوضع الإقتصادي و المالي للبلاد لم يعد يسمح للجزائريين أن يبقوا غافلين عن هذا الأمر، و سيكون من البلادة بمكان أن يستمر استبدال المواد الغذائية المدعمة و الوقود مقابل المخدرات و المهلوسات و المشروبات الكحولية و الأسلحة لقتل الجزائريين بأيديهم و أموالهم.
و معلوم أن عدة دول مجاورة عرفت أزمات اقتصادية خطيرة نجمت عن اضطرابات سياسية و أمنية داخلية، لم تجد إلا الجزائر معينا لها على محنتها المالية و السياسية.
و إذا كانت الأمور تسير على هذا النحو و بهذا الحجم، فإن ظاهرة التهريب تستحق أن تصنف مع ظاهرة الإرهاب المدمرة، و تتطلب تجنيدا أكبر للإمكانيات المادية و البشرية لمحاربتها و بالتالي وقف هذا النزيف الذي لم يعد يحتمله الجسم الجزائري.
و يضاف إلى هذا النزيف الظاهر للعيّان، نزيف آخر أكثـر بكثير من نزيف الحدود البرية التي تقدر بعشرات الآلاف من الكيلومترات، إنه نزيف يتم عبر المطارات و الموانئ و مراكز العبور البرية ، أين يتم تهريب العملة الصعبة في المحافظ من قبل الجزائريين و غير الجزائريين ، زيادة على ظاهرة تضخيم الفواتير من قبل فئة من المستوردين لا تهمها أرباح التجارة بقدر ما يهمّها الزائد عن السعر الحقيقي للسلع.
و من المؤكد أيضا أن هؤلاء المهرّبين لا يقلّون خطورة على أمن و اقتصاد البلاد.
إن وقف هؤلاء المهربين و المستنزفين للمقدرات الوطنية التي هي حق الأجيال القادمة، يعد عملا وطنيا رفيعا من الدرجة الأولى يستحق الدعم و المساندة.
و هو ليس عبئا تتحمّله السلطات العمومية وحدها، بل هو قضية وطنية تفرض على الجزائريين مهما كانت مواقعهم و مسؤولياتهم الدفاع عن أموالهم لأنهم الأولى بها.
النصـر