اعتبرت منظمات و جمعيات وخبراء، أمس، أن قرارات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، خلال لقائه مع المتعاملين الاقتصاديين، تعطي دفعا قويا للاستثمار و...
أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، إبراهيم مراد، أن الجزائر اعتمدت في السنوات الأخيرة مقاربة شاملة ومتعددة الأبعاد للتعامل مع...
أكد وزير التجارة الداخلية وتنظيم السوق، الطيب زيتوني، أمس الإثنين بالجزائر العاصمة، أن الدولة تعتمد خيار تنظيم السوق والتوازن بين حرية المبادرة...
أكد وزير الرياضة، وليد صادي، أمس الاثنين، من خنشلة على انتهاج إستراتيجية لتطوير الرياضة المدرسية والجامعية، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، عبد...
عاد نيكولا ساركوزي إلى “لسع” الجزائر في تصريحات جديدة بشكل يؤكد أنه يعاني من مشكلة نفسية مع هذا البلد. الرئيس الفرنسي السابق والذي يقوم بحملة انتخابية من أجل العودة إلى الإليزي العام القادم (هو الذي تعوّد على تمويل حملاته الانتخابية بأموال عربية) استغلّ فرصة استضافته في لقاء بالإمارات العربية، ليهاجم الجزائر و حتى وإن اعترف أنه كلّما قال كلمة بشأنها اشتعل جدل، إلا أنه لم يتردّد في القول بأن «مسألة تطوير وتحديث هذا البلد مطروحة” وزاد على ذلك بالإشارة إلى أن غلق الحدود بين الجزائر والمغرب مرتبط بقضية الصحراء الغربية التي جدّد دعمه لاحتلالها، بحجة أن المنطقة تعرف ظاهرة الإرهاب التي تستلزم محاربتها، حسب الوصفة الساركوزية، التضحية باستقلال الشعب الصحراوي. ولم يكتف بتقديم نفسه كوصيّ على تطوير الشعوب وتحديثها، بكل ما يعنيه ذلك من بعث للايديولوجية الكولونيالية، بل شرع في توزيع شهادات حسن السلوك على حكّام المنطقة وخصّ صديقه ملك المغرب بالسعفة الأولى حين اعتبر الشعوب التي لا تملك عاهلا من طينة ملك المغرب غير محظوظة!
وسبق لساركوزي أن أطلق تصريحات وصفتها الجزائر بغير اللائقة حين زار تونس بدعوة من الحزب الحاكم في العشرين من جويلية الماضي، اعتبر فيها تونس ضحية لموقعها الجغرافي بين الجزائر وليبيا. وأثارت هذه التصريحات غضبا في الجزائر وحتى بين التونسيين الذين استهجنوا استضافة زعيم يميني فرنسي يهاجم جيرانهم بأسلوب يؤكد أنه لم يحترم مضيفيه.
ويذكر الجزائريون جيدا وعد ساركوزي لثوار ليبيا أثناء الغزو الفرنسي بمظلة أطلسية لهذا البلد بأن الدور القادم سيكون على الجزائر التي رفضت الاصطفاف في طابور المحاربين.
وإذا كانت الأيام قد أثبتت صواب الموقف الجزائري من ثورات الربيع العربي المدعومة من قوى غربية وأنظمة عربية، فإن السيد ساركوزي لم يستعد صوابه بعدُ، والدليل على ذلك أنه لم يشف من مرض السلطة وهو يتنقل بين العواصم في صورة النبيّ المخلّص الذي يمتلك الحلول لمشاكل الشعوب رغم عقاب الفرنسيين له حين رفضوا التجديد له بعد عهدة وحيدة قضى فتراتها الأخيرة في ثوب الرئيس الأقلّ شعبية في تاريخ فرنسا. بل أن الكثير من الفرنسيين وعلى رأسهم فلاسفة ومفكرون يعتقدون أن الظاهرة الإرهابية التي ضربت فرنسا وحوّلـت شبابها من المسلمين إلى قنابل موقوتة ما هي إلا نتيجة لسياسة ساركوزي العدوانيّة تجاه البلدان العربية والإسلامية.
من حق ساركوزي أن يبحث عن صناديق دعم لحملته الانتخابية، وربما نجح في ذلك ليقتل فيما بعد داعميه كما فعل مع القذافي، ومن حقّه أن يرقص في قصور أصدقائه العرب الذين يستفيدون من مدحه الظاهر وهجائه المستتر، لكن الجزائر تبقى عصيّة عليه وعلى عرّابي الاستعمار الجديد الذين يبحثون عن متعاونين في الضفة الجنوبية لنهب ثروات بلدان لا تريد لها قوى غربية التطور الطبيعي نحو الرفاه والديموقراطية، بل أنها باتت تستخدم خطاب الديموقراطية والإصلاح لتدمير بعض الدول لأهداف جيوستراتيجية معلومة.
وبالطبّع فإن ساركو يعرف طبع الجزائريين ويعرف أن الجزائر ليست في المتناول، تماما كما يعرف أن مهاجمتها تخدمه بين الأوساط اليمينية المتطرفة في فرنسا، لذلك لا يتردّد في إخراج لسان السوء في كل فرصة، لعلّه يخدم أرقامه التعيسة في استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات الأولية أمام خصمه في حزب الجمهوريين آلان جوبي.
النصر