أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
يعدّ حلّ جهاز المخابرات في الجزائر، نهاية عهد، ليس للعسكريين الذين اشتغلوا فيه لأنهم كانوا سيتقاعدون مهما طال مكوثهم بالمؤسسة، ولكن لجيل من السياسيين و رجال الإعلام وقادة تنظيمات اجتماعية ومهنية استمدوا قوتهم من قربهم الكاذب أو الحقيقي من هذا الجهاز.
إذ لم يعد خافيا أن الهالة الأسطورية التي نُسجت حول «الدياراس» جعلت الكثيرين يحاولون التظاهر بأنهم مخبرين، والذين اشتغلوا في الإعلام من سنوات التسعينيات إلى أيام الله هذه، يحتفظون بقصص مثيرة لصحفيين وناشرين وسياسيين، يبرهنون على «أطروحاتهم» في قاعات التحرير وفي المقاهي والنوادي بالقول أنهم حصلوا على الخبر اليقين هناك، في إيحاء بأنهم مكلّفون بمهمة في المؤسسة الإعلامية أو الحزب أو الجمعية، أي أنهم لا يقومون بالوظيفة التي يتولونها، بل أنهم منتدبون فقط ، بما يعنيه كل ذلك من تملّص من المسؤولية وتجنّب للمساءلة وتهديد للخصوم.
وبالطبع، فإن هذا الوضع نجم عن قوة تأثير هذا الجهاز في الحياة العامة، وهيمنته على صناعة القرار في سنوات الإرهاب، هيمنة ستتحوّل إلى مشكلة بعد أن أصبح كل نشاط يُنسب إلى ذلك المجهول المعلوم، إلى درجة أن الناس صارت تنسج الأساطير عمن يقف خلف كل مصنع يفتح ومن يقف خلف كل مسؤول يجلس على كرسي وخلف كل حزب وخلف كل فريق رياضي... وحتى وإن اختلطت الحقائق بالخيال، فإن هذه الصورة عن المؤسسة والدولة والمجتمع باتت مشينة، حيث تحوّلت كل النشاطات في أعين العامة إلى تمثيليات يمسك فيها مخفيون بخيوط تحرّك الممثلين من خلف الستار. ولم يسلم النشاط الاقتصادي من ذلك، إلى درجة أن الضمير المستتر بات يدل على كل فعل ظاهر.
هذا الوضع أنجب نخبا مزيفة وتنظيمات سياسية و اجتماعية غير طبيعية لا تملك أسباب الاستمرار من غير دفع وإسناد، وباتت الساحة الوطنية تعاني من قحط سياسي مخيف.
الآن وقد تقرّر إنهاء الأدوار التي لعبتها المخابرات خارج مجالها الحيوي في سنوات الأزمة وما تلاها، فإن مصير جيل كامل من السياسيين والإعلاميين و النشطاء يجب أن يتحدّد، خصوصا وأن بعض الوجوه بدأت تتموقع في المشهد من خلال التنظير للدولة المدنية. وواضح أن هذا الجيل الذي تعود على التحرك بمهماز أو إدعاء ذلك، يبحث عن أسياد جدد لينخرط في لعبة الولاء والطاعة على حساب الممارسة السياسية، أو المهام التي يقتضيها تولي الوظائف وما تتطلبه من قدرات وخبرات ونزاهة.
والمؤكد أن من تعوّد أن يكون مدفوعا سيفقد مع مرور الوقت ميكانيزمات الدفع الذاتي متسببا في مشكلة ميكانيكية يقتضي تصليحها إراحته!
كما أن المرحلة القادمة بكل مخاطرها الاقتصادية والأمنية تستدعي وجود نخب جديدة على جميع المستويات تمتلك الكفاءة الضرورية لإدارة الأزمة وتدبر المخارج، وليس إلى مسلوبي إرادة لا يحسنون سوى عادة تحريك الرأس بالإيجاب. فالأحزاب والجمعيات مطالبة بتوفير كوادر لقيادة المجتمع بمختلف توجهاته ومشاربه، كما أن الدولة الوطنية التي تعرّضت لامتحانات قاسية هددت تماسكها وحتى وجودها، في حاجة اليوم إلى دماء جديدة وهي تعبر إعصارا أريد له أن يضرب المنطقة ويأتي على سيادة و استقلال ووحدة دول.
النصر