التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الاربعاء، رسالة عشية إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 نوفمبر)، قرأها نيابة عنه وزير...
هل نشكر أمريكا و روسيا، لأنهما تكرمتا أخيرا علينا نحن العرب و قررتا وقف الإقتتال بيننا في هذه الحرب الظالمة التي تدمّر الحرث و النسل في بلاد الشام منذ خمس سنوات كاملة؟.
أم أننا نلوم مرّة أخرى العالم الحر الذي أشعل حربا مجنونة ذهب ضحيتها حوالي نصف مليون قتيل من بينهم الأطفال و النساء و العزل و أكثـر من ثلاثة ملايين من الفارين و المهجّرين الذين بلغوا أقصى نقطة في شمال القارة العجوز على الأقدام و خسائر اقتصادية فاقت 600 مليار دولار.
و إلى حد الساعة مازال المتعطشون للسلم و الأمن في العالم العربي المليء بالخراب و الدمار، لا يصدقون إلتزامات أمريكا و روسيا بالضغط على أطراف الصراع بوقف إطلاق النّار حقا و الإلتزام بهدنة
و لو مؤقتة، في انتظار حل سلمي قد يطول لسنوات هو أيضا.
و يتساءلون هل أن القوى العظمى حقيقة شعرت بالذنب و استفاق ضميرها ، و اقتنعت أخيرا أن سياسة الفوضى الخلاقة لم تأت بالديمقراطية المرجوة و لم تُسقط الديكتاتوريات الأخيرة، بل عملت أكثـر على تعاظم الخطر الإرهابي الذي ينتقل من بلد إلى آخر في ظروف مريبة.
و يبدو أن التعاطي الأخير للقوى الغربية و على رأسها الولايات المتحدة ودخول روسيا كلاعب محوري، مع الملف السوري، هو اختبار جدي لمدى نية و مصداقية الفاعلين الحقيقيين في التوقف عن صبّ الزّيت على النّار في عدد من المناطق الساخنة بالعالمين العربي و الإسلامي.
و يمكن تطبيق هذه الفرضية على حالة ليبيا اليوم المهددة بمسلسل لا يقل ديمومة في دمويته، في حال استمرار التدخل العسكري الفاضح من قبل دعاة الحرب على الإرهاب و تتبعه أينما حلّ و كان.
و لذلك تعمل الجزائر اليوم جاهدة و بكل ما أوتيت دبلوماسيتها من وجاهة و مصداقية، على أن لا تتكرر مأساة العراق و أفغانستان و اليمن و سوريا
في ليبيا.
و الشرط الأساسي لتجنب هذا السيناريو الرهيب هو التوقف الفوري للقوات الأجنبية عن الضربات الجوية ضد مواقع آهلة بالمدنيين يتخذها الإرهابيون ملاذا للإحتماء.
و يمكن للجزائر استغلال زيارة وزير الخارجية الروسي ميخائيل لافروف الإثنين المقبل للتحذير من الخيار العسكري في بلد يتشكل من القبائل من جهة و من جهة أخرى الدفع بالخيار السلمي
و تشجيع الفرقاء الليبيين على الإلتفاف حول حكومة مركزية تضمن الحد الأدنى من الأمن
و تصريف الشأن العام.
إن الجزائر باعتبارها البلد الوحيد بالمنطقة الذي ليس له أجندة في ليبيا المتناحرة، تحوز على مصداقية اكتسبتها منذ اندلاع مسلسل التخلص من العقيد القذافي، سوف تؤهلها إلى لعب دور حاسم في معالجة الملف الليبي معالجة سلمية بين الليبيين أنفسهم و وقف مسلسل تقسيم البلاد إلى ثلاث دويلات متناحرة على ثروة النفط .
و بالتالي فإن التحكم في الملف السوري و عدم انتقال فيروس التدخل الأجنبي إلى ليبيا و وقفه نهائيا، يعد انتصارا للطرح الجزائري الذي ثبت على موقف واحد يدعو إلى ترك الشعوب تقرر مصيرها بأيدي أبنائها بعيدا عن التدخل الأجنبي مهما كانت مبرراته.
كما أن الغرب المهووس بإدارة صراعات مسلحة خارج حدوده ، مطالب و هو يحاول إعطاء صورة جديدة في كيفية التعاطي مع الملف السوري، بالكف عن الترويج لصورة نمطية يريد أن يلصقها بالجزائر، و التي لا يرى فيها إلا دركي المنطقة الذي يمكن إقحامه في عمليات خارج الحدود لـتأديب الجماعات المسلحة المارقة.
الأكيد أن الجزائر التي حصّنت حدودها مع دول الجوار، تعمل على إقناع شركائها الدبلوماسيين الذين لجأوا إليها وهم يدقون أبوابها هذه الأيام ابتداء من مساعد وزير الخارجية الأمريكي إلى وزير الخارجية الروسي إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أن استعمال القوة العسكرية معركة خاسرة من بدايتها.
النصر