أكدت مجلة "الجيش" في افتتاحية عددها لشهر أكتوبر أن استكمال مسار بناء الجزائر الجديدة لتحقيق المشروع النهضوي، بعد إعادة انتخاب السيد عبد المجيد تبون رئيسا...
استقبل وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، وفدا عن مجمع "إيفيكو" الإيطالي لتصنيع المركبات، برئاسة المدير...
ثمن رئيس الجمهورية السيد ،عبد المجيد تبون النموذج المالي لمشروع قانون المالية لسنة 2025 الذي لم يتضمن أي زيادات ضريبية تمس الحياة اليومية للمواطن،...
الجزائر تحافظ على شعرة معاوية مع فرنسا و لا يجب السماح للمتطرفين بقطعها استبعد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قيامه بزيارة إلى فرنسا مثلما كان مقررا خلال هذا...
من المتعارف والمتفق عليه أن هدف كل حزب سياسي هو الوصول إلى السلطة، وهو ربما سبب وجوده أصلا، لكن دور الأحزاب السياسية في المجتمعات متعدد الأوجه و مهم، فهي القادرة على هيكلة المجتمع والمواطنين و توجيههم في المجالات السياسية و الايديولوجية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها حسب قناعات كل حزب ومنطلق تفكيره، وحسب المصلحة الوطنية العامة أيضا.
اليوم كـثـر الحديث في الجزائر عن عقم الأحزاب السياسية في تأطير المجتمع والتأثير فيه وعليه، خاصة في السنوات الأخيرة، حتى أضحت وظيفة الحزب منعدمة نتيجة أسباب متعددة ليس المجال للخوض فيها الآن، وقد يترك ذلك لعلماء الاجتماع والسياسة.
لكن ما يهمنا أن البلاد تعيش اليوم وضعا استثنائيا فعلا باعتراف المسؤولين أنفسهم، من الناحية الاقتصادية حيث الأزمة العاصفة نتيجة تهاوي أسعار البترول المصدر الأساسي لدخل الجزائريين أحببنا أم أبينا، ومن الجانب الأمني حيث التهديد الإرهابي يطوقنا من كل جانب، وهو تهديد جدي لا غبار عليه. اليوم والحدود الوطنية كلها ملتهبة تطرح قضية المحافظة على أمن واستقرار البلاد نفسها بإلحاح على الجميع دون استثناء، قد يقول معارض أن هناك سلطة قائمة مخوّلة بذلك وهي من تملك كل الصلاحيات والوسائل لتأمين الوطن والمواطن وذلك من صميم مهامها.. نعم ذلك صحيح لكن للأحزاب السياسية والمجتمع المدني أيضا دور.. لأن الأمر يتعلق بوطن للجميع، عندما يمس يتضرر معه الجميع دون استثناء.
و في الحقيقة إن خطورة الوضع ودقته و تسارع الأحداث لا تترك المجال للدخول في جدال من هذا النوع، لكن المطلوب من الجميع القيام بخطوات حقيقية للمساهمة في ضمان استقرار البلاد والحفاظ على أمنها.
ومعلوم في كل دول العالم أنه لما تتعرض الأمة لخطر داهم يرتدي الجميع من معارضة وموالاة ومحايدين لباس «الجندي المدافع» فقط، بعيدا عن الألوان، وصحيح أن كل الأحزاب اليوم تؤكد في خطاباتها على حساسية الوضع وخطورته وضرورة التوحد لمجابهته، لكن هل خطابات الأحزاب هذه تقنع حقيقة المواطن و تؤثر في سلوكه في نهاية المطاف لأن ذلك هو المهم؟، وبالتالي هل تقوم الأحزاب بدورها الحقيقي في هذا المجال؟ أم أنها كمن يغني في الظلام طردا للفزع؟.
و إن كان يلاحظ تغيّرا في خطابات بعض الأحزاب في المدة الأخيرة نتيجة الأوضاع التي تعرفها البلاد فإن المطلوب اليوم من الأحزاب السياسية والمجتمع المدني البحث عن خطاب جديد بلغة جديدة وبأسلوب مقنع حقيقة، خطاب يشرح الوضع العام ويؤدي في النهاية
إلى إقناع المواطن بواقع ليس سهلا بتاتا. باختصار على الأحزاب السياسية - كقوى اجتماعية في النهاية- أداء دورها كاملا في الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والسياسي بكل الوسائل القانونية المتاحة والابتعاد عن الخطابات الحماسية التي لا تنفع. على القوى المجتمعية ومنها الأحزاب السياسية الانتباه جيدا لدقة الوضع وعدم الاكتفاء فقط بالموقف المحايد، لأن هناك من يقول صحيح إن الوضع صعب لذلك نؤجل مطالبنا السياسية إلى ما بعد ذلك، وليس هذا هو المطلوب ، بل المساهمة بفعالية في معالجة هذا الوضع هي الأنفع..
النصر