الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
مداوروش، مدينة صغيرة تقع أقصى الشرق الجزائري بولاية سوق أهراس الحدودية لا تعني بالنسبة للكثيرين أكثـر من كونها منطقة داخلية بلا خصوصية، أما مادور فلا تذكر سوى في أطر ضيقة داخل الجامعات ومخابر البحث.
لكن الربط بين الإسمين نادر الحدوث، رغم أن الأمر يتعلق بتاريخ ممتد لواحدة من أعرق مراكز العلم في العالم.. الفصل بين المكان وتاريخه عادة جزائرية تجعلنا نتعامل مع بقايا الحضارات على أنها مجرد حجارة متآكلة و أمكنة مهجورة لا تصلح سوى للإنعزال
أو التواري عن الأنظار.
الكثير من الكنوز تركت مهملة أو أزيلت أثناء عمليات الحفر، وتم التخلص منها في صمت، لأنها في نظر من فعلوا ذلك بلا قيمة مقابل إخلاء العقار، كما ترتكب جرائم بشعة في حق مواقع تعد بمثابة الكنز، مقابل البحث عن بدائل لاستقطاب السواح أو أفكار عمرانية غريبة.
فالجزائر ورغم غناها التاريخي، لا تزال حلقة مهملة في السياحة الثقافية، وهو وضع يتحمل المختصون والقائمون على حماية المواقع مسؤوليته بعد أن أسقط هذا الجانب ولسنوات من الاهتمام، فباستثناء بعض الآثار القائمة بتيمقاد وجميلة و تيبازة و شرشال، تظل نقاط كثيرة محجوبة عن الضوء وغير معروفة، بل و تعامل على أنها مواقع ملغمة، فيتم الاكتفاء بتسييجها ووضع حارس نادرا ما يمارس مهامه ، لتسكنها الأشواك و الأحراش والحيوانات الضالة وينفرد المنحرفون والمجانين بنعمة دخول فضاءات تحاكي التاريخ بكل فصوله.
من يطلّع على القيمة الفعلية لـ «مادور» يكتشف أن هناك..و في تلك المنطقة التي تعمها العشوائية العمرانية اليوم ولدت أول جامعة إفريقية، وأن المدينة نشأ بها وتكون أول روائي في تاريخ الإنسانية «ليكسوس أبوليوس» ، والنحوي «ماكسيموس» وعالم الفلك «ماتييانوس كابيلا» و غيرها من الأسماء ذات التأثير في مختلف العلوم والمعارف، إضافة إلى القديس أوغستين الذي يعد سبب تعلق المسيحيين بالمنطقة، حيث يروي عمال بالمكان أن أساقفة من كنائس أوروبية يحجون كل سنة للمكان وأن عدد الزوار الأجانب في تزايد وبلغ العام الماضي حوالي 8آلاف زائر. هؤلاء اختاروا الموقع لأنهم يعرفون تماما أبعاده الثقافية والدينية، بينما يبقى المكان مجهولا بالنسبة للجزائريين.. ولا يوجد حتى ما يدل عليه
في الطريق أو مداخل المدينة.
ولا تعد مداوروش حالة منفردة، فكل حجر في هذا البلد يعبر عن حقبة أو ثقافة معينة.. من أصغر نقطة في الشمال إلى أوسع رقعة في الصحراء، قليلون جدا من يعرفون أن أول دولة منظمة في الصحراء تكونت في قلب الجزائر وأن لكل قائد أو فيلسوف أو عالم قصة مع هذه الأرض وشعبها ، لكن ما ينقصنا هو الاهتمام وحماية آثارنا من النهب، و استرجاع ما سلبه المستعمر مع وضع حد لشبكات تسرق الكنوز لتثـري سجل متاحف أوروبية وترضي شغف أجانب بمقتنيات لا يمكن أن نجدها، إلا في الجزائر الكبيرة بمساحتها وعمق جذورها.
في السنوات الأخيرة، تفطنت الجهات الأمنية والثقافية لحالة النهب التي تطال آثارنا وباشرت السلطات إجراءات لاستعادة قطع ولوحات سرقت في سياقات وظروف مختلفة، كما تم استحداث فصيلة لحماية الآثار بجهاز الدرك تمكنت من إحباط عمليات سرقة لتماثيل ومقتنيات ثمينة وكثفت الجمارك حصارها على الحدود، لكن يظل الأهم غائبا.. وهو التعريف بكل هذا الثـراء و استغلاله علميا وسياحيا ليتحول إلى مصدر للثـروة.. بعيدا عن النهب.
النصر