أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
إن سلوك التضامن أو التكافل ليس بغريب على الجزائريين ،الذين كانت لهم هبات لم يشهد العالم نظيرا لها، انطلاقا من تضامنهم والتفافهم مع المجاهدين في ثورة التحرير، ومساندتهم الفعالة لحركات التحرر من الاحتلال كالقضية الفلسطينية أو قضية الصحراء الغربية الجارة، والتفافهم حول وطنهم زمن الأزمات الكبرى والكوارث الطبيعية، كما أنهم ما انفكوا يتضامنون لتشييد المساجد، وعلاج المرضى وإقامة الولائم..
وبإقبال شهر رمضان كمناسبة دينية تتضافر الجهود بين المواطنين والهيئات المسؤولة لإحياء مظاهر التضامن والتعاون والمثال المشهور هنا هو قفة رمضان، وهو مصطلح جزائري تتناوله المؤسسات الرسمية والجمعيات الخيرية بكثرة؛ لأنه جاء بسبب رمضان، والأجر في رمضان لا يحتاج إلى بيان وتذكير.
ورغم أهمية أوجه التضامن المادية هذه إلا أن هناك تضامنا لا يقل أهمية حري تحقيقه عمليا، بل قد يكون أهم من التضامن المادي وهو التضامن الأدبي الفردي والجماعي، المتخطي للحدود المكانية والزمانية.
هذا التضامن نحن بحاجة ماسة إليه اليوم؛ لأن بمثله نجحت الأمم الغربية وانتصرت على محطات ولحظات انهزامية عسيرة حكموا فيها لغة التضامن بمقاييس أخرى نتجاهلها نحن ونضع بيننا وبينها خطا أحمر، والخوض فيها محرم فتعطلت عجلة نمو وازدهار فكري هي أحد مقتضيات الاستثمار في العنصر البشري .
نحن بحاجة إلى التعلم كيف نجعل من عثراتنا وإخفاقاتنا أو «هزائمنا « دفعا قويا وحافزا لإعادة هيكلة وبناء التفوق والنصر وهذا لن تستطيع المادة أن تفك شفرته ببساطة لأنه عنصر معنوي غير ظاهر، هنا نجد أن القرءان فك رموزه وتراه يضع الدواء على موضع الداء بدقة عجيبة قال الله تعالى: ((وَاعْتَصِمُوْا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيْعًا وَلاَ تَفَرَّقُوْا وَاذْكُرُوْا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوْبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا))، وقوله: ((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم.))،
وقوله تعالى: ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى))،كما بين رسول صلى الله عليه وسلم ذلك :"مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" فهي أعلى مراتب التضامن المعنوي، فسهر المؤمن لكربة أخيه لا تكون إلا معنويا أولاً ثم يليها التضامن والتكافل المادي، إذن فالتعاون الرئيس يكون معنويا ومنه يتجسد ماديا، فلنتعلم إذا فشل أحد الأبناء في تحقيق تفوق دراسي فتضامن ذويه معه يخلق من الفشل نصرا قد يكون خارقا، فليتضامن الغني مع الفقير لا بالمادة فقط بل معنويا وقد يضرب مثل هنا في أرقى أنواع التضامن فيكفي الغني أن يتضامن مع عامة الفقراء أن يكف عن اقتناء بعض المواد التي اتخذ منها تجار رمضان ذريعة للربح، بتصرف منه قد ينزل من قيمة السلع في السوق فتكون متاحة للجميع بسعر يستطيعه حتى الفقير .
فلنتضامن مع أبنائنا المرابطين على حماية البيضة من شر المتربصين تضامنا يرفع من معنوياتهم ونبدي فيه اهتمامنا بدورهم الجبار، بمدحهم و بإيلائهم أهمية في مجالسنا في الأفراح و الأحزان، في المساجد حتى، تضامن يثمر نتائج لا تتوقع . فلنتضامن ونجلس مع أبنائنا الشباب الطامحين لدخول قفص الزواج نتضامن معهم نعلمهم نبوح لهم بمقتضيات الزواج نعرفهم ما الزواج ما يمكن أن يقع في مشوارهم وكيف لهم التعامل مع الظروف . فلنتضامن مع أبنائنا المخطئين المغرر بهم من نواح كثيرة المغرر بهم في ميدان المحذرات، نبسط لهم يد المساعدة يد التضامن ونأخذ بأيديهم إلينا دون نبذهم، نؤسس لهم مجالس حوار ومناقشة لإعادتهم تدريجيا إلى المجتمع فحب التوبة قد تصطاده جماعة من تيار آخر فترمي به فريسة في ميدان التكفيريين ومن والاهم وهو ما لا يحمد عقباه.
هذه نماذج فقط، فيمكن لنا أن نطور من المجتمع ليكون مصدر تكوين من طراز عال يتكون فيه جميع الأطياف فقط بتضامن من نوع آخر يغيب عن الفرد الجزائري.
بن يسعد فوزي، إمام مدرس